الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وظلم الأتباع / الاستاذ جعفر هاشم العكيلي

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وظلم الأتباع
-----------------------
في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك استقبل البيت العلوي مولوده الأول ...
انه سبط الرسول وثمرة فؤاد البتول ...
كريم اهل البيت ابو محمد الحسن بن علي المجتبى سلام الله عليه.
وفي هذه المناسبة العظيمة اود ان اقف على بعض المظالم التي وقعت على إمامنا الزكي ، وهذه المرة لا اتكلم عن ظلم اهل النفاق والتضليل الذين نصبوا لأهل الحق العداء ممن عاصروه او جاءوا بعده سلام الله عليه، وإنما سيكون الحديث عن ظلم الاتباع ، ولعل البعض يقف مستغرباً، وهل يمكن ان يكون الاتباع في خانة الظلمة لقائدهم وإمامهم؟!
ستكون هذه الاسطر موضحة لذلك ومبينة للجواب والكيفية علّنا نتلافى تقصيرنا وننتبه الى ما يجب علينا القيام به تجاه إمامنا وقادتنا المصلحين وذلك من خلال التالي :
1- عندما نغفل ذكر الإمام عليه السلام في يوم ولادته بل في مناسباته ولا نعطي المناسبة حقها بحيث يمرّ هذا الحدث العظيم دون ان نسلط عليه الاضواء ويكون محلاً للإهتمام وباباً للهداية عملاً بما ورد عنهم سلام الله عليهم (شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) وأي فرح دخل على قلب رسول الله وعلي وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في هذا اليوم!
2 – عندما نقتصر في حديثنا عنه سلام الله عليه على مسألة الصلح وكأنه لا توجد في سيرة الإمام ما يمكن الحديث عنه والانتفاع منه في السير التكاملي فحياة الإمام مليئة بالأحداث التي يمكن الخروج منها بالعبر والدروس كما ان القرآن شاهد على كثير من مناقبه ومقاماته سلام الله عليه، ألم يكن هو احد شخوص المباهلة ؟ وقد اختير من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله هو واخوه الامام الحسين عليه السلام ليمثلا مقام أبنائنا في الآية الشريفة ، وهنا ادعو القارئ الكريم للاطلاع على المحاضرة القيمة للأستاذ علي الزيدي عندما تناول مفردة البنوة في هذه الآية.
3- نكون ظلمة عندما نكرر نفس الخطأ الذي وقع فيه أتباعه في ذلك الحين عندما اعترضوا عليه واسمعوه كلام لا يليق بحضرته كونه سلام الله عليه اتخذ قراراً لم يكن على ما يشتهون او انهم لم يفهموا أبعاده وهو من عرفوا مكانته وفطنته والتسديد الإلهي له سلام الله عليه فتكرار الخطأ مع قادتنا المصلحين نكون قد ظلمنا الإمام عليه السلام بلحاظ انه لو كنّا في ذلك الزمان لربما تصرفنا نفس ما فعل اولئك الذين ننتفدهم الآن في تجرأهم على الإمام الحسن عليه السلام هذا من جهة ومن جهة أخرى إننا لم نخرج بفائدة ترجى من هذه الحادثة التي هي نافعة لنا في سيرنا التكاملي ضمن التخطيط الإلهي.
4- عندما نصف الإمام الحسن عليه السلام بأنه مسالم والحسين عليه السلام ثائر ونحاول ان نجد للبعض مصاديق على ما تم التأسيس عليه ناسين او متناسين بأن اهل البيت سلام الله عليهم كلهم مسالمون وكلهم ثائرون فهم تعدد ادوار ووحدة هدف فلو وجد اي واحد منهم مكان الاخر سلام الله عليهم لفعل ما فعل الأول، اذن فالظرف حاكم والمصلح في اي زمان يتخذ الموقف الذي فيه الصلاح للمجتمع، فأهل السير يذكرون ان الحسين عليه السلام رفض الخروج بالسيف على معاوية عليه لعائن الله في زمن اخيه الحسن عليه السلام مع كثرة الوفود المطالبة بذلك لأنه يرى ما رأى الحسن عليه السلام كونهما من نور واحد وحتى بعد استشهاد الحسن عليه السلام لفترة من الزمن.
وفي الختام اسال الله في هذا اليوم المبارك ان يغفر لنا تقصيرنا وظلمنا لأنفسنا وإمامنا وان نكون خير عون لحامل لواء الإصلاح بحق محمد واله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

احسنتم على هذا الموضوع