02-07-2011, 08:09 PM
|
#4
|
|
سورة البقرة
154 ولذا يقول سبحانه ((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ)) فإن الميت من لا تأثير له في الحياة ولا امتداد، وهؤلاء ليسوا كذلك، ((بَلْ أَحْيَاء)) حياة واقعية في الدنيا بتأثيراتهم وامتداداتهم وفي الآخرة لأنهم في نعيم مقيم ((وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)) أنتم بحياتهم، إذ الحياة في نظركم الحس والحركة، مع أنها معنى سطحي للحياة.
سورة البقرة
155 ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ))، أي نمتحنكم أيها المسلمون ((بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ)) وكونه شيئاً إما باعتبار أنه لا يمتد، وإنما الخوف في زمان يسير، وإما باعتبار أنه لا يبلغ الخوف - غالباً - أشده، ((وَالْجُوعِ))، ولم يذكر العطش لأن الماء غالباً متوفر ((وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ)) المبذولة في الحرب أو ما ينهب منها في التصادم أو الضيق الاقتصادي أو ما أشبه،((وَ)) نقص من ((الأنفُسِ)) ممن يقتل في سبيل الله ((وَ)) نقص من ((الثَّمَرَاتِ)) بسبب النهب أو الحصار قبل أوانه من أجل الأعداء، كما وقع في قصة خندق حيث أمر النبي المسلمين أن يحصدوها لئلا ينتفع بها المشركون - كما في بعض التواريخ - أو بأسباب أخر، ((وَبَشِّرِ)) يا رسول الله ((الصَّابِرِينَ)) في هذه المكاره.
سورة البقرة
156 ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ))، أي إنا مملوكون له سبحانه ((وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ))، فهو مرجعنا معه حسابنا وجزائنا، وفي هذه الجملة تسلية للمصاب إذ اعترف الإنسان بأن كل شيء له إنما هو لله يهون ذهاب بعضها، فإن صاحب المال أخذه، كما أن اعتقاد الشخص بأن الله هو الذي يجازي يهون الأمر، فإن ما فقده سوف يعوض، ولذا من كرر هذه الجملة في المصيبة عارفاً معناها متوجهاً إلى الله سبحانه في التسليم والرضا يجد برد الاطمينان في قلبه.
سورة البقرة
157 ((أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ)) والصلوات هي العطف، فإن صلى بمعنى عطف، وهي من الله التوجه بالبركة والإحسان، ((وَرَحْمَةٌ)) ترحم في الدنيا والآخرة، ((وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)) الذين اهتدوا إلى واقع الأمر مما ينفع دنياهم وعقابهم <عقباهم؟؟>، فبذلوا ما بذلوا في سبيل الله راضيين مرضيين.
سورة البقرة
158 وحيث ألمع سابقاً إلى الجهاد أتى الإلماع إلى الحج، فإنهما صنوان في التعداد والمشقة - في الجملة - فقال سبحانه: ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ)) وهما جبلان قرب مسجد الحرام ((مِن شَعَآئِرِ اللّهِ)) جمع شعيرة، وهي مشتقة من اللباس الملتصق بشعر البدن، فكل شيء مرتبط ارتباطاً وثيقاً يدل عليه يكون من شعائره، فالمراد أن هذين الجبلين من الأمور المرتبطة بالله سبحانه، حيث جعلهما محلاً لعبادته بالسعي بينهما، ((فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ))، أي قصد البيت الحرام، والحج: القصد، ((أَوِ اعْتَمَرَ))، العمرة هي الزيادة، أخذ من العمارة، لأن الزائر يعمر المكان بزيارته، والحج والعمرة عملان من أعمال الحج، ((فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا))، أي يسعى بينهما، وإنما عبر بـ"لا جناح" لأن المسلمون تحرجوا من الطواف بهما ظناً منهم أنه من عمل المشركين حيث كان على الصفا صنم يسمى "أساف"، وعلى المروة صنم يسمى "نائلة"، فهو ترخيص في مقام توهم الحصر، ومن المعلوم أن الإباحة في مقام توهم الحضر والنهي في مقام توهم الوجوب لا يدلان على مفادهما الأولية، لأنه لإثبات أصل الطرف الآخر لا خصوصيته الإباحية والتمويهية، ((وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا))، أي أتى بخير من الأعمال والأفعال تطوعاً، والتطوع التبرع بالشيء، من الطوع بمعنى الانقياد، ((فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ)) لعملهم، ومعنى شكره: تقديره وجزائه للعامل، ((عَلِيمٌ)) بأعمالهم، فلا يفوته شيء منها.
سورة البقرة
159 لعل ارتباط هذه الآية بما قبلها أن اليهود والنصارى لم يفعلوا مثل فعل الرسول حول الصفا والمروة، فإن الرسول أبطل كل باطل حول الحج، وأقام كل حق فيه، فالصفا والمروة - حيث كانا حقاً - أثبتهما الرسول وإن ظن الناس أنهما من الباطل، لكن أهل الكتاب حشروا كل ما أتى به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - مما عرفوه حقاً - في زمرة الباطل، ولذا صار الكلام السابق فاتحة للتعريض بهم، فهو مثل أن يقول أحد: "أنا اعترفت بالحق،" لكنه لم يعترف بما علم من الحق، والله أعلم بموارده، ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ))، فيخفون الأدلة الدالة على حقية الإسلام مما نزلت في الكتب السالفة، ((وَالْهُدَى))، أي يكتمون الهدى الذي يرونه وإن لم يكن منزلاً وبينة <يبدوا أن هناك نقصان في هذه النسخة، وسنتحرى عنه إن شاء الله - أصحاب صفحة القرآن الكريم> <((مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ))>، ((أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ)): يبعدهم عن الخير في الدنيا وفي الآخرة بتضييق الأمور عليهم هنا والعذاب هناك، ((وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) الذين يأتي منهم اللعن من الناس والملائكة والجن.
سورة البقرة
160 ((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ)) منهم واتبعوا الحق وأظهروه، ((وَأَصْلَحُواْ)) ما فسد من عقائدهم وأعمالهم، ((وَبَيَّنُواْ)) للناس ما أنزله الله من الهدى والبينات، ((فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ))، فإن التوبة معناها الرجوع، ورجوع الله بمعنى إعادة الإحسان والرحمة عليهم بعد انقطاعها عنهم بسبب كفرهم وكتمانهم، ((وَأَنَا التَّوَّابُ))، أي كثير الرجوع، فإن العاصي إذا عصى ألف مرة ورجع ألف مرة قبلت توبته إذا تاب توبة نصوحا، ((الرَّحِيمُ)) بالعباد.
سورة البقرة
161 ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)) ولم يتوبوا ((وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ)) بالعقائد الصحيحة ((أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))، فإن الكل يلعنون الظالم، والكافر ظالم، فإنه وإن لم يقصده اللاعن بالذات لكنه داخل في عموم اللعن.
سورة البقرة
162 ((خَالِدِينَ فِيهَا))، أي في تلك اللعنة، إذ لعنة الدنيا تتصل بلعنة الآخرة، ((لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ))، إذ لا أمد لعذاب الله بالنسبة إلى الكافرين، ((وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ))، فلا ينظر أحد إليهم نظرة رحمة وإحسان، أو لا يمهلون للاعتذار أو لا يؤخر عنهم العذاب.
سورة البقرة
163 ولما تقدم حال الكفار صار السياق لبيان التوحيد والأدلة على الوحدانية، ((وَإِلَهُكُمْ)) أيها الناس ((إِلَهٌ وَاحِدٌ)) لا شريك له ((لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)) الموصوف بـ((الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ))، لا كما يصور الإله بعض الكتب السماوية، من إنه إله انتقام وغضب وعذاب.
سورة البقرة
164 ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ)) بهذا النظام البديع والترتيب الرائع ((وَالأَرْضِ)) بهذا الأسلوب المنظم المتكامل، ((وَ)) في ((اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)) يأتي أحدهما عقب الآخر خليفة لتنظيم الحياة على الأرض بأجمل صورة، ((وَ)) في ((الْفُلْكِ)) السفينة ((الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ)) في أسفارهم وتجاراتهم، ((وَ)) في ((مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء)) جهة العلو ((مِن مَّاء)) ببيان "ما"، ((فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ)) بالإنبات ((بَعْدَ مَوْتِهَا))، أي جمودها وركودها، ((وَبَثَّ))، أي نشر وفرق ((فِيهَا))، أي في الأرض ((مِن كُلِّ دَآبَّةٍ)) تدب وتتحرك على وجه الأرض، وكلمة "بث" عطف على "أحيا"، أي كان المطر سبباً لإحياء الأرض وانتشار الحيوانات فيها، إذ لولا الماء لم يكن للحيوان ماء ولا طعام، فهلك ولم يبق له نسل، ((وَ)) في ((تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ))، أي صرفها ونقلها من مكان إلى مكان لتروح وتذهب بالأمراض والعفونات وتنقل السحاب من هنا إلى هناك، ولو كانت الرياح راكدة لم تنفع أي شيء، ((وَ)) في ((السَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ))، فإنه بما يكونه من أطنان من الماء يبقى معلقاً بين الجهتين، ويسير إلى كل ناحية ((لآيَاتٍ)) وعلامات دالة على الله وحدته وسائر صفاته ((لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)) ويعملون عقولهم في استفادة النتائج من المقدمات والمسبب عن الأسباب، وينتقلون من العلم بالمعلول إلى العلم بالعلة.
سورة البقرة
165 ((وَمِنَ النَّاسِ))، أي بعضهم ((مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ))، أي غير الله ((أَندَاداً)) جمع نعد، بمعنى الأشباه، والمراد بذلك آلهة يجعلها شبيهة لله في أنه يعبدها وهي الأوثان، ((يُحِبُّونَهُمْ))، أي يحب هؤلاء الناس تلك الآلهة، وإنما أتى بجمع العاقل لكونها ردفت مع الله سبحانه، والقاعدة تغليب الرديف على رديفه، كقوله تعالى: (من يمشي على بطنه)، وقوله: (اركعي مع الراكعين)، ((كَحُبِّ اللّهِ))، أي كحبهم لله، أو حباً شبيهاً بما يستحق الله، وعلى الأول، فالمراد بهم المشركون الذين يعتقدون بالله، ((وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)) من حب هؤلاء لأوثانهم، فإن المؤمنين حيث يعرفون أن كل خير من الله يحبونه حباً بالغاً، ((وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً))، يعني: لو يرون هؤلاء المشركين يوم القيامة كون القوة لله جميعاً لرأوا مضرة فعلهم وسوء عاقبة شركهم، وحذف جواب "لو" تهويلاً للأمر، كما تقول لعدوك لو ظفرت بك، ((وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)) عطف على "أن القوة".
سورة البقرة
166 إن الرؤية من الظالم للعذاب إنما يكون ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ)) من القادة ((مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ)) وهم التابعون لهم، ((وَرَأَوُاْ)) جميعاً ((الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ))، أي فيما بينهم ((الأَسْبَابُ))، فما كان في الدنيا يسبب وصلة بعضهم لبعض من المال والرئاسة والقرابة والحلف وأشباهها تنقطع هناك، فلا داعي لنصرة الرؤساء أتباعهم الذين كانوا يتبعونهم في الدنيا.
سورة البقرة
167 ((وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ))، أي التابعين لرؤسائهم: ((لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً))، أي يا ليت لنا عودة إلى دار الدنيا، ((فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ))، أي من هؤلاء الرؤساء ((كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا)) هنا في القيامة حال حاجتنا إلى العين، ((كَذَلِكَ))، أي هكذا ((يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ))، أي أعمال كل من التابعين والمتبوعين ((حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ))، فإن صلاتهم وأعمالهم كلما <كلها> ذهبت أدراج الرياح، فيتحسرون: لماذا لم يعملوا بأوامر الله سبحانه، ((وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ))، فإن المشرك يبقى في النار إلى الأبد إن تمت عليه الحجة وعاند.
سورة البقرة
168 وإذ تم الكلام حول العقيدة توجه إلى الحياة التي هي مقصد الإنسان، وإليها يرجع كثير من حركته وسكونه، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ)) من نباتها وحيواناتها ومائها ومعدنها ((حَلاَلاً طَيِّباً))، أي في حال كون المأكول حلالاً طيباً إلا ما حرم منه، وفي قوله "طيباً" إشارة إلى أن كل حلال طيب، وليس فيه خبث يوجب انحراف الصحة أو انحراف الخلق، ((وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ))، فكأن الشيطان يخطو نحو الآثام ومن إثم، كأنه تتبع خطواته إذ تمشي خلفه، ((إِنَّهُ))، أي الشيطان ((لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ))، أي عدو ظاهر.
سورة البقرة
169 ((إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ))، أي الأعمال السيئة ((وَالْفَحْشَاء)) وهي الأعمال السيئة للغاية، فإنه مشتق من الفُحش بمعنى التعدّي، ((وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ))، أي تنسبوا الى الله ((مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) من العقائد والأحكام، وعدم العلم هنا أعم من العلم بالعدم، كما قال سبحانه (أتنبؤنه بما لا يعلم).
سورة البقرة
170 ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ)) من الأحكام وسائر الوحي ((قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا))، أي وجدنا عليه آبائنا من التقاليد، فأنكر الله ذلك عليهم بالإستفهام الإنكاري، بقوله ((أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً)) من أمور الدين والدنيا ((وَلاَ يَهْتَدُونَ)) إلى الحق فإذا ظهر لكم، أن آبائكم لا يعلمون، فكيف تتّبعونهم.
سورة البقرة
171 ثم بيّن الله سبحانه، أن هؤلاء الكفار لعنادهم وتعصّبهم، قد غلّقت منافذ السمع والبصر عنهم، فلا يفيد وعظ ولا تذكير، ((وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ)) بعد ما يروا الآيات، ومثلك يا رسول الله ((كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ))، أي يرفع صوته ((بِمَا))، أي بالحيوان الذي ((لاَ يَسْمَعُ)) ولا يفهم الكلام، وإنما يسمع ((إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء)) فإن الحيوان، إذ صحّت به لا يفهم من كلامك إلا مجرد الدعوة والنداء، فهؤلاء الكفار كذلك إذ لا ينتفعون بكلامك أبداً، فهم ((صُمٌّ)) جمع أصم، ((بُكْمٌ)) جمع أبكم، ((عُمْيٌ)) جمع أعمى، فإنهم ولوكانت لهم آذان وألسنة وعيون لكنها كالمعطّلة، لأنها لا تؤدي وظيفتها ((فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)).
|
|
|