العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم المقاومة الفكرية والثقافية والعقائدية > منبر نبذ الطائفية

منبر نبذ الطائفية مواضيع تجذر الوحدة وتنبذ التفرق

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-2014, 01:12 PM   #1

 
الصورة الرمزية الإدارة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 155
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 45

بقلمي محمد صلى الله عليه وآله يقضـي على الطائفية ويؤاخي بين الأنصار والمهاجرين

ماذا يفهم المسلمون عن محمد صلى الله عليه وآله ومن ثم ماذا يفهمون عن الإسلام ، وما هو البعد العملي لهذا الفهم ، بل قل ما هو الإرتكاز عند المتشـرعة في هذا الإتجاه .
فلو نظرنا الى أساس الإسلام ، لرأينا بأن أول لبنة من لبناته التي يرتكز عليها ما بعدها السلم والسلام ، وحتى بالتراكيب اللغوية فإن كلمة الإسلام مشتقة من السلم .
وفي حالة وجود إختلاف في وجهات النظر أو بمواقف معينة ، فلا يمكن الوصول الى النتائج الحسنة التي من الممكن أن يتم من خلالها تقريب وجهات النظر وإزالة الكثير من المعوقات الفكرية ، وطمر أي معرقل من الناحية الأخلاقية والسلوكية تجاه الطرف الآخر من دون أن يكون هناك أساس يجمع بين الطرفين ، ألا وهو السلم والأمان وحسن النية بينهما .
ولذلك قام الرسول صلى الله عليه وآله عندما هاجر الى المدينة ، وقبل أن يبدأ في مواجهة المشـركين والكافرين ، بعقد ميثاق تعايش بين المسلمين ،لأنه كصاحب دولة عليه أن يحفظ الكيان الجديد للمسلمين من الأعداء الداخليين والخارجيين خوفاً من زعزعة الصفوف وشق عصا المسلمين .
فكانت هناك مشاكل واجهت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من بينها مشكلة الاختلاف الذي كان بين اتباعه من المهاجرين وبين قبيلتي الأوس والخزرج .
وبما أن المهاجرين والأنصار قد نشأ كل منهم في بيئة تختلف عن الأخرى مما يؤدي الى الإختلاف في الكثير من طرق التعايش وطريقة التفكير ، مضافاً الى أن قبيلتي الأوس والخزرج أنفسهم كانوا يعانون من رواسب عداء استغرق ما يقارب ماءة وعشـرين سنة متواصلة بلا إنقطاع .
فمع وجود مثل هكذا تناقضات ، ومشاكل قبلية واضحة كيف لدولة ينشد القيام بها الرسول صلى الله عليه وآله ليتم من خلالها مواجهة الأخطار المحتملة ، ومن ثم الشـروع بنشـر الإسلام الى أقصى حدٍ ممكن .
فتعامل رسول الله صلى الله عليه وآله مع هذه المشكلة بروح العصمة والفطنة الإلهية ، فقد أُمِر من قبل الله تعالى بأن يؤاخي بين المهاجرين والأنصار ، فجمعهم وقال لهم : ( تآخوا في الله أخوين أخوين ) ، حتى أصبح الأنصار يشاطرون ما يملكون مع المهاجرين بطيب نفس وصفاء خاطر .
وبهذا الأسلوب كرّس الرسول صلى الله عليه وآله الوحدة السـياسـية والمعنوية بين المسلمين ، وقوّى أسسها ، بحيث يستطيع من خلالها مواجهة الصعاب ، من ثم الصعود بالمسلمين الى مستوى عال من الإيمان ملؤه المساواة والعدالة والحرية .
ولكن هذه الوحدة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، لم تكن تخلو من بعض المحاولات الخبيثة للقضاء عليها ، وبَعْث الفتنة من جديد بسبب محاولات اليهود العدائية ، فأقاموا علاقات سـرية ، وخاصة مع مشـركي الأوس والخزرج ومع المنافقين في إسلامهم الذين عاشوا بصور التردد والتشكيك ، فعملوا سـراً من أجل وقوع مصادمات وحروب دامية بين المسلمين .
فعلى سبيل المثال ، فيما كان نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم ، يتحدثون فيه إذ مرّ عليهم ( شاس بن قيس ) وهو يهودي شديد العداء للإسلام عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، فغاضه ما رأى من ألفة الأوس والخزرج ، واجتماعهم وتوادُدِهم ، وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة الطويلة في الجاهلية ، فأمر فتى من يهود كان معهم فقال له : إعمد اليهم فأجلس معهم ، ثم ذكر يومَ بعاث (1) ، وما كان قبله ، فأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا وتبادلوا فيه من الأشعار ، ايقاعاً بين هاتين الطائفتيين من الأنصار ، وإثارة لنيران الأحقاد الدفينة ، والعداوات الغابرة .
ففعل ذلك الغلام اليهودي ما أمره به ( شاس ) فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا ، وتفاخروا وتواثب رجلان من القبيلتين على الركب وأخذ كل منهما يهدد الآخر ، وتفاقم النزاع ، وغضب الفريقان وتصايحا ، وقاما الى السلاح وكاد أن يقع قتال ودم بعد أن ارتفعت النداءات القبلية بالاستغاثة والاستنجاد على عادة الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعرف بمكيدة اليهود ومؤامرتهم الخبيثة هذه ، فخرج الى تلك الجماعة المتصايحة من الأوس والخزرج في جمع من أصحابه المهاجرين فقال : ( يا معشـر المسلمين ، الله الله أبدعوى الجاهلية ، وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر ، وألّف بين قلوبكم ؟ ) .
فعرف القوم أنها مؤامرة مبيّتة من اليهود أعداء الإسلام والمسلمين وكيد خبيث منهم ، فندموا على ما حدث ، وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً ، ثم انصـرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله سامعين مطيعين ، وأطفأ الله عنهم كيد أعدائهم ) (2) .
ويمكن لنا أن نستفاد مما قام به رسول الله صلى الله عليه وآله بتلك المؤاخاة والألفة بين المسلمين بأخذ العبر ، ومن ثم تحسـين وضعنا واصلاح حالنا من دوافع هذه العبر ، والتي يمكن أن نذكر منها ما يلي :
أولاً : أننا الآن كمسلمين ، وخصوصاً في بلدنا العراق الجريح علينا أن ننبذ الطائفية ، وبأي شكل من أشكالها ، وليكن هدفنا واحد ، وهو الإسلام ولندع الأمور الأخرى جانباً ، ولننزع ما في قلوبنا من غلّ ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وآله ، ولنبدأ بصفحة جديدة مليئة بالود والاخاء والسماحة ، لكي نتمكن من بناء بلدنا والوصول به الى مراتب معتد بها من التقدم .
ثانياً : علينا أن نكون واعين وملتفتين الى اليهود ، وما يعملونه في الخفاء من أجل أن يحركوا ويوقدوا بنار الفتنة بين السنة والشـيعة ، وذلك بإثارة النعرات الطائفية والسعي في اظهار الضغائن الدفينة ، التي أسس لها المنافقون ، ولنرجع الى عقولنا ، وما أمرنا الرسول صلى الله عليه وآله أن نقوم به ، ولندع دعاوى وصـرخات الجاهلية وراء ظهورنا .
ثالثا : أن نعتبر أيضاً ونفهم بأن هناك البعض من السـياسـيين من يتصيد بالماء العكر ، من أجل مصالحه الذاتية والشخصية ، فتراه يقوم ليله ونهاره من أجل إشعال نار الفتنة ، لأنه يعلم بأن لا بقاء له إلّا من خلال هذا العمل المخزي . وهذا شبيه بما حصل في المدينة عندما حاول المنافق عبد الله بن أبي بن سلول أن يزرع الفتنة بين الأنصار والمهاجرين ، لأنه قد فقد مركزه الذي كان سـيتبؤه قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله الى المدينة ، لأن الأوس والخزرج أرادوا أن يتوجوه عليهم ، ولكن لما قدم الرسول صلى الله عليه وآله أنصـرفوا عن ذلك الأمر .
وعلينا الآن كعراقيين سنة وشـيعة أو أي طائفة أخرى ، أن نصـرف أي شخص مهما كان أسمه وعنوانه ويتكلم بالطائفية وتأجيج نار الفتنة .
ولنبحث عن من يحمل قلباً أبوياً رحيما ، الذي يستطيع لم شمل العراقيين متأسـياً بفعل رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله .
رابعاً : أن نجعل ميثاق للتعايش بين السنة والشـيعة وبين جميع طوائف المجتمع العراقي ، لنعيش بأمان وصفاء ، والخلو من أية ضغينة .
(1) وهو يوم أقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر يومئذ للأوس على الخزرج .
(2) السيرة النبوية ج1 ، ص555 .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
[align=center]
همام الزيدي[/align]
30 صفر الخير 1436

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »



التعديل الأخير تم بواسطة ابو علي ; 25-12-2014 الساعة 10:58 PM
الإدارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-2014, 01:43 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: محمد صلى الله عليه وآله يقضـي على الطائفية ويؤاخي بين الأنصار والمهاجرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاكم الله تعالى خيرا ولا حرمنا الله مداد قلمك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-2014, 07:31 PM   #3

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

افتراضي رد: محمد صلى الله عليه وآله يقضـي على الطائفية ويؤاخي بين الأنصار والمهاجرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزى الله استاذنا الفاضل همام الزيدي الف خير على هذا المقال الرائع الذي لبى فيه نداء السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله في خطبة الجمعة المباركة حيث نوه سماحته على امور لا بد من القيام بها والتي منها :
دعوة المثقفين والكتاب من كافة الأديان والمذاهب لاستغلال هذه الذكرى بكسر حاجز الطائفية والكتابة في مجال الوحدة والتآخي

 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2014, 11:00 AM   #4

 
الصورة الرمزية ام علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 218
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,633

افتراضي رد: محمد صلى الله عليه وآله يقضـي على الطائفية ويؤاخي بين الأنصار والمهاجرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت استاذنا الفاضل على هذا الربط القيم والمقال الرائع الذي توج بذكر بعض مناقب النبي الاكرم محمد صل الله عليه وسلم ووصايا القائد مقتدى الصدر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ام علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2014, 06:14 PM   #5

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: محمد صلى الله عليه وآله يقضـي على الطائفية ويؤاخي بين الأنصار والمهاجرين

بسم الله الرحمن الرحيم
طيب الله انفاس الاستاذ الزيدي ووفقه لكل مايحب ويرضى

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 01:40 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024