العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الطب والعلوم > منبر البحوث والدراسات العامة

منبر البحوث والدراسات العامة لكل البحوث والدراسات والرسائل الجامعية التي تخص طلبة العلوم المختلفة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-2019, 04:51 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي في انتظار غودو لصموئيل بيكيت وانتظار المنقذ ، قراءة في الإيجاب والسلب

في انتظار غودو لصموئيل بيكيت وانتظار المنقذ ، قراءة في السلب والإيجاب

في هذا البحث وددت التطرق إلى انتظار المنقذ وكيفية انتظاره ، وقبل البدء سأتطرق بشكل موجز إلى مسرحية في انتظار غودو وسبب الاختيار هو شهرتها الواسعة جدا وتأثر طبقات كثيرة في المجتمعات بها وكذلك لأنها تمثل مصداقا لكثير من المنتظرين من بعض النواحي وكما سنبينه، وكذلك لتوضيح كيفية الاستفادة من القصص والروايات والمسرحيات
في انتظار غودو
هي مسرحية كتبها كاتب وأديب ايرلندي، وروائي ومسرحي وشاعر وكاتب قصة قصيرة، وكاتب مقال، وقد عمل مراسلاً ومترجماً، حيث كان يترجم من اللغة الفرنسية إلي اللغة الانجليزية والعكس ، في أثناء الحرب العالمية الثانية انخرط بيكيت في المقاومة ضد الألمان، وعمل مراسلاً ومترجماً، وبدأ تأليفه مسرحية في انتظار جودو عام 1945م. وتدور المسرحية حول رجلين يدعيان "فلاديمير" و"استراغون" ينتظران شخصا يدعى "غودو". وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها. وحازت على تقييم أهم عمل مسرحي في القرن العشرين باللغة الإنكليزية. وكان بيكيت قد ترجم النسخة الإنكليزية بنفسه بعد أن كان قد كتبها باللغة الفرنسية. وسمى العنوان الفرعي للنسخة الإنكليزية بـ"تراجيديا مضحكة من فصلين" وكتب النسخة الفرنسية ما بين (1948)و(1949) وكان افتتاح أول عرض في 1953

ملخص مسرحية " في انتظار جودو:
(تدور أحداث هذه المسرحية حول شخصين مشردين معدمين، يقفان علي قارعة الطريق في أرض جرداء بالقرب من شجرة جرداء ليس عليها سوي أربع أو خمس أوراق ينتظران لمدة نهارين شخصا اسمه (جودو) على أمل أن يخلصهما من الحالة التي هما فيها، حالة اليأس والإحباط والحزن والضياع والحاجة، وهما يعلمان أن جودو لن يأتى ولكنهما ينتظرانه. فالانتظار بحد ذاته عذاب، فمن هو جودو الذي ينتظرانه؟، لقد أثار النقاد حوله عدة احتمالات: هل هو إنسان حقيقي يقدم المساعدة للآخرين وينقذهم مما هم فيه من شقاء؟ هل هو إنسان وهمي يرمز للأمل؟ هل هو إنسان عزيز صديق يحاول بقدر المستطاع تخليص الإنسان من المعاناة الحقيقية؟ هل هو المسيح؟ هل هو مرسل من الله يخلص الناس من العذاب، وينقذهم من حالتهم التي يعانونها؟.
وهي مرآة لحال الإنسان بعد الحرب العالمية الثانية، وهي الضياع والغربة والانطواء، وعدم القدرة علي بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين، ومحاولة الانتحار،وأخيرا انتقاد لاذع وتهكم مر للواقع المعيش ، وتتميز المسرحية بغياب النهاية، لأنها أصلاً لا تتضمن بداية. أما بشأن الشخصيات: هناك نوعان من الشخصيات: رئيسية وثانوية: فلاديمير ويلقب بـ (دي دي) وستراجون ويلقب بـ (جوجو)، وهما يرمزان للإنسان بعد الحرب العالمية الثانية، فهما رمز للتشرد والضياع والغربة والفقر والجوع.
أما عن الشخصيات الثانوية، فهي: لاكي، ويرمز للمستعبِد الطاغية. وبوزو وهو رمز إلي المستعبَد، والغلام: يرمز للأمل المنتظر.
ويُلحظ على شخصيات في المسرحية أنها قليلة، وغير متفاعلة مع بعضها البعض أي معزولة، فلا يوجد بينهما علاقة أو رابط وجداني أو فكري أو حيوي. أما الحوار، فقد كان يدور بين الشخصيات، وهو حوار عبث، لا رابط بين الكلمات، وحوار قصير .وتبدأ المسرحية برجلين مشردين (فلاديمير و إستراگون) يتقابلان في أرض جرداء جانب شجرة عارية. يتناقشون في مواضيع مختلفة تدل على أنهم في انتظار شخصية تدعى گودو , وقد اختلف النقاد على تأويل هذه الشخصية التي سئل عنها صموئيل فأجاب قائلاً: لو كنت أعلم لذكرت ذلك بالمسرحية. فهو لا يعرف من يكون گودو كما إنه لا يعرف إن كان موجوداً بالأصل أم لا).
ونلاحظ أمران مما يخص البحث في مسرحية في انتظار غودو:
الأمر الأول: اليأس من وجود المنقذ وهو طبعا خلاف مباني جميع الأديان والعقائد حتى غير السماوية وكما سنبينه.
الأمر الثاني: سلبية الانتظار
إن فكرة المنتظر والمنقذ العالمي تكاد تكون القاسم المشترك بين جميع الشعوب والأمم والحضارات فقد أكدت الدراسات والبحوث والاستقراء لجميع الأديان والعقائد، انه لا يكاد شعب من الشعوب أو أمة من الأمم تخلو من هذه الفكرة، وهي ضاربة في عمق التاريخ ، فكل شعب وكل أمة تنتظر المنقذ الذي يخلصها من الشرور والظلم ويحقق لها الحياة الحرة الكريمة حيث يسود العدل والأمان والاطمئنان.
إذاً فأصل الفكرة مشتركة بين أغلب الأديان والشعوب، ولكن الاختلاف يقع في نفس مصداق المنقذ
إذن فالمنتظر هو (عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغة لإلهام فطري، أدرك الناس من خلاله ـ على الرغم من تنوع عقائدهم إلى الغيب ـ إن للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض، استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل).
فالشعوب المظلومة تنتظر من يحقق العدل ويأتي بقوانين عادلة حقيقية، ويخلصها من القوانين الظالمة التي شرعها بعض الحكام والجبابرة من أجل السيطرة عليهم وتقييد حرياتهم وقتل الروح الإنسانية فيهم لا لشيء سوى الأنانية والطمع.
فقد آمن الزرادشتيون بعودة بهرام شاه، وآمن الهنود بعودة فيشنو، وينتظر البوذيون ظهور بوذا، كما ينتظر الأسبان ملكهم رودريك، والمغول قائدهم جنكيز خان، وقد وجد هذا المعتقد عند قدامى المصريين، كما وجد في القديم من كتب الصينيين، وينتظر المجوس اشيدربابي أحد أعقاب زرادشت، وان مسيحي الأحباش ينتظرون عودة ثيودور كمهدي في آخر الزمان).
ولم يقتصر الأمر على الشعوب المتدينة أو التي نشأت الفكرة لديها عن طريق الاعتقاد الديني.
بل إن الكثير من الملحدين والمنكرين للوجود الإلهي، آمنوا بهذه الفكرة وكذلك الفلاسفة والكتاب والعلماء وخاصة من أهل الغرب.
فقد صرح عباقرة الغرب وفلاسفته بأن العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الأمور ويوحد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد.
منهم الفيلسوف الانكليزي الشهير بيرتراند راسل قال (إن العالم في انتظار مصلح يوحد العالم تحت علم واحد وشعار واحد).
ومنهم العلامة اينشتاين صاحب النظرية النسبية، قال: (ان اليوم الذي يسود العالم كله الصلح والصفاء ويكون الناس متحابين متآخين ليس ببعيد).
وكذلك الفيلسوف والكاتب برناردشو بشّر بمجيء المصلح في كتابه (الإنسان والسوبرمان).

إذاً فاصل الفكرة ثابت عند جميع شعوب العالم ولا وجود للشك فيه وان كان هناك اختلاف في شيء ما، فمرده إلى الاختلاف في ثقافة الشعوب نفسها، إذ أن كل شعب يدعي أن المنقذ سوف يكون منه، أو كل شعب يرى أن قائده هو الذي سيخلصه في نهاية المطاف من الظلم وبغض النظر أيضاً عن كون هذا الشعب موحِّداً أم لا.
المنقذ العالمي في الأديان الثلاث
تكاد تكون فكرة المنقذ أو المصلح العالمي واضحة المعالم وبشكل بارز في الديانات الثلاث الرئيسية (اليهودية والمسيحية والإسلام)
وان الدين الإسلامي قد انفرد ـ باعتباره خاتم الأديان والشرائع ـ بكونه يعطي الصورة الحقيقية والواضحة بكل أبعادها عن المصلح العالمي، بل حتى انه يسميه ويذكر نسبه وأصله وصفاته وحركته وغيرها.
ولكن مع ذلك نجد إن بعض أجزاء هذه الصورة أو مركباتها قد سبق أن ظهرت في الديانتين السابقتين (اليهودية والمسيحية)، ومع كل ما جرى على الكتابين المقدسين (التوراة والإنجيل) من تحريف وتزوير ودس وحذف وإضافة، إلا إننا نجد بعض الخيوط والإشارات متبقية هنا أو هناك في هذين الكتابين تشير وبشكل واضح إلى المصلح العالمي.
فاليهودية تؤمن بوجود منقذ ومخلص يظهر في (جبل صهيون) وقد جاءت البشارة من سفر اشعيا لتشير إلى هذا المعنى:
ستخرج بقية من القدس من جبل صهيون
غيرة رب الجنود ستصنع هذا.
وكما ورد التأكيد على هذا المعنى في سفر (زكريا) ابتهجي كثيراً يا بنت صهيون.
هو ذا ملكك سيأتي إليك.
نجد في هذه البشارة التأكيد على مجيء المنقذ في المستقبل
هذه الإشارات وغيرها كثير، نراها بوضوح موجودة ويؤمن بها اليهود، وهم يؤمنون بعودة عزير عليه السلام.
وبغض النظر عن مناقشة صحة ما ورد من تفصيلات في هذه العقيدة عند اليهود، إلاّ ان المقدار الثابت هو أنها فكرة متأصلة في تراثهم الديني.
أما المسيحيون فإن إيمانهم برجوع المسيح عيسى بن مريم، وانه هو المنقذ فهو من الواضحات ، بل إننا نجدها واضحة على ألسنة كتابهم ومثقفيهم وعلمائهم واضحة جلية كما أشرنا إليها سابقاً.
تقول مينا جرجس (إن العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل تبدو واضحة بأكثر جلاء هذه الأيام وأصبحنا نعيشها كلها... كما أنه لا توجد علامة من تلك العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل إلا ونراها واضحة هذه الأيام، الأمر الذي يدعونا أن نكون في حالة استعداد قصوى لاستقبال الرب الآتي على سحب السماء).
وفي الإسلام فإن فكرة المصلح العالمي من البديهيات لدى جميع المسلمين ولا نكاد نرى منكر لها إلا من بعض الكتّاب في العصر الحديث (كأحمد أمين) ويرجع أسبب في ذلك إلى تأثرهم بالمستشرقين، مثل (جولد تسيهر المجري في كتابه (العقيدة والشريعة في الإسلام) حيث وصفها بأنها من الأساطير ذات الجذور غير الإسلامية لكنه قال أيضاً باتفاق كلمة الأديان عليها).
وما عدا ذلك فإن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة قد دلت بوضوح وبشكل لا يدعو إلى الريب أو الشك إن المنتظر والمنقذ الإسلامي العالمي سيظهر في آخر الزمان لكي يقيم الحق والقسط ويوحد العالم.
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)
وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ).
أما الأحاديث النبوية الشريفة فهي متواترة وكثيرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة ثم يخرج المهدي عليه السلام من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً).
فهذه الأحاديث وغيرها دليل على ثبوت الفكرة المهدوية وفكرة المصلح العالمي عند المسلمين، وفي ذلك يقول ابن خلدون (اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت عليهم السلام ، يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى المهدي).
وهي ضرورة إنسانيةفجميع الشعوب والقبائل والحضارات كانت وما تزال تؤمن بوجود مصلح عالمي يظهر لكي يوحد البشرية جمعاء تحت لوائه وحكمته فيزيل كل الحواجز والمعوقات نحو التوحد ونشر الأخوة بين الشعوب ويزيل كل أنواع الظلم والاستعباد، وهذه الفكرة لا يختص بها شعب دون شعب آخر، ولا يختص بها الدين الإسلامي أو الشعب الإسلامي فقط، وان كان المنتظر الإسلامي هو المصداق الحقيقي والوحيد لمفهوم المصلح العالمي.
يقول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس في موسوعة الامام المهدي الجزء الثاني
(إن المفهوم الإسلامي الواعي الصحيح للانتظار هو التوقع الدائم لتنفيذ الغرض
الإلهي الكبير وحصول اليوم الموعود الذي تعيش فيه البشرية العدل الكامل بقيادة وإشراف
الإمام المهدي عليه السلام ، إذ بعد إحرازهذا الغرض الكبير وتواتر أخبار المهدي عن رسول الإسلام صلى الله عليه واله بنحويحصل اليقين بمدلولها وينقطع العذر عن إنكاره أمام الله عز وجل.
وبعد العلم بإناطة تنفيذ ذلك الغرض بإرادة الله تعالى وحده ومن دون أن يكون
لغيره رأي في ذلك كما سبق إذن فمن المحتمل في كل يوم أن يقوم المهدي عليه السلام
بحركته الكبرى لتطبيق ذلك الغرض لوضوح احتمال تعلق إرادة الله تعالى به في أي وقت.
لا ينبغي أن تختلف في ذلك الأطروحة الامامية لفهم المهدي عليه السلام عن
غيرها ... إذ على تلك الأطروحة يأذن الله تعالى له بالظهور بعد الاختفاء وأما بناء
على الأطروحة الأخرى القائلة : بان المهدي عليه السلام يولد في مستقبل الدهر ويقوم
بالسيف فالاحتمال أن يكون الآن مولودا ويوشك أن يأمره الله تعالى بالظهور ... أماقدمه فَلِما ذكرناه من تبشير الأنبياء باليوم الموعود فالبشرية كانت ولا زالتتنتظره وان تحرفت شخصية القائد وعنوانه على ما ذكرناه وستبقى تنتظره ما دام فيالدنيا ظلم وجور. وأما عمومه فباعتبار التزام سائر أهل الأديان السماوية به مع غضالنظر عن الاسم .
وهذا بنفسه ما يجعل المسؤولية في عهدة كل مؤمن بهذه الأديان وخاصة المسلم
منهم في أن يهذب نفسه ويكملها ويصعد درجة إخلاصه وقوة إرادته لكي يوفر لنفسه ولإخوانه
في البشرية شرط الظهور في اليوم الموعود.)

والانتظار قد يكون سلبي أي بدون عمل وقد يكون الانتظار الايجابي هو الذي يكون مع عمل وتهيئة مقدمات حضور المنقذ

يقول السيد الشهيد الصدر قدس وهو يتكلم عن معنى الانتظار:
(مما ينبغي التنبيه عليه أنه ليس معنى انتظار الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الاكتفاء
بمجرد الانتظار والاستسلام السلبي اليه فما بهذا أمر الإسلام ولا هكذا أراد منا أئمتنا عليهم
السلام حين أمرونا بمولاته وانتظاره ولا كانت هذه هي الحكمة الكبرى التي غاب من أجلها .
ان على المؤمنين المخلصين أن يعملوا في سبيل الله تعالى ، وأن يدعوا الى دينه الحنيف ،
بمقدار جهدهم وطاقهم ولا يختلف الحال في ذلك في زمن الغيبة والحضور . فأن أوامر
الاسلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبمحاربة الضلال وبتطبيق نظام الاسلام
لا زالت نافذة المفعول ، لمن يؤمن بها ويريد أن يطيعها .
كما ان وعد الله عز وجل للعاملين في سبيله والمجاهدين لنصرة دينه بالجزاء الأوفر،
موجود دائماً ولا يختص بزمان دون زمان).
وقال السيد الشهيد قدس الله نفسه الزكية : (بل ينبغي ان يفكر المؤمنون ويمعنوا النظر , ليروا
انهم انما ينتظرون امامهم عجل الله فرجه ، لأجل تطبيق دينهم وتنفيذ أوامر ربهم والقضاء على
أعدائه والحاقدين عليه . فإذا كان هو الهدف السامي للإمام المنتظر في غيبته وعند حضوره
فلماذا لا يكون هو هدفهم في حياته ومثلهم الأعلى الذي يستهدفونه ويسعون اليه بقلوبهم وأعمالهم وأقوالهم ؟ يعملون في سبيله ما وسعهم العمل ، وجهد الطاقة والمستطاع .
بل اننا يمكننا ان نرى ان الاخلاد الى الكسل والتواكل , وأن عدم الشعور بالمسؤولية والسلبية
أزاء الأحداث شطط عظيم وخطأ كبير له الأثر السيء العميق على الاسلام وعلى المسلمين
وعلى المجتمع الاسلامي).

لذا عُدّ انتظار الفرج من أفضل الأعمال، ويُعلم من ذلك أنّ الانتظار هو عملٌ لا بطالةٌ. فلا ينبغي الاشتباه والتصوّر أنّ الانتظار يعني أن نضع يداً فوق يد ونبقى منتظرين حتّى يحدث أمرٌ ما. الانتظار عملٌ وتهيّؤٌ وباعثٌ على الاندفاع والحماس في القلب والباطن، وهو نشاطٌ وتحرّكٌ وتجدّدٌ في كلّ المجالات.
لهذا ينبغي انتظار الفرج النهائيّ، مثلما ينبغي انتظار الفرج في جميع مراحل الحياة الفردية والاجتماعية. لا تسمحوا لليأس أن يسيطر على قلوبكم، فانتظروا الفرج واعلموا أنّ هذا الفرج سيتحقّق, وهو مشروطٌ في أن يكون انتظاركم انتظاراً واقعيّاً، وأن يكون فيه العمل والسعي والاندفاع والتحرّك.
يقول السيد موسى الصدر
"
إنّ فكرة الانتظار، انتظار الفرج، تشوّهت عندنا، وانحرفت في نفوسنا، فأصبحنا اتكاليين، نترك العمل والسعي بانتظار مجيء صاحب الزَّمان. هذا التشويه آفة جميع القيم، ووسيلة لعدم الاستفادة من جميع المُثُل. والحقيقة أنّ فكرة الانتظار أدّت دوراً كبيراً في حياة هذا المذهب، لأنّ الأمل هو الحياة في المستقبل ،إنّ الأمل هو طريق المستقبل، وهو صلة الإنسان بالمستقبل،فالإنسان الذي يعيش حالة اليأس، هو إنسان يجعل بينه وبين المستقبل سداً، لا يمكن تجاوزه. واليأس يعني الجمود، والجمود حقيقة يعني الوقوف والموت، وهو يخالف معنى الحياة المتقوّم بالحركة في كلّ لحظة وثانية. إذاً، الأمل هو عبارة عن الطريق المفتوح. واليأس يعني الاستسلام للوضع الحاضر. ولا أقول إنّ الذي يئس من مستقبله يموت الموتة الطبيعية. لا! هو يموت الموتة الحقيقية، ليس الموتة الطبيعية. لماذا؟ لأنّ الإنسان اليائس من المستقبل سوف يعيش حياة لا فائدة منها غير الاهتمام بالمأكل والملبس. إنّ التاريخ يكشف بوضوح، أنّه قد مرّ علينا كما مرّ على الأمم السابقة، من فترات طويلات من المحن والبلاءات والتهديدات، ولولا الأمل بمجيء صاحب الزَّمان، وبالفرج الإلهيّ، لو لم يكن هذا الأمل لكنّا متنا وذبنا. ولكنّ أملنا بكلام الرسول: "لو لم يبق من العالم إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يأتي رجل"... ولقد اتّضح وتكرس الأمل فينا، لأنّنا لا نشكّ بصدق الرسول وبقول النبيّ. أملنا -إذن- هو الذي أبقانا، وهو الذي حفظنا، وهو الذي جعل بيننا وبين المستقبل خطاً وطريقاً،فالأمل نبع من هذه العقيدة,.....)

ويقول أيضا "ليس معنى الانتظار ترك الشيء على الآخرين، فإنّ معناه عدم الانتظار والاستسلام! فعندما نقول إننا في حالة "الانتظار" فماذا يعني ذلك؟ بالتأكيد لن يكون معناهُ أن نقعد في بيوتنا، وننام، ونأكل ولا نبالي ولا نراقب. هذا ليس اسمه الانتظار في اللغة العربية.
الانتظار معناه أن نكون على استعداد ...... ونهيئ أنفسنا، ونضع أجهزة للكشف حتّى نعرف متى يكون هذا الهجوم المفاجئ، هذا معنى الانتظار.
وأمّا نحن، فعندما نقول إنّنا بانتظار المهديّ، فإننا نكون في انتظار إمامٍ سيملأ العالم قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً! فكم هو عظيم هذا الحلم، وكم هو كبير هذا الهدف.
وهل سيكون تحقيق هذا الهدف بيد المهديّ، وحده؟ لا! بمساندتنا نحن الذين نريد أن ننصر المهديّ على العالم، بعرضه وطوله. نحن منتظرون, يعني نتهيأ للقيام بهذا الدور متى ما دُعينا إليه. حينها ينبغي أن نترك كلّ ما نملك ونكون مستعدين......الخ."
اذن الانتظار يعني العمل والتهيؤ

والحمد لله رب العالمين



 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2019, 06:24 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: في انتظار غودو لصموئيل بيكيت وانتظار المنقذ ، قراءة في الإيجاب والسلب

جزاكم الله خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-2020, 11:35 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: في انتظار غودو لصموئيل بيكيت وانتظار المنقذ ، قراءة في الإيجاب والسلب

شكرا لمرورك الكريم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:13 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024