العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام )

منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام ) مواضيع ملحمة الخلود وثورة الإباء في طف كربلاء

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2012, 04:14 PM   #1

 
الصورة الرمزية اخوكم في الله

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 676
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : النجف
االمشاركات : 505

تحليل فـــرص لاتـــعــود

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ايها الاخوة الاحبة ورحمة الله وبركاته

ذكر صاحب در النظيم ـ عن أبي مخنف قال :
لمّا نزل الحسين عليه السلام «قصر بني مقاتل» رأى فسطاطاً مضروباً فقال : لمن هذا الفسطاط ؟ فقيل له : لعبيدالله بن الحرّ الجعفي , وكان مع الحسين عليه السلام الحجاج بن مسروق الجعفي وزيد بن معقل الجعفي , فأرسل الحسين عليه السلام الحجاج ليدعوه إليه , فلمّا أتاه وقال له : يابن الحرّ أجب الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام , فقال له : أبلغ الحسين عني وقل له إني لم أخرج من الكوفة إلا فراراً من دمك , ولئلا أعين عليك , والحسين ليس له ناصر بالكوفة ولا شيعة .
فجاء الحجاج وبلّغ الحسين عليه السلام مقالته، فعظم ذلك على الحسين عليه السلام , ثم أنه دعى بنعليه وقد ركبها , وأقبل يمشي حتى دخل على عبيدالله وهو في الفسطاط , فلمّا رأى الحسين أقبل قام إجلالاً له وأوسع له عن صدر المجلس حتى أجلسه في مكانه ـ قال يزيد بن مرة : حدّثني بن الحر , قال : دخل علي الحسين عليه السلام ولحيته المباركة كأنها جناح غراب , وما رأيت أحداً قط أحسن ولا أملأ للعين من الحسين , ولا رققت لأحد قط كرقّتي على الحسين حين رأيته يمشي وأطفاله حواليه ـ فألتفت الحسين عليه السلام ألى عبيدالله وقال له : «ما يمنعك يابن الحرّ أن تخرج معي ؟

فقال : لو كنت ممن كتب لك مع من كتب لكنت معك ثم كنت من أشد أصحابك على عدوك , وأنا الآن أحب أن تعفيني من الخروج معك , ولكن هذه خيلي المعدّة والأدلاء من أصحابي وهذه فرسي «الملحقة» فوالله ما طلبت عليها شيئاً إلا أدركته , وما طلبني أحد إلا فلت , فدونكها فأركبها حتى تلحق بمأمنك , وأنا ضمين لك بالعيالات حتى أؤديهم إليك أو أموت أنا وأصحابي دونهم , وأنا كما تعلم إذا دخلت في أمر لا يضمني فيه أحد . فقال له الحسين عليه السلام : «هذه نصيحة منك لي ؟» قال: نعم فوالله الذي لا فوقه شئ , فقال الحسين عليه السلام : «أني سأنصحك كما نصحتني , مهما استعطت أن لا تشهد وقعتنا ولا تسمع واعيتنا , فوالله لا يسمع اليوم واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا إلا أكبة الله على منخريه في النار» .

وفي أمالي الصدوق رحمه الله : فقال له عليه السلام :«لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك «, ـ ثم تلا ـ وما كنت متّخذ المضلّين عضدا)

فبعد ان قرأتُ هذه الرواية احتملت صحتها فقدح في ذهني مجموعة من النقاط اعرضها لكم على سبيل الاطروحة لانها تعبر عن فهمي لهذه الرواية والانسان لايتعدى فهمه ، لاجل تسقيط الماضي على الحاضر حتى لاتضيع علينا فرص الرحمة الالهية لانها تمر مر السحاب كما ورد عن اهل بيت العصمة (اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب)

النقطة الاولى : لو نظرنا الى هذا الشخص الذي سار اليه الامام الحسين عليه السلام وطلب منه النصرة لوجدنا ان الحسين عليه السلام لم يسر اليه ويعرض عليه نصرته من اجل شيء شخصي خاص به طبعا ولكن من اجل شيء اخر متعلق بذلك الشخص شيء له علاقة وطيدة بنجاته الأخروية وغفران خطاياه وذنوبه التي ارتكبها بضعف نفسه في آنات حياته التي لم تمتلئ بخشية الله،فإن نصرهُ استحق غفران كل ذلك ،فالهدف الاول هو ان يحصل هذا الشخص الذي يمتلك بعض المقدمات على فرصة لغفران خطاياه والهدف الثاني هو ان يترك الحسين عليه السلام رسالة للأجيال كي يقرؤها ويأخذوا منها العبرة ولا يمكن ان يكون هدف الحسين عليه السلام هو الحصول على المزيد من الانصارمن اجل تحقيق النصر العسكري لانه يعلم عليه السلام انه مقتول لامحاله بغض النظر عن القول بعلمه بوسائل العلم الخاصة بالأئمة المعصومين حيث ان هذه النتيجة قد عرفها الناس العاديون من خلال القرائن العديدة التي تتبعوها وقرأوها ومنهم هذا الرجل الذي فرمن التورط بدم الحسين والاعانة عليه لانه ليس له ناصر في الكوفة ولا شيعه .
فلو قارنا ذلك مع ما قام به السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف لوجدناه حسينا اخر طلب من الناس اتباعه ونصرته لا لاجل ان يكون مرجعا زعيما للحوزة بل من اجل نجاة هذا المجتمع واخراجه من الظلمات الى النور لانه يمثل التجسيد للرحمة الالهية .
النقطة الثانية : ان هذا الشخص الذي قصده الحسين عليه السلام يمثل نموذج لشريحة من الناس تنعكس في اقوالهم وافعالهم الاستراتيجية المتأرجحه بين الرغبة بالحياة تحت أي شرط كان وبين الرغبة بالمساهمة في وضع لبنه من اللبنات في بناء صرح الخير وبحكم ان هذه الاستراتيجية متأرجحه فانها تميل نحو الموقف المتهاون دائما . ونجد ان الله تعالى يعطي لهؤلاء الفرصة تلو الاخرى ويمد في اعمارهم عسى ان يراجعوا انفسهم ويتخذوا القرار الحاسم والصحيح في اللحظة المناسبة ،وهذا ما حدث مع عبيد الله بن الحر الجعفي حيث ارسل الله تعالى له رحمته المتجسدة على الارض والمتمثلة بالامام الحسين عليه السلام الا ان ابن الحر لم ينتبه الى حقيقة ان الحسين عليه السلام ليس بحاجة الى تبريراته بل كان عليه ان يرتقي قليلا الى الافق الكبير الذي يتحدث به الامام الحسين عليه السلام لكن رغبته في الحياة حجبت عنه الانتباه الى هذه الحقيقة .
واي فرصة تلك التي اعطاها السيد القائد مقتدى الصدر للمجتمع بتأسيسه لجيش الامام المهدي عليه السلام،فرصة لازالت مستمرة وبابها مفتوح الا ان الفرق بينها وبين الفرص التي سبقتها انها تكون اصعب كلما مر عليها الزمان والدليل على ذلك هو ان الذين التحقوا بالجيش الشريف وثبتوا الى ان نالوا الشهادة كانت تكاليفهم اسهل بكثير مما هي عليه الآن ، كان عليهم الصمود امام جيش الدجال والسفياني بعقيدة وشجاعة حتى تمر فترة المواجهه العسكرية فيفوزون فوزا عظيما .اما الذين بقوا بعد تجميد المواجهه العسكرية نرى ان مغريات الدنيا حرفت الكثير منهم عن خطه الجهادي فلم يثبت منهم الا من امتحن الله قلبه بالإيمان .
النقطة الثالثة :قوله عليه السلام (هذه نصيحة منك لي ؟ )قال نعم، فلو كان ذلك الشخص يمتلك مقدمات الفهم الصحيح للعصمة لما نصح المعصوم اطلاقا لانه سوف يعلم انما دون العصمة لا يمكنه ان يوجه النصيحة للمعصوم ، وكما يعبرون (فهم السؤال نصف الجواب)أي ان الفرد الذي يمتلك درجة معينه من الفهم للعصمة بالتاكيد يكون اغتنام الفرصة لديه اوسع واسرع لذلك نجد ان السيد القائد قد وضع دستورا لمن يريد الانتماء الى الجيش العقائدي الشريف حتى يكون الجندي في هذا الجيش ذو ثقافة عقائدية تنفعه في اغتنام الفرص الالهية التي تضعه في ساحة الرحمة وتبعده عن الاستراتيجية المتأرجحه.
واخيرا علينا ان نقرأ الرسالة التي اراد لنا الحسين عليه السلام قراءتها من خلال هذه الرواية ومن ثم فهمها وتطبيقها وهذه القراءة تكون بعدة مستويات .

المستوى الاول :علينا ان نراعي المقدمات التي من خلالها نكون محطا للرحمة الالهية .
المستوى الثاني: فهم العصمة او من يمثلها فهما يجعل الفرد من حيث التسليم كالميت بين يدي الغسال يقلبه كيف يشاء حتى نكون من المطبقين عن وعي لقول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف(نفذ ولا تناقش)فنصبح من الذين لاتفوتهم فرص النجاة .
المستوى الثالث :بالرغم من اننا نفوت الكثير من الفرص الا ان المعصوم ومن يمثله لا يتخلى عن شعور الاوصياء فيقدم نصحه لنا وان كنا مقصرين فهو يريد لنا النجاة من النار كما فعل الامام الحسين عليه السلام مع ابن الحر حين قال له (اني سانصحك كما نصحتني، مهما استطعت ان لاتشهد وقعتنا ولا تسمع واعيتنا فوالله لايسمع اليوم واعيتنا احد ثم لاينصرنا الا اكبه الله على منخرية في النار ).
ولو تأملنا قول السيد الشهيد قدس سره في حواراته المقررة في كتاب منهج الصدر (الحوار الثالث)ص105حين سئل عن جواز ان يكون هناك وليان لامر المسلمين في آن واحد، يقصد السائل ولايته قدس سره وولاية السيد الخامنائي فقال(انا اقول انه ينبغي ان يفتي شرعا بولايته على المنطقة التي يحكمها اي ايران وذلك باننا اذا سحبنا هذه الجهه سوف تحصل مفسدة في ايران اي مفسدة على الاسلام وعلى الشيعة بالخصوص فنقول بولايته على المنطقة التي يحكمها واما المسلمين عموما او الشيعة عمو ما او حتى اذا قلنا بتكليف الكفار بالفروع ليس له وانما هو لمن اعلم بطبيعة الحال) فنلاحظ من ذلك انه قدس سره الشريف يمثل الرحمة الالهية كما قلنا سابقا وذلك باجازته للسيد الخامنئي بالولاية على المنطقة التي يحكمها لكي يخرجه من المسائلة ويوفر له فرصة النجاة اضافة الى عدم تخليه قدس سره عن شعور الاوصياء لان لا تحصل مفسدة على الالسلام وعلى الشيعة .
والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة طالب رضا المعصوم ; 06-12-2012 الساعة 05:59 AM
اخوكم في الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2012, 04:57 PM   #2

 
الصورة الرمزية طالب علم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 333
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : دولة الموعود
االمشاركات : 2,084

افتراضي رد: فـــرص لاتـــعــود

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا الطرح الموضوعي و الربط الواقعي
ووفقنا الله و اياكم لنصرة ال الصدر الكرام

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم و العن عدوهم
طالب علم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2012, 07:25 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: فـــرص لاتـــعــود

مقاله رائعة وطروحات موضوعيه
ويمكن القول ان رفض الامام الحسين عليه السلام لحصان الحر
انما رساله ان الفرد مع المعصوم مطالب بتكليف فلايعوض عنه الاخرون
كان يتبرع بالمال في مقام بذل النفس او ما شابه
او كمن يخاطبهم السيد القائد بالاصلاح
وهو اكيد يشمل كل الذين يسمعون ويعون وليس فقط ابناء التيار الصدري
او خاص لجيش الامام دون باقي مقلدي السيد الشهيد محمد الصدر قدس
وانما يكون الكل مشمول والسعي بمقدار الجهد والاخلاص
تكون النتائج
موفق اخي الفاضل

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2012, 08:59 PM   #4

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 198
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,990

افتراضي رد: فـــرص لاتـــعــود

جزاك الله خيرا على النشر

 

 

 

 

 

 

 

 

الممهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2012, 09:31 PM   #5

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: فـــرص لاتـــعــود

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا يااخينا في الله , ووفقك الله في اغتنام الفرص باذن الله(جل جلاله)

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:07 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024