|
منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-05-2016, 10:13 PM | #1 |
|
" الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا"
بسم الله الرحمن الرحيم " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا" لقد ذكرت في البحث الأول "إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ" أهمية و خطورة الإنذار الإلاهي في مقدمة سورة الأعراف بلزوم إتباع هداية كتاب الله تعالى من أجل السلامة من السقوط في ولاية أولياء من دون كتابه حيث أن من شأن ذلك ارتكاب المظالم و من ثمّ خسارة حياتي الدنيا و الآخرة: http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=23714 في البحث الثاني من السورة "وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ" لقد ذكرت بأنّ هداية كتاب الله تعالى تعمل بمثابة لباس التقوى في حفظ القلب من اختراق الشياطين و ذلك من أجل المحافظة على سلامة الفطرة الإنسانية، التي تقوم على التوحيد و العدالة الإلاهية، من الفساد بالسقوط في ولاية الشياطين: http://www.jam3aama.com/forum/showpost.php?p=188491&postcount=1 في البحث الثالث من السورة " وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ"1 لقد ذكرت بأن غياب الإيمان بولاية الله تعالى و بهداية كتابه من شأنه السقوط في ولاية الشياطين الذي من شأنه تبرير ارتكاب الفاحشة (أي الظلم الفاضح) إما بافتراء الكذب على الله تعالى (أي أنّ الله تعالى هو الذي أمر بالظلم) أو بالقول علبه بغير علم. إنّ عاقبة ذلك تكون الحياة في غفلة عن هداية الله تعالى، بل في ولاية الشياطين، ولكن باعتقاد مداومة الملازمة لهداية الله تعالى و ذلك حتى الإنتباه من الغفلة بحضور رسل الموت و خذلان الشياطين: http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?p=194983#post194983 في البحث الرابع من السورة " وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ" 2 لقد ذكرت بأنّ العامل المسبب للكفر بولاية الله تعالى و بهداية كتابه هو اختيار الحياة الدنيا على حياة الآخرة الأمر الذي من شأنه الكفر بحياة الآخرة و الجحود بآيت الله تعالى في خلقه للسماوات و الأرض و في النفس الإنسانية و بآياته الكتابية و البشرية و من ثم خسارة النفس الإنسانية (أي السقوط في ولاية الشياطين) خسارة دائمة، عقابها الخلود في النار: http://www.jam3aama./forum/showthread.php?t=24351 إنّ هذا هو البحث الخامس في سورة الأعراف المباركة وفيه سأعمل بإذن الله تعالى و بتوفيق منه على تشخيص العامل المختص للاختيار بين ولاية الله تعالى و هداية كتابه و بين الحياة الدنيا الذي من شأنه السقوط في ولاية أولياء من دون كتاب الله تعالى. إنّ البحث و التدبر في الآيات الحكيمة التالية: سورة الأعراف (7): 50-51 وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) سورة الملك (67): 10-11 وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) يتضح بأنّ العقل هو العامل المختص لهداية الإنسان إلى ولاية الله تعالى و ذلك لأن دور العقل هو تشخيص و ترتيب و تحقيق الأولويات في حياة الإنسان. بما أنّ الخالق الذي خلق هذا الكون العظيم من أجل خلق الإنسان و تسيير و تلطيف حياته فإنه لا يمكن أن يكون قد خلق الإنسان عبثا، بل لا بد و أن يكون خلقه لغاية حقيقية عظيمة لا يصلح لحملها أي مخلوق غير الإنسان. يما أنّ لا يوجد أحدٌ غير الخالق من هو مؤهل لمعرفة و تحقيق الغاية الحقيقية من خلق الإنسان فالأولوية في حياة الإنسان العاقل هي معرفة الخالق و ذلك لمعرفة الغاية من خلقه و من ثمّ تقديم ولايته و طاعته على ولاية و طاعة غيره و ذلك من أجل التوفق في تحقيق الغاية من خلقه و حياته الدنيوية. إنّ قصة النبي إبراهيم (ع) لترشدنا إلى أنّ معرفة الخالق و طاعته هي أهم حاجات الحياة الإنسانية الحقيقية على الإطلاق: سورة الأنعام (6): 74-82 وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) بناءً على ما تقدم يمكن لنا أن نقول بأنّ لا يمكن أن تطمئن النفس الإنسانية إلا بمعرفة الله سبحانه و تعالى و بإطاعته و ذلك لأن هذا هو السبيل الوحيد لصلاح الإنسان و فلاحه و إلا سيكون مصيره الفساد و الدمار. و لكن في حال اهمال و إغفال دور العقل في حياة الإنسان فإنّ الأهواء و الشهوات و الغرائز تتحكم في الإنسان فيختار اللهو و اللعب على ولاية الله تعالى و هدايته حيث يكون الاغترار بالحياة الدنيا دون الإيمان الصادق بحياة الآخرة و من ثمّ السقوط في ولاية أولياء من دون كتاب الله تعالى و ارتكاب المفاسد و المظالم و خسارة حياتي الدنيا و الآخرة و ذلك بدلاً من إتباع هداية كتاب الله تعالى و ولاية أوليائه بحق كتابه الأمر الذي من شأنه الفوز بالصلاح في حياتي الدنيا و الآخرة. إنّ الغاية من خلق الإنسان، كما تفيد آيات كتاب الله تعالى الحكيمة، هي عبادة الله تعالى وحده و ذلك من أجل الالتزام بالعدالة الإلاهية و تمهيداً للقائه و حسابه بيوم القيامة: سورة الأعراف (7): 172-173 وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) سورة الذاريات (51): 55-57 وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) سورة الأعراف (7): 29-30 قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) سورة الحديد (57): لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) إذاً، إنّ عقل الإنسان هو عامل هدايته إلى الإيمان بولاية الله تعالى و هدايته بكتابه و بأوليائه بحق كتابه و من ثمّ وقايته من اتخاذ الدين "لَهْوًا وَلَعِبًا" فالسقوط في ولاية أولياء من دون كتابه و بذلك فقط تتحقق إنسانية الإنسان و سعادته في حياتي الدنيا و الآخرة و ذلك لأن الغاية من خلق الإنسان هي إقامة العدالة الإلاهية على الأرض، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا بعبادة الله وحده من غير عديل أو ند أو شريك و بتوفيق من الله تعالى لهدايته و باستجابته للدعاء الصادق و الخالص لوجهه الكريم. إنّ في حال اتخاذ الدين "لَهْوًا وَلَعِبًا" تنقلب المفاهيم و المعايير عند الإنسان حيث يرى الباطل حقاً و يرى الحق باطلا فلذلك يرتكب المفاسد و المظالم في سبيل تحقيق الغايات الباطلة و بذلك ينتشر و يعم الفساد و الظلم بين الناس على الأرض كما هو حال البشرية الذي نعيشه في وقتنا هذا. نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالعقل الصالح لطاعته و بالهداية لولايته و هداية كتابه و ولاية أوليائه بحق كتابه " إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ" " إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ" " أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. أفضل الصلاة و السلام على سيد المرسلين محمد و آله الطاهرين. د سعيد حبيب حسن اليوسف 15/5/2016م
|
16-05-2016, 03:22 PM | #2 |
|
رد: " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا"
احسنت اخي العزيز وفقكم الله
|
16-05-2016, 04:18 PM | #3 | |
|
رد: " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا"
اقتباس:
أحسن الله لكم أخي الكريم و وفقن و إياكم لما فيه صلاح الدنيا و الآخرة ببركة نبي الرحمة محمد و عترته الطاهرة.
|
|
17-05-2016, 05:30 PM | #4 |
|
رد: " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا"
جزاك الله تعالى خيرا
|
17-05-2016, 08:18 PM | #5 |
|
رد: " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا"
بوركت موضوع قيم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|