العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المواضيع التي تخص ائمة الهدى (سيرتهم وهديهم)

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-2013, 05:37 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي شهادة الامام الحسن العسكري(عليه السلام)




عن الحسن بن علي الزيتوني، عن إبراهيم بن مهزيار وسهل بن الهرمزان، عن محمد بن أبي الزعفران، عن ام أبي محمد عليه السلام قالت: قال لي أبو محمد يوما من الايام:

[تصيبني في سنة ستين حزازة أخاف أن أنكب فيها نكبة ، فان سلمت منها فالى سنة سبعين، قالت: فأظهرت الجزع، وبكيت فقال: لابد لي من وقوع أمر الله، فلا تجزعي]

وهكذا كابد الامام الحسن العسكري(عليه السلام) ، ألوان من المحن ، منذ عهد المتوكل والمستعين العباسي الذي قام بحبسه(عليه السلام)، عند واحد من أشد رجاله عداوة لآل البيت ، وهو : علي بن اوتامش، (احد الاتراك ) .
وكان شديد العداوه لآل محمد عليهم السلام غليظا على آل ابي طالب .. فما اقام الا يوما حتى وضع خديه له(عليه السلام)، وكان لايرفع بصره اجلالا واعظاما، وخرج من عنده وهو احسن الناس بصيره واحسنهم قولا فيه ..
ودخل العباسيون على صالح بن وصيف فقالو له : ضيق عليه . فلم يستنكر ابن وصيف ذلك، الا انه اراد ان يعلن اعتذاره عن عجزه عن التضييق عليه، فقال:
وكلت به رجلين من شر ماقدرت عليه : علي بن بارمش واقتامش ..، فقد صارا من العباده والصلاة الى امر عظيم يضعان خديهما له .

ثم ان ابن وصيف امر باحضارهما لاستجوابهما امام النفر العباسيين عن هذا التغيير الذي طرأ عليهما . فقال لهما : ويحكما ماشأنكما في شأن هذا الرجل ؟
قالا : مانقول في رجل يقوم الليل كله، ويصوم النهار ولايتكلم ولايتشاغل بغير العباده ، فاذا نظرنا اليه ارتعدت فرائصنا وداخلنا مالانملكه من انفسنا .

وكاد المستعين العباسي، ان يقتل الإمام(عليه السلام)، لولا ان الله لم يمهله فخلع عن السلطة .
وإلى عهد المعتز الذي عمد على سجنه، فتضرع (عليه السلام)، إلى الله حتى هلك المعتز.
وحتى عهد المهتدي العباسي الذي ظل يضايقه(عليه السلام)، حتى اعتقله وأراد قتله ولكنه(عليه السلام)، أخبر واحداً من أصحابه واسمه أبو هاشم بما يلي :

[يا أبا هاشم ان هذا الطاغية أراد قتلي في هذه الليلة . وقد بتر الله عمره ، ليس لي ولد وسيرزقني الله ولداً ](مهج الدعوات : ( ص 274) .

وأخيراً وفي عهد المعتمد الذي لم يزل يؤذيه(عليه السلام) حتى اعتقله، قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس):
ان القاء القبض على القائد، هو سجن لكل مبادئه ومثله وقواعده الشعبيه وتحد لها ..

وهكذا يُعتقل الامام الحسن العسكري(عليه السلام) ثم يطلق سراحه ثم يعتقل مرة اخرى ..
الى ان اتى اليوم الذي تم فيه ارتكاب جريمة قتله (عليه السلام)، بواسطة السم فيصاب في اول يوم من ربيع الاول بالاوجاع والالام ويتعامل النظام معه في مرضه بطريقه ماكره حيث أوعز الخليفة إلى خمسة من ثقاته بملازمته في مرضه ، وجمع له بعض الأطباء ليرافقوه ليل نهار (الإرشاد : ( ص 383 )) .

وذلك للتنصل عن مسؤولية اغتياله(عليه السلام) أمام الجماهير والعلويين (من جهه)، وللبحث عن القائم(عليه السلام) من جهة اخرى.

وكان المعتمد العباسي قد اتخذ تدابير استثنائية عندما ثقل حال الإمام العسكري(عليه السلام) وأشرف على الرحيل
وللوقوف على لمحه موجزه من شهادة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ، يتم ذكر بعض الروايات التاليه:

ا ـ قال أبو الحسن علي بن محمد بن حباب: حدثنا أبو الأديان قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الامصار، فدخلت إليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتبا وقال:
تمضي بها إلى المدائن فانك ستغيب خمسة عشر يوما فتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري، وتجدني على المغتسل.
قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ قال:
من طالبك بجوابات كتبي، فهو القائم بعدي ؟ فقلت: زدني، فقال:
من يصلي علي فهو القائم بعدي، فقلت: زدني، فقال:
من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي.
ثم منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان ؟ وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما قال لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار، والشيعة حوله يعزونه ويهنؤنه . فقلت في نفسي: إن يكن هذا الامام فقد حالت الامامة،...... فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شئ ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد كفن أخوك فقم للصلاة عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة. فلما صرنا بالدار إذا نحن بالحسن بن علي عليه السلام على نعشه مكفنا، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط بأسنانه تفليج، فجذب رداء جعفر بن على ، وقال:
تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي
فتأخر جعفر، وقد اربد وجهه ، فتقدم الصبي فصلى عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه.
ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه، وقلت في نفسي: هذه اثنتان بقي الهميان، ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي ؟ ليقيم عليه الحجة فقال: والله ما رأيته قط ولاعرفته. فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم ، فسألوا عن الحسن بن علي فعرفوا موته فقالوا: فمن ؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه، وقالوا معنا كتب ومال، فتقول: ممن الكتب ؟ وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: يريدون منا أن نعلم الغيب.
قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان، وهميان فيه ألف دينار، عشرة دنانير منها مطلية فدفعوا الكتب والمال، وقالوا: الذي وجه بك لاجل ذلك هو الامام.
فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك فوجه المعتمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية(مولاتنا السيده نرجس(ع))، وطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حملا بها لتغطي على حال الصبي فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان، فجاءة وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية، فخرجت عن أيديهم والحمد لله رب العالمين لا شريك له.

ب ـ وعن العطار، عن أبيه، عن الفزاري، عن محمد بن أحمد المدائني، عن أبي غانم قال: سمعت أبا محمد عليه السلام يقول: [في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي ]وفيها قبض أبو محمد عليه السلام، وتفرقت شيعته وأنصاره، فمنهم. من انتهى إلى جعفر، ومنهم من أتاه وشك، ومنهم من وقف على الحيرة، ومنهم....

ج ـ وعن ابن الوليد عن سعد بن عبد الله قال: حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ، ولايجوز على مثلهم التواطئ بالكذب .
وبعد فقد حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وذلك بعد مضي أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام بثمانية عشر سنة أو أكثر مجلس أحمد بن عبيدالله ابن خاقان، وهو عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم، وكان من أنصب خلق الله وأشد هم عداوة لهم .
فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأى، ومذاهبهم وصلاحهم وأقدارهم عند السلطان، فقال أحمد بن عبيدالله: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ولا سمعت به في هديه وسكونه، وعفافه، ونبله، وكرمه، عند أهل بيته، والسلطان وجميع بني هاشم، و تقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر، وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام الناس.
وإني كنت قائما ذات يوم على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس، إذ دخل عليه حجابه فقالوا له: ابن الرضا على الباب فقال بصوت عال: ائذنوا له فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، حدث السن ، له جلالة وهيبة . فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطوات ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم ، ولا بالقواد ولا بأولياء العهد ، فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه ، ومنكبيه ، وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه وجعل يكلمه ويكنيه ويفديه بنفسه وأبويه، وأنا متعجب مما أرى منه إذ دخل عليه الحجاب فقالوا: الموفق قد جاء . وكان الموفق إذا جاء ودخل على أبي تقدم حجابه وخاصة قواده ، فقاموا بين مجلس أبي وبين الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج ، فلم يزل أبي مقبلا عليه يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ: إذا شئت فقم جعلني الله فداك يا أبا محمد ثم قال لغلمانه: خذوا به خلف السماطين لئلا يراه الامير يعني الموفق(الموفق هو أخو الخليفة المعتمد: أحمد بن المتوكل، وكان صاحب جيشه) وقام أبي فعانقه وقبل وجهه ومضى.
فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويلكم من هذا الذي فعل به أبي هذا الذي فعل ؟ فقالوا: هذا رجل من العلوية يقال له: الحسن بن على يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا فلم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره وأمر أبي وما رأيت منه حتى كان الليل ، وكانت عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج من المؤامرت وما يرفعه إلى السلطان فلما نظر وجلس جئت فجلست بين يديه فقال: يا أحمد ألك حاجة ؟ قلت: نعم يا أبه ، إن أذنت ، سألتك عنها ، فقال: قد أذنت لك يا بني فقل ما إحببت فقلت: يا أبه من الرجل الذي رأيتك الغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والاكرام والتبجيل، وفديته بنفسك وأبويك ؟ فقال: يا بني ذلك ابن الرضا، ذاك إمام الرافضة ، فسكت ساعة، فقال: يا بني لوزالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا، فان هذا يستحقها في فضله ، وعفافه وهديه وصيانة نفسه ، وزهده ، وعبادته ، وجميل أخلاقه ، وصلاحه ، ولو رأيت أباه لرأيت رجلا جليلا نبيلا خيرا فاضلا . فازددت قلقا وتفكرا وغيظا على أبي مما سمعت منه فيه ، ولم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره ، والبحث عن أمره ، فما سألت عنه أحدا من بني - هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلا وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام ، والمحل الرفيع ، والقول الجميل ، والتقديم له على أهل بيته ومشايخه وغيرهم ، وكل يقول: هو إمام الرافضة ، فعظم قدره عندي إذ لم أرله وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه ، والثناء عليه، فقال له بعض أهل المجلس من الاشعريين: يا ابا بكر فما حال أخيه جعفر ؟ فقال: ومن جعفر فيسأل عن خبره أو يقرن به ......،
أنه لما اعتل(الامام العسكري(ع)) بُعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل، فركب من ساعته مبادرا إلى دار الخلافة، ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة نفر من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فمنهم نحرير وأمرهم بلزوم دار الحسن ابن علي وتعرف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمر هم بالاختلاف إليه ، وتعاهده في صباح ومساء.
فلما كان بعد ذلك بيومين جاءه من أخبره أنه قد ضعف ، فركب حتى بكر إليه ثم أمر المتطببين بلزومه ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه ، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا.
فلم يزالوا هناك حتى توفي لايام مضت من شهر ربيع الاول من سنة ستين ومائتين فصارت سرمن رأى ضجة واحدة " مات ابن الرضا ".
وبعث السلطان إلى داره من يفتشها ويفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها وطلبوا أثر ولده ، وجاؤا بنساء يعرفن الحبل ، فدخلن على جواريه فنظر إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حبل ، فأمر بها فجعلت في حجرة ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ، ونسوة معهم (قيل ان هنالك من دخل على المعتمد وكشف له عن حال ابن الحجة عليه السلام فوجه المعتمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية( السيده نرجس عليها السلام)، وطالبوها بالصبى فأنكرته وادعت بها حملا بها لتغطى على حال الصبى، فسُلمت إلى أبى الشوارب القاضى، وبغتهم موت عبد الله بن يحيى ابن خاقان فجاءه وخروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم.

وهكذا رحل الإمام(عليه السلام)، مقتولا مسموما ظلما وعدوانا ، على يد الطاغية المعتمد العباسي ، وكان بجانب الامام العسكري حين رحيله ، ولده القائم (عليه السلام) ، وزوجته السيدة نرجس (عليها السلام) ، حيث تم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ، وبعد ذلك صلى عليه من طرف السلطة أبو عيسى ابن المتوكل نيابة عن الخليفة وموراته بجنب ابيه الامام علي الهادي (عليه السلام).
كان يوم الثامن من ربيع الأول ، لعام 260 هجرية يوماً كئيباً في مدينة سامراء حيث انتشر نبأ استشهاد الإمام العسكري في عنفوان شبابه .
عطلت الأسواق وهرع الناس إلى دار الإمام يبكون وشبَّه المؤرخون ذلك اليوم الحزين بيوم القيامة ، لماذا ؟ لان الجماهير المحرومة التي كانت تكتم حبها واحترامها للإمام خشية من بطش النظام ..
فأطلقت ذلك اليوم العنان لعواطفها الجياشة، فسلام الله على الامام العسكري يوم ولد ويوم استشهد مسموما ويوم يبعث حيا ورحمة الله تعالى وبركاته

التعليق:

استخدم الطواغيت اساليب متعدده لمحاربة جهة الحق وقد شجعهم على الاستمرار بهذه الاساليب وتطويرها كثرة المنخدعين بها من الناس فتراهم (وعلى سبيل المثال )، يظهرون تكذيبهم لما يطرحه المصلح من قواعد وتعليمات تنفع الناس فيحاولون جاهدين ان لاتصل الى افهام الناس، وان ظهرت فيعمدون الى الاستهانة بها وتسقيطها بنظر الاخرين او حياكة الاباطيل حولها بالرغم من يقينهم بصحتها ..

وان اعيتهم الحيله يعمدون الى ارتكاب جريمة سجن المصلح او قتله بالرغم من خلوا ايديهم من المبررات التي تبيح لهم ذلك، لانهم يرون فيه موقف المعارضه ضد انحرافاتهم.

وكانت كل مصادر القوه والسلاح ونفوذ الحكم بيد (لحكام بني العباس) ولم يكن بيد الائمه ولا اصحابهم شيء .
وانما كانوا يمثلون دور المعارضه بشكل اعزل لا يراد به الا العدل الالهي ورضاء الله عز وجل )(السيد الشهيد الصدر))

وعند الاطلاع على المرحلة الزمنيه الخاصه بعصر الامام العسكري (عليه السلام)، نرى مجموعة من السمات والملامح المهمة التي كانت بارزه آنذاك وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ما يلي:ـ

1 ـ شيوع الاحاديث الشريفه التي تنص على ان خلفاء المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر خليفه وبانهم كلهم من قريش وكذلك شيوع الاحاديث التي تنص على اسمائهم والقابهم وانسابهم واعمالهم (عليهم السلام)، وان خاتمهم قائمهم الذي يملأ الارض قسطا وعدلا بعدما تمتليء ظلما وجورا

قال السيد الشهيد الصدر(قدس):
(وكانت الارهاصات المسبقه والتبليغات المتواليه عن المهدي ..متتابعه متواتره عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، رواها مؤلفوا الصحاح وهم معاصرون او متقدمون على هذه الفتره بما فيهم البخاري ومسلم واحمد بن حنبل . ومتتابعه متواتره عن الائمه عليهم السلام يرثها اصحابهم جيلا بعد جيل حتى اصبحت من ضروريات المذهب بل من قطعيات الاسلام ..وكان كل امام يقوم بدوره الكافي في التبليغ والارشاد الى هذه الفكره الكبرى وقد كان لكل هذه التبليغات اثرها الكبير في ترسيخ فكرة المهدي في نفوس المسلمين بشكل عام ..
ياخذ كل فرد منهم ما يناسبه منها بحسب عمق ايمانه وسعة تفكيره واتجاه مذهبه في الاسلام .
وستعرف انها استطاعت ان تثير اهتمام السلطه الحاكمه بشكل حاد مركز ، لا الايمان بها ، بل بالوقوف ضدها ومحاولة القضاء عليها).

2 ـ عايش الناس سلسلة المعصومين(عليهم السلام)، ورأوا كيف تحققت مصاديق احاديث المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وما اخبر به عن عترته الطاهره (عليه السلام)، وهذا ما يجعل طبقه كبيرة من الناس تستيقن حدوث ما تبقى من الاحاديث ، والتي لم يحن تحقق اوانها بعد، فكيف اذن بالطواغيت واذنابهم فهم على يقين من ذلك
قال السيد الشهيد (قدس):
(ان المعتمد(العباسي) يعرف موطن الحق ويؤمن في باطن نفسه بصحة موقف الامام(العسكري)عليه السلام ، وعدالة قضيته)

3 ـ بالرغم من جهاد المعصومين (عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين الا انه لازالت القواعد الشعبيه بعيده عما يريده الله واوليائه ، منهم من ناحية العلم والاخلاص والتضحية والصبر ...

قال الامام العسكري(عليه السلام) في مراسلته مع اسحاق بن اسماعيل النيسابوري:
(ولقد كانت منكم في أيام الماضي (عليه السلام) إلى ان مضى لسبيله وفي أيامي هذه ، أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي ولا مسدّدي التوفيق)

اذن بالاضافه الى قيام الامام العسكري(عليه السلام) بسد ما يمكن سده من فجوه بين القواعد الشعبيه وبين مايريده الله، فقد واجه ضغوطا اضافيه من قبل السلطات الحاكمه لانه والد آخر المعصومين ..

4 ـ نلاحظ كيف قام الامام الهادي وولده العسكري(عليهما السلام )، بمهمة التمهيد لغيبة المهدي(عليه السلام) وتدريب القواعد الشعبيه بمختلف طبقاتها على ذلك، لكي تلج هذه الطبقات في خوض مرحله صعبه من مراحل التكامل الالهي ...
وعلى هذا الاساس يمكن للمنصف رؤية مدى الجهد الجهيد الذي بذله ائمتنا من اجلنا..

5 ـ من الانصاف القول بان السيده نرجس المقدسه امرأة عظيمه على مستوى رفيع من الكمال الالهي، لانها عانت كثيرا من اجل حدمة الانسانية والدين فنالها السبي تاره والحبس مع نساء السلطة الحاكمة لمدة سنتان تارة اخرى، وبلاءات اخرى شديدة ، فسلام الله علىها يوم ولدت ويوم التحقت بباريها ويوم تبعث حيه ورحمة الله تعالى وبركاته.


من مصادر المبحث :ـ
1ـ بحار الانوار للشيخ محمد باقر المجلسي، الارشاد للشيخ المفيد، الكافي للشيخ الكليني
2ـ موسوعة الامام المهدي (ع) لسيدنا آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر(قدس)ج1(تاريخ الغيبه الصغرى)
3 ـ كمال الدين لابن بابويه القمي، اعلام الورى الفضل بن الحسن الطبرسي
4 ـ بصائر الدرجات للشيخ محمد بن الحسن بن فروخ " الصفار" المتوفي290هجـ

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-2013, 06:59 PM   #2

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي رد: مقتل الامام الحسن العسكري(ع) (القسم الثاني)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك مسعاك اخي العزيز .. مجهود طيب وخلاصة قيمة مستخلصة من تلك الروايات الكريمة
جعلك الله ممن الثابتين ووفقك لما فيه الخير والصلاح والإصلاح ببركة محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين
اجدد لك الشكر وعظم الله لكم الاجر ..

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-2013, 07:19 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: مقتل الامام الحسن العسكري(ع) (القسم الثاني)

ترجمة رائعة لحياة مولانا العسكري عليه السلام
موفق لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-2013, 10:32 PM   #4

 
الصورة الرمزية المحب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1902
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : ارض المقدسات
االمشاركات : 227

افتراضي رد: مقتل الامام الحسن العسكري(ع) (القسم الثاني)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اعزي سيدي ومولاي وامامي الحجة بن الحسن(عج) بهذا
المصاب الجلل والفاجعة الأليمة بيوم استشهاد سيدي ومولاي الامام الحسن العسكري (ع)
واعزي السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وجميع المؤمنين والمؤمنات وعظم الله لكم الاجر وجعلني واياكم من الثابتين على نهجهم .
جزاك الله اخي العزيز على ما جدت به واظهرته من المحن التي مر بها الامام الحسن العسكري (ع) وشدة المصاعب من اجل اعلاء كلمة الله كذالك ما المعت في النقاط الخمس في النتيجه للجزء الثاني .

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

المحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-2013, 10:51 AM   #5

 
الصورة الرمزية ابو بنين

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 135
تـاريخ التسجيـل : Feb 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,771

افتراضي رد: مقتل الامام الحسن العسكري(ع) (القسم الثاني)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
نعزي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام
والسيد القائد مقتدى الصدر بذكرى إستشهاد الإمام الحسن
أبن علي العسكري عليه السلام
أحسنت أخي الأقل على هذا المجهود الرائع

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو بنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
( القسم الثاني) , مقتل الامام , الحسن العسكري (ع)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 07:51 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024