العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الطب والعلوم > منبر البحوث والدراسات العامة

منبر البحوث والدراسات العامة لكل البحوث والدراسات والرسائل الجامعية التي تخص طلبة العلوم المختلفة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2021, 12:48 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي اشكالية الاصل الوحشي في رواية "نساء يركضن مع الذئاب" للكاتبة الامريكية: "كلاريسا بنكولا".



في هذا البحث تم التعرض وبإيجاز الى رؤية الباحثة الامريكية المتخصصة في دراسات ما بعد الصدمات، الكاتبة :"كلاريسا بنكولا"، لموضوع اضطهاد المرأة ، والاسباب التي رأتها قد ادت الى ذلك ، ووسيلة المعالجة التي تبنتها الباحثة وسجلتها في طيات رواية: “النساء اللاتي يركضن مع الذئاب”، الاتصال بقوى المرأة الوحشية، والذي هو عبارة عن نص أدبي اشتمل على مجموعة من ألاساطير والقصص عن نموذج المرأة الوحشية، وهذا النص قد ضم مجموعة من الخبرات في الأثنوجرافيا والأثنولوجيا والفلكلور والأنثروبولوجيا، استغرق اعداده وتجميع مادته أكثر من عشرين سنة، تبنت الكاتبة فيه رؤى "كارل غوستاف يونج" للفن، والذي اعتبره رؤية صوفية لرحلة الإنسان الروحية والذي تأسس على فكرة اللاوعي الجمعي، وهو المخزون التراثي والجيني والإبداعي للإنسان في صوره الموروثة، وأهمها صورة المرأة الوحشية التي تحوي داخلها كل قوى الطبيعة والحدس.
جسدت الكاتبة في روايتها فكرة سعي المرأة للتصالح مع ذاتها الوحشية التي تعيش بداخلها، والتي تدفعها إلى التقدم والخروج في المغامرات والتحديات لتحقيق الإنجازات، والذات الوحشية او المرأة الوحشية، التي تعنيها الباحثة:
هي المرأة الأولى والنموذج الانثوي الأول والطبيعي للمرأة، وقد جعلت من هذا النموذج الشاخص في معرفة وفهم وتفسير لما حولها، وهي ترى بأن هذا النموذج قام وتأسّس على غريزة المرأة الطبيعية وحدسها، وترى بان هنالك علاقة مشتركة بين "الذئبة القوية" و "المرأة القوية" في خصائص نفسية واحدة، حيث تتسمان بصدق المشاعر والروح المرحة والقدرة العالية على العطاء، فالمرأة والذئبة بطبيعتها (كما ترى الكاتبة)، ترتبطان بعلاقة قرابة، كلتاهما فضوليتان تتمتعان بقدر عظيم من الإخلاص والتفاني والإدراك الداخلي والمشاعر العميقة تجاه صغارها وأليفيهما وعصبيتهما، وكذلك تتوافر لهما خبرة التكيف مع الظروف المتغيرة والشجاعة والثبات بقوة على الموقف معتبرة بان:
"الحياة البرية" و"المرأة الوحشية" نوعان من الأجناس المعرضة للخطر، والإيذاء المستمر ومتهمتين ظلماً بالنهم والميل للمخادعة وأنهما أشد عدوانية وأقل شأناً من هؤلاء الذين يحطون من قدرهما.
وهما مستهدفتان دوماً من هؤلاء الذين يسيدون التوحش ويزيلون بالمثل المناطق البرية في أعماق الروح ويستأصلون منها كل ما هو فطري ويجتثونه اجتثاثاً، وترى انه من المذهل بأن الذين يسيئون فهم الذئاب والنساء هم أشد منهما ضراوة، مشيرة إلى أنه ومع مرور الزمن فإن الطبيعة الأنثوية الغريزية نُهبت وقُهرت وسُحقت، نتيجة الخطأ في التعامل معها لفترات طويلة والذي تشابه مع خطأ التعامل مع الحيوانات المتوحشة والأراضي البرية، قائلة:
"لقد انتهكت العوالم الروحية "للمرأة الوحشية" على مر التاريخ أو أحرقت أراضيها وجرفناها بقسوة وأجبرنا الدوائر الطبيعية فيها على التحول إلى منظومات غير مستوية من أجل إسعاد الآخرين"، وترى الكاتبة بانه من الممكن استرجاع الحيوية الواهنة في النساء بالدراسة والفحص الدقيق "لحفريات الأرواح والكاتبة ترى بأن الطبيعة هى النفق السرى الذى يوصلنا إلى المرأة، والاتصال بروحها الوحشية، قبل أن تصبح سجينة التقاليد والقوانين وأنساق الحضارة والمدنية، موجه دعوة للمرأة قائلتاً: ” دعينا ننطلق الآن، ونتذكر أنفسنا في الماضي، فى روح المرأة الوحشية، دعينا نغنى كى ينمو لحمها على عظامنا مرة أخرى، انزعي عنك أي رداء زائف ألبسونا أياه ، وتدثرى بالرداء الحقيقي للحدس الغريزي والمعرفة ، نقى عوالم الروح التي كانت يوما ملكاً لنا ” ، مستخدمة في ذلك عدة رسائل من خلال القصص العديدة التي ذكرتها والتي منها، قصص:
" امرأة الهيكل العظمي " و "الحذاء الأحمر" و " الشعيرات الذهبية الثلاث "، من اجل ان تنتبه المرأة المعاصرة إلى المرأة الوحشية القابعة في أعماقها(كما ترى)، والتي تعتبرها السحر والدواء، مبينة بأن الوحشية الأنثوية هي خاصية إيجابية وضرورية لكل النساء من أجل أن يبذرن ويحرثن، ولكنها قمعت على مر القرون من قبل نظام ما، يعادي صدق المشاعر والحكمة الحدسية والثقة الغريزية بالنفس.
تم مناقشة بعض العناصر التي تضمنتها الرواية والتي من ابرزها :
مفهوم المرأة الوحشية.
فكرة تشابه طبيعة المرأة مع طبيعة الذئبة
حقيقة مفهوم الصراع بين الرجل والمرأة .
وكانت هذه المناقشة بنمط موضوعي قدر الممكن ، تم التوصل من خلالها الى :
1. ان الانسان الموجود الان على الارض هو انسان من سلالة من خلقه الله في احسن تقويم ، وقد سارت سلالته في خط الرقي والتكامل الانساني، وتطوره قائم على التغيير الايجابي البناء، فمن غير المعقول بعد طول هذه المسيرة التكاملية يتم الرجوع به الى مفاهيم بدئية بهيمية، وقد جرب البعض هذه الافكار كأصحاب حركة الهيبز ومذهب التعري...، ولكنها لم تصمد بالرغم من الدعايات والدعم الذي بذل لها..
2.من الخطأ تصدير المثل والاخلاق بانها عبارة عن قيود يجب التحرر منها، فقد اثبتت التجارب العلمية، بان سلوك الانسان الجيد المهذب والتزامه بالمنظومة القيمية والاخلاقية التي اقر بحسنها العقل يجعله ينطلق بهدوء وسلام في مسيرة الرقي والتكامل، وان السلوك السيء وانتهاك المنظومة القيمية والاخلاقية يفصله عن الارتباط بالمسيرة الكونية، ويقتل فيه البعد الانساني .
3.ان الكاتبة ابتعدت عن الواقع حينما تبنت افكار تضمنت مغالطات قد تكون انعكاس لتجربة استطاعت من خلالها كسر مجموعة من القيود والعقد النفسية بالقوة والوحشية في بيئة متشرذمة فاقدة لوحدة الهدف، ولكن لا يمكن تعميم هذه التجربة لكل النساء بأسلوب القوة الناعمة.
4. اودع ناظم الوجود في الانسان العديد من الغرائز ومنحه العديد من الخصائص، والتي يمكن ان يستخدمها في جانب الخير، او جانب الشر، ولم يكن هذا الخلق والايجاد عبثا بل خلق لغاية وهدف نبيل مقرر للإنسان ان يصل اليه وقد تلطف الباري العطوف ان يكون الانسان الاول مرتبط بالسماء لنقل فيضها، وترجمان تعاليمها، استمر هذا الفضل بالإنسان الكامل من اجل استمرار مسيرة الرقي والتكامل، لمساعدتنا في استخدام ما منحنا الله به من عناصر وخصائص الاستخدام الامثل الصحيح وننتفع مما سخره الله لنا من مفردات الطبيعة، فنفهم السنن الكونية ويزداد مقياس وعينا.
5.ان المرأة الاولى والنموذج الانثوي الاول وهي حواء عليها السلام لم تكن نموذج وحشي للمرأة اطلاقا بل كانت امرأة عاقلة تعي حقيقة دورها واهمية المسؤولية المناطة بها، وهي كائن نبيل قابل للارتقاء والتكامل اللامحدود ...
اذن لكي تأخذ المرأة دورها الريادي يجب مساعدتها في ان تعيد ثقتها بنفسها للارتقاء في سلم التكامل، فتركيبتها السيكولوجية مناسبة لدورها الانساني العظيم، فهي الإرادة الصلبة التي تحدت فرعون فكانت آسية، وهي الشجرة الطيبة التي اثمرت عيسى المسيح، وهي النور التي دارت على معرفتها القرون الاولى فكانت فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين .

المصدر:
كلاريسا بنكولا : نساء يركضن مع الذئاب، كلاريسا بنكولا، ترجمة: مصطفي محمود محمد ، مكتبة الأسرة ـ القاهرة ـ 2005 .

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2021, 06:20 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: اشكالية الاصل الوحشي في رواية "نساء يركضن مع الذئاب" للكاتبة الامريكية: "كلاريسا بنكولا".

بحث رائع . أحسنتم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
نساء، يركضن، مع الذئاب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:28 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024