![]() |
نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ٢٥ / ٦ / ٢٠٢٥
|
رد: نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ٢٥ / ٦ / ٢٠٢٥
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد ما أجمل أن نستلهم العِبر من سيرة العلماء والخطباء الذين سبقونا في نشر هدى آل البيت عليهم السلام. فإنه ينقل عن الشيخ عبد الزهرة الكعبي رحمه الله.. إذ رجع إلى منزله ليلاً بعد إقامة المجالس طيلة اليوم فكان متعباً ومنهكاً.. فيطرق فقيرٌ باب منزله ليطلب منه قراءة مجلس فما استطاع الشيخ رفض طلبه.. فذهب معه الى قرية نائية فإذا ببيت متواضع جداً لا يحتوي إلا على بعض الفرش البسيطة، فتجمع بعض أهل القرية وقرأ على مسامعهم مجلساً فيه ذكر الله ورسوله وأهل بيته فبكى وأبكى من حوله.. وحين انتهى وهمّ بالخروج قالوا له سندعو لك ولم يعطوه مالاً مقابل ما قرأ، وفي المنام رأى الشيخ أن ذلك البيت هو بيت فاطمة الزهراء عليها السلام. فكان ذلك اختباراً للشيخ ولإخلاصه ولتواضعه فحظي بدخول بيت الزهراء والدعاء له منها سلام الله عليها. واليوم نرى الكثير من الخطباء يسعون الى اعتلاء منابر الأغنياء والمشهورين جاعلين المال وجمعه هدفهم والشهرة مطلبهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وجمع (اللايكات)، خالية مجالسهم من البكاء والموعظة. بل إن بعضهم قد لا يطبق شرع الله وأحكامه في ما يقول وفي ما يُنشد، فيكون بعضها مشتملاً على اللحن والطرب والكذب والمبالغة والغلو والأخطاء اللغوية والنحوية وعلى الهفوات الطائفية وإثارة الفتن والشبهات والسباب والشتم تاركين المجتمع يصارع آفاته بلا دواء وبلا توجيه سوى ذكر أحلام وقصص هزيلة قد يراد منها الدعاية والشهرة ليس إلا، ولستُ أعمم كلامي هذا على جميع الخطباء، بل فيهم من يطلب رضا الله ويطبق شرعه ويريد إحياءً لذكر محمد وأهل بيته قربة لله تعالى ولا يريد من ذلك دنيا أو مالاً كهدف رئيسي. وإنني هنا لا أنهى عن أخذ المال من صاحب المجلس، لا مقابل الذِكر والهداية وإبكاء الناس، فقد يكون هذا العمل واجباً عينياً لا مجرد واجب كفائي والثاني هو الأغلب، بل جلّ ما أريد قوله أن لا يكون هدف الخطباء جمع المال والشهرة، فإن أعطوا رضوا وإن مُنعوا رضوا، وأن لا يطلبوا أكثر من حقهم وأن لا تكون مجالس الأغنياء والسياسيين ولا سيما الفاسد منهم عامرة بمجالسهم وأصواتهم تاركين عامة الناس والفقراء والقرى والأرياف خلف ظهورهم.. وقد تكون حجتهم إن إقامة المجالس عند عامة الناس والفقراء أقل من شأنهم !!!! كلا، فلعلك تحظى بزيارة منازل هي تجليات لمنازل أهل البيت وترزق بدعائهم، كما يجب أن تخلو خطاباتكم من التملق والطرب والفرح واللطم على الطعام والشراب.. فلطم الصدور مختصٌ بفاجعة أهل البيت وحرماننا منهم ومن إصلاحهم وصلاحهم وانتشار الفساد والرذيلة في مجتمعاتنا.. وعذراً على الصراحة. ومما لا ينبغي أن تخلو مجالسكم منه هو حلّ مشاكل المجتمعات والشباب على وجه الخصوص والتصدي لمشاكل المجتمع والعالم وما يقوم به الاستعمار والاستكبار العالمي من مظالم ومجازر لا في غزة فحسب بل في الكثير من بلدان المسلمين والتصدي لأفكاره المنحرفة وتشتيت المجتمع الإسلامي وما آل إليه المذهب من تشتت وتصارع على الدنيا، وذلك من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فالمنبر منبر هدى وأمر بمعروف ونهي عن منكر، بل وما أمرنا بإحياء ذكرهم صلوات الله وسلامه عليهم إلا من باب التذكير بأيام الله فهم الهدى وهم سفينة النجاة. فكما إن التاجر فاجر حتى يتفقه.. فإن الخطيب جاهل حتى يتفقه في دينه وعقيدته ومجتمعه ويصون نفسه من الهوى وحب الدنيا. وأخصّ بالذكر هنا.. مجالس الأربعين.. فإنها لا بد أن تكون لذكر فاجعة الطف والوقوف على جوهر مطلب الإمام الحسين، لا تغنٍّ وطرب بالطعام والشراب والخدمة الحسينية وترك الأحكام الشرعية وأخلاق أهل البيت والابتعاد عن الوقائع التاريخية المؤلمة والمظالم التي صدرت من آل أمية ومن لفّ لفهم من قبلهم ومن بعدهم ضد العصمة والولاية بل والرسالة والرسول. كما لا يجب ترك ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله فهو سيد الأئمة ومولى كل إمام، ولا عن ذكر الإمام الحسن المجتبى روحي له الفدى الذي أرى تقصيراً واضحاً في ذكره أيضاً على الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال فيه كما قال في الإمام الحسين: حسنٌ مِنّي وأنا مِنهُ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّهُ، الحسن والحسينُ سِبْطَانِ مِن الأسباط. فيا إخوتي الخطباء والرواديد اتقوا الله في دينكم وفي دين مجتمعاتكم وفي أفكار حُضّاركم.. وابتعدوا عن الشبهات والشتم الطائفي وقولوا قولاً سديداً وراعوا مستويات الحضور وكل من يسمعكم.. فكل الأعين تنظر إليكم وتتربص بما تقولون وما لا تقولون فينعكس ذلك على الدين والمذهب وإياكم والمغالاة. وراعوا في مجالسكم الفقراء وأمروهم بالهدى ووحدة الصف وبالإصلاح وبالنظافة وحسن الخلق وزيادة العلم والتقوى وطاعة الله وحب أهل البيت بالبصر والبصيرة والقلب الطيب وبلين اللسان وصدق الحديث وبالترفع عن الشهوات وترك المحرمات ولزوم الواجبات والتخلق بخلق أهل البيت فهو خير اتّباع لهم.. فحبّهم ليس باللسان بل بالفعل ورضاهم لا يكون إلا برضا الله عنّا ولن يرفع عنّا البلاء والوباء إلا إذا رضي الله عنّا ورضينا عنه.. والسلام ختام. مقتدى الصدر |
رد: نُشر في الحساب الرسمي لسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) بتاريخ ٢٥ / ٦ / ٢٠٢٥
احسنتم النشر
|
All times are GMT +3. The time now is 10:46 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025