العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2014, 07:54 AM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

حسين مناقشة هدف الاصلاح


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
كان لخروج الامام الحسين(عليه السلام)، اهداف كثيرة قاصرة عقولنا عن ادراكها وخصوصا الواقعية منها ولكن ومن خلال بعض كلماته(عليه السلام)، يمكن لنا محاولة التعرف على بعض هذه الاهداف المحتملة (في حدود تفكيرنا وادراكنا(الاضواء/لسيدنا الصدر(قدس) )، والتي عند مناقشتها والبحث فيها يتبين لنا عدة امور مهمة والتي منها مايلي:

1ـ بيان مدى اهميتها البالغة
2ـ انها كانت امتثالا لأوامر الله تعالى، بطاعة خالصة لوجهه الكريم.

وما سيتم مناقشته في هذا البحث هو هدف الاصلاح، الوارد في الجملة الخالدة المروية عن الامام الحسين(عليه السلام) والتي نصها (كما وردت في النصوص التاريخية المسجله):
(..وَإنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاَحِ فِي‌ أُمَّةِ جَدِّي‌ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَي‌ عَنِ الْمُنْكَرِ ..)

اما مصادر هذه الجملة فمنها ما يلي:
السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)، في كتابه الاضواء ص73 ، وفي الهامش عن العوالم للبحراني 13:179، والمناقب لابن شهر آشوب،ونفس‌ المهموم‌ للمحدّث‌ القمّيّ ـ ص‌ 45، اوردها عن‌ الشيخ المجلسيّ في‌ بحار الانوار ج4 ص 329 ، وملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ لشهاب الدين المرعشي ج‌ 11 ، ص‌ 602 اوردها عن الخوارزميّ في‌ كتابه مقتل‌ الحسين ج‌ 1 ، ص‌ 188.

المناقشة
سيتم مناقشة هدف الاصلاح بالنقاط الآتية :

اولاـ معنى الاصلاح .
1ـ لغة:
الصلاح : ضد الفساد ، والإصلاح : نقيض الافساد ، والاستصلاح نقيض الاستفساد، واصلح الشئ بعد فساده أي أقامه، واصلح الدّابة ، أحسن اليها فصلحت.
(المعجم الوسيط / إبراهيم مصطفى وزملائه، ، دار الدعوة، إسطنبول، 1410هـ).

2ـ اصطلاحا :
الاصلاح: هو تحسين وضع أو تعديل ما هو خطأ، أو الفاسد، أو غير المرضي..
(موسوعة وكيبيديا)
وينقسم الاصلاح بلسان اليوم الى : الإصلاح الديني والسياسي، والإجتماعي، والإقتصادي، والأخلاقي، والفكري...

ثانياـ اهمية الاصلاح .
1ـ للاصلاح اهمية كبيرة ودور فعال وثمار عديدة وقد ورد في القرآن الكريم لالكثير من الآيات الدالة على الاصلاح واهميته وبعض ثماره ومن ما ورد ما يلي:

الحياة الطيّبة.
قال تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))(سورة النحل/ الآية 97)

النجاة من الهلاك.
قال تعالى: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ))(سورة هود/ الآية117)

حفظ الاجر.
قال تعالى: ((... إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ))(سورة الأعراف/ الآية 17).

الوراثة الالهية.
قال تعالى : (( أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))(سورة الانبياء/ الآية 105)

الفوز بولاية الله.
قال تعالى: (( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ))(سورة الأعراف/ الآية 196)

لفوز بالإطمئنان.
قال تعالى: (( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ))(سورة الأنعام/ الآية48 )

الفوز بالمغفرة والرحمة.
قال تعالى : (( ... وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً ))(سورة النساء/ الآية 129).

2 ـ ورد عن المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعترته النجباء(عليهم السلام)،الشيء الكثير في موضوع الاصلاح واهميته .. ومن ما ورد مايلي:

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله:
يا أبا أيوب ألا اخبرك وأدلك على صدقة يحبها الله ورسوله ؟ تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتباعدوا
(تنبيه الخواطر: 1 / 6 ، وسائل الشيعة: 13 / 161 باب1 )

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المتعلّقين بأغصان شجرة طوبى:
ومن أصلح بين المرء وزوجه والوالد وولده والقريب وقريبه والجار وجاره والأجنبي والأجنبيّة فقد تعلّق منه بغصن...
(البحار ج 97/61)

في وصيّة لأمير المؤمنين(عليه السلام) عند الوفاة قال:
سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، يقول:
صلاح ذات البين أفضل من إقامة الصلاة والصوم، وإنّ المبيرة وهي الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا قوّة إلاّ بالله

(البحار ج 9/661، وج 15 كتاب العشرة ص 124)

وروي عن الامام علي المرتضى(عليه السلام)، قوله:
من كمال السعادة السعي في صلاح الجمهور (غرر الحكم:9361).
ومن مواعظ الامام الكاظم(عليه السلام):
يا هشام مكتوب في الإنجيل: طوبى للمتراحمين، اُولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناس اُولئك هم المقرّبون يوم القيامة ..
(البحار ج 78/309.).

وروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:
صدقة يحبها الله: إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا
(الكافي: 2 / 209 / 1 وح 3).

واما العلماء فمن مابينوه في الاصلاح واهميته نذكر القول التالي للشيخ ناصر مكارم الشيرازي:
..هدف الأنبياء هو الإِصلاح
لم يكن هذا الشعار: (إِنّ أُريدُ إِلا الإِصلاح) شعار شعيب فحسب، بل هو شعار جميع الأنبياء وكل القادة المخلصين، وإِنّ أعمالهم وأقوالهم شواهد على هذا الهدف. فهم لم يأتوا لإِشغال الناس، ولا لغفران الذنوب، ولا لبيع الجنّة، ولا لحماية الأقوياء وتخدير الضعفاء من الناس، بل كان هدفهم الإِصلاح بالمعنى المطلق والوسيع للكلمة ... الإِصلاح في الفكر، الإِصلاح في الأخلاق، الإِصلاح في النظم الثقافية والإِقتصادية والسياسيّة للمجتمع، والإِصلاح في جميع أبعاد المجتمع.
وكان اعتمادهم ودعامتهم على تحقق هذا الهدف هو الله فحسب ولهذا لم يخافوا من التهديدات والمؤامرات كما قال شعيب (وما توفيقي إِلا بالله عليه توكلت وإلِيه أنيب).
(تفسير الامثل ج7 ص50 ).

ثالثا ـ من صفات المصلح الالهي.
يتصف المصلح الالهي بصفات كثيرة منها:

1ـ خلوص النية.
قال تعالى: (( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ))(سورة الإنسان/ الآية 9 ).

2 ـ الحنان.
((وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً ))(سورة مريم/ الآية 13).

3- اللطف والالفة.
قال تعالى : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))(سورة آل عمران/ الآية 159 ).

4 ـ بسطة العلم والجسم.
قال تعالى ((.. وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))(سورة البقرة/ الآية247).

رابعا ـ من عواقب ترك الصلاح والاصلاح.
ان ترك الاصلاح والصلاح يؤدي الى عدة عواقب وخيمة :
قال تعالى : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))(سورة الأنفال/ الآية25 )
وفي مصباح الشريعة ، وردت هذه الرواية عن امامنا الصادق عليه السلام ، والتي فيها يتبين جليا عواقب ترك الاصلاح والفساد المترتب على ذلك واسباب الفساد وطرق معالجته ...
قال الامام الصّادق (عليه السلام):
فساد الظاهر من فساد الباطن، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن خاف الله في السرّ لم يهتك ستره في العلانية، وأعظم الفساد أن يرضى العبد بالغفلة عن الله، وهذا الفساد يتولّد من طول الأمل والحرص والكبر، كما أخبر الله عزّ وجلّ في قصّة قارون في قوله: (ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ الله لا يحبّ المفسدين). وكانت هذه الخصال من صنع قارون واعتقاده. وأصلها من حبّ الدنيا وجمعها، ومتابعة النفس وهواها، وإقامة شهواتها، وحبّ المحمدة، ومرافقة الشيطان، واتّباع خطواته، وكلّ ذلك يجتمع تحت الغفلة عن الله ونسيان مننه.
وعلاج ذلك الفرار من الناس ورفض الدنيا، وطلاق الراحة والانقطاع عن العادات، وقلع عروق منابت الشهوات، بدوام الذكر لله، ولزوم الطاعة له واحتمال جفاء الخلق، وملازمة القربى، وشماتة العدوّ من الأهل والقرابة، فإذا فعلت ذلك فقد فتحت عليك باب عطف الله، وحسن نظره إليك بالمغفرة والرحمة، وخرجت من جملة الغافلين، وفككت قلبك من أسر الشيطان، وقدمت باب الله في معشر الواردين إليه، وسلكت مسلكاً رجوت الاذن بالدخول على الكريم، الجواد الملك الرحيم...)
(مستدرك سفينة البحار)
وقد نوه القائد السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)، الى عدة نقاط مهمة في هذا الباب ، تحت عبارة:
(..ما عظم(الاصلاح)وفائدته..، في بحثه الموسوم بـ اطروحات بالمصطلحات الحديثة...والذي القي في شهر محرم 1434هـ من على منابر صلوات الجمعة، وهي :

ا ـ ان قيام الدولة الظالمة او الفاسدة تسيء لسمعة الاسلام وبالتالي فإنها قد تضر حتى على بيضة الاسلام ولذلك يجب معها (الجهاد) أو (الثورة) أو قل (اسقاط النظام)
(فائدة:معنى بيضة الاسلام، في مجمع البحرين: (بيضة الإسلام: جماعته .. أي: مجتمعهم وموضع سلطانهم ومستقر دعوتهم، ..وقال: أراد بـ (البيضة) الحوزة، فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتيامهم ببيضة الحديد.).

ب ـ ان الفساد يعني الحكومة ستكون ولو تدريجيا ظالمة وهذا يعني تسلطها على رقاب المؤمنين ولن يعبد الله ولن يطاع شيئا فشيئا، وهذا مخالف للامر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا سكت عنه..

ج ـ ان وجود الفساد مع وجود الامام قد يحسب وحاشاه ضد الامام ولو بعد حين او بتعبير آخر وجود الفساد مع عدم الوقوف ضده من قبل المعصوم او من قبل أي جهة اخرى من الاحزاب والمؤسسات كما في تعبيرنا الحالي يعني الرضا به وبالتالي الدخول فيه والعياذ بالله..

د ـ ان الفساد كالنار التي تأكل الحطب ولاسيما من الحكومة او الجهة المسلطة او المنفذة وهذا يعني سهولة انتشاره وسرعة سريانه بين الجميع شيئا فشيئا ..

خامساـ من دواعي خروج الامام عليه السلام لطلب الاصلاح.
ان امامنا الحسين عليه السلام خرج لطلب الاصلاح لعدة دواعي منها:ـ
امتثالا لأمر الله تعالى:
((قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))(سورة هود/ الآية 88)
وذلك لعدة اسباب منها انه(عليه السلام) رأى:
(..الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه).
ومنها ما ذكره السيد الصدر(قدس)، في كلمته التالية:
.. وذلك حين قال :ان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وادبر معروفها ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الإناء أو خساسة عيش كالمرعى الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه..(انتهى)
(اضواء...لسيدنا الصدر/ هامش المصادر: اللهوف لابن طاووس 34، البحار للمجلسي 44: 381 ،ينابيع المودة للقندوزي 406،احقاق الحق للتستري 11: 605، اسرار الشهادة للدربندي 254، مثير الاحزان لابن نما 44، تاريخ الطبري4: 305، تاريخ ابن عساكرـ ترجمة الامام الحسين 146)
(..بحيث قدم امامنا الحسين عليه السلام نفسه وعائلته واسرته واولاده واتباعه ومتعلقاته فداء لذلك الهدف اعني(الاصلاح)
(سيدنا القائد في بحثه القيم في شهر محرم 1434هـ).

سادسا ـ هل تحققت نتائج في هذا الباب (الاصلاح).

وقبل الجواب على هذا التساؤل ينبغي الالتفات الى ما ذكره السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ، في هذا المقام ، حيث قال (قدس):

... أنني أعتقد أن الإصلاح المقصود على قسمين:
إصلاح يحصل منه مباشرة قبل مقتله.
وإصلاح يحصل من المجتمع بعد مقتله وبسبب شهادته، وهو أيضاً إصلاح منسوب إليه ويمكن أن يكون قد تعمده واستهدفه.
أما الإصلاح المباشر في حياته، فهو لا يحتمل أن يكون هدفاً؛ لأنه فاقد لأحد الشرائط السابقة. وهو عدم التحقق في المجتمع.
وقد ذكرنا أَن الأمر الذي لم يتحقق، لا يمكن أن يكون هدفاً.
وقد يخطر في البال : أَن الإصلاح المباشر قد حصل خلال الخطب والأقوال، التي قيلت من قبل الحسين عليه السلام نفسه وأصحابه وأهل بيته قبل مقتله، وهذه تكفي للمشاركة بالإصلاح مشاركة فعلية وفعالة.
وجواب ذلك : أن الخطب والأقوال قد حصلت فعلاً، إلا أنها كانت مكرسة كلها لأجل الحديث عن حركة الحسين وشرح أبعادها والدفاع عنها.
ومعه فلا تكون هي الإصلاح المعهود والموعود، وإنما المتوقع هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جوانب الدين عامة وفي فروعه كافة.
وهو مما لم يحصل على الإطلاق. لأن الأجل لم يمهله عليه السلام وأصحابه للقيام بهذه المهمة الشريفة الموعودة.
وإنما الذي حصل هو الهداية والرعاية للبشر دينياً ومعنوياً وإنسانياً وآخروياً، بمقتله وشهادته سلام الله عليه. إذ أعطى المثال الأعظم للتضحية الضخمة بهذا الصدد. فكان النبراس الأفضل الذي يضيء للأجيال طريقهم باستمرار وإلى يوم القيامة .
ونستطيع أن نؤكد أن هذا الإصلاح هو الذي كان مقصوداً للحسين عليه السلام ومستهدَفاً له، وان لم يصرح به تماماً، أخذاً بقانون (كلم الناس على قدر عقولهم). وهو هدف جليل وصحيح ولا غبار عليه(انتهى) .(اضواء على ثورة الامام الحسين)
اذن الجواب:
نعم (...حصل الاصلاح بشهادته وبعد شهادته ولا زال يحصل وسيبقى يحصل الى يوم القيامة بعون الله سبحانه وتعالى وحسن توفيقه له ولنا وللأجيال جميعا وللبشرية جميعا.)
(سيدنا الشهيد الصدر (قدس): الجمعة السابعة /الخطبة الأولى).

من العبر في حكمة قول الامام الحسين(عليه السلام)، (طلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) :
..وسنأخذ تلك الحكمة من ناحيتين:

الناحية الاولى : انها اثبات لوجود الفساد في امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)....وعليه نستنتج ما يلي:
اـ ان الفساد قد يصدر من المحسوبين على الاسلام وهو المقصود من امة جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
ب ـ ان الفساد اذا صدر من المحسوبين على الامة او المذهب او الاسلام او العقيدة يجب محاربته...
ج ـ ان الفساد بم يقف عند كبار الحكام او عند يزيد فقط او تابعيه بل استشرى الى امة جدي وخصوصا بعد الالتفات الى محور الامام قد لا يقصد من ادخال يزيد ومن لف لفه بالأمة اذن فالمقصود هم من اتباعه ...

اما الناحية الثانية: ان في تلك الحكمة عبرة مهمة ، وهي البدء بالإسلام من الداخل فان الكيان سياسي او حزبي او حتى كيان الدولة نفسها لا يمكن ان يكون صالحا لنشر اهدافه ورقعته خارجا مالم يصلح داخله والعمل من اجل اصلاح الداخل ثم العمل من اجل اصلاح الخارج ولو تدريجيا...

ثامنا ـ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ان هذه الفريضة ورد ذكرها بعد كلمة الاصلاح في الجملة الخالدة المروية عن الامام الحسين(عليه السلام)، بقوله:
اريد ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر
فما يعني ذلك؟
ولا يمكن لنا بطبيعة الحال معرفة معاني ذلك ولكن يمكن لنا ان نستشف صورة من صور معاني ذلك والتي منها مايلي:

ان الاصلاح المذكور في الخطاب الحسيني الخالد يتضمن او يعتمد على عدة اموراساسية ومنها احياء هذه الفريضة وهذا يعني اهميتها بالتأكيد في عملية الاصلاح في زمن الخروج وما بعده والى ان يرث الله الارض ومن عليهما ، ففي زمن الخروج من المهم ملاحظة ما يلي:

1ـ ان استيلاء الطاغية يزيد على السلطة بعد هلاك معاوية قد انذر بخطر عظيم محدق بالدين وشريعة سيد المرسلين( صلى الله عليه وآله وسلم)، فما كان من الامام الحسين(عليه السلام)، الا الخروج لإحياء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ضد السلطان الجائر ومن والاه، او كان على شاكلته ، حيث كشف نواياهم الخبيثة وفضح جرائمهم الدنيئة..
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة دالة على اداء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر امام السلطان الجائر ، ومنها ما حدث بين رسول الله ابراهيم الخليل(عليه السلام)، وطاغية زمانه النمرود وما حدث بين رسول الله موسى(عليه السلام)، وطاغية زمانه فرعون ، وما حدث بين اهل الكهف(عليهم السلام)، وطاغية زمانهم.
وحديث: (أفضل الجهاد كلمة حق(او عدل) عند سلطان جائر(أو أمير جائر))
حديث مشهور، اورده محمد الصبان في اسعاف الراغبين على هامش نور الابصار للشبلنجي ص77 ، والتهذيب للشيخ الطوسي ج6 ص187 ، واورده ابو داود في سننه عن أبي سعيد الخدري ، وكذلك أخرجه ابن حنبل في مسنده ، وابن ماجه والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.

هل كان الحاكم بمستوى من الجور بحيث يجب الخروج عليه ؟
قال الامام الحسين(عليه السلام) :
".. على الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأمة براعٍ مثل يزيد.. وقد سمعت جدي رسول الله( صلى الله عليه وآله)، يقول: الخلافة محرمة على آل أبي سفيان"
( مثير الأحزان لابن نما ص‏14، اللهوف لابن طاووس ص‏9 ، فتوح ابن أكثم ، مقتل الخوارزمي).

والآن لو التفتنا الى المقطع الاول من هذه الجملة وهو:
على الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأمة براعٍ مثل يزيد؟
فنلاحظ ان الامام الحسين(عليه السلام) لم يقل:
وعلى الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأمة بيزيد ، بل قال :
وعلى الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأمة براعٍ مثل يزيد
ففي الاولى (بيزيد) فيها اشبه ما يكون الميل الى التخصيص
اما في الثانية (براعٍ مثل يزيد) فنستشف منها قانون عام وقاعدة كلية وهي:

في أي زمان ومكان يصل الى زمام الامور راعٍ مثل يزيد فعلى الاسلام السلام .

ولمعرفة الطواغيت الذين اذا وصلوا الى زمام الامور فعلى الاسلام السلام ، ينبغي معرفة ما هو يزيد(لعنه الله)
وبما ان الحديث عن يزيد وذكر موبقاته يحتاج الى مجلدات ، نقتصر على الكلمات الآتية طلبا للإيجاز:
قال الامام الحسين(عليه السلام)، للوليد بن عتبة بن ابي معيط والي بني امية على المدينة حينما طلب منه البيعة ليزيد سرا وقد كان في المجلس مروان :
: «.. ويزيد شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة معلنا بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله..»
(السيد الشهيد الصدر / الشذرات ص217 وفي الهامش(البحار ج44ص325، البداية والنهاية ج8 ص157)(مثير الاحزان لابن نما ص24، اسرار الشهادة للدربندي ص206، مرآة العقول للمجلسي ج2ص184، تاريخ الخميس للديّار ج2 ص297، تاريخ الطبري 5 / 339 ، مقتل الإمام الحسين الخوارزمي 1 / 184).

وفي هذه الكلمة ينبغي الالتفات جيدا الى قول الامام الحسين(عليه السلام)، وهو:
..ومثلي لا يبايع مثله..
والتي نستشف منها عدة معاني ومنها هذه القاعدة والميزان العادل وهي :
ان من اتبع منهجي وسار على خطاي.. لا يبايع من اتبع منهج يزيد وسار على خطاه ...
والآن لنرجع الى قول الامام الحسين(عليه السلام) وهو:
.. ويزيد شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة معلنا بالفسق..
فهل هذا الرأي كان مختص باهل بيت النبوة(صلوات الله عليهم اجمعين) ، ام عليه اجماع من كافة المسلمين؟
الجواب :
ان فسوق يزيد وادمانه على الموبقات مما اجمع عليه كافة علماء المسلمين
واليكم بعض الامثلة على ذلك :

قال الحسن البصري: أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة، انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء، حتى ابتزّها أمرها بغير مشورة منهما، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة.
واستخلاف ابنه بعده سكّيراً خمّيراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير....
الطبري، ج‏6، ص‏257، ومصادر أخرى.

قال ابن كثير: "اشتهر يزيد بالمعازف وشرب الخمور والغناء والصيد، واتخاذ القيان والكلاب، والنطاح بين الأكباش والدباب والقرود، وما من يوم إلاّ ويصبح فيه مخموراً،... وكان إذا مات له قرد حزن عليه، وقيل أن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته" ابن كثير، ج‏8، ص‏436..

روى صاحب الأغاني وقال: "كان يزيد بن معاوية أول من سنّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء، وآوى المغنين وأظهر الفتك، وشرب الخمر وكان ينادم عليها سرجون مولاه والأخطل الشاعر" الأغاني، ج‏16، ص‏68..

قال البلاذري: "كان يزيد بن معاوية، أول من أظهر شرب الشراب، والاشتهار بالغناء والصيد، واتخاذ القيان والغلمان، والتفكّه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعاقرة بالكلاب والديكة" أنساب الأشراف، البلاذري، 1/4..
ومثلهم روى ابن الجوزي في تذكرة الخواص، ص‏164، الى غيرها من المصادر

بل ان يزيد وصل الى مرحله من الشهرة في فسقه وفجوره بما لا يمكن اخفائه حتى عن عامة الناس في ذلك الزمان فقد نقل اليعقوبي في تاريخه:
ان معاوية حينما طلب من زياد بن أبيه وكان واليه على البصرة، أن يأخذ البيعة من المسلمين في البصرة لولده يزيد، اعترض عليه زياد وقال: "ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبّغات، ويدمن الشراب ويمشي على الدفوف! وبحضرتهم الحسين بن علي وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن الزبير، وعبدالله بن عمر؟. ولكن تأمره يتخلّق بأخلاق هؤلاء حولاً أو حولين، فعسانا أن نموّه على الناس"
(تاريخ اليعقوبي، ج‏2، ص‏220..)
ومن الجدير بالذكر قول ان اقصى ما فعله من كان على شاكلة يزيد ومريديه هو خلق المبررات لأفعاله المنكرة بعد ان لم يجدوا بدا من انكارها لكثرتها وبشاعتها وشهرتها ..ومن هؤلاء ابن تيمية واضرابه
اذن فرجل كـ يزيد :
شارب الخمر ، قاتل النفس المحترمة ، معلن بالفسق،...
ماذا سيكون حال الامة ان تسلط عليها؟
ثم كيف لا يخرج الامام الحسين(عليه السلام)، على طاغية مثل يزيد تسلط على الامة وهو متخم بهذا الكم الهائل من الموبقات ومنها الفسوق ، الذي يؤدي بصاحبه الى:

ا ـ الحرمان من هداية الله جل جلاله ، قال تعالى ((.. وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))( سورة المائدة/ الآية 108، سورة التوبة/ الآية 24)

ب ـ الزيغ ، قال تعالى: ((...فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))(سورة الصف / الآية 5)

ج ـ الخزي ، قال تعالى: ((...ِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ))(سورة الحشر/ الآية 5)

د ـ الكفر والحرمان من المغفرة، قال تعالى: ((اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))(سورة التوبة/ الآية80 ،سورة المنافقون/ الآية 6)

هـ ـ الضلال، قال تعالى: ((... وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ )(سورة البقرة/ الآية 26)

و ـ الحرمان من رضا الله تعالى، قال تعالى: ((.. فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ))(سورة التوبة / الآية 96)

وقد اكًد الامام الحسين(عليه السلام)، على اهمية احياء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة ، وعلى نتيجة من تخلى عن ادائها من جهة اخرى، بخطبته التي القاها على الجيش الذي مع الحر في منطقة البَيْضَة ‌قائلا:

(أيها الناس إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم اللّه، ناكثاً لعهد اللّه، مخالفاً لسنّة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، يعمل في عباد اللّه بالإثم والعدوان. فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول، كان حقّاً على اللّه أن يدخله مدخله، ألا وإنّ هوَلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمان وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام اللّه وحرّموا حلاله وأنا أحقّ من غيّر )
(تاريخ‌ الطبريّ عن أبا مخنف‌ عن‌ عَقَبَة‌ ابن‌ أبي‌ العيزار/ ج‌4 ، ص‌304 ـ نفس‌ المهموم‌ ص115ـ الكامل لابن‌ الاثير ج‌3 ص‌280)..

2ـ شيوع الكثير من الفواحش والبدع في طبقة كبيرة من المجتمع الاسلامي ، حتى
اتخم قسم كبير منهم بالخصال السيئة وذلك بسبب امتلاء قلوبهم من الحرام، فطبع عليها واصبحوا:
عبيد الامة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرفي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الانبياء، ومبيدي عترة الأوصياء، وملحقي العهار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمة المستهزئين، الذين جعلوا القرآن عضين..، أخبث ثمرة: شجى للناظر، وأكلةً للغاصب،.. وينقضون الأيمان بعد توكيدها .
(كتب المقاتل، وأعيان الشيعة ج4 القسم الأول ص160).

ووصفهم السيد الشهيد محمد الصدر(قدس)، بخطبة الجمعة السابعة(حينما تعرض لتوضيح معانى عسلان الفلوات) بقوله:

... عقولهم ومفاهيمهم وعقائدهم كالصحراء ليس فيها ما يسمن وما يغني من جوع، او قل ليس فيها حق بل كلها باطل هذا ايضا صحيح.
... الكافر والفاسق والظالم ونحو ذلك بما فيهم الجيش الاموي واتباعهم الى يوم القيامة. صحراء قاحلة تضر اكثر مما تنفع وتعطش اكثر مما تروي وتجيع اكثر مما تشبع اكيدا...
(انتهى).

اذن حينما يصل الخطر الى هذه المرحلة وخصوصا على الدين فكيف لا يخرج امامنا عليه السلام لإحياء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، طاعة خالصة لأوامر الله تعالى واوامر رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال تعالى : ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))(سورة آل عمران/ الآية 104)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهُنَّ عن المنكر أو ليسلطنّ الله شرارَكم‏ على خياركم، ثمّ يدعو خيارُكم فلا يُستجاب لهم»
(البحار 93: 387/ ح 21).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
(ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يوقر كبيرنا، ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر) مستدرك الوسائل ج12 ص185
وقد بين امامنا الحسين عليه السلام في احدى خطبه الكثير من الامور المهمة في هذا الصدد قائلا:ـ
..اللَهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَا كَانَ مِنَّا تَنَافُساً فِي ‌سُلْطَانٍ ، وَلاَ الْتِمَاساً مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ ، وَلَكِنْ لِنَرَي‌ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ ، وَنُظْهِرَ الإصْلاَحَ فِي‌ بِلاَدِكَ، وَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَيُعْمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَسُنَنِكَ وَأَحْكَامِكَ .
فَإنْ لَمْ تَنْصُرُونَا وَتُنْصِفُونَا قَوِي‌َ الظَّلَمَةُ عَلَيْكُمْ ، وَعَمِلُوا فِي‌ إطْفَاءِ نُورِ نَبِيِّكُمْ ؛ وَحَسْبُنَا اللَهُ ، وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإلَيْهِ أَنَبْنَا ، وَإلَيْهِ الْمَصِيرُ.

(تُحف‌ العقول/ ص 168، بحار الأنوار 100: 79 حديث 37. كلمات الامام الحسين/ للشيخ الشريفي ج1 ص273).

من نتائج ترك احياء هذه الفريضة :ـ
هنالك عدة نتائج وخيمة تترتب على ترك احياء هذه الفريضة ومنها:

ا- الاستحقاق للعنة الله .
قال تعالى: (( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ .كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ))(سورة المائدة/ الآية :78 –79 )

ب ـ عدم استجابة الدعاء.
روى حذيفة عن نبينا الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) قال:
(( والذي نفسى بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً ثم تدعونه فلا يستجيب لكم ))

ج- ضرب القلوب بعضها ببعض .
وعن نبينا الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم) ، انه قال:
« والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم » [مسند أبو داود].
الى هنا تنتهي المناقشة.

من نتائج البحث.

1ـ ان خروج الامام الحسين(عليه السلام)، كان تطبيقا لقواعد الشريعة السمحاء طاعة خالصة لوجه الله تعالى وطلبا لرضاه فهو القرآن الناطق المتفرع من أهل بيت النبوة الذين بهم فتح الله وبهم يختم.

2ـ ان خروج الامام الحسين(عليه السلام)، قد اثمر منهجا علميا وعمليا ومنارا ونبراسا ودافعا ومغذيا للناس جميعا وخصوصا المصلحين وبالاخص الالهيين منهم ، مما يجعل عجلة الاصلاح مستمرة في مسيرها وذلك باستمرار تدفق المصلحين مهما قوى الطغيان والطغاة وتجبروا ..

3ـ ان من نتائج الخروج واهدافه ما تحقق زمن الخروج ومنها وهو الاكثر قد تحقق بشهادة الامام الحسين(عليه السلام)، وبعد شهادته ولازال يتحقق والى ان يرث الله الارض ومن عليها.

4ـ ان هدف الخروج الذي تم مناقشته في البحث ، قد تحرك من اجل احيائه وديمومته وبقائه ، آل الصدر(قدس الله اسرارهم)، فان دل هذا على شيء فإنما يدل على ان آل الصدر(قدس )، قد وصلوا الى رتبة عالية من الفهم المعمق لثورة جدهم الامام الحسين(عليه السلام)، بالإضافة الى ما يمتلكونه من ميزات ومواهب اخرى جعلتهم يفوزون بتوفيق الله وتسديده لترجمة وتطبيق اهداف الثورة الحسينية على ارض الواقع مما انتج واثمر كل هذه الثمار والتي منها تهيئة القواعد الشعبية المستعدة لخوض غمار تجربة تمحيص وتكامل برتبة اعلى بعد تلقيهم تربية عقائدية مركزة مع خوض جملة من الاختبارات استعدادا لاستقبال الامام المهدي (عليه السلام).

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.

من مصادر ومراجع المبحث
1ـ اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام ، وخطب الجمعة لسيدنا الشهيد محمد الصدر(قدس)، ثورة الحسين ظروفها الاجتماعية لمحمد مهدي شمس الدين، مقتل العوالم لعبد الله البحراني الإصفهاني ، مثير الأحزان لابن نما الحلي ، اللهوف للسيد ابن طاووس، مقتل الخوارزمي ، کتاب لمعات الحسين لمحمد حسين الحسيني الطهراني، نفس‌ المهموم‌ لشيخ عباس القمي ، ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ لشهاب الدين المرعشي النجفي، مقتل الامام الحسين للسيد المقرم، موسوعة كلمات الامام الحسين عليه السلام /اعداد محمود شريفي - سيد حسين زينا لي محمود احمديان - سيد محمود مدني
2- الإرشاد، والاختصاص للشيخ المفيد ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، امالي الصدوق، كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ الكوفيّ، كشف‌ الغمّة‌ لعلي‌ّ بن‌ عيسي‌ الإربليّ، بحار الانوار للشيخ المجلسي، مستدرك الوسائل لحسين النوري، تحف‌ العقول‌ لابن شعبة الحراني ، جامع‌ الاخبار لمحمد بن محمد السبزواري
3ـ الكامل لابن الأثير الجزري، تاريخ اليعقوبي، تاريخ الطبري، تاريخ ابن عساكر الدمشقي، الفتوح لابن اكثم الكوفي ، تاريخ‌ الإسلام‌ ، وسير أعلام‌ النبلاء للذهبي، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري، الأغاني للأصفهاني ، أنساب الأشراف للبلاذري، الاستيعاب لابن عبد البرّ ، مروج الذهب للمسعودي ، العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي، الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري، حلية‌ الاولياء لابي‌ نعيم‌ الاصبهانيّ .

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة الاقل ; 08-11-2014 الساعة 08:35 AM سبب آخر: وضع اطار
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 03:31 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: مناقشة احد الاهداف المحتملة من خروج امامنا الحسين عليه السلام

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 03:41 PM   #3

 
الصورة الرمزية نور المهدي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1824
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,312

افتراضي رد: مناقشة احد الاهداف المحتملة من خروج امامنا الحسين عليه السلام

جزيتم عن امامنا خير الجزاء
بحث رائع ومفيد

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
نور المهدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2014, 12:06 AM   #4

 
الصورة الرمزية الحاج

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 149
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,294

افتراضي رد: مناقشة احد الاهداف المحتملة من خروج امامنا الحسين عليه السلام

موفق جزيت خيرا بحث مميز

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2014, 09:51 AM   #5

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: مناقشة احد الاهداف المحتملة من خروج امامنا الحسين عليه السلام

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بارك الله فيك على البحث القيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ابو علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
هدف، الامام ،الحسين(ع)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 01:11 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024