العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-2013, 02:31 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي الاسلام دين السلام والتسامح والإنسانية

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
جاء في مقتل الحسين ( عبد الرزاق المقرّم )
لمّا سمع الحرّ بن يزيد الرياحي كلام الإمام الحسين ع واستغاثته ، أقبل على عمر بن سعد وقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟ قال : إي والله ، قتالاً أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي . قال : ما لكم فيما عرضه عليكم من الخصال ؟ فقال : لَو كان الأمر إليَّ لقبلت ، ولكن أميرك أبى ذلك . فتركه ووقف مع النّاس ، وكان إلى جنبه قرّة بن قيس فقال لقرّة : هل سقيت فرسك اليوم ؟ قال : لا ، قال : فهل تريد أن تسقيه ؟ فظنّ قرّة من ذلك أنّه يريد الاعتزال ويكره أن يشاهده ، فتركه فأخذ الحرّ يدنو من الحسين قليلاً ، فقال له المهاجر بن أوس : أتريد أن تحمل ؟ فسكت وأخذته الرعدة ، فارتاب المهاجر من هذا الحال وقال له : لَو قيل لي : مَن أشجع أهل الكوفة ؟ لَما عدوتك ، فما هذا الذي أراه منك ؟ فقال الحرّ : إنّي اُخيِّر نفسي بين الجنّة والنّار ، والله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو اُحرقت . ثمّ ضرب جواده نحو الحسين منكّساً رمحه قالباً ترسه وقد طأطأ برأسه ؛ حياءً من آل الرسول بما أتى إليهم وجعجع بهم في هذا المكان على غير ماء ولا كلأ ، رافعاً صوته : اللهمّ إليك اُنيب فتب عليَّ ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيّك . يا أبا عبدالله إنّي تائب ، فهل لي من توبة ؟ فقال الحسين (ع) : (( نعم يتوب الله عليك )). فسرّه قوله وتيقّن الحياة الأبديّة والنّعيم الدائم ، ووضح له قول الهاتف لمّا خرج من الكوفة ، فحدّث الحسين (ع) بحديث قال فيه : لمّا خرجت من الكوفة نُوديت : أبشر يا حرّ بالجنّة . فقلت : ويلٌ للحر

وجاء أيضا في مقتل المقرّم أن الإمام الحسين ع بكى على أعدائه .
من الأمور التي لا شك فيها أن الدين الإسلامي هو دين المحبة والتسامح والسلام والإنسانية وهذا ما أكّد عليه القرآن وفي آيات كثيرة وكما سيأتي بعض منها ، وكذلك أحاديث الرسول الأكرم ( ص ) وروايات أهل البيت وكذلك مواقفهم ومنها الموقف أعلاه و سيأتي قسم منها .
ولكن للأسف نلاحظ أن البعض أو الكثير من شعوب دول الغرب تصف الإسلام بالإرهاب ، وهذا له أسباب عديدة منها
1) تزييف الحقائق من قبل قياداتهم الدينية والسياسية .
2) التصرفات السيئة من قبل المحسوبين على الإسلام .
ونقول لهم أن الحروب التي قامت وتقوم كلها من قبل الدول الغربية سواء أكانت بشكل مباشر أو غير مباشر ، أما من يقوم بالتفجير والإساءة ممّن يدّعي الإسلام فهؤلاء لا يمثلون الدين الإسلامي بل يمثلون أنفسهم ومن يقف وراءهم والأدلة عديدة منها :
1) أن القرآن والسنّة النبوية لا تحث على ذلك بل العكس أي أنهم يخالفون ما جاء في تعاليم الإسلام وبذلك لا يجوز أن نصف الإسلام بشكل سلبي بسبب هؤلاء ( فهل يجوز أن نسبّ السيد المسيح بسبب ما يقوم به بعض المحسوبين عليه من المسيحيين من قتل وسرقة وحروب مثلا أو هل يجوز أن نصف السيدة مريم المقدسة بوصف سلبي بسبب بعض التصرفات السيئة من قبل بعض النساء المسيحيات ) بالطبع لا .
2) القيادات الدينية الإسلامية دائما تتبرأ من أعمالهم
3) هناك الكثير من المسلمين يتعاملون بمحبة وسلام فلماذا لا يقاس الدين عليهم
ومن الأمور التي تستدعي التأمل هو أن أمريكا وحلفاؤها يدعمون الطغاة أو على الأقل يقفوا متفرجين عليهم ، بينما يحاربون دعاة السلام من المسلمين

ثم إن هؤلاء يحاربون الإسلام الحقيقي والأمر لا يقتصر على عصرنا هذا ، ففي واقعة الطف مثلا :
جاء في مقتل الإمام الحسين للمقرّم



يودع الامام الحسين طفله الرضيع فيقول
(( بُعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدّك المصطفى خصمهم )) . ثمّ أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين (ع) الدم بكفّه ، ورمى به نحو السّماء . قال أبو جعفر الباقر (ع) : (( فلَم تسقط منه قطرة )). وفيه يقول حُجّة آل محمّد (عجّل الله فرجه) : (( السّلام على عبد الله الرضيع ، المرمي الصريع المتشحط دماً ، والمصعد بدمه إلى السّماء ، المذبوح بالسّهم في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه )).


وسأستعرض بعض الآيات القرآنية والأحاديث والروايات والمواقف والتي تدعم ما ذكرت .
أولا : بعض الآيات القرآنية :
1) ( والله لا يحب الظالمين ) آل عمران 57 { ولا شك أن التعدي على الآخرين هو من الظلم }
2) ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الشعراء 227
3) ( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) الزخرف 65
4) ( إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان ) النحل 90
5) ( وأحسنوا إنّ الله يحب المحسنين ) البقرة 195
6) ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) الشورى 40
7) ( فاعف عنهم واصفح إنّ الله يحب المحسنين ) المائدة 13
8) ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فصلت 34

ثانيا : بعض الأحاديث والروايات :
1) عن الرسول الأكرم ( ص) ( .... وإياكم والظلم فإن الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة ..... )
2) عن الإمام علي ع ( من خاف ربّه كفّ ظلمه )
3) وعنه ع ( لا تظلم كما لا تحب أن تُظلم )
4) وعنه ع ( من لا يرحم الناس منعه الله رحمته )
5) وعنه ع ( أحسن يُحسن إليك ، ارحم تُرحم )
6) وعنه ع ( لا عز أنفع من الحلم )
7) وعنه ع ( الحلم زينة )
8) وعنه ع ( إياك والغضب فأوّله جنون وآخره ندم )
9) وعن الإمام الباقر ع ( إن ظُلمت لا تظلم )
10) قيل للإمام الحسن ع ما الحلم ؟ قال ع : كظم الغيظ وملك النفس .
11) عن الإمام علي ع ( المحسن من عمّ الناس بالإحسان
12) قال الرسول ص ( ما عمل امرؤ عملا بعد إقامة الفرائض خيرا من إصلاح بين الناس يقول خيرا وينمي خيرا )
ونلاحظ في قولي الرسول والإمام ( الناس ) أي أنهم لم يخصّوا المسلمين فقط وإنما الناس كلهم بجميع أديانهم وطوائفهم .
وغيرها كثير

بعض المواقف :
1) عن عصام بن المصطلق قال : دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي (ع) فأعجبني سمته وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض فقلت له : أنت ابن أبي تراب ؟ فقال :نعم ، قال عصام : فبالغت في شتمه وشتم أبيه ( نعوذ بالله ) فنظر إليّ نظرة عاطف رؤوف
. ثم تلا الآية : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغيّ ثم لا يقصرون ) الأعراف ( 199-200)
قال عصام فتوسّم مني الندم على ما فرط مني ، فقال (ع ) ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) يوسف (92)... انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنك إن شاء الله تعالى .....
2) ورد أن رجلا سبّ الإمام السجاد ع فأغضى الإمام عنه حتى يشعر بأنه لم يسمع ، فسبّه مرة ثانية والإمام ساكت عنه ، ثم سبّه مرة ثالثة والإمام ساكت فلم يتحمل الرجل سكوت الإمام فقال للإمام : إيّاك أعني فأجابه الإمام وعنك أغضي
وغيرها كثير
· مصدر الأحاديث والروايات والمواقف ( كتاب الأخلاق الإسلامية / عبدالله الهاشمي )
وهذه المواقف لا تقتصر على القادة الأوائل في الإسلام بل في كل عصر ، ففي عصرنا هذا الكل لاحظ المواقف الوحدوية للسيد مقتدى الصدر ( دام عزّه ) وكيف أنه قام بتوجيه أتباعه لحماية الكنائس وحماية المسيحيين في مناطقهم وقاموا بذلك بالفعل ولمسنا هذا بشكل عملي وكيف أن العوائل المسيحية قامت بنقل سكناها إلى المناطق التي يكثر فيها الصدريون وكذا بالنسبة لباقي الأقليات وكذلك الخطابات الكثيرة التي وجّهها السيد مقتدى الصدر لشعوب العالم والتي دعا فيها إلى الوحدة والمحبة ، ورأينا في اللقاء الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 14/10/2013 حيث أجاب عن أحد الأسئلة الموجّهة له :
(إننا لن نتخلى عن إسلاميتنا ولكن أن نكون فقط للمسلمين فهذا من أكبر الأخطاء فإسلاميتنا أبوية وتمارس أبوّتها على الإسلامي وغير الإسلامي ، وتيارنا أبوي ، وأكررها أبوي ، ويلمّ الجميع بلا استثناء سواء كان إسلامي أو غير إسلامي ، علماني مدني أو تنويري ، مسلم أو مسيحي أو من أي دين ، يجب أن يجتمع كل هؤلاء تحت عباءة التيار والرسول محمد ( ص ) أول من جمع الطوائف والأديان ولم يفرّق بينهم أبدا )
وكلامه الأخير في الذكرى السنوية لتفجير كنيسة النجاة وكما مبين على الرابط أدناه :
http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=16859
وكذلك شكر الشيخ العام للكلدان وكما مبين على الرابط أدناه :
http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=16861
وأختم بموقف للإمام الحسين ع حيث روي أن غلاما له جنى جناية كانت توجب العقاب ، فأمر بتأديبه ، فانبرى العبد قائلا : يا مولاي والكاظمين الغيظ ، فقال ع : خلّوا عنه ، فقال : يا مولاي والعافين عن الناس ، فقال ع : قد عفوت عنك ، قال : يا مولاي والله يحب المحسنين ، فقال ع : أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك .

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعمّ السلام في كل أنحاء العالم ويسود العدل
والحمد لله ربّ العالمين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم

التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ ; 07-11-2013 الساعة 02:43 PM
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2013, 02:34 PM   #2

 
الصورة الرمزية نور المهدي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1824
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,312

افتراضي رد: الاسلام دين السلام والتسامح والإنسانية

عظم الله لكم الاجر
واحسن لكم العزاء
بارك الله فيكم موضوع رائع ومميز

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
نور المهدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2013, 02:50 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: الاسلام دين السلام والتسامح والإنسانية

شكرا لكم وعظّم الله تعالى لكم الأجر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2013, 03:02 PM   #4

 
الصورة الرمزية المطيع

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 372
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,480

افتراضي رد: الاسلام دين السلام والتسامح والإنسانية

جزاك الله خيراً على البحث القيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
المطيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2013, 05:02 PM   #5

 
الصورة الرمزية خادم الكرار

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 557
تـاريخ التسجيـل : Oct 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,520

افتراضي رد: الاسلام دين السلام والتسامح والإنسانية

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خير واحسن لك العزاء على البحث القيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم الكرار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 05:56 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024