العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه

منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-2011, 03:26 PM   #11

 
الصورة الرمزية لؤلؤة الشرق

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 148
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق - كركوك
االمشاركات : 651

افتراضي

سورة البقرة
244
((وَ)) إذا علمتم أن الهرب من الموت لا ينفع فـ ((قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)) ولا تهربوا خوف الموت ((وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ)) لأقوالكم ((عَلِيمٌ)) بنيّاتكم وأعمالكم.


سورة البقرة
245
إن القتال بإعطاء المال والنفس في سبيل الله هدراً وإنما المقاتل والعامل للبِر، يقرض الله بما يذهب منه ثم يرجعه سبحانه إليه فـ ((مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا))، أي أيُّ شخص ذاك الذي يقرض الله وينفق نفسه وماله في سبيله قرضاً حسناً لا لرياء وسمعة ولا بمنّ وإكراه وشائر ما يشين القرض ((فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً)) ربما بلغت الملايين، وعماذا تخافون في قرض أموالكم؟ هل من الفقر؟ ((وَاللّهُ يَقْبِضُ)) فيُفقر ((وَيَبْسُطُ)) فيُغني فلا ينفعكم البخل ولا يضرّكم القرض والسخاء، أم تخافون في قرض أنفسكم لله من الموت؟ ((وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) فيعطيكم أفضل مما أخذ منكم، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لأحد أولاده: "أعِر الله جمجمتك" .



سورة البقرة
246
وهنا قصة حياة وموت أخرى تناسب القصة السابقة ((أَلَمْ تَرَ))، أي ألم تعلم -كما تقدم- ((إِلَى الْمَلإِ))، أي الجماعة ((مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى)) النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ((إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ)) هو إشموئيل وبالعربية إسماعيل ((ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا))، أي سلطاناً ((نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)) تحت لوائه حيث أذلّهم الجبابرة وأخرجتهم من بلادهم وقتلتهم وسبيت ذراريهم ونسائهم، وكان النبي في ذلك الزمان ينظّم أمور الدين والملك ينظّم أمور الجيش والسلطة ((قَالَ)) النبي ((هَلْ عَسَيْتُمْ))، أي لعلكم ((إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ)) أراد بذلك أخذ العهد عليهم في المقاتلة إن عيّن لهم ملك عليهم ((قَالُواْ))، أي قال الملأ في جواب النبي ((وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ))، أي ليس بإمكاننا أن نترك القتال ((وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا)) أخرجَنا الأعداء من بلادنا ((وَأَبْنَآئِنَا))، أي أخرجنا من أبنائنا حيث قُتل بعضهم وسُبي البعض، فسأل النبي الله عن ذلك، فاستجاب الله دعائه وعيّن لهم ملكاً وكتب عليهم القتال ((فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ)) أدبروا وكرهوا القتال ((إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)) الذين فرّوا من الجهاد بعد طلب منهم وإلحاح.



سورة البقرة
247
((وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ)) إشموئيل ((إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ)) وعيّن عليكم ((طَالُوتَ مَلِكًا)) وكان من أبناء "إبن يامين" أخي يوسف (عليه السلام) ولم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة، فإنّ النبوة كانت في أولاد "لاوي" إبن يعقوب (عليه السلام)، والمملكة كانت في أولاد "يهوذا" إبن يعقوب (عليه السلام) ((قَالُوَاْ أَنَّى))، أي كيف ((يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا)) ويُجعل سلطاناً وملكاً لنا ((وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ)) لأنّا من أسباط النبوة والمملكة ((وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ)) فهو فقير لا مال له ولا الملك يحتاج الى المال ليدير شؤون السلطة ((قَالَ)) النبي في جوابهم ((إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ)) والله لا يصطفي إلا من هو الأصلح بحال عباده ((وَزَادَهُ بَسْطَةً))، أي سعة وزيادة ((فِي الْعِلْمِ)) والمملكة تحتاج الى علم الملك ليتمكن به من إدارتها ((وَالْجِسْمِ)) فهو رجل سمين يهابه الناس، شجاع يخافه الأعداء وهذه الأمور هي مقومات المُلك لا المال، فإنّ العلم والشجاعة والهيبة تأتي بالمال وليس العكس ((وَ)) ليس كونه من "إبن يامين" نقصاً فكما جعل الله المُلك في بيت "يهوذا" سابقاً يجعله في "طالوت" حالاً فإن ((اللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء)) وليس إحتكاراً على أحد ((وَاللّهُ وَاسِعٌ)) قدرة وعطاءاً فيهب المُلك لمن يشاء ((عَلِيمٌ)) بمصالح العباد فلا يجعل شيئاً إلا إذا كان صالحاً.



سورة البقرة
248
((وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ)) إشموئيل زيادة في الدلالة على جعل الله "طالوت" ملكاً عليهم ((إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ)) وإنّ الله تعالى جعله ملكاً ((أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ)) وهو تابوت أنزله الله على أم موسى فوضعت موسى فيه حين ألقاه في البحر وكان في بني إسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى إستحقوا به وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت بينهم فلما عملوا بالمعاصي واستخفّوا بالتابوت رفعه الله عنهم ثم جعل ردّ التابوت عليهم دليلاً على أنه جعل الله طالوت ملكاً ((فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ)) تسكنون إليه وتعلمون أنكم منصورون بسببه ويكون دليلاً على مُلك طالوت ((وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ)) عصا موسى والألواح طست خاص بالأنبياء وأشياء أخر، فإنها وصلت بالإرث الى آل هذين النبييّن المعظّمين وهم جعلوها في التابوت ((تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ)) حملاً واقعياً أو حملاً ظاهراً بأن رأى بنو إسرائيل الملائكة بين السماء والأرض أتت بالتابوت ((إِنَّ فِي ذَلِكَ)) التابوت الذي رجع إليكم بعد فقده ((لآيَةً لَّكُمْ)) على أنّ طالوت ملك ((إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) مصدّقين، أي إن كنتم مؤمنين قلباً تصدّقون ذلك.



سورة البقرة
249
((فَلَمَّا)) رأى بنو إسرائيل التابوت صدّقوا وإنضووا تحت لواء طالوت وتحركوا نحو الجهاد مع أعدائهم ولما ((فَصَلَ)) خرج وانفصل عن المدينة ((طَالُوتُ بِالْجُنُودِ)) الذين كانوا معه ((قَالَ)) طالوت ممتحناً للجنود حتى يتبيّن مقدار صبرهم وثباتهم على المكاره وأنهم إن جازوا من نهر الماء عطشاً يوثق بهم في الحرب وإن لم يسمعوا ولم يتمكنوا من الصبر على عطش قليل فهم أحرى بأن لا يصبروا أمام السيوف والرماح ((إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم)) ممتحنكم ((بِنَهَرٍ)) من ماء في طريقكم ((فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي)) ممن يتبعني ولينصرف ((وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ))، أي لم يذق طعم ذلك الماء ((فَإِنَّهُ مِنِّي)) ويتّبعني ((إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً)) واحدة ((بِيَدِهِ)) فشربها فقط لا أكثر من ذلك ((فَشَرِبُواْ مِنْهُ)) من النهر ((إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ)) الذين أطاعوا أمر طالوت فلم يشربوا إلا غرفة واحدة وهؤلاء الذين أطاعوا هم الذين إتبعوا طالوت الى الحرب أما من عصاه فلم يتبعه ((فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ))، أي جاوز طالوت النهر ((وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ)) ممن تبعه ولم يشرب الماء إلا غرفة ((قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ)) وهو رئيس الكفار ((وَجُنودِهِ)) لما رأوا من كثرتهم ((قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ)) من أصحاب طالوت، وفي قوله "يظنون" إشارة الى أن الظن بالمعاد كافٍ في تحفيز الإنسان نحو الجهاد والأعمال الصالحة، وملاقات الله كناية عن القيامة لأنهم يلاقون جزاء الله ((كَم مِّن فِئَةٍ))، أي جماعة ((قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ))، أي بنصره ((وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)) الذين يصبرون على المكاره ويثبتون عند ملاقات الكفار، وبهذا الكلام شجّعوا أنفسهم وأصحابهم لمقابلة جالوت وجنوده.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
سأدخل في أصعب مرحلة في حياة كل طالب للعلم
(( السادس العلمي )) اتمنى منكم اخواني واخواتي الدعاء لي بالموفقية والنجاح
واعذروني على مشاركاتي القليلة في الصرح المبارك
سأستعد منذ اليوم لخوض سباق الاجتهاد من اجل تحقيق الأهداف
دعمكم المميز لي هو الدعاء فلا تحرمونا منه
لؤلؤة الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 03:28 PM   #12

 
الصورة الرمزية لؤلؤة الشرق

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 148
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق - كركوك
االمشاركات : 651

افتراضي

سورة البقرة
250
((وَلَمَّا بَرَزُواْ))، أي ظهروا في محل الحرب ((لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)) الكثيرة ((قَالُواْ))، أي قال طالوت والمؤمنون ((رَبَّنَا أَفْرِغْ))، أي أصبب ((عَلَيْنَا صَبْرًا)) لنكون صابرين في الحرب ((وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا)) حتى لا نفر ((وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) فاستجاب الله سبحانه دعائهم.



سورة البقرة
251
((فَهَزَمُوهُم))، أي هزم طالوت والمؤمنون، جالوت والكافرين ((بِإِذْنِ اللّهِ)) ونصره ((وَقَتَلَ دَاوُدُ)) النبي (عليه السلام) وهو أبو سليمان (عليه السلام) ((جَالُوتَ)) رئيس الكفار فإنّ داود أخذ حصاة ورماها بالمقلاع نحو جالوت فأصابت جبهته وكانت فيها ياقوتة فانتشرت ووصلت الى دماغه وخرّ ميّتاً وهُزم الكفار ((وَآتَاهُ))، أي أعطى ((اللّهُ)) داود (عليه السلام) ((الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ)) فصار نبيّاً وملكاً ((وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء)) من العلوم الدنيوية والأخروية ((وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ)) بأن يدفع الكافرين المفسدين بسبب المؤمنين المصلحين ((لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ)) لما يوجدون فيها من القتل والحرق والسبي والإفساد ((وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)) فيدفع الفاسد بالصالح لتبقى الأرض عامرة وينمو الزرع والضرع.



سورة البقرة
252
((تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ))، أي تلك التي ذُكرت من إماتة الأحياء دفعة وإحياء الموتى دفعة وتمليك طالوت ونُصرة المؤمنين على أعدائهم دلالات الله على وجوده وقدرته وعلمه وسائر صفاته ((نَتْلُوهَا)) نقرأها ((عَلَيْكَ)) يارسول الله ((بِالْحَقِّ))، أي بالصدق فلا كذب فيها وأُنزلت لأجل الصدق لا لأجل الباطل والكذب والغش ((وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)) حيث تخبر بهذه الأخبار عن غيب بدلالة الله لك ووحيه إياها إليك.



سورة البقرة
253
((تِلْكَ الرُّسُلُ)) الذين أُشير إليهم في قوله: (إنك لمن المرسلين) ((فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)) فهم وإن إشتركوا في أصل الرسالة إلا أنهم مختلفون في الفضيلة ((مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ)) إياه وهو موسى (عليه السلام) وحيث أن هناك محل سؤال هل يمكن للإنسان أن يرتقي هذا المرتقى العظيم حتى يكلّمه الله سبحانه ألمحت الآية الى ذلك قائلة ((وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)) لا درجة واحدة، حتى سببت تلك الرفعة أن يتمكن من مكالمة الله مباشرة ((وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ)) وإنه لمن تفنن القرآن الحكيم في التعبير حيث لم يصرّح باسم موسى وصرّح باسم عيسى (عليه السلام) والبيّنات هي الدلالات الواضحات على نبوّته من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ((وَأَيَّدْنَاهُ))، أي قوّيناه فإن التأييد بمعنى التقوية ((بِرُوحِ الْقُدُسِ))، أي روح مقدسة -كما مر سابقاً- فلم يكن إنساناً عادياً ولا خالقاً ورباً وإنما نبي مؤيّد من عند الله سبحانه، وحيث كان هنا مجال سؤال هو أن الأنبياء حيث أتوا بالدلالات لم يكن مجال لتشكيك الناس فيهم فكيف تقع الحروب بين الناس حول الأنبياء إثباتاً أو نفياً أو إثباتاً لنبي دون نبي، أتى السياق مشيراً الى جواب ذلك ((وَلَوْ شَاء اللّهُ)) بأن ألجأَ الناس واضطرهم على الإنقياد والإهتداء ((مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم))، أي من بعد الرسل، أي بعد مجيء كل واحد منهم ((مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ))، أي جاءت الناس الأدلة الواضحة ((وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ))، أي الناس ((فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ)) بالرسول ((وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ)) تكريراً للتأكيد وأن المشيئة الإلجائية لم تتعلق حول التشريع وإن تعلّقت حول التكوين ((وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)) من إعطاء الإختيار بيد الإنسان ليؤمن من آمن عن إختيار ويكفر من كفر عن إختيار ليثبت الجزاء والحساب وبم يذكر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأن الخطاب موجّه إليه (وإنك لمن المرسلين).



سورة البقرة
254
وحيث إن القتال يحتاج الى الإنفاق يزاوج القرآن الحكيم في آياته بين الأمرين كثيراً ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم)) من مختلف أنواع الرزق، ولعل عمومه يشمل مثل التعليم والشفاعة ونحوها فإن العلم والوجاهة من رزق الله سبحانه ((مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ)) حتى يشتري الإنسان نفسه بشيء فيجنّبها من عذاب الله سبحانه ((وَلاَ خُلَّةٌ))، أي صداقة فيراعي الصديق المُذنب لأجل صديقه، أو صداقة بين الله وبين أحد حتى يراعيه ويغفر ذنبه لصداقته ((وَلاَ شَفَاعَةٌ)) كشفاعات الدنيا حيث أن الشفيع ينبعث من نفسه فيشفع للمذنب، فإن هناك لا يشفعون إلا لمن إرتضى ((وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) فليس حرمان الكافر في ذلك اليوم لأجل الظلم من قِبَل الله سبحانه بل الكافر هو الظالم الذي إستحق العقاب بكفره وظلمه نفسه حيث حرمها من نيل المثوبة.



سورة البقرة
255
((اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)) فالأمور في يوم القيامة كلها بيده لا يُشارك فيما يفعل ولعل هذا هو وجه الإرتباط بين هذه الآية والآية السالفة ((الْحَيُّ)) الذي لا يموت فلا يمكن التخلص منه ((الْقَيُّومُ)) القائم على الأمور يعلّمها جميعاً فلا يمكن الإختفاء منه ((لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ)) وهي النوم الخفيف المسمّى بالنعاس ((وَلاَ نَوْمٌ)) وقدّم الأول تقدّمه في الخارج ((لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)) فهو الخالق والمالك الوحيد الذي لا يشاركه أحد، والظرف هنا يتبع المظروف فليست السماوات والأرض خارجتين عن المُلكيّة ((مَن ذَا))، أي أيُّ شخص ((الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ)) يوم القيامة ((إِلاَّ بِإِذْنِهِ)) إنكاري فإنهم لا يشفعون إلا لمن إرتضى ((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ))، أي ما يقدّمون من أعمال خير وشر وما يخلفون من بعدهم كبناء مدرسة أو مخمر يبقيان بعده ((وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ))، أي بما يعلمه من الماضي والحاضر والآتي ((إِلاَّ بِمَا شَاء))، أي بما أراد من إطّلاع الناس عليه فإنّ علم الشخص حتى بالضروريات مما تتعلق به مشيئة الله سبحانه فإنه هو الذي جعل الإنسان بحيث يعلم الأمور في الجملة ((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)) الكرسي كناية عن السلطة والمُلكية يُقال كرسي فلان يسع العراق إذا كان ملكاً عليها، أي إنّ سلطة الله سبحانه تشمل جميع الكون، فإنه لا يخلو من سماء وأرض ((وَلاَ يَؤُودُهُ))، أي لا يشق عليه تعالى، من آده يأده، إذا أثقله وجهده ((حِفْظُهُمَا))، أي حفظ السماوات والأرض بالتربية والتنمية والإصلاح ((وَهُوَ الْعَلِيُّ))، أي الرفيع مقاماً ((الْعَظِيمُ)) الشأن

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
سأدخل في أصعب مرحلة في حياة كل طالب للعلم
(( السادس العلمي )) اتمنى منكم اخواني واخواتي الدعاء لي بالموفقية والنجاح
واعذروني على مشاركاتي القليلة في الصرح المبارك
سأستعد منذ اليوم لخوض سباق الاجتهاد من اجل تحقيق الأهداف
دعمكم المميز لي هو الدعاء فلا تحرمونا منه
لؤلؤة الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 03:30 PM   #13

 
الصورة الرمزية لؤلؤة الشرق

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 148
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق - كركوك
االمشاركات : 651

افتراضي


سورة البقرة
256
((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)) فإنّ الله لم يُلجأ الخلق الى إعتناق الدين بل جعل فيهم الإختيار والإرادة فإن شاؤوا دانوا وإن لم يشاؤوا لم يدينوا ((قَد تَّبَيَّنَ))، أي وضح ((الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ))، أي الهداية من الضلالة والإيمان من الكفر والحق من الباطل ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ)) وهو كل ما يُعبد من دون الله ((وَيُؤْمِن بِاللّهِ)) وحده، وقدّم نفي الكفر لأن النفي مقدّم على الإثبات كما قدّم في كلمة (لا إله إلا الله) ((فَقَدِ اسْتَمْسَكَ))، أي تمسّك واعتصم وأخذ ((بِالْعُرْوَةِ)) وهي المسكة لمثل الكوز ((الْوُثْقَىَ))، أي الوثيقة التي لا تنفصل فقد شبّه الخير بإناء للسقي أو الطعام له عروة فالإيمان بالله عروة وثقى للخير لأنه ((لاَ انفِصَامَ لَهَا)) ولا إنقطاع بل يدوم الإستفادة من الخير بسبب الإيمان في الدنيا والآخرة بينما الإيمان بالطاغوت عروة واهية تنفصم إذا فارق الإنسان الحياة الدنيا ينقطع الخير الذي يناله الإنسان -فرضاً- بسبب الكفر ((وَاللّهُ سَمِيعٌ)) لأقوالكم ((عَلِيمٌ)) بنيّتكم وأعمالكم.



سورة البقرة
257
((اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ)) يلي أمورهم وينصرهم ويُعينهم ((يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ)) ظلمات الحياة ومشاكلها، من ظلمة العقيدة، وظلمة القول، وظلمة الدنيا كلها ((إِلَى النُّوُرِ)) نور الهداية، ونور الآخرة ((وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ))، أي إن جنس الطاغوت يكون أولياء يكون أولياء لهم، فإن الطواغيت من الجن والإنس يتولّون أمورهم وضلالهم وحيث أن الطاغوت أُريد به الجنس جاز الإتيان بصيغة الجمع في "أوليائهم" صفة له ((يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ)) الكامن في فطرتهم، ومن نور الدنيا ((إِلَى الظُّلُمَاتِ)) ظلمات الكفر والضلال في الدنيا، وعذاب الله في الآخرة ((أُوْلَئِكَ)) الذين كفروا ((أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) الى الأبد فلا منجي لهم ولا مخلّص.



سورة البقرة
258
سبق الحديث عن الإيمان والكفر، فلتناسب المقام قصة حوار حول هذا الموضوع بين إبراهيم (عليه السلام ) ونمرود ((أَلَمْ تَرَ))، أي ألم تعلم، وقد تقدّم أن هذه العبارة تذكر لإفادة العلم ((إِلَى الَّذِي حَآجَّ)) من المُحاجّة بمعنى المجادلة والمخاصمة ((إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ))، أي في باب رب إبراهيم (عليه السلام) الذي كان يعبده، أو رب الذي حاجّ وإن كان الأول أقرب ((أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ))، أي حيث أنّ الله أعطى نمرود المُلك والسلطة بطر فأنكر وجود الخالق وجعل يجادل نبيّه إبراهيم (عليه السلام) حول وجود الله سبحانه فقد قابل الإحسان بالإساءة ((إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)) في جواب نمرود حيث قال له: مَن ربُّك؟، والمراد بالإحياء إحياء الجماد فإنّ كلّ حي أصله التراب والماء إذ التراب بسبب الماء ينقلب عشباً والعِشب ينقلب نطفة إنساناً أو حيواناً ((قَالَ)) نمرود ((أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)) فأخرج نفرين من حبسه وضرب عنق أحدهما وأطلق الآخر وكان هذا مغالطة من نمرود إلا إنّ إبراهيم (عليه السلام) أراد أن يلزمه بحجّة لا يتمكن حتى من المغالطة فيها فـ ((قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ)) هكذا يظهر للأبصار سواءً دارت هي أو دارت الأرض كما يقوله بعض علماء الفلك ((فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)) إن كُنتَ إلهاً خالقاً ((فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ))، أي تحيّر نمرود ولم يحر جواباً ((وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) الذين ظلموا أنفسهم بتعاميهم عن الحق فإنه سبحانه لا يلطف لطفه الخاص بمثل هؤلاء وإن أتمّ عليهم الحجة وأراهم الطريق.




سورة البقرة
259
((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ))، أي ألم ترالى الذي مرّ على قرية، والمعنى إن شئت فانظر الى الذي حاجّ وإن شئت فانظر الى الذي مرّ على قرية وهو عُزير النبي (عليه السلام) أو أرميا ((وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا))، أي ساقطة حيطانها على سقوفها وأهلها موتى والسباع تأكل الجيف ففكر في نفسه ساعة ((قَالَ أَنَّىَ))، أي كيف ((يُحْيِي هَذِهِ)) الأموات ((اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا)) وكان ذلك منه تعجباً لا إنكاراً ((فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ)) حتى بلي ونخرت عظامه ((ثُمَّ بَعَثَهُ)) أحياه كما كان ((قَالَ)) الله سبحانه له بإيجاد صوت في الجو ((كَمْ لَبِثْتَ)) في مبيتك ومنامك ((قَالَ)) النبي ((لَبِثْتُ يَوْمًا)) ثم نظر فإذا هو نام صباحاً والآن قبل غروب الشمس فأضرب قائلاً ((أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ)) الله سبحانه ((بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ)) وقد كان معه طعام وشراب وحمار، فكان الطعام والشراب باقيين كما هما وكان الحمار قد مات وتفرقت عظامه ونخرت دلالة على كمال قدرة الله سبحانه ((فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ)) لم تغيّره السنون، والإتيان بلفظ المفرد باعتبار كل واحد منهما ((وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ)) كيف مات ونخرت عظامه ((وَلِنَجْعَلَكَ)) أيها الرسول ((آيَةً لِّلنَّاسِ))، أي حُجّة حيث أحييناك بعد مائة عام حتى يعرف الناس أنّ الله قادر على بعث الأموات ((وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ)) لحمارك المتفتتة ((كَيْفَ نُنشِزُهَا))، أي كيف نرفع بعضها الى بعض لنركّب منها الهيكل العظمي للحمار ((ثُمَّ نَكْسُوهَا))، أي نلبس العظام ((لَحْمًا)) حتى يستوي حماراً حيّاً ((فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ))، أي وضح له إحياء الأموات عياناً ((قَالَ)) النبي ((أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))، أي علماً عيانياً وإلا فقد كان يعلم ذلك قبل السؤال.



سورة البقرة
260
((وَ)) اذكر يارسول الله ((إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى)) فإنه (عليه السلام) رأى جيفة تمزّقها السباع فيأكل منها سباع البر وسباع الهواء ودواب البحر فسأل الله إبراهيم فقال: يارب قد علمت أنك تجمعها من بطون السباع والطير ودواب البر فأرني كيف تحييها لأُعاين ذلك ((قَالَ)) الله سبحانه ((أَوَلَمْ تُؤْمِن)) على نحو إستفهام التقرير، ليقول آمنت، كقوله: "ألستم خير من ركب المطايا" ((قَالَ)) إبراهيم (عليه السلام) ((بَلَى)) أنا مؤمن ((وَلَكِن)) أسأل ذلك ((لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)) ويكون يقيني عين اليقين فإن الإنسان الذي يعلم أن النار -مثلاً- حارة، يسمى ذلك علم اليقين، فإذا رآها سمّي حق اليقين، فإذا أدخل يده فيها فاحترقت سمّي عين اليقين، وورد أنه (عليه السلام) علم أنّ الله يتخذ عبداً له خليلاً إذا سأله إحياء الموتى أحياها فأراد أن يطمئن أنه هو ((قَالَ)) الله سبحانه ((فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ)) الطاووس والحمام والغراب والديك فاذبحهنّ وقطّعهنّ واخلطهنّ بعضاّ ببعض ((فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ)) من صرته بمعنى قطعته و(إليك) إنما هو من مستلزمات القطع، فإنّ الإنسان إذا أراد أن يقطع شيئاً قطعاً جيداً ويخلطه لابد وأن يجذبه إليه ولعله كناية عن القطع الجيد والتخليط البالغ ((ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ)) من عشرة جبال ((مِّنْهُنَّ جُزْءًا)) وإنما ذلك يدل على أن الأجزاء الميتة تجتمع من محلات متباعدة وقت الحشر ((ثُمَّ ادْعُهُنَّ)) بأن تأخذ بمنقار كل واحد من الطيور الأربعة في يدك وتدعوه باسمك ((يَأْتِينَكَ)) يجتمع الأجزاء من الجبال ((سَعْيًا)) مسرعات ((وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ)) لا يمتنع عليه شيء ((حَكِيمٌ)) فيما يفعل فلا يفعل شيئاً إعتباطاً وعبثاً، ففعل إبراهيم (عليه السلام) ذلك فتطايرت الأجزاء بعضها الى بعض حتى استوت الأبدان وجاء كل بدن حتى نظم الى رقبته ورأسه فأطلقها إبراهيم (عليه السلام) فطرن فالتقطن الحب وشربن الماء ثم دعون لإبراهيم (عليه السلام).

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
سأدخل في أصعب مرحلة في حياة كل طالب للعلم
(( السادس العلمي )) اتمنى منكم اخواني واخواتي الدعاء لي بالموفقية والنجاح
واعذروني على مشاركاتي القليلة في الصرح المبارك
سأستعد منذ اليوم لخوض سباق الاجتهاد من اجل تحقيق الأهداف
دعمكم المميز لي هو الدعاء فلا تحرمونا منه
لؤلؤة الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 03:31 PM   #14

 
الصورة الرمزية لؤلؤة الشرق

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 148
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق - كركوك
االمشاركات : 651

افتراضي


سورة البقرة
261
تقدّم الكلام في الآيات السابقة عن من يقرض الله قرضاً حسناً، ثم تخلّل الكلام دليل التوحيد والرسالة والمعاد والآن يرجع السياق الى الإنفاق ((مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)) لا رياءً أو سمعة وشهرة ونحوها ((كَمَثَلِ حَبَّةٍ)) من الحنطة أو الشعير أو نحوهما ((أَنبَتَتْ))، أي أخرجت ((سَبْعَ سَنَابِلَ)) جمع سنبلة وهي مجمع الحبّات ((فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ)) فتكون النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف ((وَاللّهُ يُضَاعِفُ))، أي يزيد كل سبعمائة ((لِمَن يَشَاء)) من عباده من المنفقين ((وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) يسع علمه وقدرته يعلم المنفق والإنفاق، وقد مثّل الإنفاق بهذا ليكون أوقع في النفس وأكثر في التأثير والتشويق.



سورة البقرة
262
ثم ذكر شرطاً آخر للإنفاق المثمر الموجب للأجر بقوله تعالى ((الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ))، أي لا يعقبون ((مَا أَنفَقُواُ مَنًّا)) على المعطى له بأن يمنّ عليه في إنفاقه كأن يقول له أني أعطيتك فكُن شاكراً ((وَلاَ أَذًى)) بأن يؤذي المعطى له كأن يقول: إبتليت بفلان الفقير ((لَّهُمْ أَجْرُهُمْ)) وجزاء إنفاقهم ((عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)) من العذاب لأن من ينفق هكذا يكون مخلصاً في جميع أعماله أو لا خوف عليهم من فوت الأجر ((وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) وهو يحتمل الأمرين مثل "لا خوف".



سورة البقرة
263
((قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ)) بأن يرد به السائل نحو: "الله يعطيك" ((وَمَغْفِرَةٌ))، أي تجاوز عن السائل فيما إذا أساء ((خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى)) لأن الصدقة كذلك تجرح قلب السائل دونهما، ولأنها تتبع العقاب، لأن هكذا صدقة محرمة، بخلافهما ((وَاللّهُ غَنِيٌّ)) فلا يحتاج الى صدقاتكم أيها المعطون، وإنما أنتم تحتاجون إليها، فحثّ الله بالإنفاق لكم لا له ((حَلِيمٌ)) عن عقابكم بسبب صدقاتكم التي تتبع الأذى.



سورة البقرة
264
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ)) على السائل ((وَالأذَى)) له فإنّ فيها إبطالاً للصدقة من حيث الثواب فلا ثواب لها إبطالاً لها عن العُرف لأن مثل هذه الصدقة لا تُحسب جميلاً وإنما قبيحاً بشعاً، فإنّ من يُبطل صدقته بالمنّ والأذى فهو ((كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ)) لأجل أن يراه الناس فيمدحوه ((وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)) بأن يكون الداعي له الى التصدّق أمر الله سبحانه أو ثواب الآخرة ((فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا)) الصفوان: الحجر الأملس، والوابل: المطر الشديد الوقع، والصلد من الأرض ما لا ينبت شيئاً لصلابته، فإنّ الإنسان الكافر كالحجر الصلب الذي لا يُرجى منه خير، وما يتحفّظ به ظواهره بمنزلة تراب على الحجر يظن الناس أنه محل قابل للنبت والصدقة التي يرائي بها كالمطر الشديد، فإنه إذا نزل بأرض صالحة كان مبعث الخير والنبات لكنه إذا نزل على الحجر المغطّى بالتراب إزال ترابه وأظهر صلادته وعدم قبوله لأي إنبات وعشب، وكذلك الكافر الذي يظن به الناس بعض الخير إذا أنفق رياءً ظهر على الناس حقيقته المنحرفة فتكون الصدقة -التي هي بذاتها سبب الخير والرحمة- مُعرّية لحقيقة الكافر البشعة، ومن ناحية أخرى أنها توجب سخط الله عليه أكثر من ذي بل فتكون مذهبة لما يظن أنها حسنة له من بعض أعماله الخيرية السابقة ((لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ)) من مكاسبهم السابقة لأن الصدقة برياء ذهب بها كما أن المطر يذهب بالتراب فلا يمكن إرجاعه وجمعه ((وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) فلا يلطف بهم اللطف الخاص لأنهم أسقطوا أنفسهم عن القابلية لجحودهم بعد أن عرفوا الحق.



سورة البقرة
265
((وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ))، أي لأجل طلب رضى الله سبحانه ((وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ))، أي الأجل تثبيت أعمالهم الحسنة وتركيزها، تثبيتاً ناشئاً من أنفسهم فأنفسهم هي التي توصي بذلك، لا كالمرائي الذي يحمله على الصدقة رؤية الناس، فهذه الجملة "من أنفسهم" مقابل جملة (رئاء الناس) في الآية السابقة ((كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ))، أي بستان في مرتفع ((أَصَابَهَا وَابِلٌ)) مطر غزير ((فَآتَتْ))، أي أعطت ((أُكُلَهَا)) وثمرها ((ضِعْفَيْنِ)) فإنّ الإنسان المؤمن كالبستان الواقع في مرتفع حيث أنه يزهو للناس ويكون أقرب الى الإستفادة من الهواء والشمس والمطر، فإنّ المؤمن أقرب الى الخير فإذا تصدّق تكون صدقته كالمطر الذي إذا نزل بالبستان يوجب نمو ثمارها وإزدهار أشجارها ((فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ)) مطر غزير ((فَــ‏)) يكفي لأمارها وأنضارها ((طَلٌّ)) رذاذ من المطر قليل ((وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) فيجازيكم على أعمالكم إن رياءً وإن قُربة.



سورة البقرة
266
ولما مثّل سبحانه لصدقة كلّ من المؤمن والكافر، مثّل لصدقة المؤمن الذي يمنّ بصدقته فيُبطلها ((أَيَوَدُّ))، أي هل يجب ((أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ))، أي تحت أشجارها ((لَهُ فِيهَا))، أي في تلك الجنة ((مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ))، أي الشيخوخة ((وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء)) عاجزون عن كسب المأكل والملبس ((فَأَصَابَهَا))، أي أصاب الجنة ((إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)) كلا! لا يحب أحد ذلك أنه في أشد أوقات حاجته، فهل يرضى إصابة النار بأثمن ما يملك؟، إنّ مثل من ينفق عن إيمان وإعتقاد مثل تلك الجنة، فإذا إمتنّ بعد ذلك أو آذى السائل يكون ذلك ناراً يحرق جنته في أشد أوقات حاجته، فإنّ الإنسان في أشد الحاجة الى خيره في الآخرة، فإذا إمتنّ بقي صفر اليدين هناك ((كَذَلِكَ))، أي كهذا البيان الذي بيّن أمر الصدقة وغيرها ((يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ)) بضرب الأمثال والمشوّقات ((لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)) فتستقيموا على الصراط المستقيم.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
سأدخل في أصعب مرحلة في حياة كل طالب للعلم
(( السادس العلمي )) اتمنى منكم اخواني واخواتي الدعاء لي بالموفقية والنجاح
واعذروني على مشاركاتي القليلة في الصرح المبارك
سأستعد منذ اليوم لخوض سباق الاجتهاد من اجل تحقيق الأهداف
دعمكم المميز لي هو الدعاء فلا تحرمونا منه
لؤلؤة الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 03:33 PM   #15

 
الصورة الرمزية لؤلؤة الشرق

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 148
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق - كركوك
االمشاركات : 651

افتراضي

سورة البقرة
267
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)) طيباً واقعياً بكونه حلالاً وظاهرياً بكونه جيداً ((وَمِن)) طيبات ((مَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ))، أي طيب مكسبكم وطيب ثماركم، فلا تنفقوا من الرباء ولا من الماء الآجن ولا من حشف الثمر -مثلاً- ((وَلاَ تَيَمَّمُواْ))، أي لا تقصدوا ((الْخَبِيثَ)) الحرام الرديء ((مِنْهُ تُنفِقُونَ)) للناس ((وَ)) الحال أنكم ((لَسْتُم بِآخِذِيهِ)) فإن أراد أحد إعطائكم من ذلك ما كنتم تأخذونه ((إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ))، أي تغمضوا عيونكم كراهة له، فإنّ الإنسان إذا إستبشع شيئاً غمض عينه حتى لا يراه، فكيف تنفقون مثل هذا الشيء الذي إذا أردتم أخذه غمضتم عينكم إستبشاعاً له ((وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ)) عن صدقاتكم فلا يأخذ إلا الطيب ولا يقبل إلا الحسن ((حَمِيدٌ))، أي مستحق للحمد على نعمه ومن حمده أن يعطي الإنسان الشيء الطيب في سبيله، فإن الإنسان إذا أرادتقدير شخص دفع إليه أحسن ما يتمكن لا أن يدفع إليه الرديء الخبيث.




سورة البقرة
268
((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ)) إذا أردتم الإنفاق في سبيل الله ((وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء)) إذا أردتم الإنفاق يقول لكم أنفقوا من الرديء الخبيث، وهو قسم من الفحشاء، أو المراد به الأعمال القبيحة مطلقاً ((وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ)) فإنه يغفر ذنوبكم بسبب الصدقة وسائر المبرّات ((وَفَضْلاً)) فيخلف ما أنفقتموه ((وَاللّهُ وَاسِعٌ)) ليس ضيّق المقدرة حتى لا يتمكن من التعويض ((عَلِيمٌ)) بما تعطون فيُجازيكم بالحسن حُسناً وبالسيّء سيئاً.



سورة البقرة
269
إن الإنفاق في سبيل الله من الطيب بلا رياء ولا منّ ولا أذى من الحكمة التي هي وضع الأشياء موضعها اللائق به والله سبحانه ((يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء)) ممن اه قابلية بما سبق أن أخذ الشريعة ((وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)) وأيّ خير أعظم من أن يعمر الإنسان دنياه وعقباه بأخذه بأوامر الله سبحانه وانتهاجه المنهاج المستقيم الموجب لسعادة النشأتين ((وَمَا يَذَّكَّرُ))، أي ما يتذكّر ولا يفهم ذلك ((إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)) أصحاب العقول فإنّ صاحب العقل هو الذي يتّبع ما ينفعه ويذر ما يضرّه.



سورة البقرة
270
((وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ)) قليلة أو كثيرة، أي أية صدقة تصدّقتم بها ((أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ))، أي ما أوجبتموه على أنفسكم لله بسبب النذر ((فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ)) فيُجازيكم عليه ويكون ذلك سبباً للإحسان الى النفس ((وَمَا لِلظَّالِمِينَ)) الذين يظلمون أنفسهم بالشُح ومنع الصدقات الواجبة وحنث النذر والمنّ والأذى والرياء في الصدقة ((مِنْ أَنصَارٍ)) ينصرونهم ويخلّصونهم من عقاب الله.



سورة البقرة
271
((إِن تُبْدُواْ))، أي تُظهروا ((الصَّدَقَاتِ)) حين إعطائها، بأن تُعطوها جهراً -بقصد القُربة لا قصد الرياء- ((فَنِعِمَّا هِيَ))، أي فنعم الشيء الصدقة الظاهرة فإنها توجب دفع التهمة وإقتداء الناس ((وَإِن تُخْفُوهَا))، أي الصدقات ((وَتُؤْتُوهَا))، أي تُعطوها سراً ((الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ)) لأنه أقرب الى القُربة وأبعد من الرياء وأحفظ لصون ماء وجه الآخذ ((وَيُكَفِّرُ))، أي يغفر ((عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ))، أي بعض ذنوبكم بواسطة إعطاء الصدقة فإنّ صدقة السر تُطفئ غضب الرب ((وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) فيُجازيكم على أعمالكم، فليس التصدّق سراً غائباً عن الله سبحانه بل هو بكل شيء عليم.



سورة البقرة
272
إمتنع بعض المسلمون عن التصدّق الى غير المسلم فنزلت ((لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ)) فإنك لست مُجبوراً بأن تهديهم وإنما عليك الإرشاد والبلاغ ((وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء)) الى الصراط المستقيم، بإرائته الطريق، أو بإيصاله المطلوب ((وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ)) فإنه يعود نفعه الدنيوي والأخروي إليكم ((وَمَا تُنفِقُونَ))، أي ليس إنفاقكم ((إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ))، أي لأجله سبحانه، وأيّ شيء أحسن من أن يُنفق الإنسان في سبيل خالقه ومنعمه والمتفضّل عليه ((وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ))، أي يوفّر عليكم جزائه وثوابه ((وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)) فتُعطون جزاء إنفاقكم كاملاً غير منقوص، فالإنفاق لأنفسكم، وثوابه يعود عليكم، وهو في سبيل الله وما أجمل أن يُعطي الإنسان شيئاً يعود نفعه إليه ثم يُثاب به في الآخرة، ويرضى الله سبحانه عنه بذلك.



سورة البقرة
273
ولما بيّن سبحانه فضل الصدقة عقبه بأحسن مصارفها بقوله سبحانه ((لِلْفُقَرَاء))، أي أن النفقة لهؤلاء ((الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ))، أي مُنعوا والذي منعهم هو أنفسهم، لأجل سبيل الله وطاعته، فقد نزلت الآية في أصحاب الصُفّة الذين تركوا كل شيء لأجل الإسلام وأَحصروا أنفسهم للعبادة والجهاد بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ((لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ))، أي ذهاباً فيها وعدم الإستطاعة إختيارية لا إضطرارية ((يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ))، أي يظنّهم الذي يجهل حالهم وباطن أمرهم ((أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ)) الإمتناع من السؤال فإنّ الناس إذا رأوا تعفّفهم ظنّوهم أغنياء لما عهدوا من سؤال الفقراء ((تَعْرِفُهُم))، أي تعرف أنهم فقراء ((بِسِيمَاهُمْ))، أي من وجوههم وأحوالهم الفقر عليها باد ((لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا))، أي كما هو شأن كثير من الفقراء، بمعنى أنه ليس منهم سؤال فيكون إلحافاً لا أنهم يسألون من غير إلحاف ((وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ)) كل شيء يُطلق عليه الخير من دار أو عقار أو درهم أو دينار أو غيرها ((فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) لا يفوته شيء فيُجازيكم جزاءً حسناً.




سورة البقرة
274
((الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً)) بالليل سرّاً وعلانية وبالنهار سرّاً وعلانية ((فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) إن الآية وإن كانت عامة إلا أنها نزلت في علي (عليه السلام) حيث كانت له أربعو دراهم فتصدّق باثنين منها نهاراً وسراً وعلانية وباثنتين ليلاً سراً وعلانية، وقد تقدم معنى (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
سأدخل في أصعب مرحلة في حياة كل طالب للعلم
(( السادس العلمي )) اتمنى منكم اخواني واخواتي الدعاء لي بالموفقية والنجاح
واعذروني على مشاركاتي القليلة في الصرح المبارك
سأستعد منذ اليوم لخوض سباق الاجتهاد من اجل تحقيق الأهداف
دعمكم المميز لي هو الدعاء فلا تحرمونا منه
لؤلؤة الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباوي , البقرة , الجسم , تفسير , صورة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 05:38 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024