اسباب قتل بني امية لسبط الرسول .. نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ١ / ٧ / ٢٠٢٥

بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ اللهَ وملائكتهُ يصلونَ على النبيّ يا أيها الذينَ آمنوا صلوا عليهِ وسلموا تسليماً.
من الآيات القرآنية التي يمكننا تسميتها بالآيات الحسينية، والتي يمكن أن تنطبق على سيرة الإمام الحسين وثورته ثورة الطف الأبية، هي قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ.. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ.
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في الروايات عن معنى هذه الآية ما نصه: في حديث قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبِى ثُمَّ قَالَ: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، يَقُولُ أَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوَدَّةِ الَّتِي أَنْزَلْتُ عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا مَوَدَّةِ الْقُرْبَى بِأَيِّ ذَنْبِ قَتَلْتُمُوهُمْ؟
كما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ، يَقُولُ: يَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوْءُودَةِ الَّتِي أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا مَوَدَّةَ ذِي الْقُرْبَى وَحَقَّنَا الْوَاجِبَ عَلَى النَّاسِ وَحُبَّنَا الْوَاجِبَ عَلَى الْخَلْقِ قَتَلُوا مَوَدَّتَنَا بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلُونَا؟
وبطبيعة الحال فإن أوضح مصداق لقتل المودّة ووأدها هو قتل الإمام الحسين عليه السلام على يد أراذل الناس وهم بنو أمية لعنهم الله، فلم يراعوا فيه المودّة ولا حبّ أهل البيت ولا حبّ الرسول على الإطلاق.
والمهم جلّ المهم أن نعي معنى: (بأي ذنب قتلت) أي بأي ذنب قتل الإمام الحسين عليه السلام؟
فلا حجة شرعية ولا عقلية ولا نقلية في قتله على الإطلاق، إلا إنني أستطيع أن أقول إن سبب قتل بني أمية لسبط الرسول جاء لعدّة أسباب بعيدة كل البعد عن الشرع والعقل، ومن هذه الأسباب، ما يلي:
السبب الأول: بغضهم لرسول الله وحقدهم عليه، ولا سيما أصحاب الرايات الحمر كما يعبّرون.
السبب الثاني: بغضهم لأبيه وأمه عليهما السلام.. فقد كان علي منبع العدل والقوة والإصلاح.. فكذلك الحسين، فقد قتلوه لكي يقتلوا العدل والحق.
ومن هنا قال الشاعر:
جاؤُوا بِرَأْسِكَ يَا ابْنَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ
مُتَرَمِّلًا بِدِمَائِهِ تَرْمِيلا
وكأنّما بكَ يا ابنَ بنتِ مُحَمَّدٍ
قَتَلوا جَهاراً عامِدِينَ رَسُولا
قَتَلُوكَ عَطْشَانَاً وَلَمَّا يَرْقُبُوا
في قَتْلِكَ التنزيلَ والتأويلا
وَيُكَبِّرُونَ بِأَنْ قُتِلْتَ وَإِنَّما
قَتَلوا بِكَ التَّكْبيرَ والتَّهْليلا
السبب الثالث: قتلوه عليه السلام لأنه أراد الإصلاح، فهو القائل: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.
وأشدّ ما يخافونه هو الإصلاح، فدولتهم مبنية على الفساد والرذيلة والظلم والإستبداد والانحراف لا عن سنة الرسول صلى الله عليه وآله فحسب بل عن كل السنن والقوانين، فآل أمية قد قتلوا المودّة في القربى وقتلوا الإصلاح والتكبير والصلاح.. وكانوا الشجرة الملعونة في القرآن العظيم.. ولم يراعوا في سبط رسول الله إلاً ولا ذمّة، وعلى الرغم من ذلك فقد انتصر الدم على السيف وانتصر الحق على الباطل وانتصر الإصلاح على الفساد وانتصرت الفضيلة على الرذيلة.. والله يأبى إلا أن يتمّ نوره ولو كره آل أمية ذلك، فلولا دم الحسين لم يبقَ للإصلاح فسحة بيننا ولم يبقَ للدين والعقيدة والحق أي وجود.. فسبحان الله الذي أعزّ جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده.. فله الحمد.
وعظّم الله أجورنا وأجوركم بقتل الإمام الحسين وآله وصحبه.. والعاقبة للمتقين.
مقتدى الصدر

احسنتم النشر