الغضب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عن مولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه قَالَ: «سَمِعْتُ أَبِي سلام الله عليه يَقُولُ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله رَجُلٌ بَدَوِيٌّ فَقَالَ: إِنِّي أَسْكُنُ الْبَادِيَةَ فَعَلِّمْنِي جَوَامِعَ الْكَلامِ. فَقَالَ: آمُرُكَ أَنْ لا تَغْضَبَ. فَأَعَادَ عَلَيْهِ الأعْرَابِيُّ الْمَسْأَلَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى رَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: لا أَسْأَلُ عَنْ شَيْ‏ءٍ بَعْدَ هَذَا، مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله إلاّ بِالْخَيْرِ.

قَالَ سلام الله عليه: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ: أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَشَدُّ مِنَ الْغَضَبِ؟ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ فَيَقْتُلُ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَيَقْذِفُ الْمُحْصَنَةَ».


وعن الباقر (ع): إن الرجل ليغضب حتي مايرضي أبدا ويدخل بذلك النار فأيما رجل غضب وهو قائم فليجلس فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان وإن كان جالسا فليقم وأيما رجل غضب علي ذوي‌ رحمه فليقم إليه وليدن منه وليمسه فإن الرحم إذا مست الرحم سكنت
الغضب حالة في النفس تثيرها أمور منتظرة , فتخرج العقل عن استقامته , وتصد الغضوب عن رشده وصوابه , وتفقده سلطانه على فكره وادراكه فيختل مزاج الانسان ..
والناظر في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف يجد أن أصول هذا العلم مبثوثة فيه، فقد أطلق النبي (ص) كلمته المشهورة: "لا تغضب" منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، أشار فيها إلى تجنب أسباب الغضب، وتحويل مساره من غضب مذموم إلى غضب محمود ملتزمٍ بأدب الشرع والعقل.
كما إنّ القرآن الكريم رسم لنا العديد من الطرق لتحويل مسار الغضب، فتحدَّث عن العفو والصفح والحِلْم وكظم الغيظ في كثير من آياته.



جزاكم الله خيرا
وفقكم الله تعالى في الدارين
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن

نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا