رسالة السيد القائد مقتدى الصدر الاولى الى طلبة العراق

الملف الشخصي · 03-04-2011, 09:43 PM

رسالة السيد مقتدى الصدر الاولى الى طلبة العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
مما يجب في ظرفنا الحالي وفي هذا البلد الجريح العراق الحبيب هو أن نركز على الجانب العلمي بكل أنواعه وعدم ترك هذه الشريحة أقصد طلبتنا الأعزاء من المراحل الاولى والى أعلى المراحل , فإنها أفضل أنواع مقاومة الحروب التي يشنها الغرب علينا لجعل عراقنا متخلفاً علمياً وحضارياً كما يعبرون,لكن لابد علينا من مواكبة التطورأينما كان وبما يرضي الله عز وجل ,فإن العراق بلد العلوم وبلدالحضارة والتطور , لكن مانراهُ في أيامنا هذه هو عدم الالتفات الى الشريحة المظلومة من الكثير من النواحي والتي لايطلب منها إلا دعم الاحزاب السياسية والمظاهرات وأخيرا الانتخابات , وما أن انتهت فلا يحتاجون إليها,لاأيها الطالب العزيز إن صوتك عزيزٌ علينا في كل مكان وزمان في السراء والضراء وحين البأس , وصوتك هو علمك ووعيك وثقافتك ودينك مع أخذ حقوقك . فلاتحسبوا أنفوسكم شيئاً صغيراً أيها الطلبة الاعزاء ,بل أنتم الشيء الكبير فأنتم أكثر الشرائح تأثيراً عبر مر السنين والاعوام وليس في العراق فقط بل في جميع البلدان , فكم من فئةٍ طلابية شجاعةٍ إستطاعت تحرير بلدهم وكم من فئةٍ من الطلبة استطاعت إسقاط الدكتاتوريات ، فاتحدوا وتماسكوا تكونوا قلعة ثابتة أمام الرياح العاتية وأمام التحديات الصعبة ، ولا تَفَرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم لاسمح الله . وعموماً فإني سأبقى معكم دوماً لا مع أعدائكم ، فإني اُريد حياتكم لا مماتكم ، فأنتم بُناة الوطن وحماته ، وأتمنى من الله أن يجنبكم كل مكروه وأن يبعد عنكم الأخطار ويوفر لكم الأمان إنه على ذلك من القادرين ,فأن صلحتم صلح المجتمع ,وإن أستطاع الغرب أن يسيطر عليكم وعلى منهجكم فقد خسرنا وخسرتم لاسمح الله ,اللهم فرق بينهم وبين القوم الظالمين وأجمع بينهم وبين القوم الصالحين ياأرحم الراحمين . وعلى كل حل فإني هنا وعلى عجالة أريد طرح بعض المشاكل التي تعيقكم عن التقدم وأريد من الله العلي القدير أن يمكنني من طرح حلاً لهذه المشاكل فإن شئتم التعاون فإني لكم خادم ومن أجلكم مضحي , وإن شئتم أمراً آخر فاًنا كذالك دوماً لكن لاتتجاهلوا صغار المشاكل حاضراً فإنها كبار المشاكل مستقبلا , جنبنا اللهُ وإياكم لكل مشكلة .
أولا : تعدد الطوائف والاعراق في مدارسكم وجامعاتكم الموقرة ,فلعل بعض من ضعاف النفوس يتصيد بالماء العكر كما يعبرون , فهذا ينادي بالإسلام وآخر ينادي بالتبشير , بل وكل حسب طائفته وعرقه , وهذا مما يزيد الفجوة بين الطلبة وهو مما يضعف الوحدة الطلابية ومن ثم الوحدة الوطنية والعياذ بالله . فلذا أحب أن اُنوه أنه لافرق بين مسلم ومسيحي إلابتقوى الله وإن المسيحي أخٌ للمسم وإن كان المسلمون أكثر عدداً فهذا لايعطيهم الحق بالتعدي على الأقليات أينما كانوا بل العكس تماما .فيا المسلمون كونوا متعاونين مع إخوانكم , فكلنا عراقيون وكلنا نريد بناء الوطن لاهدمه بطبيعة الحال . وعلى جميع الطوائف والأديان عدم التعدي على الآخرين فليس من حق المسلم أن يغمط حق الديانات الأخرى بل واجبه النصح والأمر والنهي كما هو العكس بطبيعة الحل وبالموعظة والحكمة الحسنة , فكونوا يداً واحدة لبناء عراقكم المظلوم فو الله لن أرضى بالتعدي على أي مسيحي أوصابئي أو أي أقلية وكذا لن أرضى بالتعدي على أي مسلم على الإطلاق ,بل إن لايرضى على هذه الأفعال التي تشوه سمعة الأديان أياً كانت . والأهم من ذلك فلا بد على المسلمين الإتحاد بينهم حتى يتحدوا مع الآخرين , فأنت أيها الطالب عراقي فلا أنت سني ولاأنت شيعي ، وكلاهما مسلمين فلا تتعدى حدود الله , واتق الله فإنك تدعي أنك من أتباع محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) فكن على قدر المسؤولية , وأنت ياأخي المسيحي إنك تدعي أنك من أتباع النبي عيسى بن مريم ( سلام الله عليه حين ولد وحين يموت وحين يبعث حيا ) كن على قدر المسؤولية أيضا . وأنصحكم أن لاتقوموا بتكوين تكتلات طائفية بل إن شكلتم مؤتمراً أو مجلساً أو اتحاداً طلابياً فأشكروا أخاكم المسلم وأشركوا أخاكم المسيحي وأشركوا كل الطوائف معكم فهذا ماتدعوا له جميع ألاديان السماوية , تأخذون علومهم ويأخذون علومكم فيعلو الوطن ويعلو الحق والحق يعلو ولايعلى عليه .
ثانياً : إن كل شريحة تضم الصالح والطالح ,وأنا على يقين أن أعداء العراق يتقصدون زرع عناصر فساد بينكم سواء من المسلمين أو غيرهم مطلقا , ولعل الكثير منهم يدعى التدين والتورع وهناك من يصدقهم مع شديد الأسف , فلذا أنا أطرح فكرة عليكم وهي تكوين لجنة دينية عليا مكونة من جميع الأديان من أهل الإختصاص لتجعل في كل صرح من صروحكم فرعا لها فينتشر الدين والفضيلة ,ويقتلع الفساد والتبرج والإختلاط غير الطبيعي بين الجنسين فإن للاختلاط حدود تمنع الفساد كما أن لكل شيء حدود
ثالثاً : تزايد تدخل الأحزاب والمنظمات السياسية في المدارس والجامعات ولاينتج ذلك إلاابتعاد الطالب عن الدراسة والعلوم والخوض بالقيل والقال وبالسياسة الدنيوية والانتخابات غير النزيهة ,وهذه الأمور ليست في صالح الطالب العزيز , فعلى الطالب أن يجعل جل همه في علومه ودروسه ليس إلا , وهذا ليس معناه أنني أبعده عن أمر مشروع له , لكن أنصحه بترك المهم إن كان مهماً وألتمسك بالأهم وهو اليسير العلمي له ولمجتمعه .
رابعاً : المناهج الدراسية التي إن استمرينا على السابق منها وقعنا بمحذور البعث وأفكاره وخصوصاً في المراحل الاولى وإن أنتج غيرها وقعنا بمحذور الغرب وأفكاره الغربية التي لاتمت الى العراق والشرق بصلة ، إذن عليكم بتوسيع إطلاعاتكم أولاً والى السير بخُطى حثيثة لمنع تدخل الغرب في السيطرة على المناهج الدراسية في عراقنا الحبيب وإلا وقعت الطامة الكبرى من فساد رجالنا وانغماس نسائنا بالرذيلة لاسمح الله .
خامساً : على الرغم من ازدياد الطلاب فهناك قلة وشحة في عدد مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم وليس هذا فقط فهم بحاجةإلى قاعات ومسارح وأماكن عبادة ومكاتب ومطابع وملاعب وغيرها كثير , وهذا على صعيد العمارة فقط فهناك طباعة المناهج وتوفير النقل والتغذية والملابس والحسابات والكتب وغيرها مما هو يصب في صالح الطالب بل العراق أجمع فلذا على الطلاب أن يطالبوا بحقوقهم فهذا أمر مشروع وليس من حق احد أن يغمط حقهم بهذه الأمور , لكني من هذه الناحية أقصد المادية العالية لاأستطيع التدخل , مع شديد الأسف وإن وسع الله وسعنا , والجود بالموجود .
سادساً : إنّ هذه الشريحة حالها حال جميع العراقيين ومقراتهم ومنازلهم يحتاجون الى الأمن والأمان فلذا اُخبرهم أني مستعد لتوفير الحماية لهم دوماً ليبقوا قدر الإمكان بأمن ويشعروا بالأمان ولتُوفر لهم جواً دراسياً معتداً به لو صح التعبير ، والعدلُ كل ُّ العدل ان توفر للمدارس الحماية المناسبة كما تُوفر الحماية للمقرات الحزبية والحكومية بطبيعة الحال .
وهذا بعض مامكَّنَني الله من كتابته فإن كانت هناك مشاكل اُخر فأرجو منكم إخبارنا بذلك فإن تمكنا من حلها فلله الحمد وإلا فإنا نسعى وإياكم لذلك واعلموا إني لااُريد بذلك إلا رضى الله عز وجل فلست مشتركاً بانتخابات أو مكوناً لحزب بل اُكلمكم بصفتي أخ لكم وبصفتي حوزة علمية من واجبها توفير كل ماتحتاجون إليه حسب الامكان ، واُكرر وأقول إن مجتمعكم بحاجة الى علومكم فانشروها واستثمروها بما يُرضي الله ، وحاربوا الفساد في مدارسكم ومعاهدكم وجامعاتكم فهو خير لكم . هذا ولا يفوتنا الى شُكر الأساتذة الأفاضل جزاهم الله خيراً ، ونرجو منهم أن يصبَّ جُلّ همهم بأن يأخذوا بيد الطلاب الى التكامل الاخلاقي والعلمي معاً ، وأن يعلموا أنهم قدوة الطلبة فلا يعملون عملاً لايُرضي الله أو المجتمع ، وعلى الطالب أياً كان إحترام استاذه إلا في ماحرم الله ، فإنه كاد المعلم أن يصبح رسولا ، والأستاذ يجب أن يُحترم وخصوصاً إذا كان صالحاً ، وإذا صَلُحَ الأستاذ صَلُحَ التلميذ أو الطالب أكيداً ، وعلى الطالب أن يُنَبِّه الأستاذ في كل الأوقات بالحكمة والموعظة الحسنة بما لايتسبب بالإهانة ، لكن يبقى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجباً إن كات الاستاذ مما يعي أمراً ونهياً ، وإلا هو ممن يجب أن يُزال كما الطالب المفسد .
وأخيراً أتمنى لكم ولعراقنا الحبيب ووطننا الجريح أن ينعم بالحرية والسلام وأن يمُنّ علينا الله بالاستقلال وأن يرفع هذه الغمة عن هذه الامة وأن يأخذ بيدكم نحو مستقبل زاهر بالعلوم والإيمان ، وإنّي على أتم الاستعداد لخدمتكم وخدمة العراق بأسره ، وأرجو منكم أن ترفعوا جميع الحواجز التي اختلقها الغرب بينكم وبيننا ، واعلموا أن قلبي لكم مُحبٌّ ويدي مرفوعة بالدعاء لكم بأن يُوفقكم بالدارين إنّه ولي التوفيق ، هذا وإنْ منّ الله عليّ بالبقاء فاني معكم دوماً وإن حقق اُمنيتي وهي الشهادة من أجل الحق والوطن فأسألكم الدعاء ، ولن أنساكم لا في حياتي ولا بعد مماتي إن شاء الله .