العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-2017, 08:06 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

تحليل الانفتاح كهدف من اهداف الثورة الحسينية


الانفتاح كهدف من اهداف الثورة الحسينية



المقدمة

......

ان الطبقة المتحكمة بالمجتمع الاسلامي بعد الرسول الاكرم (ص) كان مبلغ همها هو السلطة وعسكرة المجتمع للدفاع عن طموحها السياسي والعسكري ولم تعطي المساحة الكافية للحوار وتعليم البشرية القيم الاسلامية

فاصبح الواقع النفسي والاجتماعي لسكان الدولة الاسلامية يعيش عزلة وكما ان انتمائه للدين الاسلامي بشكل سطحي ادى الى شعور عام بالفوقية على الشعوب الاخرى الغير مسلمة

واصبحت لغة السيف هي الاعلى والاهم بنظرهم من لغة الحوار

ولايمكن ان نفهم السيف الا وسيلة لازالت العوائق التي تعترض الحوار الاسلامي من قبل السلطات الظالمة والمنحرفة

الا ان هذا المفهوم لم يأخذ بعده الواقعي

ونحن نعلم ان الطبقة السياسية التي تولت مقدرات الامة السلامية بعد الرسول الاكرم (ص) انتهجت منهج الفتح الاسلامي كتغطية سياسية لأشغال المجتمع واثارة اطماع الطامعين فيه وتركيعه بعيدا عن المنهج التربوي الانساني والاصلاحي الذي اراده الرسول الاكرم (ص)

حيث يصف اهم خصيصة مميزة للاسلام بقولة (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق....)

فالصفات الانسانية لايمكن ان تنمو في مجتمع مغلق بل تحتاج الى الانفتاح والتلاقح الفكري والاجتماعي بين المجتمعات الانسانية

بل اننا لايمكن ان نفهم الاية الكريمة (انما خلقناكم اكم شعوب وقبائل لتعارفوا .....) الا اشارة لضرورة الانفتاح بين المجتمعات والقبائل كسبب مهم جدا لخلق الانسان

فالمجتمع المغلق لا تعارف فيه ولا نمو للكمالات الانسانية فيكون منغلق ولا يستطيع فهم التشريع او العمل به بشكل الصحيح بل سيكون العمل به سطحي ومتحجر

ما المقصود بالانفتاح الذي نتناوله في البحث :هو التلاقح الذهني والفكري الذي يبني على الايجابيات او كما تعبر عنه الآية الكريمة بالتعارف وليس المقصود منه الانحلال او طمس الهوية الوطنية للمجتمع او الهوية العقائدية كما اشتهر عن مصطلح الانفتاح من الاعلام السطحي

ان وصفنا للظروف المحيطة في زمن الثورة الحسينية انما لبيان سلبية الانغلاق الذي كان يعاني منه المجتمع الاسلامي

والامام الحسين عليه السلام هو الاكثر شعور بالمسؤولية في اصلاح الانسانية ككل وبما ان المجتمع الذي يحمل الرسالة الكاملة يعاني من الانغلاق والتحجر فيمكن ان نقول ان بث الانفتاح كهدف من اهداف الثورة الحسينية في المجتمع المسلم لكي يصل الاسلام بصورته الصحيحة لباقي الانسانية

ومن اهم خصائص التشريع الاسلامي انه تشريع لكل البشرية بالتالي يحتاج تطبيقه الصحيح الى ذهن يطبقه بعمق ووعي

يناسب كل البشرية ولا يمكن ان يكون ذلك الا بالانفتاح على البشرية

كيف عملت الثورة الحسينية على جعل المجتمع المسلم اكثر انفتاحا ؟

بشكل عام خطط الامام الحسين عليه السلام بأيفاع صدمة وتصدع في الشخصية الاسلامية المنغلقة دافعا اياها لترك الفوقية او التعامل من منطلق انها على حق والاخر على باطل ودافعا اياها للتعمق في فهم النص الاسلامي وتطبيقه وكذلك اثارت تساؤلات عميقة في ذهنيتها ووجدان الامة

عن الاسباب الدافعة للثورة الحسينية وعن الكيفية التي واجهه بها الامام الحسين عليه السلام الدولة الظالمة

بأسلوب ومنهجية اثارت وصدمت العقلية الاجتماعية السائدة ان ذاك

وهذا التساؤل دفع الى الحوار والبحث والانفتاح على الاخر سواء داخل نفس المجتمع الاسلامي او مع المجتمعات الاخرى بشكل متدرج

حتى اننا يمكن ان نفهم ان منهج الامام السجاد بتعليم العبيد من مختلف القوميات ومن ثم تحريرهم تركيز لاحد اهداف الثورة الحسينية وهو الانفتاح

وحتى حركة الترجمة التي مارستها الدولة العباسية كان اسلوب سياسي وسلطوي للسيطرة على اثار المنهج الانفتاحي الذي رسخته الثورة الحسينية وعمل عليه الائمة المعصومون من بعدها





يمكن تحليل مسار الثورة الحسينية بشكل عام وخاص الذي يمكن اعتباره منهج لدفع المجتمع الى الانفتاح على الاخر

.................................................. ....................................

على المستوى العام:

1- يمكن وصف المجتمع الاسلامي المعاصر للثورة بان العقلية العسكرية هي العقلية السائدة بل ان ذروة الشخصية المسلمة

هي الشخصية العسكرية وتمثل الطبقة العليا في المجتمع

ان توجه الامام الحسين عليه السلام الى الكوفة لعدة اعتبارات ومنها كونها العاصمة العسكرية للدولة الاسلامية وقاعدة الفتح الاسلامي

-فالعقلية العسكرية السائدة ان ذاك تعرضت الى الثورة الحسينية كشيء نادر ولا ينطبق على القواعد العسكرية التي كان تستوعبها تلك العقلية وهو مثل حدث صادم بكل المقاييس وعظم شخصية الامام الحسين عليه السلام وتاريخه العقائدي والاجتماعي وحتى العسكري لا يمكن ان تفسره تلك العقلية على ان تحرك الامام الحسين عليه السلام تحرك غير عاقل او غير اوعي حتى وان حصل نصر عسكري للجيش الاموي على معسكر الامام الحسين عليه السلام

فمعسكر الامام الحسين عليه السلام قليل العدة والعدد واحتوائه على نساء الثوار واطفالهم وطلبه للاصلاح يمثل شيء غير مألوف من الجانب العسكري السائد ان ذاك

الا ان تاثير هذه المعركة ترك كبير الاثر ومثل اشبه بالصدمة التي ذهبت بعيدا في الشخصية الاسلامية سواء للمهاجمين او المراقبين بل لكل من وصلت اليه جزئيات الثورة الحسينية وهو امر حرك التساؤلات في المجتمع وحرك تلك الذهنية المنغلقة للبحث عن الاجابات وهو بحث عن الاخر والحوار مع الاخر دفعت الى الانفتاح ولو بصورة بطيئة وتدريجيا

لكن اهم مقوم لدفع المجتمع للخروج من الانغلاق اسسه الامام الحسين عليه السلام من خلال وقع الصدمة الذي افرزتها ثورته المباركة في الشخصية الاسلامية

3-ان المنهج العسكري للدولة الاسلامية يرتكز على مفهوم الجهاد الاسلامي وهو منهج يكون ذو نهاية محدده فاما النصر او الشهادة اما المنهج الاصلاحي الذي عمل على تأسيسة الامام الحسين عليه السلام فهو منهج ليس له نهاية محدده فالاصلاح معنى شامل يبدأ من الفرد وينتهي بالمجتمع الانساني كله وموضع السيف للمصلح يختلف عن موضع السيف بالنسبه للفتح الاسلامي فالسيف بيد الاصلاح للدفاع وازالت السلطة الظالمة وليس له مدخلية بتغيير الفرد وتكاملة بل الدفاع عن الانسانية وتحريرها من السلطة الظالمة

كما انه السيف الاصلاحي ليس له مغنم مادي من ارض او سبي او مال بل فقط تحرير المظلوم من سلطة الظالم

وهنا كانت مستوى اخر لصدمة الذي تركته الثورة الحسينية في الواقع الاسلامي الا وهو ممارسة الصلاح كمنهج يخالف المنهج الجهاد الاسلامي كما بينا سابقا وهي ممارسة فريدة داخل الامة الاسلامية لن الثورة خرجت من رحم المجتمع ومارست الاصلاح خارج السلطة

والاصلاح منهج يحتاج عقلية منفتحة لكي تطبقه لانه يحدد المفاسد ويقوم بتغييرها بحلول متعددة

والاصلاح كمنهج عمل اكثر تعقيدا من الجهاد لانه شامل وغير محدد الاساليب والمناهج وهدفه اصلاح الشخصية الانسانية

على اكمل وجه

على المستوى الخاص :

في مسار الثورة الحسينية توجد عدة مواقف وتحركات للامام الحسين عليه السلام تأخذ عدة ابعاد لا يمكن قراءتها بصورة انية فقط بل تحتاج تكامل وانفتاح العقل البشري لفهمها والتمعن بالدروس التي قصدها المعصوم

منها على سبيل المثال : سقي خيل العدو بالماء من كتيبة الحر الرياحي في ذلك الظرف الخطر الذي احاط بالثورة الحسينية وعظم القضية التي حمل لوائها الامام الحسين عليه السلام يمكن ان نفسره بالنسبة الى وقته المعاصر بأنه كرم او رحمة اما اليوم لانجد له وصف سواء انه تأكيد على حقوق الحيوان وان هذا المبدأ مخطط له بعناية من قبل الامام الحسين عليه السلام وهي ايضا قراءة تتناسب مع واقعنا ومفاهيمنا وقد تكون له قراءه اخرى في المستقبل تختلف تبعا للتكامل الانساني

اي ان الثورة لم تكن بأهداف انيا او مستقبلية بل اهداف ذات قراءات متجدده تبعا لتغيير الفكر الانساني

وهو امر يستلزم ان تخطط الثورة الحسينية لكسر الانغلاق في العقلية الاسلامية حتى تكون مستوعبه للابعاد الاسلامية بشكل عام واهداف الثورة بشكل خاص

مثال اخر هو تقدم الامام الحسين عليه السلام بطفلة الرضيع الى معسكر العدو وطلب الماء له فقد يفسر في وقته بانه اللقاء حجه اخيره لتبيان سلبية المعسكر المعادي

الا اننا اليوم نجد فيه منهج وتأكيد لفهوم حق الطفل واحترامه بغض النظر عن ما قام به ابواه

فكل عبر الثورة تنفتح على عدة اطروحات منها انية ومنها مستقبيلة لايمكن ان يفهمها الا ذهن بشري منفتح يتخلق بالكمالات الانسانية والاخلاقية فالمجتمعات المنفتحة هي من تستفاد من قيم الثورة والمجتمع المغلق لا يستفاد من الثورة وان حمل شعارها

الخلاصة :

ان المعسكر الذي واجه الامام الحسين عليه السلام تاثر بثورته لعدت اسباب ذكرناها سابقا ونحن نعلم ان اي فعل او حدث غير مألوف يكون صادم وله تأثير كبير في شعور الفرد ووعيه حتى وان كان معارضا له

وهذا التأثير انتقل الى باقي المجتمع المسلم عن طريق هؤلاء بشكل غير واعي من خلال ما شاهدوه وفعلوه من الجرائم في عرصات كربلاء وحتى من خلال ما نقلوه عن الكيفية التي عاملهم المعصوم بها ومحتوى خطابه الاصلاحي

هذا التاثير سبب الشرخ والتصدع في عموم الشخصية الاسلامية وخلق تساؤلات عميقة في تلك الشخصية عن ماهية الثورة الحسينية كانت هذه التساؤلات حافز ودافع للبحث عن اجوبه حافز لفهم الاخر

واصبحت الثورة الحسينية لصيقة في وجودها للدعوة الاسلامية ككل بعتبار عظم القائد للثورة وعظم اهدافها ومنهجها العمل وهو امر خطط له المعصوم ليكون التشريع الاسلامي رهين بفهم اسلوب عالي المضامين في تطبيقة من خلال الثورة الحسينية وهو امر يدفع بالفرد للانفتاح الذهني لفهم تلك الثورة التي طبقت التشريع الاسلامي بمصداقية عالية






 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-2017, 04:36 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: الانفتاح كهدف من اهداف الثورة الحسينية

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:00 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024