العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم المهدوي > منبر ألمنتظر لإقامة ألأمت والعوج

منبر ألمنتظر لإقامة ألأمت والعوج مخصص لمواضيع الإمام المهدي عجل الله فرجه والممهدون له

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-2020, 01:51 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي هل طول غيبة الإمام المهدي عليه السلام سبب لليأس أو قسوة القلوب؟


بسم الله الرحمن الرحيم

نواجه في عصرنا الحالي كثرة الظلم والمؤمنين ينتظرون الفرج بظهور الإمام المهدي عج ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ولكن طول الانتظار أدى إلى قسوة القلوب لبعض المؤمنين المنتظرين لإمامهم والذي جعلهم لا يبالون بارتكاب الذنوب وإهمال بعض الطاعات وعدم التراحم وعدم المبالاة للأخطاء وغيرها من الأمور التي أدت إلى ضعف الإيمان لديهم شيئا فشيئا وأدت إلى أن يكون انتظارهم سلبيا وليس إيجابيا وحتى أن اليأس قاد البعض للتصديق بعدم ظهوره والذي تم تداوله للأسف على بعض صفحات التواصل الاجتماعي
هناك عدة أمور للتعامل مع موضوع غيبة الإمام, سأستعرض هنا بعضا منها:
الأول: هناك وقت لظهور الإمام وهذا لا ريب فيه وظهور المنقذ مذكور حتى عند غير المسلمين مع اختلاف مصداق المنقذ عند البعض وإخفاء الحقائق عند آخرين
فقد آمن الزرادشتيون بعودة بهرام شاه، وآمن الهنود بعودة فيشنو، وينتظر البوذيون ظهور بوذا، كما ينتظر الأسبان ملكهم رودريك، والمغول قائدهم جنكيز خان، وقد وجد هذا المعتقد عند قدامى المصريين، كما وجد في القديم من كتب الصينيين، وينتظر المجوس اشيدربابي أحد أعقاب زرادشت، وان مسيحي الأحباش ينتظرون عودة ثيودور كمهدي في آخر الزمان
ولم يقتصر الأمر على الشعوب المتدينة أو التي نشأت الفكرة لديها عن طريق الاعتقاد الديني.
بل إن الكثير من الملحدين والمنكرين للوجود الإلهي، آمنوا بهذه الفكرة وكذلك الفلاسفة والكتاب والعلماء وخاصة من أهل الغرب،فقد صرح عباقرة الغرب وفلاسفته بأن العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الأمور ويوحد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد.
منهم الفيلسوف الانكليزي الشهير بيرتراند راسل قال (إن العالم في انتظار مصلح يوحد العالم تحت علم واحد وشعار واحد).
ومنهم العلامة اينشتاين صاحب النظرية النسبية، قال: (ان اليوم الذي يسود العالم كله الصلح والصفاء ويكون الناس متحابين متآخين ليس ببعيد).
وكذلك الفيلسوف والكاتب برناردشو بشّر بمجيء المصلح في كتابه (الإنسان والسوبرمان).
واليهودية تؤمن بوجود منقذ ومخلص يظهر في (جبل صهيون) وقد جاءت البشارة من سفر اشعيا لتشير إلى هذا المعنى:
ستخرج بقية من القدس من جبل صهيون
غيرة رب الجنود ستصنع هذا.
وكما ورد التأكيد على هذا المعنى في سفر (زكريا) ابتهجي كثيراً يا بنت صهيون.
هو ذا ملكك سيأتي إليك.
والمسيحيون أيضا، تقول مينا جرجس (إن العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل تبدو واضحة بأكثر جلاء هذه الأيام وأصبحنا نعيشها كلها... كما أنه لا توجد علامة من تلك العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل إلا ونراها واضحة هذه الأيام، الأمر الذي يدعونا أن نكون في حالة استعداد قصوى لاستقبال الرب الآتي على سحب السماء).
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)
وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ).
أما الأحاديث النبوية الشريفة فهي متواترة وكثيرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة ثم يخرج المهدي عليه السلام من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً).
ويقول ابن خلدون (اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار، أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت عليهم السلام ، يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى المهدي).
ولكن ساعة الظهور غير معلومة وهذا لا يكون سبب لليأس وقسوة القلب التي تؤدي إلى عدم التراحم وعدم المبالاة وغيرها من السلبيات بل يجب الاستمرار بالعمل والتهيؤ لظهور المنقذ كما يفعل البعض من الديانات والمعتقدات الأخرى .
الثاني: الإمام اذا لم يخرج خلال حياتنا فهل هذا يعني أن ننحرف أو أن نرتكب الأخطاء باستمرار أو نميل للدنيا ولا نبالي؟ والجواب أكيد لا لأن المؤمن يجب أن يبقى ثابتا في إيمانه ومواظب على الطاعات مبتعدا عن المعاصي سائرا في درب الإصلاح والمصلحين في أي زمان ومكان فيكون انتظاره ايجابيا وفي حال موته قبل خروج الإمام فانه يكون قد فعل ما عليه, فلا يكون انتظاره سلبيا بأن يكسل ويقسوا قلبه ويغفل
يقول السيد الشهيد الصدر قدس وهو يتكلم عن معنى الانتظار:
(مما ينبغي التنبيه عليه أنه ليس معنى انتظار الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الاكتفاء
بمجرد الانتظار والاستسلام السلبي اليه فما بهذا أمر الإسلام ولا هكذا أراد منا أئمتنا عليهم
السلام حين أمرونا بموالاته وانتظاره ولا كانت هذه هي الحكمة الكبرى التي غاب من أجلها .
ان على المؤمنين المخلصين أن يعملوا في سبيل الله تعالى ، وأن يدعوا الى دينه الحنيف ،
بمقدار جهدهم وطاقهم ولا يختلف الحال في ذلك في زمن الغيبة والحضور . فأن أوامر
الاسلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبمحاربة الضلال وبتطبيق نظام الاسلام
لا زالت نافذة المفعول ، لمن يؤمن بها ويريد أن يطيعها .
كما ان وعد الله عز وجل للعاملين في سبيله والمجاهدين لنصرة دينه بالجزاء الأوفر،
موجود دائماً ولا يختص بزمان دون زمان).
وقال أيضا : (بل ينبغي ان يفكر المؤمنون ويمعنوا النظر , ليرواانهم انما ينتظرون امامهم عجل الله فرجه ، لأجل تطبيق دينهم وتنفيذ أوامر ربهم والقضاء علىأعدائه والحاقدين عليه , فإذا كان هو الهدف السامي للإمام المنتظر في غيبته وعند حضوره فلماذا لا يكون هو هدفهم في حياته ومثلهم الأعلى الذي يستهدفونه ويسعون اليه بقلوبهم وأعمالهم وأقوالهم ؟ يعملون في سبيله ما وسعهم العمل ، وجهد الطاقة والمستطاع ، بل اننا يمكننا ان نرى ان الاخلاد الى الكسل والتواكل , وأن عدم الشعور بالمسؤولية والسلبية أزاء الأحداث شطط عظيم وخطأ كبير له الأثر السيء العميق على الاسلام وعلى المسلمين وعلى المجتمع الاسلامي).
ويقول السيد موسى الصدر "ليس معنى الانتظار ترك الشيء على الآخرين، فإنّ معناه عدم الانتظار والاستسلام! فعندما نقول إننا في حالة "الانتظار" فماذا يعني ذلك؟ بالتأكيد لن يكون معناهُ أن نقعد في بيوتنا، وننام، ونأكل ولا نبالي ولا نراقب. هذا ليس اسمه الانتظار في اللغة العربيةالانتظار معناه أن نكون على استعداد ...... ونهيئ أنفسنا)
الثالث : لا يمكن أن يكون المؤمن ضمن أنصار الإمام دون تمحيص وغربلة فلا يقسوا قلبه لطول المدة ويركن للدنيا فحب الدنيا يقسي القلب.
قال تعالى (ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) الحديد \16
فيما ناجى الله تعالى به موسى عليه السلام: (يا موسى! لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك, والقاسي القلب مني بعيد)
عن الإمام الباقر عليه السلام : (....وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب)
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من الصابرين الثابتين وأن لا تقسوا قلوبنا لطول المدة.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:17 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024