العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الطب والعلوم > منبر البحوث والدراسات العامة

منبر البحوث والدراسات العامة لكل البحوث والدراسات والرسائل الجامعية التي تخص طلبة العلوم المختلفة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-2019, 03:01 PM   #1

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

بقلمي ( دراسة في المنهج الاجتماعي في اطار رواية فرانكنشتاين للكاتبة الانكليزية ماري شيلي ) / الاستاذ جعفر العكيلي

بسم الله الرحمن الرحيم

العنوان ( دراسة في المنهج الاجتماعي في اطار رواية فرانكنشتاين للكاتبة الانكليزية ماري شيلي )

المقدمة

بعد قرنين من الزمان لازالت رواية ( فرانكنشتاين ) للكاتبة الانكليزية ماري شيلي تنبض بالحياة فهل هي من امهات روايات الرعب او انها اسست لروايات الخيال العلمي او لربما مزجت الاثنين معاً ام انها انعكاس لما عاشته الكاتبة من احداث وما تبنته من افكار ارادت ايصاله الى ذلك المجتمع ...

يتضمن البحث عدة محاور :

المحور الاول : من هي كاتبة رواية فرانكنشتاين

المحور الثاني : فحوى الرواية او مختصر رواية فرانكنشتاين

المحور الثالث : اراء بعض الكتاب والنقاد والباحثين في رواية فرانكنشتاين

المحاور الرابع : مناقشة الرواية

واخيرا الخلاصة



المحور الاول : من هي كاتبة رواية فرانكنشتاين ( 1 )

1 - ولدت ماري شِلي مبدعة هذه الرواية في عام 1797 وتوفيت اثر مرض عام 1851 بعد حياة مليئة بالمغامرات والمآسي

2 - حياة ماري شيلي نفسها لم تختلف كثيرا في بؤسها عن حياة المسخ الذي قدمته للعالم، إذ ماتت أمها الكاتبة والمدافعة عن الحريات النسائية "ماري ولستونكرافت" وهي لم تزل رضيعة بعمر 11 يوم فقط. ونشأت في كنف والدها الكاتب والفيلسوف ذو الآراء الحرة "وليم غودون" الذي تزوج لاحقا بجارته الأرملة التي على ما يبدو لم تكن على وفاق مع ماري وكانت تفضل عليها أطفالها من زوجها الراحل. الناحية الجيدة الوحيدة في طفولة ماري تجسدت في حرص والدها الشديد على تعليم وتثقيف أبنته على أحسن وجه.

3 - وبسبب عدم وجود وفاق بين ماري وزوجة والدها نتيجة لغيرة الأخيرة الشديدة من التعلق الشديد بين وليام غودوين وابنته الصغيرة، اضطر والدها إلى إرسالها في عمر الرابعة عشرة إلى اسكتلندا لتعيش برفقة عائلة أحد أصدقائه الأثرياء

4 - عاشت ماري شيلي في أسكتلندا عامين كاملين تخلَّلتهما زيارات قصيرة إلى منزل والدها في لندن، حيث كانت تُقام صالونات أدبية تُناقش فيها العديد من الأفكار التي أثرت فكر الفتاة حينذاك. وفي إحدى الزيارات، قابلت ماري ذات الستة عشرة عامًا حينها شابًا وسيمًا هو الشاعر الرومانسي بيرسي شيلي.

عشقت ماري ذلك الشاعر المتزوج"، علاقة الاثنان كانت مرفوضة من قبل المجتمع الانجليزي المحافظ آنذاك، إلا أن ذلك لم يفت في عضد الحبيبين اللذان سافرا سرا إلى فرنسا واستمرا في علاقتهما حتى تكللت بالزواج أخيرا بعد انتحار زوجة بيرسي الأولى.

الزوجان رزقا بأربعة أطفال لم يعش منهم سوى صبي واحد، وقد ترك موت الأطفال أثرا لا يمحى في نفس ماري. ثم حلت الطامة الكبرى عام 1822 بموت الزوج بيرسي غرقا أثناء رحلة بالقوارب.

السنوات اللاحقة من حياة ماري كانت عبارة عن صراع مستمر مع الفقر والفاقة، والمؤلم حقا هو أنه برغم كونها كاتبة من الطراز الأول، ورغم شهرة روايتها التي طبقت الآفاق، ناهيك عن شهرة زوجها الراحل، إلا أن ماري لم تستطع أبدا أن تجد لنفسها مكانا محترما بين أفراد المجتمع المخملي الانجليزي، فقد نبذها ذلك الوسط البراق .. أو ربما هي لم تستطع مجاراة متطلباته بسبب فقرها المزمن فأنزوت وحيدة تشكو الزمن آهاتها.

ماري لم تتزوج ثانية وظلت وفية لزوجها الراحل الذي قضت معظم ما تبقى من عمرها تجمع وتحقق قصائده وتهتم بنشرها، عاشت أيامها الأخيرة بسعادة مع أبنها الوحيد وزوجته، ووافتها المنية بسبب المرض عام 1851 عن ثلاث وخمسون عاما.



النقطة الثالثة :فحوى الرواية او مختصر لها ( 2 )



تدور أحداث الرواية عن عالم شاب اسمه فيكتور فرانكنشتاين يكتشف في جامعة انجلوشتات الألمانية طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة في المادة. يبدأ فرانكنشتاين بخلق مخلوق هائل الحجم ولكنه يرتكب خطأ فيكتشف أن مخلوقه غاية في القبح، وما ان تبدأ الحياة تدب فيه حتى يهرب من مختبر الجامعة.

2 - تستمر أحداث القصة بحادثة قتل أخ فيكتور من قبل ذلك المسخ ثم بتهمة باطلة للمربية تدخل على اثرها السجن . فرانكنشتاين يعلم أن مسخه هو المسؤول عن هذه الأحداث لكنه لا يستطيع ان يخبر احداً

3 – يلتقي المسخ بفيكتور ويروي له ما جرى عليه من احداث بعد ان هرب منه وكيف انه استطاع تعلم القراءة والكتابة بعد أن قام بخدمة عائلة فلاحية خفية ولكن العائلة فزعت منه وضربته عندما ظهر لهم وانه استدل على مكان فيكتور من خلال دفتر مذكراته الذي تركه بالمختبر

4 - يبرر المسخ أفعاله في قتل الأخ أنه لم يقصد قتله وإنما أراد إسكات صراخه المتواصل بسبب الخوف وانه هو من اعطى الدليل الكافي لادانة المربية من خلال وضع قلادة الطفل في ملابسها

5 – يطلب المسخ من فرانكنشتاين ان يصنع له زوجة لانه يشعر بالوحدة من نبذ المجتمع له بسبب شكله ويوافق الاخير شريطة ان يختفي عن حياته ولا يسبب له المتاعب

6 – يبدأ فرانكنشتاين بتطبيق وعده ويذهب برفقة صديق الطفولة هنري الى اسكتلندا وهناك يشرع في الامر بمعزل عن صديقه وقبل أن يتم خلق المرأة المسخ يخشى أنها ستكون شريرة مثل المسخ الذكر ويفكر في إنهما ربما أنجبا مسخاً شريرة جديدة، لذلك يدمر ما بدأه قبل لحظات من إتمامه له. وهنا يشعر المسخ الذي كان يراقب عمله بسرية بغضب هائل فيقوم بقتل صديق فرانكنشتاين أي هنري

7 - يعود فرانكنشتاين إلى بلدته ويتزوج ولكن المسخ يقتل زوجته في نفس ليلة العرس.. يقرر فرانكنشتاين البحث عن المسخ ليقتله ويذهب لأجل ذلك إلى القطب بعد أن أخذه تتبع آثار المسخ إلى هناك. وهناك تعثر عليه سفينة مستكشفة فيقص عليهم حكايته في البحث عن المسخ. ولكن فرانكنشتاين يموت بعد وقت قصير ويأتي المسخ ليرى صانعه ميتا فيقفز على قطعة جليدية ويتوارى عن الانظار بين الامواج والفضاء





المحور الثالث : اراء بعض الكتاب والنقاد والباحثين في رواية فرانكنشتاين



1 – كتب احمد ابراهيم الشريف روائي وباحث أدبي، حاصل على درجة الماجيستير في الأدب : غالبا ما يُنظر إلى رواية فرانكنشتاين على أنها رواية رُعب، وهذا ظلم لعمل أدبى رفيع يُعتبر من دُرَر الأدب الإنجليزى والعالمى وأكثرها قراءةً فى أنحاء العالم، بالإضافة إلى كونها من أكثر النُّصوص الأدبيَّة التى دُرِسَت وحُلِّلَت نظرًا لما تحمله من قيمة أدبية وفكرية رفيعة، ولأنها نصٌ سَلِسٌ ومشوِّق.

لكن مسار هذه الرواية بالتحديد أكثر تعقيدًا من غيرها،فقد طرحت شِلى فيها أفكارًا جريئةً جديدةً بالنسبة لعَصرها عن الإبداع عندما يتخطى حدود الطبيعة. وقد تعاظَم هذا المسار واستقلَّ بشكلٍ ما عن الرواية نفسها، وصار فيحَدّ ذاته نوعًا من المجاز والأسطورة شَقّ لنفسه طريقًا فى الفنون الأخرى مثل السينما والمسرح والكاريكاتور والكومِكس.. وصار اسم فرانكنشتاين مُرادِفًا لكل إبداع عندما يصير هوسًا يَجلِب عواقب وخيمة على المُبدِع والعالم، ومرادفًا للوحشيَّة وقد تحرَّرَت من عِقالها. ( 3 )



2 - تمزج » فرانكنشتاين« بين المواضيع ذات الطابع العميق والمعزول وبين تلك التى تثير الشك والفكر كغيرها من القصص ذات الأسلوب القوطى السائد في ذلك العصر[154] . فبدلاً من التركيز على الجانب التشويقى للحبكة الدرامية , تركز الرواية بشكل أساسى على الصراع العقلى و الأخلاقى لبطلها فيكتور فرانكنشتاين. كما صبغت شيلي النص برومانسية مسيسة من ابتكارها, حيت تنتقد من خلالها فردية وأنانية الرومانسية التقليدية.[155] ففكتور فرانكنشتاين يشبه ستان في الفردوس المفقود و بروميثيوس في الأسطورة اليونانية: فهو أيضاُ ثار على التقاليد; وأنشئ لنفسه حياة; وشكل قدره بنفسه . لكن هذه الخصائص لم تُقدم بشكل إيجابى كما يشير بلمبيرج "فطموحه الجامح هو بمثابة خداع للنفس, متخفية في طلب عن الحقيقة".[156] فعليه هجر عائلته لكى يحقق طموحه.[157] ( 4 )

3 - ترى الكاتبة وأستاذة العلوم الإنسانية، شارلوت غوردون، أن ماري شيلي كانت تستدر عاطفة القراء تجاه الوحش عن طريق وصفها لمعاناة الوحش في عالم لم يحبه. أيضًا لم تكتفي شيلي بحكاية روايتها من وجهة نظر فيكتور فرانكنشتاين، بل حكت أيضًا بعض الأجزاء فيها على لسان الوحش؛ مما يحول الرواية من مجرد رواية خيال علمي إلى رواية سيكولوجية معقدة تغوص في أعماق الطبيعة البشرية.

كما تُصرح غوردون بأن ماري شيلي قد أخذت دور الوحش في هذه الرواية، لا صانعه؛ إذ إنها – تمامًا مثل الوحش – وجدت نفسها في الدنيا وحيدة، بلا أم، ثم هُجرت من قبل والدها، ورفضها المجتمع والأصدقاء. ولربما كتبت شيلي هذه الرواية لاستدرار عطف والدها عن طريق توضيح تبعات هجر الخالقين لمخلوقاتهم، وكذلك هجر الآباء لأبنائهم، وكأنها تقول له: «أنا ضائعة تائهة ممزقة كهذا الوحش يا أبي»، كما أنها ربما كانت تريد الإشارة إلى أن الأبناء حتمًا سيكونون فاسدين مفسدين – كما فعل الوحش – إن تخلى عنهم آباؤهم. لقد أخذت شيلي في روايتها، وفقًا لرؤية شارلوت غوردون، صف كل المنبوذين اجتماعيًا، وهددت المجتمع بأنهم سينقلبون عليه، ويدمرونه، مثلما فعل الوحش.

إن ماري شيلي التي كانت تدرك تمام الإدراك أن مجتمعها يريد من النساء أن يتزوجن وينجبن أطفال، لا أن يكتبن روايات تحكي عن الوحوش المشوهة والعلماء المجانين، قد كتبت هذه الرواية لتعبر من خلالها عن نفسها، وعن كل امرأة تخطت الحدود التي وضعها لها المجتمع، فكانت النتيجة أنها أصبحت وحيدة منبوذة.

عند قراءتك لهذه الرواية، والتي تكمن شهرتها ليس فقط في كونها أول رواية خيال علمي، بل في كونها قصة رعب نفسي من الطراز الأول، ستلاحظ غياب أية شخصيات نسائية مؤثرة في الأحداث، وأن الرجال هم المحركون الأساسيون للأحداث؛ مما قد يجعلك تشعر بأن شيلي إنما أرادت أن تقول إن الغياب التام لدور المرأة في المجتمع سيجعله مجتمعًا مليئًا بالأخطاء، ولكنك حتمًا لن تستطيع أن تمرر شعورًا بالتعاطف والشفقة، تاركًا إياه يتسرب إليك تجاه وحش ماري شيلي المنبوذ من قبل صانعه.

4 - وتقول البروفيسور باتريشيا ماككورماك، أستاذة الفلسفة بجامعة أنغليا راسكين: "إن شيلي تعاملت مع نفس الموضوعات التي عالجها اليونانيون، وأفلام فرانكشتاين ذات الرؤى الجيدة تشاركت في النظرة العميقة للحياة ما الغرض منها وما دورنا فيها. فالوحش لم يختر أن يولد وتساءل عن سبب وجوده وكيف يمكن أن يصبح شخصا طيبا؟"

إن مخلوق شيلي الذي جلبه للحياة فيكتور فرانكشتاين كان حساسا ومتسائلا بحسب البروفيسور ماككورماك ولقد تناول السؤال الأصلي للبشرية "المتعلق بسؤال خالقك ما هو الغرض؟ لماذا نحن هنا؟ ما الذي بوسعنا فعله؟

5 - المخرج غويلرمو ديل تورو إن رواية فرانكشتاين "كتاب يحمل تساؤولات مراهقة. فلقد جئت لهذا العالم من قبل أناس لا يهتمون لأمرك.. ولقد ألقيت في عالم من الألم والمعاناة والدموع والجوع. إنه كتاب مذهل يأخذ العقل كتبته مراهقة.

6 - تقول دكتور سورشاني فالهين، كبيرة المحاضرين في دراسات السينما بجامعة مانشيستر متروبوليتان وعضو مركز مانشيستر للدراسات القوطية إن رواية شيلي تحمل عنصري الخيال والرعب ومزجها حقق النجاح.

وأضافت قائلة: " مصدر سحر الرواية هو أنها تتحدث عن العلاقة بين الحياة والموت، فالموت حقيقة مطلقة لذلك فإن فكرة بعث الحياة صادمة وآسرة." ( 6 )



الرابع : مناقشة الرواية والتي سوف تتم من خلال عدة محاور :

مناقشة الافكار التي تبنتها الكاتبة في روايتها

فلنفترض عدة محاور يبنى من خلالها التركيب القصصي للقصة ونحاول ان نستقرأ تصدعا فكريا يحتاج ان يتم معالجته

المحور الاول : من مداليل القصة نجد اشكالية الصراع حاضرة في كل ثنايا القصة بين المسخ وفرانكشتاين وبين فرانكشتاين والاطار الاجتماعي وفي دواخل المسخ نفسه وهو امر يحتاج ان نستوعبه من منظور عقلاني نوعا ما من خلال سؤال الحياة وليدة صراع اطراف حية ام هي معلولة للعدم ؟!

فنضرب مثالا كيف نفهم الحياة من خلال التشوه الخلقي والسلامة البدنية باعتبارهما امران وجوديان ام نفهم الحياة من خلال ثنائية الموت والحياة فيكون الموت علة للحياة الجواب مضطرب في ثنايا القصة لانه يخالف بعدا انسانيا لا ينفك عن الوجود الانساني وهو ثنائية الموت والحياة ويحاول ان يعطي مفهوماً للحياة بناء على تصور فسلجي وهو يخالف كل الاطر المعرفية والحياتية ويؤدي الى تجذير مفردة الصراع الغير عقلاني في المجتمع البشري الذي يتخذ من الجريمة او الحرب او الاغتصاب صورا له

المحور الثاني فلنقدم سؤال حيوي من اين يأتي الشر هل من الانسان المختل فسلجياً او من الانسان السليم فسلجياً القصة ذهبت بنا الى ميزان فسلجي وحاجات بايلوجية لكي تفسر الشر وهو امر مخالف لكل فهم علمي معقول وحتى لو اعتبرنا الفكرة هي خيال علمي فانها تنتج نتائج سلبية جدا في بنية المجتمع الذي يكون الخير والشر والخلق امر سلوكي يمكن اكتسابه بل ان منظومة القانون العالمية تنهار لانه الخلل الفلسلجي يعفي بشكل كامل الفرد من المحاسبة القانونية فضلا عن المعالجة الاجتماعية وغيرها

المحور الثالث تناقض العقل البشري الذي يهب الحياة في القصة ولكنه لا يفي بكل متطلباتها فتجعل الناتج مسخ يبحث عن نواقصه بذاته الناقصة ومن غير ان يهدي اليها العقل الصانع (الانساني حسب القصة) وهي موضوع اقرب للفكاهة منه الى الرعب لان التركيب القصصي يفتقد اي مسايرة منطقية حتى ولو على منطق القصة نفسها ويقدم خلل اخر في فهم الحياة التي تكون ادنى قيمة من توفير متطلبات الكائن الممنوحة له

بمعنى اننا يمكن ان نستقرأ تناقضاً فكرياً مداره الكمال والنقص ونستطيع ان نستعرضه من خلال سؤال :

كيف يمكن للمسخ ان يطلب كمالا خارجيا وهو يعاني نقصا ذاتياً ؟

او قل متى يطلب الفرد الكمال ؟

عندما لا يوجد نقص في ذاته بحيث يجب عليه ان يكمل نواقصه تلك النواقص التي لا يمكن رفعها الا من خلال صانعه

اذن فكيف يمكن له ان يتعرف على نواقصه الخارجية ويطلبها مثل الزوجة من غير وجود المقتضي لذلك متمثلا بكمال ذاته ؟!

المحور الرابع نقدم سؤال هل الحاجة للانثى سبب الفساد الانساني ؟!

وهل وجود ثنائية الجنس تلغي الشرور في المجتمع الانساني ؟!

اذن يعني ذلك ان كل عائلة متكونة من زوجة وزوج لا يمكن ان يحصل فيها اي مظهر من مظاهر الشر وهو امر يخالف التجربة الانسانية على طول خط البشرية كما انه استخفاف بدور الانثى الوجودي الفاعل والمستقل من جهة بالإضافة الى دورها المشترك مع الذكر من جهة اخرى

ولابد ان تكون قراءتنا الانسانية المعاصرة اكمل من رؤية شهوية قاصرة للآخر سواء الانثى او الذكر بل لابد من رؤية البعد الانساني المشترك بثنائيته كمقوم للوجود البشري والترفع عن عقلية جعل الصراع الانساني سببه الانثى كما تصوره المثيولوجيا ذات الاستقراء الخاطئ



الخلاصة

1 - ان توسعة البعد العقلي والمعرفية من خلال اطر الخيال القصصي له جوانب ايجابية ولكن لابد ان نبقي خيطا رفيعا من التعقل لكي نضبط ايقاع تفكير القارئ لأن التعامل مع النظريات الاجتماعية والفسلجية والعلمية بشكل احادي وبدون تدبر يجعلنا نعيش جهلاً مركباً لا ندري ولا ندري باننا لا ندري

وكان يمكن ان نتناول ابعاد القصة من خلال التركيز على السلوك وليس على الفسلجة ومفردة الميزان الانساني الضابط للقيمة الانسانية كما يعبر عنه القران بالميزان بحيث تكون مفردة الشر امر كسبي وليست عضو فسلجي لا يتخلص منه الانسان الا بقطع هذا العضو او اعادة صنعه ومن ثم الفشل في تركيبه

2 - كما الفهم المغلوط للحياة الذي يصورها على انها مجرد حركة اعضاء الجسم بعيدا عن ماهيتها العظيمة التي لا يمكن تعقلها من غير تعقل العدم او قل الموت عند ذلك سنفهم ان منظومة الحياة هي ابعد من الحركة والجنس انها كل متطلبات الانسانية العاقلة بدون تجزئة او قصور عن احد مفرداتها فالمانح للحياة اعلى وجودا واكمل من ان يهبها بدون توفير كل متطلباتها اما منظومة التحصيل لهذه المتطلبات او قل الدين يم تحصيله من خلال الرسالات السماوية

3 - ثنائية الذكر والانثى معنى تكاملي وليس غائي الذكر ليس غاية لوجود الانثى والعكس بالعكس والا اصبح وجودنا اتفه واسخف من ان نتكلم عنه فضلا عن ان نكتب قصة فيه

اذن نحتاج رؤية انسانية ومعرفية تعطي الابعاد الرائعة للوجود الانساني وارتباط هذا الوجود مع الصانع العالم القدير ضمن منظومة الدين الاسلامي التي تفسر بعدنا ووجودنا وثنايئتنا الجنسية على اساس التكامل الانساني تكون التربية هي مفردة التغيير وليست الفسلجة عندها نكون قد قدمنا رسالة انسانية بناءة في المجتمع ولو في اطار قصصي متخيل



المصادر

( 1 ) فرانكنشتاين .. القصة الحقيقية / بقلم اياد العطار

( 2 ) 200 عام على رواية فرانكشتاين.. مارى شيلى امرأة صنعت مسخا أدهش العالم.. صور / اليوم السابع

( 3 ) ترجمة "فرانكشتاين" لـ"مارى شيلى" عن التنوير / اليوم السابع

( 4 ) ويكيبيديا / ماري شيلي


( 5 ) نحنُ نصنع وحشًا لندين أفعاله»: ماذا تعرف عن المرأة التي صنعت وحشًا لتدافع عنه؟ / ساسة بوست
( 6 ) في الذكرى الـ 200 لصدور رواية فرانكشتاين.. ماذا وراء الوحش؟ لوسي تود صحفية بقسم الترفيه - بي بي سي





 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2019, 12:16 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: ( دراسة في المنهج الاجتماعي في اطار رواية فرانكنشتاين للكاتبة الانكليزية ماري شيلي ) / الاستاذ جعفر العكيلي

أحسنتم وجزاكم الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2019, 06:18 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: ( دراسة في المنهج الاجتماعي في اطار رواية فرانكنشتاين للكاتبة الانكليزية ماري شيلي ) / الاستاذ جعفر العكيلي

جزاكم الله خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:41 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024