موقف الزهراء (ع) مع أبيها في مرضه

موقف الزهراء (ع) مع أبيها في مرضه
_____________________
بدخول الحادي عشر من هجرة أبيها إلى المدينة , وفي الأيام الأخيرة من شهر صفر في تلك السنة بالذات أشتكى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم من مرض ألّم به وكان مرضه يشتد به يوماً بعد يوم , وضن أكثر المسلمين في بداية الأمر أنها وعكة طارئة لا تلبث أن تزول بين حين وأخر غير أن الزهراء عليها السلام لم تكد تسمع بشكوى أبيها حتى ارتج قلبها وانهارت وكأنها والموت على معاد , لا سيما وان الزهراء عليها السلام قد سمعت رسول الله يقول في بعض المناسبات لأصحابه وهو يعضهم : يوشك أن ادعى فأجيب , وسمعته في حجة الوداع على جبل عرفات وقد وقف بين المسلمين يقول : لعلي عليه السلام لا القاكم بعد عامي هذا , حيث تقول الزهراء عليها السلام رأيت أبي يخرج أكثر من مرة إلى زيارة القبور ويخاطبهم بكلمات تشعر بدنو أجله كل ذلك كانت تراه وتسمعه من أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكان يرتجف لذلك قلبها ويستولي عليها الحزن , ولكنها كانت تتجلد وتصبر ولا تبدي مافي نفسها لأحد , ولما سمعت بشكواه ورأته يجمع اصحابه ويوصيهم بأهل بيته ويطلب دواة وقرطاس ليعهد إليهم فيه حتى لا يضلوا من بعده ويرتدوا على أعقابهم , أيقنت الزهراء عليها السلام بنهايته وخانها تجلدها لا سيما وقد رأته حين أشتدَّ به الألم فنظر إلى الزهراء نظرة مودع راحل عن دنيا الناس وآلامها ويقول لا كرب على أبيكِ بعد اليوم .
وجاء في البداية والنهاية عن الصحيحين : لقد أجتمع نساء رسول الله صلى الله عليه واله عنده في مرضه ولم تغادر منهن واحدة فجاءت فاطمة عليها السلام تمشي تخطىء مشيتها مشية رسول الله فهش اليها وقال مرحباً بأبنتي وأقعدها إلى يمينه وقد رآها متجلدة تتكلف الصبر ولا تكف عن الدعاء والابتهال , فأشفق لما بها وأدناها إليه وتحدث معها بكلام لم يسمعه أحد غير أنها بكت وتغيرت ثم أدناها أليه وتحدث معها فعادت إلى طبيعتها وأبتسمت وكأن ليس في الأمر شيء .
فالسلام على الطاهرة الزكية والراضية المرضية والصابرة المهتضمة والتقية النقية يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين