العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر زينب العقيلة ( عليها السلام )

منبر زينب العقيلة ( عليها السلام ) المواضيع المخصصة لعقيلة الطالبيين

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-2015, 11:10 AM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد(لعنه الله)

خطبة السيدة زينب(عليها السلام) في مجلس يزيد(لعنه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
كان يزيد بن معاوية(لعنه الله )ينتظر قدوم قافلة السبي الحسيني بلهفة ، وقد اشرف على ثنية جيرون، نقل الآلوسي عن تاريخ ابن الوردي، وكتاب الوافي بالوفيات:
أنه لما ورد على يزيد نساء الحسين، وأطفاله، والرؤوس على الرماح، وقد أشرف على ثنية جيرون، ونعب الغراب، قال:

لما بدت تلك الحمول وأشرفت ... تلك الرؤوس على ربى جيرون
نعب الغراب، فقلت: نح، أو لا ... تنح فلقد قضيت من النبي ديوني
( روح المعاني ج26 ص72 وتذكرة الخواص ص261 و262 ومنهاج السنة ج4 ص549 فما بعدها).

علق الالوسي قائلا:
وهذا كفر صريح، فإذا صح فقد كفر به ومثله تمثله بقول ابن الزبعرى قبل إسلامه.
ليت أشياخي الأبيات.. انتهى..( روح المعاني ج26 ص73)
دخل السبي الحسيني القصر ووقفوا في الناحية المقررة لهم ، حينها امر يزيد بجلب طست من الذهب ليوضع فيه رأس الإمام الحسين
قال اليافعي:
ثُم وُضِع الرأس المكرَّم بين يدي يزيد، فأمَر أن يُجعَل في طست..
( اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان ـ ج1 ص109).
وبعد ذلك اخذ يزيد ينكث بمخصرته في ثنايا الإمام، وهو يتمثل بأبيات شاعر مشركي قريش عبد اللّه بن الزبعرى السهمي :

ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً * ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل
حين حكّت بفناء بركها ... واستحر القتل في عبد الأسل
قد قتلنا الضعف من أشرافكم ... وعدلنا ميل بدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا ... خبر جاء ولا وحي نزل
وفي نص آخر:
فجزيناهم ببدر مثلها ... وأقمنأ ميل بدر فاعتدل
لست من عتبة إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل..
( راجع: البداية والنهاية ج8 ص187 ط دار إحياء التراث.، ومناقب آل أبي طالب ج4 ص114 ط مكتبة مصطفوي، قم، إيران.، والفتوح المجلد الثالث ج5 ص129، والمنتظم ج5 ص343.، وتذكرة الخواص ص261 و262 .، وآثار الجاحظ ص130 ،وسؤال في يزيد ص14 فما بعدها...)
وروى :
..ودعا يزيد لعنه الله برأس الإمام الحسين عليه السلام، وجعل يضرب، أو ينكت (والنكت هو: الضرب) ثغر الإمام الحسين عليه السلام بقضيب في يده..
( مقتل الحسين للمقرم ص454 عن:
الإتحاف بحب الأشراف ص23 ، والكامل في التاريخ ج4 ص85 ط دار صادر ، وتذكرة الخواص ص148 ، والصواعق المحرقة ج2 ص580
ونقل أيضاً عن الفروع لابن مفلح ج3 ص549 ، وعن شرح مقامات الحريري للشربشي ج1 ص93.
وراجع:
مجمع الزوائد ج9 ص195 والفصول المهمة لابن الصباغ ص205 والخطط للمقريزي ج2 ص289 والبداية والنهاية ج6 ص260 ط دار إحياء التراث، ومناقب ابن شهر آشوب ج3 ص261 المطبعة الحيدرية، وسير أعلام النبلاء ج3 ص319 و320 و309.) ، وجعل يقول: قد لقيت بغيك يا حسين..( الكواكب الدرية للمناوي ج1 ص56.))

روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج/ ۲/۳٤-۳۷ :
قال: روى شيخٌ صدوقٌ من بني هاشم وغيره من الناس، أنه: لما دخل عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وحرمه على يزيد (لعنه الله)، وجيء برأس الحسين (عليه السلام) ووضُع بين يديه في طست، فجَعل يضربُ ثناياه بمخصرة كانت في يده.
وهو يقول:

لعبت هاشمُ بالملكِ فلا *** خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزعَ الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحا *** ولقالوا يا يزيد لا تشلّ
فجزيناهُ ببدر مثلا *** وأقمْنا مِثلَ بدرٍ فاعتدل
لست من خَندفَ إن لم أنتقِم *** من بني أحمدَ ما كان فعل

فلما رأت زينب (عليها السلام) ذلك... نادت بصوت حزين تقرع القلوب:
"يا حسيناه!
يا حبيب رسول الله!
يابن مكة ومنى!
يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء!
يابن محمدٍ المصطفى!"

قال: فأبكت والله كلّ من كان. ويزيد ساكت!
فقامت إليه زينب بنت علي (عليهما السلام) وأمها فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالت:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ على جدي سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله).
صدق الله -سبحانه- كذلك يقول:
ثمَّ كانَ عاقبةَ الذينَ أساؤا السُّوأى أنْ كذبُوا بآياتِ اللهِ وكانوا بها يستَهزؤونَ .
أظننت -يا يزيد- حين أخذت علينا أقطارَ الأرض، وضيَّقت علينا آفاقَ السّماء، فأصبحنا لك في إسار ، نُساق إليك سوقاً في قطار، وأنت علينا ذو اقتدار، أنَّ بنا من الله هواناً. وعليك منه كرامة وامتناناً. وأن ذلك لعِظَم خطرك، وجلالة قدرك، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، تضرب أصدَرَيْك فرحاً، وتنقض مِذرَوَيك مرحاً، حين رأيت الدنيا لك مستوسِقة. والأمور لديك متسِقة، وحين صفا لك مُلكُنا، وخلَصَ لك سلطاننا!
فمهلاً مهلاً، لا تطِش جهلاً!
أنسيت قول الله عز وجل:
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ"(سورة آل عمران۱۷۸)}.أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء؟! تخديرُك حرائرَك وإماءَك، وسوْقك بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبايا، قد هتكتَ ستورَهنّ، وأبديتَ وجوهَهنّ، يحدُوا بهنّ الأعداءُ من بلدٍ إلى بلدٍ. ويستَشْرفهن أهل المناقل. ويبرُزنَ لأهل المناهل. ويتصفحُ وجوهَهنّ القريب والبعيد. والغائب والشهيد، والشريف والوضيع، والدني والرفيع ليس معهن مِن رجالِهن ولي. ولا من حُماتِهن حميٌ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله (صلى الله عليه وآله). ودفعاً لما جاء به من عند الله.
ولا غرو منك، ولا عجب من فعلك، وأنى يُرتجى الخير ممن لفظ فوه أكباد الشهداء.
ونبَتَ لحمُه بدماء السعداء. ونصبَ الحربَ لسيد الأنبياء. وجمع الأحزاب، وشهَرَ الحراب، وهز السيوف في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله.
أشدّ العرب لله جحوداً، وأنكرهم له رسولاً، وأظهرهم له عدواناً، وأعتاهم على الربّ كفراً وطغياناً.
ألا إنها نتيجة خلال الكفر، وضبٍ يُجرجَر في الصدر لقتلى يوم بدرٍ.
فلا يستبطئ في بغضنا أهل البيت من كان نظرُه إلينا شنَفاً وشنآناً وإحَناً وأظغاناً، يُظهر كفره برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويُفصح ذلك بلسانه، وهو يقول فرحاً بقتل وُلدِه، وسبي ذريته، غير مُتحَوِّب ولا مستعظم، يهتف بأشياخه:
لأهلّوا واستهلّوا فرَح
ولقالوا يا يزيدُ لا تشلْ
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله -وكان مُقَبَّل رسول الله -صلى الله عليه وآله- ينكُتها بمِخصرتِه، قد التمع السرور بوجهه.
لعمري! لقد نكأتَ القرحَة، واستأصلتَ الشأفة، بإراقتِك دمَ سيد شباب أهل الجنة، وابن يعسوبِ الدين والعربِ، وشمس آل عبد المطلب.
وهتفتَ بأشياخِك، وتقرّبت بدمهِ إلى الكفرة من أسلافِك. ثمّ صرَختَ بندائك -ولعمري- لقد ناديتهم لو شهدوك! ووشيكاً تشهدُهم، ولم يَشهدوك، ولتوَدّ يمينك -كما زعمت- شَلّت بك عن مرفقها وجَذت، وأحببتّ أمَّك لم تحملْك، وإياك لم تلد. أو حين تصير إلى سخط الله، ومخاصمك رسول الله (صلى الله عليه وآله).
اللهمّ خُذ بحقنا، وانتقِم من ظالمنا، واحلُلْ غضبك على من سفك دماءَنا ونقض ذِمارَنا، وقتل حُماتِنا، وهتكَ عنا سدولَنا.
وفعلت فعلتك التي فعلتَ، وما فريتَ إلا جِلدك، وما جزَزتَ إلا لحمَك.
وسترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما تحمَّلتَ من دم ذريته. وانتهكتَ من حرمته، وسفكتَ من دماء عترتِه ولُحَمته، حيث يَجمع به شملُهم، ويلمَّ به شعَثهم، وينتقِم من ظالمِهم، ويأخُذ لهم بحقهِم من أعدائهم.
فلا يستفزنَّك الفرحُ بقتلهم. "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ"(سورة آل عمران۱٦۹-۱۷۰)وحسبك بالله ولياً وحاكماً، وبرسول الله (صلى الله عليه وآله) خصماً. وبجبرئيل ظهيراً وسيعلم من بوَّأك ومكّنك من رقاب المسلمين أن "بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً"(سورة الكهف ٥۰)
وأيُّكم شرٌ مكاناً وأضلّ سبيلاً.
وما استصغاري قدرَك، ولا استعظامي تقريعَك توهماً لانتجاع الخطابِ فيك بعد أن تركتَ عيونَ المسلمين به عبرى، وصدورَهم عند ذكرهِ حرّى، فتلك قلوبٌ قاسية، ونفوسٌ طاغية، وأجسامٌ محشوة بسخطِ الله ولعنةِ الرسول، قد عشّش فيه الشيطان، وفرّخ، ومِن هناك مثلُك ما درجَ ونهضَ.
فالعجبُ كلّ العجب لقتل الأتقياء، وأسباط الأنبياء، وسليل الأوصياء، بأيدي الطلقاء الخبيثة. ونسل العهَرَة الفجَرَة، تنطِفُ أكفهم من دمائنا وتتحلّبُ افواهُهم من لحومنا، تلك الجثثُ الزاكية على الجيوب الضاحية، تنتابها العواسِل وتعَفرُها أمهات الفراعِل.
فلئن اتخذتنا مغنَم لتجدُ بنا وشيكاً مغرَماً حين لا تجدُ إلا ما قدّمتْ يداك، وما الله بظلام للعبيد، فإلى الله المشتكى والمعوّلُ، وإليه الملجأ والمؤمَّلُ.
ثمّ كِد كيدَك، واجْهَد جَهدَك، فوالله الذي شرّفنا بالوحي والكتابِ والنبوة والانتجابِ، لا تُدرك أمدَنا، ولا تبلُغ غايتنا، ولا تمْحو ذِكرَنا، ولا يُرحَضُ عنك عارنا. وهل رأيُك إلا فند، وأيامُك إلا عددٌ، وجمعُك إلا بددٌ، يوم يناد المنادي: ألا لعنَ اللهُ الظالمَ العادي.
والحمدُ لله الذي حكمَ لأوليائه بالسعادة، وختمَ لأصفيائه بالشهادة، ببلوغ الإرادة، ونقلَهُم إلى الرحمة والرأفة، والرضوان والمغفرة، ولم يَشقَ بهم غيرُك، ولا ابتلى بهم سواك.
ونسأله أن يُكمل لهم الأجرَ، ويَجْزلَهُم الثوابَ والذخر، ونسأله حسنَ الخلافة، وجميلَ الإنابة، إنه رحيمٌ ودودٌ.

فقال يزيد مجيباً لها:
يا صيحة تُحمَدُ من صوايح
ما أهونَ الموتَ على النوائح(انتهى)

خطبة السيدة زينب (عليها السلام) برواية السيد ابن طاووس في اللهوف/ ص 70(راجع : مثير الأحزان ص 80)

... قال: وجعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعري:
ليتَ أشياخي ببدر شهِدو
جزعَ الخزرج من وقع الأسَل
لأهلّوا واستهلّوا فرح
ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلّ
قد قتلنا القومَ من ساداتهم
وعدلْناهُ ببدر فاعتدَل
لعِبت هاشمُ بالمُلك فل
خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نَزل
لستُ من خندفَ إن لم أنتقِم
من بني أحمدَ ما كان فعل
قال الرّاوي:
فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فقالت:

"الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين".
صدق الله سبحانه كذلك يقول: "ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون"(سورة الروم۱۰)
أظننتَ يا يزيد حيث أخذتَ علينا أقطارَ الأرض، وآفاقَ السماء، فأصبحنا نُساق كما تساق الأسرى، أنَّ بنا هواناً عليهِ، وبك عليهِ كرامة، وأن ذلك لعِظَم خطَرك عندَه، فشمَختَ بأنفك، ونظرتَ في عِطفِك، جذلانَ مسروراً، حيث رأيتَ الدنيا لك مستوثقة، والأمورَ متسقة، وحين صفا لك مُلكُنا وسلطانُنا.
فمهلاً مهلاً! أنسيتَ قول الله تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ"(سورة آل عمران۱۷۸) أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء! تخديرُك حرائرَك وإماءَك، وسوْقك بناتِ رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبايا. قد هتكتَ سُتورَهنَّ، وأبديتَ وُجوهَهنَّ، تحْدو بهن الأعداءُ من بلدٍ إلى بلدٍ، ويَستشرفُهُنَّ أهلُ المناهلِ والمناقلِ، ويَتصفحُ وُجوهَهنَّ القريبُ والبعيد، والدنيُّ والشريف. ليسَ معَهنَّ من رجالِهنَّ وليٌ، ولا مِن حُماتِهنَّ حميٌ، وكيف يُرتجى مراقبة[۱٤٤] من لفظَ فوه أكبادَ الأزكياء، ونبَت لحمُه من دماءِ الشهداء، وكيف يستبطئ في بغضِنا أهلَ البيت مَن نَظرَ إلينا بالشنَفِ والشنئان والإحَن والأضْغان. ثمّ تقول غير مُتأثم ولا مُستعظم:
لأهلّوا واستهلّوا فرح
ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلّ
منتحياً على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكُتها بمِخصَرتَك!
وكيف لا تقول ذلك، وقد نكأت القرحة، واستأصَلتَ الشأفة بإراقتك دماءَ ذرية محمد (صلى الله عليه وآله)، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، وتهتِفُ بأشياخِك! زعمتَ أنك تناديهم، فلتردَنَّ وشيكاً موردَهم، ولتودَّنَّ أنك شلَلتَ وبكَمْتَ،ولم تكن قلتَ ما قلتَ، وفعلتَ ما فعلت.
اللهُمَّ خُذ لنا بحقنا، وانتقِم من ظالِمنا، وأحلِل غضبَك بمَن سفكَ دماءَنا، وقتل حُماتنا.
فواللهِ ما فرَيتَ إلا جِلدَك. ولا حزَزتَ إلا لحمَك، ولتردَنَّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما تحمَّلتَ من سفكِ دماءِ ذرّيَته، وانتهكتَ من حرمتِه في عترتِه ولُحمته، حيث يجمعُ الله شملَهم، ويلمَّ شعَثهُم، ويأخذَ يحقهِم "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"(سورة آل عمران۱٦۹)
وحسبُك باللهِ حاكماً، وبمحمدِ (صلى الله عليه وآله) خَصيماً، وبجَبرئيلَ ظهيراً، وسيعلمُ مَن سوَّلَ لك، ومكّنَك مِن رقابِ المسلمينَ "بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً"(سورة الكهف ٥۰). وأيَّكم شرٌ مكاناً وأضعفُ جنداً.
ولئنْ جرّتْ عَليَّ الدّواهي مخاطبَتكَ، إنّي لأستصْغِرُ قدرَك، وأستعظِمُ تقريعَك، وأستكثِرُ توبيخَك، لكنَّ العيونَ عبرى، والصّدورَ حرّى.
ألا فالعجبُ كلَّ العجبِ! لِقتل حزبِ الله النجباءِ بحزبِ الشيطان الطلقاءِ. فهذه الأيدي تنطِفُ من دمائنا. والأفواهُ تتحلّبُ من لحومِنا. وتلك الجثثُ الطواهرُ الزواكي تنتابُها العواسِلُ. وتعفرُها أمهات الفراعِلُ.
ولئنِ اتخذتنا مغنَماً لتجدَنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد إلا ما قدّمتْ يداك، "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ"(سورة فصلت٤٦)
فإلى اللهِ المشتكى، وعليهِ المعوَّلُ، فكِد كيدَك، واسعَ سعيَك، وناصبْ جُهدَك، فوالله، لا تمْحو ذكرَنا، ولا تميتُ وحيَنا، ولا تدرك أمَدَنا، ولا ترحَضُ عنكَ عارَها.
وهل رأيُك إلا فندٌ، وأيّامُك إلا عددٌ، وجمعُك إلا بَددٌ، يوم يُنادي المنادي: ألا لعنة اللهِ على الظالمين.
فالحمد للهِ ربِّ العالمين الذي ختمَ لأوَّلنا بالسعادةِ والمغفرة. ولآخرنا بالشهادةِ والرحمة.
ونسأل الله أن يكمِلَ لهُمُ الثوابَ، ويُوجبَ لهُمُ المزيدَ، ويُحسِنَ علينا الخِلافة، إنَّهُ رحيمٌ ودودٌ، وحسبُنا اللهُ ونِعَم الوكيلُ.

فقال يزيد لعنه الله:
يا صيحة تُحمَدُ مِن صوائح
ما أهونَ النوحَ على النوائح
(انتهى)

رواية ابو الفضل احمد بن ابي طاهر طيفور في كتابه بلاغات النساء/ كلام زينب بنت علي بن ابي طالب (عليه السلام)(وراجع رواية الخوارزمي في مقتله):ان سيدتنا العقيلة زينب الهاشمية قالت :

«صدق اللّه ورسوله يا يزيد( ثمّ كان عاقبة الذين أساءوا ان كذبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون)، أظننت يا يزيد انّه حين أخذت علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء فأصبحنا نساق كما يساق الأُسارى انّ بنا هواناً على اللّه وبك كرامة عليه، وانّ هذا لعظيم خطرك، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفيك جذلان فرحاً حين رأيت الدنيا مستوسقة لك والأُمور متسقة عليك، وقد أمهلت نفسك، وهو قول اللّه تبارك وتعالى
(وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (178)(سورة آل عمران).
أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك نساؤك وإماؤك وسوقك بنات رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ سبايا قد هتكت ستورهن وأصلحت صوتهن، مكتئبات، تخدى بهن الأباعر، ويحدو بهنّ الأعادي من بلد إلى بلد لا يراقبن ولا يؤوين يتشوّفهن القريب والبعيد، ليس معهن ولي من رجالهن.
وكيف يستبطأ في بغضنا من نظر إلينا بالشنق والشن آن والإحن والأضغان، أتقول ليت أشياخي ببدر شهدوا غير متأثم ولا مستعظم وأنت تنكث ثنايا أبي عبد اللّه بمخصرتك، ولم لا تكون كذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، فلتردن وشيكاً موردهم و لتودن انّك عميت وبكمت وانّك لم تقل فاستهلوا وأهلوا فرحاً، اللّهم خذ بحقنا وانتقم لنا ممن ظلمنا، واللّه ما فريت إلاّ في جلدك، ولا حززت إلاّ في لحمك، وسترد على رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يرغمك وعترته ولحمته في حظيرة القدس يوم يجمع اللّه شملهم ملمومين من الشعث وهو قول اللّه تبارك و تعالى:
(ولا تَحْسبن الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون )، وسيعلم من بوّأك ومكّنك من رقاب المؤمنين إذا كان الحكم اللّه والخصم محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وجوارحك شاهدة عليك، فبئس للظالمين بدلاً أيّكم شر مكاناً وأضعف جنداً.
إنّي واللّه يا عدو اللّه وابن عدوه استصغر قدرك واستعظم تقريعك، غير انّ العيون عبرى والصدور حرّى، وما يجزي ذلك أو يغني عنّا وقد قتل الحسين ـ عليه السَّلام ـ وحزب الشيطان يقربنا إلى حزب السفهاء ليعطوهم أموال اللّه على انتهاك محارم اللّه، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، وهذه الأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أُمهات الفراعل، فلئن اتخذتنا مغنماً لتتخذن مغرماً حين لا تجد إلاّما قدمت يداك تستصرخ بابن مرجانة ويستصرخ بك وتتعادى وأتباعك عند الميزان، وقد وجدت أفضل زاد زوّدك معاوية قتلك ذرية محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فواللّه ما تقيت غير اللّه ولا شكواي إلاّ إلى اللّه، فكدكيدك واسع سعيك وناصب جهدك فواللّه ما يرحض عنك عار ما أتيت إلينا أبداً، والحمد للّه الذي ختم بالسعادة والمغفرة لسادات شبان الجنان فأوجب لهم الجنة، أسأل اللّه أن يرفع لهم الدرجات وأن يوجب لهم المزيد من فضله فانّه ولي قدير.

( بلاغات النساء، ص 12ـ 23)

وروي ايضا أنه حين وضع رأس الإمام الحسين عليه السلام، جعل ينكت ثناياه بالقضيب وهو يقول:
أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت ... قواضب في أيماننا تقطر الدما
نفلق هاماً من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما..
ثم صلب الرأس الشريف على باب القصر ثلاثة أيام..
( راجع الخطط للمقريزي ج2 ص289 والإتحاف بحب الأشراف ص23 ومقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص75 وسير أعلام النبلاء ج3 ص319.)
قال الطبري : فقام رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقال له : أبو برزة الأسلمي ، وقال :
أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين ؟ أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً لربما رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يرشفه ! أما أنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك ، ويجيء هذا يوم القيامة ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شفيعه .
ثم قال فولى
( تاريخ الأمم والملوك/ الطبري ج 6 ص 267) .
وفي رواية أخرى :
قال أبو برزة الأسلمي :
أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ، ويقول : انتما سيدا شباب أهل الجنة قتل الله قاتلكما ، ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا .
فغضب يزيد منه وأمر به فأخرج سحباً
( الكامل في التاريخ/ ابن الأثير ج 4ص 85) .
وفي مناقب ابن شهر آشوب:
فقال له أبو برزة : يا فاسق ارفع القضيب عن هاتين الشفتين، فو الله إني رأيت رسول الله يقبّلها (مناقب ابن شهر اشوب 114:4)
وجاء في زيارة الإمام الحسين عليه السلام :
" السلام على الثغر المقروع بالقضيب ".
(موسوعة عاشوراء/ تأليف: الشيخ جواد محدثي/ ترجمة: خليل زامل العصامي ج1ص232)

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطلهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2015, 12:29 PM   #2

 
الصورة الرمزية خادم القائد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3222
تـاريخ التسجيـل : Apr 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق العظيم
االمشاركات : 2,040

افتراضي رد: خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد(لعنه الله)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على جبل الصبر
بوركت اخي الكريم

 

 

 

 

 

 

 

 

خادم القائد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2015, 02:03 PM   #3

 
الصورة الرمزية ابو بتول

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1726
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 3,128

افتراضي رد: خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد(لعنه الله)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت أخي على هذا النشر المبارك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو بتول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-2015, 06:45 PM   #4

 
الصورة الرمزية عاشق الصدر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 230
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,496

افتراضي رد: خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد(لعنه الله)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت أخي العزيز على هذا البحث القيم
جعله الله في ميزان حسناتك

 

 

 

 

 

 

 

 

عاشق الصدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-2015, 07:06 PM   #5

 
الصورة الرمزية أبو زينب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 167
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,258

افتراضي رد: خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد(لعنه الله)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت أخي على هذا النشر المبارك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

أبو زينب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السبي في، مجلس يزيد(ج1)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:39 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024