قراءة في لقاء سماحة القائد السيد مقتدى الصدر(أعزّه الله)، مع “نواب الكتلة الصدرية المستقيلين”، في: 15 / 6 / 2022.

بعد ان قدم نواب الكتلة الصدرية الفائزون في دورة البرلمان الخامسة استقالتهم، وقبولها من قبل رئيس البرلمان، تشرفوا بلقاء القائد السيد الصدر(اعزه الله)، وهذا حدث عظيم ينبغي الإلتفات إلى أهميته لكي ننتفع بالدروس والعبر المترشحة منه والتي منها ما يلي:

1.إننا نسير سيراً حثيثا نحو دولة العدل والتوحيد بقيادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وهذا من المحتوم، الذي لا بداء فيه .
إذن لابد من تمهيد له(عجل الله فرجه الشريف)، ولدولته الإنسانية العادلة، وهذا ما سعى اليه جميع الأنبياء والأوصياء والقادة المصلحين ومنهم آل الصدر الكرام.
فمن سمات دولة الإمام ان المنصب ما هو الى محل لتقديم الخدمة والنفع للناس، وان التسابق والاجتهاد يجب أن يكون في كيفية تقديم خدمة أكثر وأنفع، وبتعبير آخر: ان المنصب مهما على وشرف ما هو إلا وسيلة لتقديم الخدمات والنفع للخلائق، وهذا من الناحية النظرية يقر به الكثير من الناس إلا من شذ من مرضى القلوب، ومع ذلك يحتاج إلى تجسيد عملي على أرض الواقع، لكي يخرج من خانة التنظير إلى خانة السلوك العملي في ساحة الواقع، فيشعر به الناس حقيقة وانه قابل للتطبيق وليس من باب اليوتوبيا، وهذا ما تحقق على يد القائد(اعزه الله) .

2. قال القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله:
" أنا قررت أن أنسحب من العملية السياسية حتى لا أشترك مع الفاسدين بأي صورة من الصور، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وكذلك أنتم، وفعلاً أطعتم وأجدتم، فشكرا لكم .
الذي أريد أن اخبركم به: انني في المرحلة القادمة في الانتخابات أيضا لن أشترك مع الفاسدين، إذا اشترك الفاسدون في الانتخابات أنا ايضاً لا اشترك.
وهذا عهد بيني وبين الله، وبيني وبينكم، وبيني وبين شعبي ايضا".
وهذا فيه معاني جمة والتي منها:
تطبيق قاعدة "لو تزيلوا" القرآنية في قوله تعالى: ((لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ))(سورة الفتح، الآية:25)، أي ان: "تزيلوا"، تعني: تمييز الفاسد من الصالح، وتفرق الفاسد عن الصالح وابتَعَادَ بَعضُهم عَن بَعضٍ، لماذا ؟
لكي يتم تطبيق قوله تعالى: ((لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )).
وهذه دعوة ضمنية لجميع العراقيين بل لجميع الناس، في ان يفترقوا عن الفاسدين ولا يجاملوهم ولا يعينوهم ، ولا يخالطوهم..، لانهم في طريقهم الى الزوال ثم العذاب الاليم.

3.فيه صفعه للطواغيت واذنابهم، من خلال اثبات ان المصلحين ليسوا طلاب سلطة وجاه فساحتهم منزهة عن هذه الامور، إنما يهمهم طاعة الله جل جلاله، وخدمة الناس والالتفات إلى حاجاتهم الانسانية ورعاية حقوقهم وشؤونهم...، وذلك لشعورهم العالي والحقيقي بأبوة المجتمع .

4. فيه تنبيه للقواعد الشعبية بأن قسم كبير منهم لازال دون مستوى معتد به من الشعور بالمسؤولية، لذا يجب عليهم السير الحثيث نحو زيادة الوعي، والشعور بالمسؤولية، وتقديم المصالح العامة على المصالح الشخصية....

5.فيه مزيد من الكشف لتلك الاحزاب والتكتلات والجماعات، التي تدعي بأن صراعها على السلطة الهدف منه خدمة الناس مع انهم سبق ان استلموا السلطة فكانوا من مصاديق قوله تعالى: ((وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)))(سورة البقرة/ الآية 205)، فهؤلاء وبالرغم ما ترشح منهم من مفاسد ومظالم ، الا ان بعض الناس لازال والى هذه اللحظات يحسن الظن بهم وبأتباعهم ولذا من المهم اسقاط اقنعتهم لبيان مدى خطورتهم وخطورة المجموعة المنتفعة بهم.