العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر قمر العشيرة ابو الفضل العباس(ع)

منبر قمر العشيرة ابو الفضل العباس(ع) نعم ألأخ المواسي والمجيب الى طاعة ربه

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-2019, 06:35 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

رؤية بين الدوران والحركة المستقيمة ...كيف نفهم الثورة الحسينية ؟!


ان الكمال الذي اظهرته الثورة الحسينية المباركة بشخوصها ومواقفها وتوجهاتها يحتاج منا وقفة تأمل
في البدأ فلنتعرف عمليا على الشخصية الدورانية من خلال المنهج القرآني ونتخذ انموذجا (علاقة بني اسرائيل مع موسى عليه السلام )
حيث نلاحظ ان الشخصية الاسرائيلية المعاصرة لموسى عليه السلام كانت لا تسير باستقامة مع المعصوم عليه السلام
فكلما يخطو المعصوم خطوة الى الكمال وتحرير المجتمع من رواسبه القديمة ترى المجتمع يعود فيطالب موسى عليه السلام بمطالب تعبر عن شخصيته التي تدور حول نفسها ورواسبها السلبية فمثلا
بعد ان وصل قوم موسى عليه السلام الى الضفة الاخرى وانجاهم الله من سطوة فرعون المستكبر طالبوا المعصوم بان يجعل لهم أله
اي ان الجذر القديم في كيانهم ذلك الجذر الفاسد في عبادة الاوثان الذي رسخه المجتمع الفرعوني لازال نابضا في مدركاتهم يعودون اليه حتى وهم في قمة الانتصار والتحرر من ذلك الواقع الظالم
ثم لو تسلسلنا مع طلباتهم وهم يريدون البصل والفوم وغيرها بدلا عن المن والسلوى نجد بوضوح كيف ان المعصوم كلما اراد لهم كمالا بحركته المستقيمة
رجع المجتمع المعاصر له الى امور وشوائب في وجدانه لا يستطيع التحرر منها
لأنه اعتاد الحياة المكررة التقليدية اعتاد الحياة التي يكون فيها عبد وليس قائد اعتاد ان يشعر بضعفه ويعمل من خلاله
ولا يشعر بقوته من خلال عبوديته لله جل جلاله التي تجعله قائدا سائرا الى الكمال بدون تراجع للخلف وهذا الامر يستمر في كل تحركات بني إسرائيل
حتى التيه الذي يعبر عن حقيقة الشخصية المعاصرة لموسى عليه السلام التي لاتعدوا الا ان تلتف حول عاداتها وافكارها البالية ولا تلتفت الى حركة القائد المعصوم وكيف يطوي المسافات بحركته نحو الكمال
والان يحسن ان تعرف بشكل مقارن عن الحركة المستقيمة من خلال ثورة الامام الحسين عليه السلام ونأخذ كمثال ناجح تحرك العباس عليه السلام نحو المشرعة وكيف انه بعد ان اخذ بكفه قليل من الماء رماه ولم يضعه في فمه
حيث يقم المفكر الاسلامي الاستاذ علي الزيدي اطروحات رائعة في فهم هذا الموقف في كتابه اشراقات في الدفاع عن المعصومين سأتناول احد تلك الاطروحات
المعمقة ((ثالثا ان الغرفة التي اغترها العباس عليه السلام الماء اراد ان يعطي رمزا ظاهريا لكن معناه الباطني عميق وهو:
بما ان الماء يمثل الطهر والعطاء بل نبع الحياة ((وجعلنا من الماي كل شيء ))الانبياء 30 فان العباس عليه السلام لم يكتفي بالوقوف على مشرعة الطهر والعطاء
ليدل على انه قد وصل الى اعتابها بجدارة بل تجاوزها الى اعلى مراتبها
وبعد ان اجتاز الصعاب من اجل ذلك ،لم يطلب الماء هو ، ولكن الماء هو الذي طلب منه ان يصل اليه ويقبل شفاه ويشم انفاسه .ولكن للعباس مقامات عالية لن يستطيع الماء الوصول والارتقاء اليها ،
ولذلك حرم منها ورجع الى اصله حزينا لم ينل مبتغاه .....الخ )) اشراقات في الدفاع عن المعصومين عليهم السلام ص 421
ومن خلال هذه الاطروحة الرائعة نجد ان العباس عليه السلام كبعد تربوي لمنهج الامام الحسين عليه السلام قد اظهر جانب عملي للحركة المستقيمة للشخصية المتكاملة التي تتخلص من كل رواسبها البيئة والاجتماعية
لترتقي حتى على الابعاد المادية يصبح الانسان اطهر من الماء في وجوده الدنيوي
انظر الفارق بين من يدور حول المتعلقات المادية يطلب الدنيا
وكيف ان الماء يدور حول شخص العباس عليه السلام يطلب الكمال والطهر
فلو كان العدو قد شكله حلقات مستديرة تحول كل جندي في الجيش الاموي الى اشبه بالثور في الساقية
حيث ينسلخ الانسان من بعده التكاملي ويكون مربوط بحركة دورانية حول رواسبه العشائرية والفهم المتدني للدين وغيرها من المتعلقات السلبية لا يسير بخط مستقيم نحو الكمال بل يدور حول نفسه الامارة بالسوء
هنا لابد ان نفهم البعد التربوي المواكب للمصلح لابد ان يبتنى على نقلات في بيئته وافكاره واعماله فريده ومتميزة لا تتوقع انها مكررة او انها تجارب تعيد نفسه قد تتفق بالخطوط العريضة ولكنها مختلفة بالمضمون كليا
وهي دائما تريد كمالا للإنسان يرتقي فيه الى مقامات او جوانب تربوية يرتقي فيها على الموجودات بل تسعى تلك الموجودات الى الالتحاق به وليس العكس
فالشخصية المصلحة دوما ما تخطط لمستقبل وبرامج عمل متجددة لا يوجد فيها تقليد تريد منا ان نسعى دوما بحركتها وخطواتها للكمال
والمسير الدوراني اذا صح التعبير سلبي
بل انه سبب رئيسي في اغلب الشخصيات المنحرفة وحتى التي تصاب بالعقد النفسية والامراض العقلية بخلاف المنهج الاسلامي الذي يريد للوجدان الانساني ان يرتقي كما في سورة الحمد ((اهدنا الصراط المستقيم ))

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2020, 11:37 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: بين الدوران والحركة المستقيمة ...كيف نفهم الثورة الحسينية ؟!

احسنتم وجزاكم الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 10:59 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024