27-03-2011, 09:30 PM | #1 |
|
قصة من أدب الانتفاضة المهدوية
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم قصة من أدب الانتفاضة المهدوية وفجأةً حمل عادل سلاح ال ( آر. بي .جي . سفن ) على كتفه وكان قد تناوله بقوة من أحد أفراد السرية ( الذين كان يحاورهم ) واتجه نحو راس الشارع حيث كانت تقف هناك دبابة للعدو الامريكي المحتل فسدد لها قذيفةً من السلاح الموجود على كتفه فأصابها في ( السرفة ) ، ولكن سرعان ما وجه لهُ الجندي المحتل صلية ً من الطلقات من فوهة ( الدوشكة ) الموجودة في أعلى الدبابة ، سقط عادل على أثرها الى الأرض ، وبينما هو في لحظات الإحتضار وأنفاسه الأخيرة ، إذ بشريط حياته يمر عليه فبدأ يتذكر نشأته كيف كانت قاسية ، كيف قُتل أبوه عندما سقطت قذيفة مدفع على بيتهم أثناء الإنتفاضة الشعبانية في العراق ، وكيف بدأ يعيل أُسرته وهو في سن العاشرة بعد أن ترك المدرسة ( وكانت أُسرته متكونة من أُ مه وأخويه الصغيرين ) . وأوصله التذكر بعد ذلك كيف أنه رافق مجموعة من أصدقاء السوء الى أن أصبح شخصاً يهابه أهل المنطقة لشراسته وعدوانيته حتى إن حزب البعث الكافر آنذاك لم يستطع أن يجد له حلاً من كثرة مشاكله وحتى الخدمة العسكرية لم يؤدها وكان هارباً منها . وأخيراً وصل به التذكر الى ماكان عليه قبل سقوطه برصاصات الدوشكة ، ( أي عند بدأ الإنتفاضة الاولى لجيش الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في العراق وكانت منطقة الحسينية في بغداد من المناطق التي ثارت ضد الاحتلال الامريكي في هذه الانتفاضة ) ، في ذلك الوقت رأى عادل مجموعة من الاشخاص الذين يحملون السلاح ضد الدبابات الامريكية فسألهم : شبيكم خابصين نفسكم ورايحين للموت برجليكم مِنوو يسوه علموده كل هالتضحيات . أجابه أحد المقاومين : خليك بسوالفك التعبانة إنت وينك وين الاحتلال . فكأن هذا الجواب نفض عن عادل غبار الزمن والاثام والذنوب وأخرج المعدن الأصيل له ، فأمسك بهذا المقاوم من ياخته قائلاً له : تقصد آني ماأحب وطني لو إنت أحسن مني ، سألتك أنت شنو الداعي اللي جاي تقاتل علموده وشنوهدفك منه . فتدخل الجميع آنذاك وفكوا الاشتباك لأنه كان بين أبناء محلة واحدة ورغم مشاكل عادل كانت له حضوة بينهم لوقوفه بوجه زمر البعث وطيبته التي ساعد من خلالها الكثير من أهل المحلة رغم كثرة مشاكله ، وهنا تقدم قائد السرية من عادل قائلاً له : هدفنا التمهيد لدولة العدل والتوحيد بقيادة الامام المهدي (عجل الله فرجه ) وماكو شخص يريد مثل هذا الهدف الشريف ويقبل ان يكون بلده مُحتل ، فلازم نطلع المحتل من بلدنا بالبداية وعدنا قائد أوامرنا ناخذها منه وهو السيد القائد مقتدى الصدر وهوالي أسس جيش الامام المهدي. فنظر عادل إليه مُتسائلاً : أليس هذا السيد هو أبن المرجع محمد محمد صادق الصدر ( قدس ) الذي وقف بوجه صدام , فأجابوه بالايجاب . فقال عادل : بس سيد مُقتدى مو مرجع حتى يكدر يأسس مثل هيجي جيش ؟؟؟؟ هنا إنبرى أحد أفراد السرية قائلاً : أخوي عادل إن جيش الإمام المهدي قد تأسس منذ اللحظات الأولى التي لهج بها رسول الله الأعظم صلى الله عليه واله بإسم الإمام المهدي وبشّر بظهوره لإملاء الأرض عدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً وأنه يحتاج سلام الله عليه الى جيش عقائدي ممحص وكامل الإيمان للقيام بمهمته المقدسة.ولذلك أخذت النفوس الشريفة تتطلع للانتماء الى الصفوة الخيرّة من المؤمنين الذين يكون لهم شرف الانتماء والمعيّة الطيبة مع إمامهم الموعود فجاهدوا في بذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذا الأمر الكبير . آخذين أوامرهم وتعاليمهم وإرشادتهم الدينية والتربوية من الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وأئمتهم الطاهرين عليهم السلام وهم ذلك يؤدون تكليفهم المطلوب منهم اتجاه ربهم ولتهيئة الأرضية المناسبة لاستقبال ذلك الوعد الإلهي جيلاً بعد جيل . إذ أن هذه الأجيال الطويلة والتي عاصرت عهد الرسالة وإلى وقتنا الحاضر تمثل الإنتماء الى مدرسة أهل البيت والتخرج من هذه المدرسة يكون عصارة هذه الأجيال للخروج الى خير التطبيق الفعلي للشريعة المقدسة في هذه الدنيا . وهذا الانتماء وإن لم يكن رسمياً وواضحاً للعيان فإنه موجود ويحس به كل فرد مؤمن يسير في طريق التكامل والهداية . وكان المعصوم عليه السلام يرسم ويحدد الخطوط التي يجب أن يسير عليها الفرد لإحراز التكامل والمواصفات التي يجب توفرها فيه للفوز بالمطلب الإلهي المتمثل بنصرة إمامهم الموعود . فقال عادل : أخوي احجاياتك نزلن مي بارد على كلبي سولفلي بعد . أجابه المقاوم : إن السيد القائد مقتدى الصدر ( أعزه الله بعزه ) رجلٌ آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر وهذا الامر لايحتاج لمرجعية فهو أراد من تأسيس هذا الجيش وحسب فهمي : 1ـ إظهار الجيش من السر الى العلن لأنني قُلت لك ان الجيش كان موجوداً منذ زمن الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . 2ـ السيد يريد ينطي فرصة للي يريد يكون في جيش الامام كواقع عملي تطبيقي حتى يشوف كل واحد بينا يكدر يصبر على التضحية في سبيل الامام لو لا . 3ـ وحتى يوصل فكرة للمحتل بأن المسلمين غير راغبين بقدومهم الينا . ـ ان اطلاق مثل هيجي اسم شريف على هذا الجيش ينطي كل فرد مؤمن معنويات عالية وزخم كبير . فأخذ عادل بعدها بُرهة قصيرة من الزمن واتخذ قراره وحدث ماحدث ، وبعد استعادته لهذه الذكريات فارقت روح هذا المقاوم العراقي الحياة.
التعديل الأخير تم بواسطة الاخوة ; 06-12-2013 الساعة 05:08 PM |
28-03-2011, 08:42 AM | #2 |
|
السلام على ال الصدر الشرفاء النجباء ورحمة الله وبركاته اللهم ارحم شهداء الاسلام المقاومين برحمتك يا ارحم الراحمين اشكرك الاخوة على هذا الموضوع الرائع موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
29-03-2011, 06:28 AM | #3 |
|
اللهم ارحم شهداء العراق استطعت وبجداره نقل الصوره المشرفه لمقاومه الاحتلال ببراعه اسلوبك القصصي الجميل شكرا لك وجزاك الله خيرا
|
29-03-2011, 07:22 AM | #4 |
|
فقد اجدت في ايصال الفكرة باسلوب قصصي رائع وفقك الله للمزيد ببركة الصلاة على محمد وال محمد
|
29-03-2011, 07:07 PM | #5 |
|
رد
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم أشكر جميع إخوتي على المرور وأتمنى أن أكون أعطيت صورة ولو بسيطة عن أحد أبطال المقاومة الشريفة .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
قصيرة |
|
|