منتدى جامع الائمة الثقافي - السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس ) يبين الفائدة من التقسيم الزمني للآيات القرأنية الى مكية ومدنية

منتدى جامع الائمة الثقافي (http://www.jam3aama.com/forum/index.php)

السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس ) يبين الفائدة من التقسيم الزمني للآيات القرأنية الى مكية ومدنية

[frame="15 98"][align=justify]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته

كان اختياري لهذا الموضوع دون غيره اعني فيما يخص القران الكريم نابع من عدة اسباب اذكر منها :
1 - كوننا نعيش ايام الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك شهر ربيع القران كما روي عن الامام محمد الباقر عليه السلام انه قال : ( لكل شيء ربيع، وربع القرآن شهر رمضان ) وما قاله نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله : ( ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل اجر من ختم القرآن في غيره من الشهور )
2 - زيادة في البيان وتأكيد لما ل ( آل الصدر الكرام ) من علاقة وطيدة بالقران الكريم فالسيد الشهيد محمد باقر الصدر يكتب في علوم القران والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس يكتب في الدفاع عنه في كتاب اسماه ( منة المنان في الدفاع عن القران ) والمؤلف من خمسة اجزاء وقد سار على هذا النهج ابنهم البار السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله وذلك من خلال كتاباته والتي منها ( محاضرات قرآنية ) وارشاداته ونصائحه بتعاهد القران الكريم قراءة وحفظا وفهما
لذا فاني احببت ان اضع بين ايديكم اخوتي الافاضل ما كتبه السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس حول الفوائد المترتبة من تقسيم الايات القرانية الى مكية ومدنية حيث ان سماحته يذكر اتجاهات ثلاث لهذا التقسيم حيث يقول :
الاتجاهات في معنى المكّي والمدني:
يُقسّم القرآن في عرف علماء التفسير إلى مكّي ومدني، فبعض آياته مكّيّة وبعض آياته مدنيّة.
وتوجد في التفسير اتجاهات عديدة لتفسير هذا المصطلح:
أحدها: الاتجاه السائد وهو تفسيره على أساس الترتيب الزماني للآيات، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة)، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة.
والاتجاه الآخر: هو الأخذ بالناحية المكانيّة مقياساً للتمييز بين المكّي والمدني، فكلّ آيةٍ يُلاحظ مكان نزولها، فإن كان النبي (صلّى الله عليه وآله) حين نزولها في مكّة سُمّيت مكّيّة، وإن كان حينذاك في المدينة سُمّيت مدنيّة.
والاتجاه الثالث: يقوم على أساس مراعاة أشخاص المخاطبين، فهو يعتبر أنّ المكّي ما وقع خطاباً لأهل مكّة، والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة.))
ثم ان سماحته يبين مختاره من تلك الاتجاهات ويذكر السبب في ذلك حيث يقول :
(( ويمتاز الاتجاه الأوّل عن الاتجاهين الأخيرين بشمول المكّي والمدني على أساس الاتجاه الأوّل لجميع آيات القرآن، لأنّنا إذا أخذنا بالناحية الزمنيّة كانت كلّ آيةٍ في القرآن إمّا مكّيّة وإمّا مدنيّة، لأنّها إذا كانت نازلة قبل هجرة النبي إلى المدينة ودخوله فيها فهي مكيّة، وإن نزلت على النبي في طريقه من مكّة إلى المدينة، أو كانت نازلةً بعد دخول النبي مهاجراً إلى المدينة فهي مدنيّة، مهما كان مكان نزولها.
وأمّا على الاتجاهين الأخيرين في تفسير المصطلح فقد نجد آيةً ليست مكّيّة ولا مدنيّة، كما إذا كان موضع نزولها مكاناً ثالثاً لا مكّة ولا المدينة ولم يكن خطابها لأهل مكّة أو أهل المدينة، نظير الآيات التي نزلت على النبي (صلّى الله عليه وآله) في معراجه أو إسرائه.))
ثم بعد ذلك يبين السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس اهمية تقسيم الايات الى مكي ومدني حسب الزمن عن تقسيمها حسب المكان او قل الفوائد المرجوة من التقسيم الزمني للايات القرانية الى مكية ومدنية حيث يقول :
(( وتتجلّى أهميّة التمييز الزمني من التمييز المكاني في نقطتين:
إحداهما: (فقهيّة) أي أنّها ترتبط بعلم الفقه ومعرفة الأحكام الشرعيّة، وهي أنّ تقسيم الآيات على أساس الزمن إلى مكّيّة ومدنيّة وتحديد ما نزل قبل الهجرة، وما نزل بعدها، يساعدنا على معرفة الناسخ والمنسوخ، لأنّ الناسخ متأخّر بطبيعته على المنسوخ زماناً، فإذا وجدنا حكمين ينسخ أحدهما الآخر، استطعنا أن نعرف الناسخ عن طريق التوقيت الزمني، فيكون المدني منهما ناسخاً للمكّي لأجل تأخّره عنه زماناً.
والأُخرى هي: أنّ التقسيم الزمني للآيات إلى مكّيّة ومدنيّة يجعلنا نتعرّف على مراحل الدعوة التي مرّ بها الإسلام على يد النبي، فإنّ الهجرة المباركة ليست مجرّد حادثٍ عابر في حياة الدعوة، وإنّما هي حدٌّ فاصل بين مرحلتين من عمر الدعوة........فإذا ميّزنا بين الآيات النازلة قبل الهجرة وما نزل منها بعد الهجرة، استطعنا أن نواكب تطوّرات الدعوة والخصائص العامّة التي تجلّت فيها خلال كل من المرحلتين.))

هذا والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

المصدر : علوم القران السيد محمد باقر الحكيم ص81 - 83

[/align][/frame]