العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-2017, 01:13 AM   #1

 
الصورة الرمزية عاشق المقتدى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 681
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,852

افتراضي مقتدى الصدر واعية الحسين

موضوع البحث/ مقتدى الصدر واعية الحسين
المقدمة
قال الحسين(عليه السلام) من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبَّه الله على منخريه في النار)
إنّ من ضمن الواجبات على شيعة وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) هو نصرتهم والتي تعتبر من الأمور المهمّة التي يجسّد فيها الموالي والمتبع حقيقة انتمائه وولائه. وتكون دليلاً على محبّتهم ومودتهم، سيما أن النصرة تلبية لنداء أهل البيت(عليهم السلام) الذين طلبوا وحثّوا شيعتهم على هذا الأمر ، وبالأخص تلبية نداء الحسين الذي لا زال صوته يخترق الزمان ليصل إلى أسماعنا ويحثنا على نصرته حتى بعد مرور هذه الحقبة الزمنية مطلوب منا أن نلبي نداء الحسين (ع) ، مطلوب منا أن ننصره حتى لا نكون من زمرة الخاذلين له ، ولنعلم أن النصرة في كل زمان بحسبها
معنى النصرة
النصرة تعني الإعانة على الشيء في مقابل الخذلان وتتحقق الإعانة باللسان أو اليد أو المال أو النفس بحسب ما تقتضيه الأزمنة والظروف وهي من الأمور المهمّة والضرورية حيث تعتبر قواماً للمجتمع باعتبار أنه لا يمكن أن يوجد المجتمع أو أن يحافظ على كيانه وبقائه إلاّ إذا كان أفراده يتناصرون فيما بينهم.
موارد النصرة
من خلال التعريف السابق بيّنّا معنى النصرة وهنا سنبين مواردها، فنقول أن للنصرة موارد عديدة نذكر منها.
نصرة دين الله عزّ وجل
------------------------
وهي الإعانة على نشر دين الله عزّ وجل إلى جميع الناس بشتّى الوسائل المتاحة بالمال، والإعلام المرئي والمسموع، طباعة كتب وغيرها... .
وكذلك تتحقق بالذبّ والدفاع عن الدين بالمال والنفس والولد لأنّ الدين أعزّ ما في الوجود. ولقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله تعالى: (يا أيّها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله)الصف: 14
وقد وصف الله أنصار دينه بالمفلحين، ووعدهم جنّات تجري تحتها الأنهار كما قال تعالى: )الّذين يتّبعون الرسول النّبىّ الأمّىّ الّذى يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينههم عن المنكر ويحلّ لهم الطيّبت ويحرّم عليهم الخبئث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التىِ كانت عليهم فالّذين ءامنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذى أنزل معه أولئك هم المفلحون . (الأعراف: 157)
وقال سبحانه : ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرئيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال الله إنّى معكم لئن أقمتم الصّلوة وءاتيتم الزكوة وءامنتم برسلى وعزّرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لاّكفّرنّ عنكم سيئاتكم ولأُدخلنّكم جنّت تجرى من تحتها الأنهر فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سوآء السّبيل . ( المائدة: 12.)
والتعزير هو النصرة مع التعظيم ولذا فقد وصف الأئمة(عليهم السلام) بأنهم أنصار الله تعالى كما نقرأ في الزيارة الجامعة أنهم(عليهم السلام) «أنصار لدينه» وكل امرئ مؤمن يتمنّى أن ينال هذا الشرف العظيم كما نقرأ في الدعاء «اللهم اجعلني ممن تنتصر بهِ لدينك ولا تستبدل بي غيري».
نصرة الرسول والأئمة(عليهم السلام)
إنّ نصرة دين الله تستلزم نصرة أوليائه الذين هم أمناء الله تعالى في أرضه، فقد قرن الله تعالى نصرته بنصرتهم، فهذا المسيح(عليه السلام) يقول للحوارييّن: (يا أيّها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله). (الصف: 14)
ولا شك أن أعظم الأولياء هم محمّد وعترته الطاهرة(عليهم السلام). قال تعالى في نصرة رسوله الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله): (فالّذين ءامنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون.( الأعراف: 157.)
وعن الإمام الصادق(عليه السلام): «نحن أهل دين الله»(الأنوار الساطعة، ج: 3، ص: 395) أي نحن أهل الدين الذي أمر الله بنصرته، فنحن الذين ننصر دين الله، ونحن الذين يجب على الخلائق نصرتهم.
من هنا ورد عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنه قال: «...أُمروا أن يطوفوا بها (أي الكعبة) ثم ينظروا إلينا فُيعِلمونا ولايتهم ومودّتهم ويعرضوا علينا نصرتهم»(]) الفكر الإسلامي، ص: 276).
كيفية نصرة أهل البيت(عليهم السلام)
تتحقق نصرة الرسول(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) بإثبات ولايتهم وتعريفها للناس، وبالدفاع عن حقوقهم التي جعلها الله لهم، وهذه الأمور تارة تكون باللسان، وأخرى باليد أو النفس والثالثة بالقلب، وهي تتفاوت بتفاوت الزمان والمكان.
عن الإمام علي(عليه السلام): «إنّ الله تبارك وتعالى إطّلع على أهل الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا»(الخصال للصدوق، ص: 635).
وعنه(عليه السلام) في تعداد مناقبه أنه قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «يا علي مثلك مثل: (قل هو الله أحد) من أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه»(نور الثقلين، ج: 5، ص: 701).
وعلى كل حال فلا بدّ للموالي أن يُوطّن نفسه على الدفاع عنهم ونصرتهم(عليه السلام) في أي وزمان أو مكان، وهو ما عبّر عنه الإمام الباقر(عليه السلام)بـ«حبس النفس» فقد قال لعبد الحميد الواسطي: «يا عبد الحميد، أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل له مخرجاً؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجاً، رحم الله عبداً حبس نفسه علينا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا، ثم قال(عليه السلام): القائل منكم: إن أدركت القائم من آل محمّد نصرته كالمقارع معه بسيفه والشهيد معه له شهادتان»(]) بحار الأنوار، ج: 52، ص: 126).
وإذا لم يتمكن من نصرتهم لعجزه وضعفه وفقره فلا بد أن يعقد قلبه على حبّهم والبراءة من أعدائهم.
عن علي بن عاصم الكوفي قال: دخلت على الإمام العسكري(عليه السلام)فأجلسني على بساطه وقال لي: إنّك على بساط جلس عليه كثير من النبيين والمرسلين وأراني آثار أقدامهم، فأهويت على الأقدام أقبّلها، وقبّلت يدي الإمام(عليه السلام) وقلت له: إني عاجز عن نصرتكم بيدي، وليس أملك غير موالاتكم، والبراءة من أعدائكم، واللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي ياسيدي؟
فقال(عليه السلام): حدثني أبي عن جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: «من ضعف عن نصرتنا أهل البيت، ولعن في خلواته أعداءنا، بلّغ الله صوته إلى جميع الملائكة، ولعنوا من لا يلعنهم، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه، وقالوا: اللهم صلّ على روح عبدك هذا الذي بذل في نصر أوليائك جهده، ولو قدر على أكثر من ذلك فعل، فإذا بالنداء من الله تعالى يقول: يا ملائكتي، إنيّ أجبت دعاءكم في عبدي هذا، وسمعت نداءكم، وصلّيت على روحه مع أرواح الأبرار وجعلته من المصطفين الأخيار»منتهى الآمال، ج: 2.
وللوقوف على كيفية النصرة لا بد من ذكر مفرداتها التالية:
1 - النصرة باللسان:
وتكون بالمحاججة، وإنشاد الشعر، ونشر ذكرهم وفضائلهم.
أ - النصرة بالمحاججة. وهي: محاورة المخالفين لإثبات الولاية. كما ورد عن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) أنه قال: «كلّم الناس وبيّن لهم الحق الذي أنت عليه، وبيّن الضلالة التي هم عليها»]) منبر الحسين، ص: 183
وقد كان لمناظرات أصحاب الأئمة والعلماء دور كبير في نشر المذهب ويُعرف ذلك من خلال مراجعة كتاب «الإحتجاج» أو مواقف الشيعة»
ب - النصرة بإنشاد الشعر.فعن الإمام الرضا(عليه السلام) أنه قال: «ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلاّ بنى الله له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل».
وعنه(عليه السلام) أنه قال: «من تذكّر مصابنا وبكى لما اُرتكب منّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يُحيى فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»أهل البيت في الكتاب والسنة، ص: 393
والواقع أنه كان للشعر دور كبير في نشر التشيع لما كان له من أثر في نفوس الناس، وللوقوف على ذلك يُراجع حياة شعراء أهل البيت(عليهم السلام)وما تركوه من أثر في نشر الدين، وما تعرضوا له من تهديدات وتعذيب، فهذا دعبل الخزاعي كان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني فما أجد من يفعل ذلك(روضات الجنّات)
ج - النصرة بذكر فضائلهم: فعن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال: «أتجلسون وتتحدثون؟!... تلك المجالس أحبها، إحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا»]) منبر الحسين، ص: 186
2 - النصرة بالمال
لقد كان المال من أهم وسائل النصرة فنحن نعرف من خلال التاريخ أن الإسلام قام على رسالة محمّد(صلى الله عليه وآله) ومال خديجة وسيف علي(عليه السلام)، وأنّ مال الشيعة الذي يُبذل باسم الأئمّة(عليهم السلام) كان من أهم الوسائل التي ساهمت ببقاء التشيع ونشره بين الناس.
3 - النصرة بالجسد
وهي من أرقى مراتب النصرة وأعظمها، وما بقاء التشيع واستمراره إلاّ من خلال التضحيات الكبيرة التي أدّت إلى تعذيب الأجساد وإزهاق الأرواح.
عن الإمام الصادق(عليه السلام): «شيعتنا والله لا يزالون منذ قبض الله رسوله ينصروننا ويقاتلون دوننا، ويُحرّقون، ويُعذّبون، ويُشرّدون من البلدان جزاهم الله عنّا خيراً»الفرقان في تفسير القرآن، ج: 28، ص: 321
وفي هذا المجال لا بدّ من التأكيد على نصرة الأئمة(عليهم السلام) لا تقتصر على زمان حضورهم بل هي في كل زمان وهذا صوت الحسين(عليه السلام) يدوي في الآفاق عبر الزمان: «هل من ناصر ينصرنا»]) مقتل الحسين(عليه السلام) للمقرّم

وسنذكر هنا هذه الحادثة
عبيدالله بن الحرّ الجعفي الذي وصل إلى منزل من المنازل، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) في ذلك المنزل، واطّلع الإمام الحسين على أنّ عبيدالله بن الحرّ الجعفي وصل إلى ذلك المنزل، وعبيدالله بن الحرّ الجعفي له سوء سابقة في تاريخ جهاد الإمام علي (عليه السلام) الفتوح ٦:۲٦۹ ، لكنّ الإمام الحسين حاول أن يهزّ ضميره، بعث إليه برسول يطلب منه النصرة.ذهب رسول الإمام الحسين إلى عبيدالله بن الحرّ الجعفي قال له: «جئتك بالكرامة، جئتك بكرامة لا يوجد فوقها كرامة؛ بأن تُستشهد بين يدي ابن رسول الله.. إنّ الحسين يدعوك لنصرته والاستشهاد بين يديه»، فظهر الغضب في وجه عبيدالله بن الحرّ الجعفي والضيق وقال:
«إنّي خرجت من الكوفة خوفاً من أن يأتي الحسين، وأن تقوم المعركة ويتأزّم حينئذ موقفي.. خرجت فراراً من أن أعيش هذه اللحظة التي جعلتَني أعيشها الآن»، ثمّ اعتذر من الاستجابة للإمام الحسين (عليه السلام).
الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكتفِ بهذا، قام بنفسه وجاء إلى عبيدالله بن الحرّ الجعفي يستصرخه، يطلب منه، يحاول أن ينفذ إلى أعماقه، أن يحرّك ضميره ووجدانه، أن ينبّهه إلى الأخطار التي تكتنف الرسالة والإسلام.
يقول الناقل: «ما رقّ قلبي كما رقّ يومئذ والحسين (عليه السلام) حوله الصبية من أطفاله يطوفون به، ويمشي إلى عبيدالله بن الحرّ الجعفي يستصرخه ويناديه، فيعتذر عبيدالله بن الحرّ، يقول له: هذه فرسي خذها بدلاً عنّي»خزانة الأدب ۲:۱۳۹
يقول (عليه السلام): «إنّي لست بحاجة إلى فرسك، إن كنت قد بخلت بدمك على الإسلام وعليَّ فلا حاجة في فرسك، لكن عندي وصيّة»، قال: «وما الوصيّة؟» قال: «إن قدرت على أن لا تسمَعَ واعيتنا فافعل؛ لأنّه ما سمع واعيتنا شخصٌ ثمّ لم ينصرنا إلّا أكبّه الله على وجهه يوم القيامة في جهنّم»تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) ٥:٤٠۷
وهذه الواعية ـ واعية الإمام الحسين ـ واعية الاصلاح؛ لأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) استشهد في سبيل الاصلاح ولم يكن يعيش تلك اللحظة إلّا للإصلاح؛ فواعية الإمام الحسين (عليه السلام) هي واعية الإصلاح والأخطار التي كان من أجلها يضحّي الإمام الحسين وقتئذ هي الأخطار التي تعيشها الاُمّة الإسلاميّة عبر كلّ هذه القرون إلى يومنا هذا.
قتل الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد في سبيل الحيلولة دون الأخطار التي عاشها المسلمون ويعيشونها إلى يومنا هذا.
امتداد واعية الحسين(عليه السلام) على مرّ العصور:
إنّ واعية الحسين (عليه السلام) لم تنقطع يوم عاشوراء..

، وقد قال هذا الإمام الصادق: إنّه «ما سمع واعيتَنا شخصٌ ولم ينصرنا إلّا أكبّه الله على وجهه يوم القيامة»الفتوح ٥:۷٤
نحن يجب علينا أن نعرف أنّ هذه الواعية نواجهها اليوم كما واجهها عبيدالله بن الحرّ الجعفي. إن لم نواجهها من فم الحسين (عليه السلام) فنواجهها من دم الحسين، ومن تاريخ الحسين، ومن بطولة الحسين يوم عاشوراء ومواقفه المتعدّدة، نواجه هذه الواعية من قائد الاصلاح السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) نحن نواجه هذه الواعية في كلّ مكان، في كلّ زمان، من كلّ صوب وحدب.
إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حينما ثار وحينما بدأ يبذل دمه في سبيل الاصلاح
الاسلام كان يواجه بداية خطٍّ من الانحراف، هذا الخطّ نحن الآن نعيش قمّته، نعيش أزمته، نعيش كلّ تصوّراته، كلّ أبعاده. إذاً، فواعية الاصلاح اليوم أوسع وأكبر.
ونحن، وأيّ فرد من المسلمين، لا يزال اليوم مدعوّاً ـ كما كان عبيدالله بن الحرّ الجعفي مدعوّاً ـ أن يغضّ النظر عن مصالحه، عن وجوده، عن كيانه، عن شهواته، عن رغباته الشخصيّة؛ في سبيل أن يساهم في إنقاذ الإسلام، في إنقاذ المسلمين، في إعادة الإسلام إلى الحياة، في رفع هذا الوهن عن وجوه المسلمين، وعن كرامات المسلمين.
إنّ كلّ مسلم قادرٌ على أن يساهم في هذه العمليّة بقليل أو كثير، في حدود إمكانيّاته وقابليّاته.
المساهمة ليس شكلها الوحيد حمل السلاح، وحمل السلاح لا يمكن أن يكون إلّا بعد مساهمات طويلة الأمد.. إذاً، فهناك نوعٌ من المساهمة في الاصلاح قبل حمل السلاح.
إنّ حمل السلاح هو شكلٌ من أشكال المساهمة، وهو شكل أعلى أشكال المساهمة، ولا يمكن أن يوجد هذا الشكل فجأة. لابدّ لكلّ واحد منا ان يساهم بقدر إمكانه وظروفه الفكريّة والعلميّة والاجتماعيّة في جواب هذه الواعية، في الردّ على هذه الواعية، في إنقاذ هذا الجريح الذي يُضرَب في كلّ يوم، ويُستَهزَأ منه في كلّ يوم، وتُتَحدّى أحكامُه في كلّ يوم، وتُضْرَبُ تشريعاتُه عرضَ الحائط في كلّ يوم من الظالمين والفاسدين.
مقتدى الصدر واعية الحسين
قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره) في كتاب الشذرات حول واعية الحسين وهنا اخذت المستوى الثالث قال: التنزل عن المقدمة الثانية التي تقول: (بان النصر المتوقع المطلوب إنما يكون في حالة حياة الحسين وأصحابه)، أي نصرهم ضد الجيش المقابل لهم في حال حياته وحال حربه. فنقول: إن ذلك ليس هو الفرد المنحصر أو لمعنى الوحيد، وان كان هو القدر المتيقن. فان النصرة يمكن أن تكون في كل وقت، حتى بعد الشهادة وحتى الآن وحتى في المستقبل، فيمكن نصرته في أي مكان، وفي أي زمان، وفي أي جيل، ومن قبل أي شخص، وعلى كل المستويات.
فيكون المعنى: من سمع واعيتنا أي بعد حصول الشهادة للحسين وأصحابه، فيجب عليه أن ينصرنا في أي زمان ومكان بمقدار ما يستطيع. وما يتيسر له من إمكانيات.
والنصرة أيضاً ليست منحصرة بالقتال، وان كان هو القدر المتيقن منها، إلا إنها يمكن أن تكون لها حصص كثيرة من باب نصر أصول الدين أو فروعه أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإطاعة أوامره، وتطبيق شريعته التي قتل من اجلها، وضحى في سبيلها، وكذلك هداية الآخرين نحو أهدافه، وكشف زيف أعدائه. وكذلك تطبيق الإصلاح الذي استهدفه وذكره في بعض خطبه ونحو ذلك
ومن هنا يكون كل من يأخذ بثأر الحسين فهو ناصر له بلا إشكال وأوضح الأمثلة في ذلك أمران:
الأول: حركة المختار الثقفي، فانه ناصر للحسين وليس مشمولا لقوله: من سمع واعيتنا فلم ينصرنا
الثاني: الأخذ بالثأر من قبل الإمام المهدي (عج)، فانه ناصر للحسين بعد شهادته. .
انتهى كلام السيد الشهيد
ويمكن القول
الثالث: تطبيق الاصلاح الذي اراده الحسين (ع)
فكانت حركة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) للاصلاح مصداق لكلام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره)
ومن كلام السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) في خطبة صلاة الجمعة الموحدة يتبين نفس المعنى حيث قال
– يكون شعارنا نحن المصلحون (( من سمع واعية الامام الحسين عليه السلام للاصلاح ولم يصلح أكبه الله على منخريه في النار ))
وهي مستوحاة من قوله ( سلام الله عليه) ( وما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الاصلاح في إمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)
نتائج البحث
اولا: لو نظرنا الى النصرة ومواردها لوجدنا راعي الاصلاح السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) قد عمل بها وزيادة فهو خير مايمثل واعية الحسين (عليه السلام).
ثانيا : لقد ذكر القرآن الكريم معادلة في الإنتصار فقال: (يايّها الّذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويُثبّت أقدامكم)(محمّد: 7.). وهذه المعادلة جارية في نصرة الأئمّة(عليهم السلام) فما من إنسان ينصرهم إلاّ نصره الله كما يشهد بذلك قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيعة الغدير لعلي(عليه السلام): «اللهم انصر من نصره واخذل من خذله». ومن الشواهد على ذلك: ان السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)
مشهود له النصر في كل المواقف التي خرج بها .
ثالثا : ان الله تعالى عادل فيغير علينا العناويين والاشخاص ويجب اختيار جهة الحق التي تطلب الاصلاح الذي خرج من اجله الحسين (عليه السلام) مع قلة الناصر
الخاتمة
من كتاب لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا للاستاذ علي الزيدي
في كل زمان لابد ان يكون فيه مصلح , هذه سنة الله في خلقه , لانه تعالى لم يخلق الخلق عبثا ,ولم يتركهم هملا,ولكن خلقهم لاجل غاية, هذه الغاية لايمكن الوصول اليها الا بوجود الانبياء والمرسلين والائمة صلوات الله على نبينا الاعظم وعليهم اجمعين , ومن بعدهم المصلحين.
وفي الغالب يكون خروجهم مخالفا للظروف العامة التي داب الناس عليها وعايشوها ورضوا عنها ,وهذا هو السر في محاربتهم وعداهم من قبل ابناء مجتمعاتهم.
والشيء الملفت للنظر في ذلك ,ان القلة القليلة هي التي دائما تسعى وتتوجه اليهم ,وعندها يحسبونهم من الذين لايحسنون التصرف, او عاطفين او المضحوك عليهم ,الى غيرها من الاوصاف المشينة,ولكن بعد حين وبعد ان يستقر الأمر للمصلح ,سوف تكون هذه القلة ,اعلاما يقتدى بهم ,بالنسبة الى نفس الناس الذين لم يرضوا عنهم في بادىء الأمر.




المصادر
1-القران الكريم
2-شذرات من فلسفة تاريخ الحسين /السيد الشهيد
3- لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا / الاستاذ علي الزيدي
4 - الأنوار الساطعة، ج: 3، ص: 395.
5 - الفكر الإسلامي، ص: 276.
6 - الخصال للصدوق، ص: 635.
7- نور الثقلين، ج: 5، ص: 701.
8- بحار الأنوار، ج: 52، ص: 126.
9 - منتهى الآمال، ج: 2، ص: 524.
10 - منبر الحسين، ص: 183.
11 - أهل البيت في الكتاب والسنة، ص: 393.
12 - روضات الجنّات.
13- منبر الحسين، ص: 186.
14 - الفرقان في تفسير القرآن، ج: 28، ص: 321.
15 - مقتل الحسين(عليه السلام) للمقرّم.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
عاشق المقتدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2017, 04:21 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: مقتدى الصدر واعية الحسين

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
أحسنتم وجزاكم الله تعالى خير الجزاء

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:09 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024