العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية

إنشاء موضوع جديد  موضوع مغلق
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2012, 12:47 AM   #16

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني 1419 هـ
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اولا ينبغي ان نقدم المنة الى الله سبحانه وتعالى على هذا الظل الظليل الذي من علينا به في هذا الاسبوع فشكرا له عدد ما في علمه وزنة عرشه وملء كونه ومداد قلمه وأنت قلت يا رباه: ((اشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)) ، وقلت: ((لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)).
وليت شعري يا سيدي ومولاي والهي اتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة وعلى السن نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة وعلى قلوب اعترفت بإلهيتك محققة وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة وعلى جوارح سعت الى اوطان تعبدك طائعة واشارت باستغفارك مذعنة ، ما هكذا الظن بك ولا اخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب وأنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على أهلها على ان ذلك بلاء ومكروه قليل مكثه يسير بقاؤه قصير مدته فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولا يخفف عن أهله لأنه لا يكون الا عن غضبك وانتقامك وسخطك وهذا ما لا تقوم به السماوات والارض يا سيدي فكيف بي وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين ، يا إلهي وربي وسيدي ومولاي لأي الامور إليك أشكو ولما منها اضج وابكي لأليم العذاب وشدته ام لطول البلاء ومدته فلئن صيرتني للعقوبات مع أعدائك وجمعت بيني وبين أهل بلائك وفرقت بيني وبين احبائك وأوليائك فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك وهبني يا إلهي صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك ام كيف أسكن في النار ورجائي عفوك فبعزتك يا سيدي ومولاي أقسم صادقا لان تركتني ناطقا لأضجنَّ اليك بين اهلها ضجيج الآملين ولأصرخن اليك صراخ المستصرخين ولأبكين عليك بكاء الفاقدين ولأنادينك أين كنت يا ولي المؤمنين يا غاية امال العارفين يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب الصادقين ويا اله العالمين.
اللهم صل على المصطفى محمد والمرتضى علي والمجتبى الحسن والشهيد الحسين والزهراء فاطمة والسجاد علي والباقر محمد والصادق جعفر والكاظم موسى والرضا علي والتقي الجواد محمد والنقي الهادي علي والعسكري الحسن والحجة الهادي المهدي بقيتك في أرضك وحجتك على عبادك ، اللهم أنصر من نصره واخذل من خذله وارنا الطلعة البهية بقدرتك ورحمتك يا ارحم الراحمين.
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)
أود أن أتعرض في هذا اليوم الى موضوعين مهمين ، أحدهما أكرس له الخطبة الاولى والثاني أكرس له الخطبة الثانية إن شاء الله اذا بقيت الحياة.
اما الموضوع الأول فأريد ان افتح اعينكم عليه والظاهر انكم كلكم غافلون عنه. ها شوية فكروا في امور دينكم اكثر مما انتم تفكرون ، ما هو؟
حبيبي ، مقتضى القاعدة الشرعية ان تكون المساجد والمراقد المقدسة للمعصومين (عليهم السلام) ، وغير المعصومين (رضوان الله عليهم) ان تكون المساجد والمراقد تحت سيطرة وإشراف الحوزة الشريفة والمرجعية الجليلة وليس لأحد حق ان يتصرف فيها الا بإذنها وتوجيهها لان المسألة بالأساس هي مسألة دينية والدين كله بيد الحوزة جيلا بعد جيل فليس من الانصاف ان يكون بعض الدين بيد الحوزة وبعض الدين خارج عن يد الحوزة.
وقد كان ذلك فعلا موجودا منذ زمان المعصومين(سلام الله عليهم)، الى عصر الشيخ صاحب الجواهر(قدس الله روحه) ، حيث كان العلماء ردحا طويلا من الزمن وعلى مرور قرون ، في الحقيقة ، هم الذين يعينون السادن او الكليدار الذي هو المسؤول الرئيسي في العتبة ، في هذه العتبة او تلك او في هذا المسجد او ذاك ، بيد العلماء صرف ، حتى آل الامر الى مرجعية الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) ، فعين شخصا ، فلان يسموه انا لا احفظ الاسماء بالضبط ، جعله كيلدار لصحن امير المؤمنين ثم توفي الشيخ صاحب الجواهر(قدس سره)، وكان المفروض بهذا السادن ان يأخذ الاذن من المرجع الذي بعده او ان يعطيه الحق بعزله ولربما ان الذي جاء بعد الشيخ صاحب الجواهر ما كان راضيا عن تصرفات هذا الرجل واراد تغييره فعصى وبقي على السدنة والكليدارية وتسلسل الامر الى الآن ، ها سبحان الله ، وخرجت الكليدارية في كل العراق عن الحوزة الشريفة.
وانا رأيت اذنا مكتوبا من قبل احد المراجع المتأخرين وهو السيد محسن الحكيم (قدس سره) الى سادن حرم الكاظمين (عليهما السلام) في حينه: الشيخ عبد الحميد الكليدار بإجازة التصرف بأموال الضريح وفيها على ما أتذكر الاذن بان يصرف على نفسه واخوته واسرته واعمامه واخواله بمقدار ما يجد فيه المصلحة ثم يصرف الباقي على الفقراء والمحتاجين ولم يطالبه السيد الحكيم(قدس سره)، بأن يدفع اليه من اموال الضريح ولا فلس واحد ، والمهم ان الشيخ عبد الحميد كان متورعا بهذا المقدار في أخذ الاجازة لا أقل من الناحية الشكلية اذا سألوه انه انت بأي حق تتصرف في اموال الضريح يقول بأنه انا آخذ اجازة من المرجع الذي اقلده ، ومن المظنون انه إنما كانت اجازة بكل المبلغ لأنه ليس هناك أمل ان يدفع اليه شيئا لو طالبه به بطبيعة الحال.
ونحن نعلم ان السادن في بعض الدول المسلمة رجال دين كما في ايران والسعودية وكل واحد حسب مذهبه ولذا كان يعتقد العوام ولعلهم لا زالوا ، هسة انت ارجع الى وجدانك ، اليس تجد ان السادن والخدمة انما هم رجال دين كثير هذا الاعتقاد موجود ، كأن الحوزة بدرجة عالية تمثل رجال الدين والخدمة والسدنة يمثلون رجال الدين بدرجة ادنى فلذا يعطوهم الحقوق ويسألونهم عن الفتاوى والمشاكل الدينية ونحو ذلك فهل هذا المطلب صحيح ؟، أنا هذا الذي اريد ان احذركم منه.
الا ان المسألة منذ وفاة الشيخ صاحب الجواهر الى الآن ، قد انفصلت عن الحوزة وعن المرجعية الى ان سيطرت عليها وزارة الاوقاف من حوالي ثلاثين سنة ، الى الان واصبح السدنة والخدمة مجرد موظفين لا يقيمون وزنا لأي امر ديني او دنيوي الا لوظائفهم الحكومية وأوامر وزارة الاوقاف فيتوجهون كـزار مالة اللعبة بيد الموجه لهم هذا هوه ، وهم منقطعوا الصلة بالمرة عن الحوزة وعن العلماء والحوزة منهم براء وهم ايضا براء من الحوزة.
ولو إن الأمر اقتصر على ذلك لكان وجها ، وان كان وجه قابل للمناقشة ، لكن الى الان مثلا نتنزل بالقبول ، إلا ان الأمر زاد على ذلك حتى اننا لو التفتنا اليهم وتعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر ربما اقل من واحد بالمية منهم خوش آدمي ، له باب وجواب انا لا اريد ان استغيب الكل ، لكن عمومهم ليسوا كذلك ، اننا لو تعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر فسقة فجرة شاربي الخمر وزناة واهل لواط ويأكلون المال الحرام ويخدعون الزوار بمختلف انواع الخداع لمجرد الحصول على المزيد من المال ، ويعملون امورا لم ترد في الكتاب والسنة اطلاقا كـالدود الذي يوزع ، يكسب عليه فلوس ، إنما هو يشتريه من البزاز ويبيعه على الزائر ، ليس فيه اية شرفية ولا بركة اصلا ، اصلا من ايده النگسة يكون هذا نجس ، اعلنها من الآن امامكم جميعا ، كالدود والخيوط التي يلفونها حول الضريح الشريف ويلمسون النساء بعنوان التبرك وكثير هذا يحدث ربما يوميه يحدث مع شديد الاسف.
وكذلك اغلبهم لا يصلون ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون ، شايف واحد داگ بابك ناطيك خمس ، حق الامام ، اتحدى ذلك منذ مئات السنين وليس الآن ، اما الآن تحت الصفر بكثير من الناحية الدينية ، ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون وكيف شارب الخمر يصلي او يخمس او يزكي.
وهم يسرقون اموال الحرم ، وما يوقفه الزوار يسرقونه بكثافة شديدة وخاصة السدنة والخدمة المهمون ، فمثلا ، مثلا انه أعطي فرد زولية تفرش في الحرم يوم واحد او يومين او ثلاثة ما دام الزائر موجود قبل ان يسافر حتى يشوفه ، بمجرد ان ركب السيارة ودار ظهره وراح تتلفلف والى الابد لا يراها احد وكل الاشياء هكذا ، كل الموقوفات هكذا.
واذا ذهبت الى بيوت السدنة واضرابهم تجد التحف والمعلقات والصور والفرش والذهب ، كله من السرقة من المعصومين (سلام الله عليهم)، وهذا متواتر وقد يصدف انني انا رأيته بعيني ربما كان في سنين قديمة عنده تعزية او كذا واحد منهم نروح له ، فنجد ذلك عيانا وهذا ما يبديه وما عنده مانع اشوفه الناس فكيف ما يخفيه الذي هو اكثر واكثر بطبيعة الحال.
ومن هنا ملكوا البيوت الفارهة والسيارات الثمينة والذهب الكثير ، واما الذبائح والغنم وغيرها مما يسحبه الخدم ، يسحبه الخدم من الزوار فحدث عنه ولا حرج وفي كل يوم على الاطلاق يحصل ذلك ولا يعلم الزائر البسيط انه لم تبرأ ذمته وانه وصلت ذبيحته الى انسان شارب الخمر وتارك الصلاة وغير متورع بل هو من اعداء الله بكل تأكيد حتى اننا نسأل هل ظاهرهم الصلاح؟، كلا ، بل ظاهرهم الفساد وانت بمجرد ان تنظر الى وجوههم وعيونهم والتفاتاتهم تجد فيها الضلال والطمع بالدنيا والبعد عن الآخرة.
وكان بعض الخدمة يقوم بقراءة الزيارة لعدد من الزائرين ويأخذ على ذلك مالا وهذا جيد الا ان الامر تقلص واصبح يأخذ المال بدون مقابل قهرا على الزائرين وبخدعة الزائرين.
فالمهم هو الحذر ، الحذر من هذا الوضع الفاسد المنحرف فإن إعطاءهم المال باطل وغير مفرغ للذمة وليس عليه ثواب بل عليه عقاب لأنه تأييد للظلم والاثم ولأعداء الله سبحانه وتعالى ، ويكفي ان يحذر الناس منهم فيقاطعونهم لعلهم يتذكرون او يتفكرون او يتوبون وهيهات ان يتوبوا لانهم غير مستحقين للتوبة.
بسم الله الرحمن الرحيم ، (هاي هم خوش سورة طلعت بإذن الله )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
صدق الله العلي العظيم
الجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني1419 هـ
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أللهم من وتعبأ وتعبئ وأعد واستعد لوفادة الى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجائزته ، فإليك يا رب تعبئتي واستعدادي رجاء عفوك وطلب نائلك وجائزتك فلا تخيب دعائي يا من لا يخيب عليه سائل ولا ينقصه نائل ، فإني لم آتك ثقة بعمل صالح عملته ولا لوفادة مخلوق رجوته ، أتيتك مقرا على نفسي بالإساءة والظلم معترفا بان لا حجة لي ولا عذر ، أتيتك أرجوا عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخطائين فلم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم ان عدت عليهم بالرحمة ، فيا من رحمته واسعة وعفوه عظيم ، يا عظيم يا عظيم يا عظيم لا يرد غضبك الا حلمك ولا ينجي من سخطك الا التضرع اليك ، فهب لي يا الهي فرجا بالقدرة التي بها تحيي ميت البلاد ولا تهلكني غما حتى تستجيب لي وتعرفني الاجابة في دعائي واذقني طعم العافية الى منتهى اجلي ولا تشمت بي عدوي ولا تسلطه علي ولا تمكنه من عنقي ، اللهم ان وضعتني فمن ذا الذي يرفعني وان رفعتني فمن ذا الذي يضعني وان اهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك او يسألك عن امره وقد علمت انه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة وانما يعجل من يخاف الفوت وانما يحتاج الى الظلم الضعيف وقد تعاليت يا الهي عن ذلك علوا كبيرا ، اللهم اني أعوذ بك فأعذني وأستجير بك فأجرني وأسترزقك فارزقني وأتوكل عليك فاكفني وأستنصرك على عدوي فانصرني وأستعين بك فأعني وأستغفرك يا إلهي فاغفر لي آمين ، آمين ، آمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه وسيد انبيائه ورسله محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين ، السلام على أولهم وآخرهم والسلام على ظاهرهم وباطنهم والسلام على قولهم وفعلهم والسلام عليهم جميعا ورحمة الله وبركاته.
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)
في هذه الخطبة أود ان اذكر واتعرض الى ما يسمى بالسلوكيين الذين اصبح أمرهم مشهورا وعلنيا لكي احذر المجتمع منهم وأحذر المؤمنين منهم وأحذر المسلمين منهم ، هل تعلم نواياهم؟، هل تعلم اهدافهم؟، هل تعلم عقائدهم؟، هل تعلم دينهم؟، لكي تصدقهم وتركن اليهم وتأخذ بقولهم ، مجرد انك تجده ظاهر الوثاقة والصلاح ويتكلم معك بعدة مفاهيم ملفتة للنظر ومعجبة لك حينئذ تركن اليه وتصدقه ، ولكن هذا أولها وأنت لا تعلم آخرها ، أي لوين راح ايوصلك الله العالم ، أنا اقول ان أولها بديع وآخرها شنيع ، هل تعلم انه يريد مصلحتك؟، او انه لعله يقصد اخراجك عن دينك وعن إيمانك وعن إسلامك وان يجعلك لقمة لجهنم وبئس المصير.
أنا أقول اتبعوا حوزتكم واتبعوا علماءكم واتبعوا القرآن واتبعوا كلام المعصومين (عليهم السلام) ، ما واحد منهم غشكم من هؤلاء ، أما واحد مشبوه يتكلم بأمور اخرى لا تفهمها ولا تعلم نتائجها فهذا ما ينبغي الحذر منه والبعد عنه ، وكل ذلك اي كلام الكتاب الكريم والسنة الشريفة بعيد كل البعد عن كلام هؤلاء الشذاذ المبطلين السائرين في غير طريق الله سبحانه وتعالى.
لو كان الله ، لاحظ ، لو كان الله تعالى يريد للمجتمع ذلك لبينه في كتابه الكريم ، اشعنده مانع قادر على ذلك مع العلم انه لم يبين ، ولو اراده النبي (صلى الله عليه واله) ، او المعصومون لقالوه للناس ولربوا الناس عليه وسلكوا الناس عليه ، كما يعبرون هذوله ، اذا كان التسليك واسعا كما يدعي هؤلاء فلماذا لم يسلك المعصومون اصحابهم؟، ولماذا لم يأمروهم بتسليك الآخرين؟، من هو الافضل ومن هو الاعلم هؤلاء ام المعصومون(سلام الله عليهم)؟، ومن هو فعله ارضى لله سبحانه وتعالى هؤلاء ام المعصومون (سلام الله عليهم) ؟ طبعا المعصومون (سلام الله عليهم).
خذوا بقول المعصومين وقول علمائكم وقول ثقاتكم وأهل الحل والعقد فيكم واحذروا هؤلاء وابتعدوا عنهم فانهم يخرجوكم عن دينكم ويبذروا فيكم بذور العقائد الفاسدة ويصوروا لكم الباطل بصورة الحق ويبعدوكم عن رضا الله سبحانه وتعالى وعن الجنة.
واذا كانوا يعتقدون برأيي كما يزعمون ويأخذون بقولي كما يدعون وانا المفروض اذا لم تسيطر عليَّ النفس الامارة بالسوء ، أنا لا اريد لأي فرد الا الصلاح والفلاح ، فليغيروا حالهم وليبدلوا حالتهم ومقالهم فإنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله الا خسارا.
هم عصوني في كثير من الامور المهمة ، واساؤوا فهمي في عدد آخر منها واضافوا من عند انفسهم عددا آخر منها وكل ذلك انا منه بريء في الدنيا والآخرة واسفا على سوء العاقبة على هذه المجموعة التي كنا نتوقع منهم الخير والصلاح فانقلب الى الشر والفساد والضلال.
وسوف يقولون لكم وقد قالوا فعلا لكم وللمجتمع ان السيد محمد الصدر لا يقصد ما يقول وإنما يريد حفظ الظاهر وإنما يعمل بالتقية وان لنا اتصال باطني بالسيد محمد واننا نفهم مقاصده الواقعية وانه عميق بحيث لا تستطيعون ان تفهموا كلامه وكل ذلك من ، استطيع ان اسميها كلاوات شرعية وهي كذب محض وانا منهم بريء وانا منهم بعيد ، واصبحوا كلما انهاهم واردعهم فانهم يزدادون عتوا ونفورا.
فانا اخاطب المجتمع المؤمن ذوي العقول الصافية والنفوس البريئة ان يقاطعوا هؤلاء ويتبرؤوا منهم ويبتعدوا عنهم بعد السليم من الاجرب ، وما لم يتب هؤلاء ولن يفعلوا لانهم غير مستحقين للتوبة.
صحيح ان الزهد مستحب وحب الدنيا رأس كل خطيئة ورين القلب ودغله مذموم ، الا ان هذه هي تعاليم ديننا الحنيف ولا دخل له بالتفاصيل والعقائد الفاسدة التي ذكرها هؤلاء ، وهل هم زهدوا في الدنيا وابتعدوا عنها ، صحيح هم زهاد اذا كانوا يدعون الى الزهد لا مو زهاد حبيبي ، دنيويين صرف ، وإنما يريدون بأعمالهم هذه وأقوالهم هذه الشهرة والسيطرة والمال وتكوين تكتلات وقلاقل في المجتمع وانا من كل ذلك بريء اعاذنا الله من كل مكروه.
واما هذا الذي يحتج به البعض عليّ من انك قلت في الجزء الثاني من فقه الاخلاق ، هذه العبارة القديمة التي هي موجودة في بعض كتب ابناء العامة ، من لا شيخ له فشيخه الشيطان ، فكأنه إذن لا بد ان يكون للفرد شيخ مثل هؤلاء لكي يربيه ويدربه ويسلكه ، كأن هذه الرواية تشير الى هذه المجموعة بالذات ، أسفا على العقول القاصرة والتأويلات الفاسدة.
اولا : انها ليست رواية اصلا وانما هي من موضوعات بعض الصوفية.
ثانيا : انني اذكر كثيرا من الاشياء والمفاهيم بصفتها اطروحة لا بصفتها امرا جزميا وهذه الفكرة منها.
ثالثا : انها على تقدير وجودها كرواية فهي رواية ضعيفة جدا ومرسلة ولا حجية فيها ولو كنا في الفقه والتفسير لرفضناها بالكلية.
رابعا : انه من الواضح اننا ان صدقناها فإنما يراد بالشيخ حينما يقال ، من لا شيخ له فشيخه الشيطان ، اي من لا مربي له فمربيه الشيطان ، ليس المربي هو المربي الذي يدعوا اليه هؤلاء وانما كل شخص يهدي ويوجهه ويعلمه الخير والصلاح ، طبعا اذا واحد لا يوجد من يعلمه الخير والصلاح فشيخه الشيطان لأنه تتسلط عليه النفس الامارة بالسوء والشيطان ويذهب الى حيث لا رجعة هذا له باب وجواب ، لكنه من قال ان الشيخ هو الشيخ الباطني؟، لا ، هو الشيخ الظاهري الذي يدلك على طاعة الله وعلى ولاية امير المؤمنين واهل البيت (سلام الله عليهم)، ولا موجب لأن نفهم من الشيخ ، الشيخ في علم السلوك او علم الباطن او على الطريقة الصوفية ، كلا ثم كلا.
وأريد الان ان ذكر لكم جانبا من عقائدهم الفاسدة باختصار:
اولا : انهم تاركون لتعاليم الشريعة ، للصلاة والصيام وغيرها تأويلا للآية: ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)) ، وقد جاءهم اليقين بزعمهم اذن فلا موجب للعبادة.
ثانيا : انهم يرون انفسهم أعظم من النبي والقرآن إذن فلا موجب لطاعة النبي (صلى الله عليه واله) وطاعة القرآن.
ثالثا : انهم ينكرون يوم القيامة والثواب والعقاب في الجنة والنار، وإنما الثواب والعقاب في نظرهم نفسي وباطني وليس كما يقول الدين الاسلامي الحنيف من انه هناك حشر ونشر وقيامة وثواب وعقاب وجنة وجهنم ، كل ذاك غلط اي في نظرهم الفاسد.
رابعا : انهم يأمرون الناس بالتخلي عن عقولهم وعزل تفكيرهم والطاعة العمياء لهم ، اي لهم بصفتهم شيوخ سلوك وطريقة ، مع ان النتيجة الصريحة والأولية لذلك اي للتخلي عن العقل هو الكفر والالحاد لأن العقل هو الدليل او الدال الرئيسي على وجود الله سبحانه ، فاذا زال العقل او زال الاعتماد عليه انسد باب الاستدلال بالخالق فيصبح الفرد في لحظة من حيث يعلم او لا يعلم ملحدا.
وفي الرواية: ان الله تعالى خلق العقل وخاطبه: بك أُعبد وبك اثيب وبك اعاقب ، فاذا رفضناه كنا من الخاسرين بطبيعة الحال ، وكذلك في الرواية ان العقل نبي من الباطن والانبياء انبياء من الخارج ، يعني ماذا؟، يعني كل واحد الله تعالى دازله نبي في باطنه عليه اتباعه ، فاذا وخرونا وفرغونا من عقولنا معناه قتلوا النبي الذي الله تعالى دازلنياه وعلينا ان نطيعهم صرفا على شهواتهم وانحرافاتهم.
خامسا : انهم يؤمنون بالحلول وان روح علي حلت بفلان ، وروح سلمان حلت بفلان وروح ابو ذر حلت بفلان وروح الزهراء حلت بفلانة وهكذا يقسمون الوظائف فيما بينهم وهذا من المضحكات المبكيات والذي ترفضه الشريعة بصراحة ، ويوجد هناك اخبار عن قضية الشلمغاني والحلاج وغير ذلك ، الائمة شنوا حربا شعواء ضد هذه المقولات وأمثال هذه المقولات.
واوضح اشكال يتوه عليهم هو انهم يعدون انفسهم ويظنون انهم أعلى من النبي والمعصومين ، إذن فهم اعلى من علي وسلمان وابو ذر وكل البشر فما معنى لتلبسهم الا لمجرد الدعاية لأنفسهم وجذب قلوب البسطاء اليهم وانا لله وانا اليه راجعون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
جزاكم الله خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 24-04-2017 الساعة 05:01 PM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:47 AM   #17

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
انا الان اقرأ الدعاء واذا انتهيت من اية فقرة فانتم قولوا يا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ .. وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاَْسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الاَْشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ .. اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ في المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ .. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَاَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَاَذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيـما سَاَلْتُ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً وَلا تَشْغَلْني بِالاِْهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ بما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَليَّ هَمّاً، واَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَاِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ.. يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَاَنْتَ قادِرٌ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.
اللهم صل على محمد وال محمد بافضل صلواتك واعظم تبريكاتك كافضل ما صليت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الله سبحانه وتعالى يريد لنا الخير جميعا، وهو خير ولا يريد الا الخير، والمعصومون خير ولا يريدون الا الخير ، والاسلام خير ولا يريد لنا الا الخير، والقران خير ولا يريد لنا الا الخير.
فما هو الخير في حدود المنطوق الذي نتكلم عنه وما هو الشر الذي يقابله؟
في حدود فهمي ان الخير هو طاعة الله عز وجل، لان فيها السعادة والكمال والنور في الدنيا والاخرة. والشر هو عصيان الله عز وجل وعصيان شريعته لانها تؤدي إلى الشقاء والتسافل والظلام والاضمحلال في الدنيا والاخرة.
ونحن نسمي ـ لاحظوا ـ ونحن نسمي كل شخص مطيع لله عز وجل بانه جيد وخيّر وانسان وطيب وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءت من طاعة الله جل جلاله ونسمي الشخص العاصي لله عز وجل خبيث وقاسي وليس بانسان وليس بجيد وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءته من عصيان الله سبحانه وتعالى واطاعة نفسه الامارة بالسوء وشيطانه الرجيم.
فان الله تعالى لم يامر بسوء ولم ينه عن خير وانما امر بالخير ونهى عن السوء. فيصبح الفرد المطيع نموذجا ممثلا لكل خير. ويصبح الفرد العاصي نموذجا ممثلا لكل سوء.كما قال تعالى ((ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)).
ومن هنا يمكن النظر إلى مستويين : مستوى المستحبات ومستوى المحرمات. اما على مستوى المستحبات فالمتوقع من كل مؤمن مخلص والمتوقع من اي فرد على الاطلاق ان يكون مؤمنا مخلصا، اي مخلصا لله عز وجل وليس لاحد سواه كائنا من كان على وجه الارض. إذن فالمتوقع من الجميع انه كما ينبغي لهم القيام بالواجبات والارتداع عن المحرمات كذلك ينبغي لهم القيام بالمستحبات والارتداع عن المكروهات حسب الامكان بطبيعة الحال.
الان اسألكم وانا اعتقد انتم عينة المجتمع بدليل تحملكم المصاعب لحضور صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وهذا هو يوم الجمعة وقبل قليل كانت ليلة الجمعة ،وليلة الجمعة اهم ليالي الاسبوع كما ان يوم الجمعة اهم ايامه بل هو يوم مقدس وعيد ديني كبير فتحه الله تعالى لاوليائه واهل طاعته وهو يعود بنعمة الله سبحانه وتعالى كل اسبوع بينما تعود الاعياد الاخرى كل سنة مرة.
فانا اسألكم كم منكم قرا في ليلة الجمعة هذه دعاء كميل ؟ انت ارجع إلى نفسك لتجد الجواب واضحا بينك وبين ربك فان كنت فعلت فاحمد الله على هذه النعمة كما قال تعالى ((الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)). وان كنت لم تفعل فاعلم انك محروم وغير مرحوم وان من فعل ذلك افضل منك واولى بالثواب وقدّمْ من الان الندامة الى الله عز وجل في الترك والتفريط فانما فرطت بنفسك وثواب اخرتك. والمؤمن في الجنة يقال له اذا كنت فعلت الفعل الفلاني من الطاعات واذا كنت مثلا قرأت دعاء كميل في ليلة الجمعة كان لك مثل هذا القصر او هذه المرتبة ولكنك لم تقرأ فُحِرمت منها او منهما واعطيناها لمن قرأها وفعلها. والله تعالى عادل لا تقصير في عمله وحكمه. فيندم المؤمن في ذلك الحين ويتحسر وهو في الجنة فذلك هو يوم الحسرة والندامة ، وكان يقول بعض اهل المعرفة : ان الحسرة والندامة للمؤمنين لا للفاسقين ولا للكافرين فان اولئك ليس لهم الوقت ولا الشعور بالحسرة من حيث انهم معاقبون بانواع العذاب.
هل صليت صلاة الليل هذه الليلة، قمت قبل الفجر وتهجدت الى الله سبحانه وتعالى ؟ ومنذ كم مدة لم تصل صلاة الليل ولعله طول عمرك لم تصل صلاة الليل ولم تعلم ما هي صلاة الليل وان كان انا اربأ بكم جميعا ان تكونوا على هذه الشاكلة. هل زرت الحسين في ليلة الجمعة هذه عن قرب او عن بعد ؟ فان ليلة الجمعة من مناسبات زيارته (عليه افضل الصلاة والسلام). هل اغتسلت قبل المجيء الى هنا غسل الجمعة او انت عازم على ان تغتسل غسل الجمعة بعد ان ترجع من صلاة الجمعة بناءً على فتواي من صحة ايقاع غسل الجمعة عصرا وان كان على خلاف المشهور انا اقول يجوز ايقاع غسل الجمعة عصرا ويجزي عن الوضوء ايضا ولو كان عصرا .
فالمهم ان الفرد المؤمن يحاسب نفسه على الواجبات والمستحبات وعلى المحرمات والمكروهات فان وجد طاعة حمد الله عليها وان وجد عصيانا استغفر الله منه، وان وجد تقصيرا شحذ الهمة لتلافيه وعدم تكراره في المستقبل. فان الله وطاعة الله موجودة في كل زمان ومكان وفي كل نفس وفي كل نظرة وفي كل خطرة وفي كل كلمة وفي كل علاقة عائلية أو اجتماعية إلى غير ذلك. وما من واقعة صغيرة ولا كبيرة الا ولها حكم وحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة (صلى الله عليه واله).
هذا لو نظرنا الى المستحبات. واما إذا نظرنا إلى الواجبات والمحرمات فالذي افهمه منكم انه ليس احد منكم لا يصلي او لا يصوم او لا يخمس او لا يزكي او لا يقلد والا لما حضرتم الى صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وشعرتم باهمية نصرة المذهب والدين جزاكم الله خير جزاء المحسنين. ولكن تبقى – فد خردوات - لا بد من الالتفات اليها.
اسأل نفسك بينك وبين الله عن بعض المحرمات المحتملة وبعض الواجبات المتروكة هل قمت لصلاة الصبح هذا اليوم ؟وكم هي النسبة التي تصلي بها صلاة الصبح في وقتها أو انك تنام باستمرار عنها ؟ ومن ينام عن صلاة الصبح بطبيعة الحال ينام عن صلاة الليل بطريق اولى ولا يقرأ دعاء الصباح ولا القرآن ولا التضرع والخشوع خلال الفجر بطبيعة الحال فيفوته الفضل كله وليس له بديل الا النوم وهل يصلح النوم ان يكون بديلا عن طاعة الله والخشوع لله وذكر الله والقيام بالواجبات والمستحبات ؟! - عيب هالحجاية الدنيوية السافلة المتدنية - فيكون النوم سيفا من سيوف الشيطان يضرب به الشيطان المؤمنين ويذهب عليهم اخرتهم وفضيلة اعمالهم.
اسأل نفسك كم كذبة تكذب في اليوم ؟ او ان ديدنك وعادتك على الكذب والعياذ بالله او ان عادتك والتزامك على الصدق والحمد لله. وما هي النسبة بين صدقك وكذبك في حياتك ؟ فان وجدت الطاعة والصدق فاحمد الله على حسن هدايته لدينه والتوفيق لما دعا اليه من سبيله. وان وجدت المعصية والذنب والعيوب فبادر إلى التوبة فان التوبة غير قابلة للتأجيل بل واجبة فورا دائما. لان تاجيلها يعني احتمال ان لا تحصل ابدا اما بحصول الموت فلربما الانسان يموت في اي نفس وفي اي يوم وفي اي ليلة وهو ممكن دائما واما بحصول الغفلة أو ان يكون الفرد من التدني وقسوة القلب بحيث لا يكون مستحقا للتوفيق للتوبة.
والفرصة للطاعة موجودة دائما والفرصة للتوبة وباب التوبة مفتوح دائما مادام النفس موجودا فان كنت متدينا فامش في طريق الكمال والله تعالى سريع الرضا واسع الرحمة منان بالعطيات على اهل مملكته، والمهم انك تبادر إلى شحذ الهمة ومعاودة الاخلاص لطاعة الله سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
والضحى * والليل اذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى * وللاخرة خير لك من الاولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * الم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فاغنى * فاما اليتيم فلا تقهر * واما السائل فلا تنهر * واما بنعمة ربك فحدث *
صدق الله العلي العظيم
الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّها ماعَلِمْنا مِنْها وَما لانَعْلَمُ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمِ الكَبِيرِ الاَكْبَرِ الَّذِي مَنْ دَعاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ وَمَنْ سَأَلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ وَمَنْ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ وَمَنْ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ وَمَنْ اسْتَعانَكَ بِهِ أَعَنْتَهُ وَمَنْ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ وَمَنْ اسْتَغاثَكَ بِهِ أَغَثْتَهُ وَمَنْ اسْتَرْحَمَكَ بِهِ رَحِمْتَهُ وَمَنْ اسْتَجارَكَ بِهِ أَجَرْتَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ بِهِ كَفَيْتَهُ وَمَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصَمْتَهُ وَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ أَنْقَذْتَهُ وَمَنِ اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ لَهُ وَمَنْ أَمَّلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ، الَّذِي اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِيّاً وَنُوحاً نَجِيّاً وَإِبْراهِيمَ خَلِيلاً وَمُوسى كَلِيماً وَعِيسى رُوحاً وَمُحَمَّداً حَبِيباً وَعَلِيّاً وَصِيّاً صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ؛ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي وَتَعْفُوَ عَمّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالآخِرةِ يامُفَرِّجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ وَياغِياثَ المَلْهُوفِينَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ يارَبَّ العالَمِينَ وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين الابرار الطاهرين.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
انا في الجمعة السابقة ذكرت فئتين أو طبقتين في المجتمع وانتقدتهم بشدة والانتقادات صحيحة لا اتنازل عنها وما خفي عليك اكثر.
كما انني اتكلم هنا من زاوية قوة لانني لا اطمع بهم ولا باحدهم ولا اخاف منهم ولا اريد اعتذارهم وانما التوبة امام الله سبحانه وتعالى وليس امام سواه كائنا من كان في الارض والسماء الا رب العالمين. وانما اتوخى في ذلك ـ اعطيهم تذكرة التوبة لله سبحانه وتعالى ـ عدة امور اهمها: المصلحة العامة لانهم إذا تابوا تنحسر مظالمهم ونُكفى شرورهم وتزول عن هذا المجتمع المؤمن مصاعبهم، وهي فائدة عظيمة دينية ودنيوية جيدة نتمناها لهم وللمجتمع ايضا. ومنها : انها لمصلحتهم في الدنيا والاخرة - الهم زين حبيبي ، انا امرك بالمعروف وانهاك عن المنكر لمصلحتي او لمصلحتك؟! سبحان الله ـ اما الاخرة فالعقاب العظيم والبلاء الاليم إذا استمروا على طريقتهم هذه سواء السدنة أو السالكين - ماكو فرق - اما دنيويا فلان انتظار الظهور (انتظار الفرج الحقيقي) عجل الله فرج المهدي (سلام الله عليه)، انتظار الفرج صحيح صباحا ومساءً - اذا هاليوم ، باجر، بعد شهر، بعد سنة - ظهر فسوف يستاصلهم عن جديد الارض ولا يغفر لهم توبة ابدا ينسد باب التوبة عند ظهوره. اذن يبادرون لحساب انفسهم ويصفون اعمالهم الجيد من غير الجيد حبيبي لهم جيد ويبيض وجههم امام الله سبحانه وتعالى. مضافا الى انهم اذا يريدون فائدة دنيوية من الجهة الدينية وان كان هذا عمل شرك لكنه اذا كانوا يريدون ذلك، فالتوبة تجعل حسن الظن بهم وحسن السمعة بهم في المجتمع وفي الحوزة وبين المؤمنين بطبيعة الحال.
وانا جربت هذا الاسبوع نحن عشناه فيما بينهم فكل من حصل منه رد فعل معادي فقد برهن على صدق التهمة بالنسبة اليه.
لكن انا رأيت جماعة منهم مرتاحين كأن الكلام ليس معهم. لانه يعلم هو ليس هكذا اذن لماذا يحمل هما، السيد محمد الصدر ما سبّه ولا تكلم عليه انما تكلم على غيره الذي هو (مو خوش آدمي). الذي يقول انه سيد محمد الصدر ما تكلم جيدا اذن هو غير جيد.
فلا ينبغي ان يكون رد الفعل معاديا - لاحظوا - شأنهم في ذلك شأن مشركي قريش حينما حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) او المسلمين حين ارادوا هدايتهم ورعايتهم وارادوا الخير لهم في الدنيا والاخرة. نحن لا نريد والله تعالى لا يريد طبعا والدين ايضا لا يريد ان يكون لهؤلاء سواء السدنة أو السالكين لهم اسوة بمشركي قريش الذين حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وانما المتوقع منهم جميعهم اياً كانوا ان تكون لهم اسوة بمشركي قريش الذي اسلموا واهتدوا ورجعوا إلى الصواب وحسن اسلامهم.
فمن يقول للفاسق انت فاسق وللخاطىء انت خاطىء وللمنحرف انت منحرف انما ذاك ليس لمصلحة المتكلم والا لو كان كذلك لشتمه وسبه وغلط عليه ليس انه ينبهه من نومة الغافلين وافعال المجرمين وانما يريد بذلك تنبيهه وهدايته حتى ان الإمام الحسين عليه السلام وعظ المعسكر المعادي له بمختلف انواع المواعظ ليس للنجاة منهم وهو يعلم انهم قاتلوه وانما لاقامة الحجة عليهم. وقد اثرت هذه المواعظ في البعض القليل جدا منهم وهو الحر (سلام الله عليه) ولربما مع ابنه وخادمه كما في بعض الروايات. ليس هذا فقط بل الحسين عليه السلام بكى على حال اعدائه من حيث انهم سيقومون بمثل هذه الجريمة الشنعاء التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية وربما في تاريخ الكرة الارضية ويتحمسون ويخلصون للظالم وللدنيا وللمتاع الرخيص ويذرون رحمة الله وتعاليم الله وثواب الله تعالى وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون ان هذه حال مبكية ومزرية حقا.
فليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مظهرا من مظاهر الشتم والعداء لاي واحد من المجتمع، بل هي حب له وشفقة عليه وفي مصلحته صرفا ومحضا.
وباب الله مفتوح دائما ورحمته متوفرة دائما وباب التوبة مفتوح دائما وباب الحوزة مفتوح دائما وباب السيد محمد الصدر مفتوح دائما، ما دمت انا في الحياة وفي المسؤولية. ومادام الإنسان (اي المكلف) في الحياة ونفسه يصعد وينزل فباب التوبة مفتوح امامه وليس عليه الا ان يلتفت الى نفسه وماله ويحاسب نفسه ويثمن اعماله ويسمع ويصغي إلى من امره بالمعروف ونهاه عن المنكر.
فانا من هنا ادعو كلتا الطائفتين الى التوبة وقد لا تكون التوبة سهلة والتوبة ليس معناها العلاقة مع السيد محمد الصدر وان كان هذا هو الاقرب الى نفسي الامارة بالسوء لكنه عقلي لا يريدها. اطيعوا الله فقط اطيعوا الله فقط، اي واحد على وجه الارض يطيع الله فقط.
فاذا بدل السدنة والخدمة تصرفاتهم الخارجة عن تعاليم الدين والتزموا بشريعة سيد المرسلين بالدقة والوضوح وليس بالخديعة والمكر فهذا يكفي جدا لاجل ان يكونوا هم الجيل الامثل والافضل للسدنة والخدمة من اجيالهم السابقة، لا انهم يقولون (( اننا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون ، أو لو كان اباؤهم في ضلال مبين)).
وليست توبتهم سهلة فان مثالهم في ذلك مثال من كانت كل امواله وافعاله حراما كبائع الخمر أو المغني أو المحترف السرقة واضرابهم. وكيف يحلل مثل هذا الإنسان ماله وافعاله لانها كلها سرقة من اموال المعصومين واولاد المعصومين والمساجد المقدسة.
وهناك قصة بسيطة : انه مر على عيسى بن مريم (على نبينا وعليه السلام) رجل فقال له اجعلني من اصحابك. فاجابه: اخرج من مالك واتبعني، فاسف لذلك (تأذى وراح)، لانه كان رجلا ثريا متمولا ولا يريد ان يخرج من ماله وان كان فيه صلاح آخرته واتباع نبيه واتباع شريعته واغلب الناس هكذا ما دام هذا السرطان هنا موجود منتهين منه، هو منتهي حبيبي.
وكذلك اهل السلوك ان بدلوا سلوكهم واقوالهم وافعالهم، واقبلوا إلى الطريق الصحيح فاهلا بهم وسهلا ولكن بشرط ان يقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على ذلك وليس مجرد الكلام والمواعيد : نعم سيدنا انا راح اصير بهذا الشكل وبطلت. اتخدعني ؟! لا، انما تستطيع ان تخدع الله! وحاشا الله المطلع على السرائر والقلوب والظواهر والبواطن والخواص والعوام، سبحان الله ! والا فانا واياهم على طرفي نقيض اقولها من هنا :
اولا: يجب عليهم جميعا ان يتركوا تسليك الاخرين تسليكا كاملا سواء ممن كان في طريق السلوك او الذي لم يسلك بعد، فان الله تعالى ارحم بكل الناس وبهؤلاء من هؤلاء الشيوخ جميعا.
ثانيا: ان يتركوا التعرض للامور الباطنية والعرفانية في كل احاديثهم اطلاقا سواءً في خطبة او في مجتمع او امام افراد عائلته او اي شيء، ويكتموا باطنهم كتمانا تاما الا عن الله سبحانه وتعالى.
ثالثا: ان يمحصوا عقائدهم ويعيدوا النظر فيها فما كان منها حقا اخذوا به وما كان منها باطلا نبذوه. والباطل ـ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ـ، الحمد لله الباطل كثير عندهم، عدد معتد به من عقائدهم مع شديد الاسف.
رابعا: ان يعلنوا ترك هذا الطريق الشائك الباطل ويقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على تركه وعندئذ سوف اقبلهم والحوزة سوف تقبلهم وكل من فعل ذلك فجزاه الله خيرا ويبقى حسابه على الله وليس على سيد محمد الصدر ، والله تعالى ((يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)) وكذلك في اية اخرى ((ويعفو عن كثير)).
فالتفتوا انتم السالكون وانتم السدنة والخدمة الى مصالحكم الاخروية والى مصلحة المجتمع الدينية الحقيقية ولا تاخذكم في الله لومة لائم ولا تقدموا حب الدنيا على حب الاخرة، وحب العاجل على حب الاجل، وحب الشهرة والمال والسيطرة التي اعمت ابصار الملايين ودفعتهم لقمة سائغة إلى الشيطان والى جهنم وبئس المصير. وانا اجلكم عن ذلك عن هذا الضلال وانتم تعيشون قرب امير المؤمنين وفي ارض النجف الاشرف وفي ارض الكوفة المقدسة وقرب تعاليم دينكم الحنيف في الحوزة الشريفة. انا وكذلك الله تعالى ورسوله والمعصومون نريد منكم ان تكونوا اول المتعظين واول المطيعين وخير المطبقين لتعاليم سيد المرسلين جزاكم الله خير جزاء المحسنين.
بسم الله الرحم الرحيم
الم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا * فاذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب * صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 24-04-2017 الساعة 02:42 PM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:48 AM   #18

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة الثامنة عشر 20 جمادي الثاني 1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين وصلى الله على خير خلقه محمد النبي الكريم وعلى اله الطيبين الطاهرين.
إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً وَإِلى الخَطِيئَةِ مُبادِرَةً وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً، تَسْلُكُ بِي مَسالِكِ المَهالِكِ وَتَجْعَلُنِي عِنْدَكَ أَهْوَنَ هالِكٍ كَثِيرَةَ العِلَلِ طَوِيلَةَ الاَملِ إنْ مَسَّها الشَرُّ تَجْزَعُ وَإنْ مَسَّها الخَيْرُ تَمْنَعُ مَيَّالَةً إِلى اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ مَمْلُوَّءة‌ بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهْوِ تُسْرِعُ بِي إِلى الحَوْبَةِ وَتُسَوِّفُنِي بِالتَّوْبَةِ، إِلهِي أَشْكُو إِلَيْكَ عَدُوَّا يُضِلُّنِي وَشَيْطانا يُغْوِينِي قَدْ مَلأَ بالوِسْواسِ صَدْرِي وَأَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبِي، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى وَيُزَيِّنُ لِي حُبَّ الدُّنْيا وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّاعَةِ وَالزُّلْفى، إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو قَلْباً قاسِياً مَعَ الوَسْواسِ مُتَقَلَّباً وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً، وَعَيْناً عَنْ البُكاءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً وَإِلى ما يَسُرُّها طامِحَةً، إِلهِي لا حَوْلَ لِي وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِقُدْرَتِكَ وَلا نَجاةَ لِي مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا إِلاّ بِعِصْمَتِكَ؛ فأَسْأَلُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ وَنَفاذِ مَشِيَّتِكَ أَنْ لا تَجْعَلَنِي لِغَيْرِ جُودِكَ مُتَعَرِّضا ولا تُصَيِّرَنِي لِلْفِتَنِ غَرَضا، وَكُنْ لِي عَلى الأَعْداءِ ناصِراً وَعَلى المَخازِي وَالعُيُوبِ ساتِراً وَمِنَ البَلاءِ وَاقِياً وَعَنْ المعاصِي عاصِماً بِرأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
لبيك ربي وسعديك وسبحانك اللهم صل على محمد وال محمد وبارك على محمد وال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد. صلوا على محمد وال محمد.
اللهم ارحم محمدا وال محمد كما رحمت ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اللهم سلم على محمد وال محمد كما سلمت على نوح في العالمين اللهم امنن على محمد وال محمد كما مننت على موسى وهارون صلوا على محمد وال محمد.
اللهم صل على محمد وال محمد كما شرفتنا به اللهم صل على محمد وال محمد كما هديتنا به اللهم صل على محمد وال محمد وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون صلوا على محمد وال محمد
على محمد واله السلام كلما طلعت شمس او غربت على محمد واله السلام كلما طرفت عين او برقت على محمد واله السلام كلما ذكر السلام على محمد واله السلام كلما سبح الله ملك او قدسه السلام على محمد واله في الاولين والسلام على محمد واله في الاخرين والسلام على محمد واله في الدنيا والاخرة. صلوا على محمد وال محمد.
تكلمنا في الخطبة الاولى من الجمعة السابقة عن ان الفرد ينبغي ان يحاسب نفسه وينظر الى اعماله واقواله فان وجد الطاعة حمد الله عليها وان وجد المعصية او التقصير استغفر الله تعالى منه.
فالان ايضا اقول : اسأل نفسك هل انت تعادي بعض المؤمنين الذين ثبت اخلاصهم لله عز وجل وتنتقده وتستغيبه وتقاطعه، ام لا ؟ فان كنت كذلك فاعلم ان هذا ليس لصالح الطرفين ولا لصالح المجتمع ولا لصالح الدين ككل.
اما بالنسبة إلى الطرفين الذين هما انت وصاحبك فاعلم انه وان نال هو منك البلاء الدنيوي بشتمه والاعراض عنه ومقاطعته الا انه هو سيحصل على الثواب الاخروي، وانت ستحصل على العقاب الاخروي وتكون في ذلك شأن يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب حين صار سببا لمزيد الثواب للحسين (عليه السلام) واصحابه واهل بيته (عليهم السلام). فانه يكون مسؤولا امام الله تعالى ومعاقبا باشد العقاب، فلعلك تنال من العقاب ما يشبه ذلك وكلما كان صاحبك اكثر اخلاصا وايمانا كان عقابك اكثر واشد الما.
واما بالنسبة الى مصلحة المجتمع والدين، فاعلم انه لا يستفيد من ذلك الا الاعداء المتربصون في خارج الحدود وفي داخل الحدود وبشكل كامل ومركز وبمختلف الاساليب والشعارات.
يكفي ان يحصل من ذلك احد امرين او كلا الامرين:
الامر الاول: قلة الفائدة الدينية والمصلحة العامة لوضوح انكما او اي فردين في الواقع لو كنتما متكاتفين ومتعاضدين لاستطعتما ان تنفعا المجتمع اكثر بقليل او بكثير، فالتنافر والتناحر يورث قلة الاعمال الصالحة وقلة المصلحة العامة وقلة رضاء الله عز وجل.
الامر الثاني : ما يمكن ان يحصل من التنافر والتناحر من امور مزعجة ومضاعفات مخزية ويكفي ان نتصور او نتخيل ما يعمله البعض، لاحظوا هذه قصة موجودة وموجودة ايضا ومطبقة عند عدد من الناس: انهم يضعون ديكين يتصارعان والحاضرون يضحكون ويستانسون فسوف يكون هذا الضحك في محل كلامنا، يرون ان المؤمنين كالديكين يتصارعان حتى يسقطان ويكون هذا الضحك من قبل الاخرين في مصلحة الشيطان وضد مصلحة الرحمن كما قالوا في الحكمة: (اتفقوا على باطلهم وتفرقتم عن حقكم).
مضافا الى انك ينبغي ان تسأل نفسك عما اذا كان الحق معك وليس معه كما انت ترى لنفسك ان الحق معك وليس معه مع انك قد تكون مخطئا. والخطأ على مثل هذه المستويات قد يسبب كارثة او جريمة ضد المصلحة الخاصة والعامة معا. فقد يكون الحق معه وليس معك وهذا هو مقتضى كونه مؤمنا مخلصا صالحا كما هو المفروض. فلماذا لا يكون هو الى جنب الحق وانت تكون الى جنب الباطل والعياذ بالله ؟ المهم ان ماذا ؟ ان تلاحظ نفسك في مثل ذلك في علاقاتك العامة. فتكون قد ناقشت الرحمن بدل ان تناقشه وليس ان تناقش الشيطان. وبتعبير آخر تكون قد مثلت طرف الشيطان وانت تريد ان تمثل طرف الرحمن.
وهذا المعنى شامل لكل قضايا المجتمع على الاطلاق ولكل الطبقات حتى القضايا الحوزوية بطبيعة الحال، بل لعل القضايا الحوزوية اكثرها اهمية وصعوبة سواء في ذلك الافكار التي تدعم السيد محمد الصدر او التي تدعم الاخرين.
وعلى اي حال فانت كمؤمن ومتورع ولا تريد ان تكون خاطئا في رايك ومنحرفا في عقيدتك والعياذ بالله، يجب عليك ان تحتاط في كلامك فانه كما قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)) وكذلك ((اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد)). ورقابة الله سبحانه اهم رقابة وهو اسمع السامعين وابصر الناظرين واشد المعاقبين.
ومعنى الاحتياط هنا : ـ اليس تحتاط في علاقاتك يعني ماذا ؟ ـ هو ان تتاكد من قولك قبل ان تلفظه، ومن فعلك قبل القيام به وانجازه. بحيث يكون لديك قناعة كاملة بانتسابه إلى الدين والى رضا رب العالمين ورضا السادة المعصومين (سلام الله عليهم اجمعين). لا اننا نناقش بالاحتمالات والاشاعات فتكون قد قلت زورا بدل ان تقول حقا، وتكون قد طعنت بالحق بدلا عن الطعن بالباطل ولو احتمالا. فعليك التاكد مائة بالمائة من هذه النواحي فان استغلال الاعداء موجود والصيد بالماء العكر موجود وضعاف النفوس كثيرون. وانا اريد والله تعالى يريد والمعصومون يريدون ان يكون كل المؤمنين اهل نفوس قوية واراء جلية وقلوب نقية وافعال دقية ورضية. لا انهم يلقون انفسهم بالظن والتهمة فيكونون قد بداوا بظلم انفسهم قبل ظلم نفوس الاخرين.
فالمهم فيما ليس لك فيه قناعة حقيقة ان تسكت ولا تشارك فيما يحتمل ان يكون باطلا او ضلالا والعياذ بالله. والا فقد يقال لك كما قيل لغيرك وهو بيت الشعر الذي قاله الشاعر:
اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة .... او كنت تدري فالمصيبة اعظم
وان وجدت من المصلحة او من الضروري ان تشارك او ان تتكلم او ان تتصرف فليكن كلامك كلام المتورعين وتصرفاتك تصرفات المؤمنين. واذا كنت شاكا فعليك بالسؤال من اهل الفضل والفهم والعلم من الحوزة وغيرها.
والعمدة هنا ـ لاحظوا انا قلت انه تسأل من اهل الفضل والعلم ـ في الحقيقة اهل الفضل والعلم غير كافٍ، بل المهم هو العلم والاخلاص. فاسأل العالم المخلص وهو من تطمئن الى دينه مضافا الى انك تطمئن الى علمه ولا تقتصر على واحد في السؤال بل عليك ان تجمع القرائن والدلائل ووجهات النظر من امثال هذه الطبقة الطيبة من الناس، حتى اذا ما حصل لك الاطمئنان والقناعة برأي معين مرضي لله عز وجل ولرسوله ولأمير المؤمنين فعليك عندئذ ان تتصرف بحكمة وبما تعرف من المصلحة الدينية فليس كل حق يقال وليس كل باطل ينتقد -ظاهرا يعني - بل كل ذلك حسب المصلحة وان كان كذلك في القلب بيننا وبين الله سبحانه وتعالى الا ان بيانه يحتاج الى تشخيص المصلحة وهذا صعب على عامة الناس الا انني اوصيهم بالاحتياط من هذه الجهة ليحصلوا على رضا الله تعالى ويحصلوا على مصلحتهم الخاصة في الاخرة ومصلحتهم الدينية في الدنيا ولا يكونوا من المفسدين والعياذ بالله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد*
الجمعة الثامنة عشر 20 جمادي الثاني 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ان كنت قد عصيتك فاني قد اطعتك في الايمان مني بك منّا منك علي لا منا مني عليك. واطعتك في احب الاشياء اليك لم اتخذ لك ولدا ولم ادع لك شريكا. وقد عصيتك في اشياء كثيرة على غير وجه المكابرة ولا الخروج عن عبوديتك ولا الجحود لربوبيتك ولكن اتبعت هواي وازلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي وان تعف وترحمني فبجودك وكرمك يا كريم. اللهم ان ذنوبي لم يبق لها الا رجاء عفوك وقد قدمت الة الحرمان فانا اسألك اللهم بما لا استوجبه واطلب منك ما لا استحقه. اللهم ان تعذبني فبذنوبي ولم تظلمني شيئا وان تغفر لي فخير راحم انت يا سيدي. اللهم انت انت وانا انا. انت العواد بالمغفرة وانا العواد بالذنوب. وانت المتفضل بالحلم وانا العواد بالجهل. اللهم فاني اسألك يا كنز الضعفاء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا مميت الاحياء يا محيي الموتى انت الله لا اله الا انت. انت الذي سجد لك شعاع الشمس ودوي الماء وحفيف الشجر ونور القمر وظلمة الليل وضوء النهار وخفقان الطير. فاسألك اللهم يا عظيم بحقك على محمد واله الصادقين وبحق محمد واله الصادقين عليك وبحقك على علي وبحق علي عليك وبحقك على فاطمة وبحق فاطمة عليك وبحقك على الحسن وبحق الحسن عليك وبحقك على الحسين وبحق الحسين عليك. فان حقوقهم عليك من افضل انعامك عليهم وبالشأن الذي لك عندهم وبالشأن الذي لهم عندك.
صل عليهم يا رب صلاة دائمة منتهى رضاك واغفر لي بهم الذنوب التي بيني وبينك وارض عني خلقك واتمم علي نعمتك كما اتممتها على ابائي من قبل ولا تجعل لاحد من المخلوقين علي فيها امتنانا وامنن علي كما مننت على ابائي من قبل.
اللهم صل على علي امير المؤمنين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على فاطمة بنت نبيك محمد عليه واله السلام والعن من آذى نبيك فيها. اللهم صل على الحسن والحسين امامي المسلمين ووال من والاهما وعاد من عاداهما وضاعف العذاب على من شرك في دمائهما. اللهم صل على علي بن الحسين امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على محمد بن علي امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على جعفر بن محمد امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على موسى بن جعفر امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على علي بن موسى امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على محمد بن علي امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على علي بن محمد امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على الحسن بن علي امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على الخلف من بعده امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وعجل فرجه. اللهم صل على ذرية نبيك. اللهم اخلف نبيك في اهل بيته. اللهم مكن لهم في الارض. اللهم اجعلنا من عددهم ومددهم وانصارهم على الحق في السر والعلانية.
اتقو الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الان اسال نفسك هل انت تصافي اعداء الدين وتجاملهم وتصادقهم وتعمل باعمالهم او ببعض اعمالهم مع علمك بحالهم ومقالهم واهدافهم ؟ وهل يكون عندك تجاههم ما يسمى باقل الايمان وهو الاستنكار القلبي ؟ وقد قلت في بعض مؤلفاتي ان هذا الاستنكار القلبي ملازم مع الايمان لا ينفك عنه لان الفرد الذي لا يجد الاسف في نفـسه ليـس بمؤمن اطلاقا، بل هو مثل صاحبه في الانحراف والفساد ويكون مشمولا لمثل قولهم (عليهم السلام): (الراضي بفعل قوم كفاعله) وقولهم: (الله يحشره مع من احب). واذا وجدت عيبا او حراما او فعلا حراما ولم تستنكر قلبيا، فمعنى ذلك انك تحبه وتحب ان تكون مثله فيكون هذا هو العيب الرئيسي لك امام الله سبحانه وتعالى.
مع الالتفات الى ان الاستنكار القلبي خال من التقية لانه لا يعلم به احد الا الله سبحانه وتعالى بخلاف الاستنكار باليد واللسان فانه تابع للظروف فقد يكون محكوما بحكم التقية وقد ورد التقية (ديني ودين آبائي) وورد (لا دين لمن لا تقية له) غير ان الافعال القلبية الخفية خارجة عن حكم التقية كالصوم فانه يمكن الا يعلم به الا الله سبحانه وتعالى فيخلوا من الرياء ومن هنا ورد في الحديث القدسي ( الصوم لي وانا أجزي به) او (اُجزى به).
وكذلك الافعال القلبية الاخرى من الطاعات والمعاصي كلها لا يكون فيها بيان واعلان الا اذا اراد صاحبها الاعلان عنها كالصبر والتوكل والذكر والخشوع وكذلك المعاصي القلبية والعياذ بالله كالاعتراض والشك والوسوسة وسوء الظن بالله او سوء الظن بالمؤمنين وغير ذلك ونعوذ بالله من كل زلل.
فالمهم ان يشعر الفرد المؤمن قلبيا بالمباينة والمفارقة بين اهل الايمان واهل النفاق، أو قل بينه وبين المنافقين، فنحن قوم وهم قوم ايا كانت جهة النفاق هذه وهي عديدة كما نعلم وتعلمون. فقد نكون معا متعاشرين معهم في مجتمع واحد او احيانا في اسرة واحدة او سوق واحد او مصلحة واحدة او دائرة او مستشفى او مدرسة ونحو ذلك ونعاملهم ونجاملهم ولكن هم قوم ونحن قوم عند الله عز وجل ،لا حشرنا الله معهم كما ورد (كن فيهم ولا تكن منهم) لاننا لا نعتقد باعتقادهم ولا نستهدف هدفهم ولا نقول بقولهم ولا نعمل بعملهم كائنا من كانوا على وجه الكرة الارضية. فنجد الكثيرين جدا ممن لا مانع لديه من عمل المحرمات العامة والخاصة، فهو يكذب ويستغيب ويؤذي المؤمنين وآخر يشرب الخمر ويتعامل بالربا وآخر يزني ويلوط وكثيرون جدا هم الذين يعتبرون سلوتهم التلفزيون بما فيه من اغاني محرمة وصور خلاعية ومسلسلات اجنبية لم توضع ولم تؤسس اصلا الا لاخراج الناس عن ورعهم وعفتهم ودينهم.
وليتهم حينما يملكون جهاز التلفزيون ان يستعملوه بالحلال فلا يغضبوا الله سبحانه وتعالى لكانوا احسن صنعا نسبيا، ولكن لذة النفس الامارة بالسوء انما هي بالعصيان والطغيان والتمرد امام الله سبحانه وتعالى وتجد في ذلك لذة ونشوة، كما قال الشاعر الفاجر
رمضان ولى هاتها يا ساقي .... مشتاقة تسعى الى مشتاق
وهي الخمر قبحها الله ولعن كل شاربيها على وجه الارض كائنا من كانوا ، او قول الشاعر :
(هيا نعصي جبار السماوات) والعياذ بالله للذة نفسه الامارة بالسوء هذا السرطان الذي لا يمكن قتله الا باذن الله الا من رحم الله وعصم الله.
فهو (هذا الشاعر وكل من يكون امثاله) يعترف بوجود الله ويعترف بعقابه ولكنه يجد للعصيان لذة لا تقاوم فيلقي نفسه على المحرمات ويكثر منها مع ان هذه اللذة هي الامتحان الالهي الكبير الذي يجب تجنبه والخلاص منه مهما كان صعبا كما قال الشاعر :
يا لها لذة آن ان حلت .... تجلب الذل لهم والعطبا
اعيد البيت :
يا لها لذة آن ان حلت .... تجلب الذل لهم والعطبا
اي في الدنيا والاخرة معا.
يكفي في ذلك انها تورط الفرد في الدنيا والاخرة، واوضح مثال على اللذة المحرمة: لذة السكر بشرب الخمر، فانها لذة لا تقاوم مع وجود الادمان، مع ان حرمة شرب الخمر من ضروريات الدين ونص رب العالمين في القرآن الكريم.
ومع ذلك، سبحان الله .. في المجتمع المسلم نجد كثير من الحانات وبيوت الخمر منتشرة في كثير من بلدان العراق وغير العراق، وهذا من الخزي على المجتمع المسلم والمؤمن بطبيعة الحـال. فنطالب من هنا باغلاقها جميعا عن بكرة ابيها ولا يبقى لها باقية.
اذن فجملة من اللذائذ يجب الاجتناب عنها وهي محرمة وممنوعة والا لا يمكن ان يكون الفرد مؤمنا ولا متورعا اصلا كما هو واضح جدا.
الخطوة الاخرى: ان الإنسان إذا كان مؤمنا ومتورعا لحقته تعاليم اخرى وتمارين اخرى تصعد به في درجات الكمال من حيث ان كل لذة دنيوية، وان كانت مباحة تكون مرجوحة في درجات الايمان العليا، ومنه يقول في الدعاء: (اللهم اني اتوب اليك من كل لذة بغير ذكرك)، لانني حينما تلذذت بهذه اللذة نسيت ذكر الله سبحانه وتعالى وانشغلت باللذة نفسها ونسيت ان الشعور باللذة اساسا من خالقها ؟ ومن جالبها ؟ ومن الذي ركبه بي ؟ جل جلاله انما هو من نعم الله سبحانه وتعالى. فلم اذكر ذلك ولم اشكر على ذلك فخاب عملي في ذلك الحال وهي اوقات كثيرة تمر على الانسان على ذلك بل لعل كل حياته على ذلك كما يقول في القرآن الكريم ((وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون)).
بقي ان اشير باختصار إلى مطلب اخر وهي : ان الاخبار تصل عن حصول المنع عن عدد من صلوات الجمعة في بعض البلدان. وهذا من المؤسف ان يحصل ، بعد ان ثبت بالتجربة والعيان:
اولا : انها لا ربط لها بالسياسة اصلا، وانما المراد بها فقط تربية المجتمع وانشاء الافراد الصالحين وتكثير الطاعات والصالحات وتقليل المآثم والعصيان ونشر جو من الاخوة والتكافل بين افراد المجتمع .
ثانيا: ثبت بالتجربة والعيان انها عز للدين وللمجتمع امام كل الاعداء ويحصل بها أيضاً التماثل في التصرف بين مختلف المذاهب الاسلامية، هم يصلون ونحن نصلي . وليس من المعقول ان تمنع بعض صلوات الجمعة من فئة أو مذهب ولا تمنع من فئة أو مذهب اخر ، مع اننا جميعا نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، ونقدس القبلة والقران الكريم. فالرجاء غض النظر عن اقامة صلوات الجمعة في اي مكان كان.
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا *
صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 25-04-2017 الساعة 01:07 PM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:48 AM   #19

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة التاسعة عشر
27 ربيع الثاني 1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
انا سوف اقرأ الدعاء طبعا وكلما انتهيت من فقرة فالرجاء ان تقولوا (لا اله الا الله).
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
رَبِّ أَدْخِلْنِي فِي لُجُّةِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ وَقَوِّنِي بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَفِي وَجْهي لَمَعاتُ بَرْقِ القُرْبِ مِنْ آثارِ رحِمانيَتِكَ مَهِيباً بِهَيْبَتِكَ عَزِيزاً بِعِنايَتِكَ مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْلِيمِكَ وَتَزْكِيَـتِكَ، وَأَلْبِسْنِي خِلَعَ العِزَّةِ وَالقَبُولِ وَسَهِّلْ لِي مَناهِجَ الوُصْلَةِ وَالوُصُولِ وَتَوِّجْنِي بِتاجِ الكَرامَةِ وَالوَقارِ وَأَلِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَ أحِبَّائِكَ فِي دارِ الدُّنْيا وَدارِ القَرارِ وَارْزُقْنِي مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِيَ القُلُوبُ وَالأَرْواحُ وَتَخْضَعُ لَدَيَّ النُّفُوسُ وَالأشْباحُ، يامَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ أَعْناقُ الاكاسِرَةِ لامَلْجَأً وَلامَنْجاً مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ وَلا إعانَةَ إِلاّ بِكَ وَلا اتِّكاءَ إِلاّ عَلَيْكَ، إدْفَعْ عَنِّي كَيْدَ الحاسِدِينَ وَظُلُماتِ شَرِّ المُعانِدينَ وَارْحَمْنِي تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِكَ يا أكْرَمَ الاكْرَمِينَ.
أَيِّدْ ظاهِري فِي تَحْصِيلِ مَراضِيكَ وَنَوِّرْ قَلْبِي وَسِرِّي بِالاطِّلاعِ عَلى مَناهِجِ مَساعِيكَ، إلهِي كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ وَقَدْ وَرَدْتُهُ عَلى ثِقَةٍ بِكَ ؟ وَكَيْفَ تُؤْيِسُنِي مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَني بِدُعائِكَ ؟ وَها أَنا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ مُلْتَجِيٌء إِلَيْكَ باعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ أعْدائِي كَما باعَدْتَ بَيْنَ أعْدائِي، إخْتَطِفْ أَبْصارَهُمْ عَنِّي بِنُورِ قُدْسِكَ وَجَلالِ مَجْدِكَ إنَّكَ أَنْتَ الله المُعْطِي جَلائِلَ النِّعَمِ المُكَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاكَ بِلَطائِفِ رَحْمَتِكَ، ياحَيُّ ياقَيُّومُ ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا وَنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجْمَعينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
وقع في يدي قبل ايام، وانا اتأمل ماذا ينبغي ان اقول في خطبة صلاة الجمعة ، وقع في يدي كتاب "الاكليل" لابي محمد الحسن اليماني المعروف بابن الحائك الهمداني، وهو كتاب يحتوي اكثره على ما يسميه المؤلف ب"القبوريات"، وهي اخبار وقصص عن قبور قديمة حصل الكشف عنها. وقد الفت نظري احد تلك الاخبار، صفحة 138 من الكتاب يقول فيه .. فيه عبرة اريد ان اعرضها عليكم .. :
روى هشام عن ابيه عن صالح الكلبي عن ابن عباس قال: ذكرنا احاديث القبور في مجلس رسول الله (صلى الله عليه واله)، فانشعبت منا فيه فنون كثيرة فلم يبق فينا احد الا حدّث حديثا. فاقبل رجل من جهينة، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال: اتانا من يُحدّث فيحسن. فلما جاء سلم ثم جلس، فقال: افيكم رسول الله (صلى الله عليه واله) .. ما يعرفه كاعد ويه الناس كأحدهم .. وفي رواية اخرى يدخل الداخل يقول: من منكم محمد؟ .. هيج هاذهو تكبر بعد ماكو يلبس كما يلبس الاخرون، ويتكلم كما يتكلم الاخرون، ويمشي كما يمشي الاخرون، على كل حال .. فلما جاء سلم ثم جلس، فقال: افيكم رسول الله؟ قلنا نعم ها هو ذا، فقام اليه مسرعا فقبّل يده، فقبضها عنه رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم قال: .. لاحظوا ماذا قال .. (ان هذه حمقة من حمقات الاعاجم) .. ربما الاكاسرة أو القياصرة أو المتنفذين منهم، كانوا يفعلون هذا الفعل، وطبعا تعلمون ان كل غير عربي فهو اعجمي، وليس المقصود امة او لغة معينة).. ان هذه حمقة من حمقات الاعاجم كانوا يستطيلون على الناس بتجبرهم، فاذا جلسوا في مجالسهم، ودخل عليهم منْ دونهم، تملقهم بمثل هذا، ليستجلب به رأفتهم، وان تحية الاسلام المصافحة. فقال: يارسول الله اني اتيتك من بين ظهراني قومٍ حرشتهم الجاهلية فقست قلوبهم، ومرنت على التكذيب خلودهم، واني احب الاسلام فاتيتك فيه راغبا، فاشرع لي اعلامه لأودي فرائضه التي عليّ .. الى اخر الخبر.
المهم محل الشاهد تقبيل اليد، التي رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه الحادثة سحبها من هذا الرجل، ولم يقدمها لتقبيل يده.
وفي الوسائل ابواب احكام العِشرة، عن علي بن مزيد صاحب السابري، قال: دخلت على ابي عبد الله(عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها، فقال: (اما انها .. اي التقبيل .. اما انها لاتصلح الا لنبي او وصي نبي).
وحسب فهمي، فان السر في ذلك هو ان تقبيل اليد، يكون بالنسبة الى من تُقبّل يده .. من تبوس ايد واحد يكون بالنسبة اليه نحوا من التكبر والانانية، والشعور بالاهمية بالنفس الامارة بالسوء، وشكل من اشكال الاستعلاء بالباطل، وعلى غير الحق، وفي يوم القيامة يحشر الفرد ويسأل لماذا قدمت يدك للتقبيل؟ فماذا يجيب؟ مع ان حبال الدنيا يومئذ كلها متقطعة، هل يقول كان ذلك طلبا للدنيا، او للشهرة، او للمال، او للتعارف الاجتماعي، او للتكبر؟‍‍ ‍‍طبعا كل ذلك منقطع في يوم القيامة، ولا يقبله الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا ورد كما سمعنا، (انها لاتكون الا لنبي او وصي نبي) اي للمعصومين بالذات، او واجبي العصمة، عليهم افضل الصلاة والسلام. وهم الانبياء والاولياء عليهم السلام، لان نفوسهم ليست امارة بالسوء، لانهم معصومون. اما انا وامثالي، من ذوي النفوس الضعيفة، والقلوب المخلوطة، فهي مؤثرة لامحالة، ( تقبيل اليد طبعا ) مؤثرة لامحالة تاثيرا دنيويا متسافلا، حتى وان كان قَصَد الطرف الاخر المُقبِل قصدا حسنا وبنية حسنة، الا ان فيه جانبا سيئا ايضا حتى على الاخر، لان الفرد الذى تُقبّل يده اذا تورط امام الله سبحانه، فان الذى ورطه .. من هو الذي ورطه ؟ انما هو هذا الذي قبل يده، فهو يضره في الاخرة، يصير واسطة على ان يضره (هذا الذي قبّل يده) في الاخرة ، فيكون هو متورطا ايضا. لانه يضر المؤمن من هذه الجهة.
وليس في الاخبار استحباب تقبيل اليد، ولا خبر واحد فضلا عن الكثير. واتحدى اي شخص، ياتي بما يدل على الاستحباب. بل ان نفس الرواية السابقة، بل كلتا الروايتين السابقتين، تدل على مرجوحيته لغير المعصومين بالذات، لانه يقول : (اما انها لاتصلح الا لنبي او وصي نبي)، يعني اذا لم يكن الفرد هكذا ، لم يكن الفرد معصوما بالذات ، فلا يصلح له تقبيل اليد. وامارة ذلك .. سبحان الله بيني وبينك علامة ، ليس بيني وانما بينك وبين الله علامة وهو انه شوفه هل يغضب اذا لم تقبل يده ؟ او انه يطلب بلسان الحال ان تقبل يده ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟
فماذا يكون حاله امام السميع العليم القاهر القادر جل جلاله؟ ويكفينا الخبر الذي بداتُ به هذه الخطبة، للدلالة على الكراهة، انها حمقة من حمقات الاعاجم، وطلب من اساليب طلب الدنيا، لا اكثر ولا اقل خوفا منه تُقبل يده حتى تتجفى شره، وتنال خيره، لا اكثر من ذلك. وانما كان تقبيل اليد اسلوبا من اساليب المجاملة، والتقرب إلى السلاطين والمسيطرين، لكسب المنفعة الدنيوية منهم لا اكثر، ولذا يعبر عنها النبي (صلى الله عليه واله) في الرواية (انها حمقة من حمقات الاعاجم) وانما هي من عمل الشيطان، وعمل الدنيا، وعمل النفس الامارة بالسوء، الحماقة ما هي الا امثال ذلك ؟ ولو كانت مستحبة لما وصفها النبي (صلى الله عليه واله) بمثل هذه الصفة. والرواية، وان كانت ضعيفة، الا انها تامة بأدلة التسامح بأدلة السنن. وهي قاعدة صحيحة يستعملها الفقهاء لتتميم كثير من المستحبات والمكروهات المروية بالروايات الضعيفة.
والمسالة ليست خاصة بالحوزة كما ربما الان في خاطركم ، لا، بل لعل كل وجهاء الناس، واصحاب السطوة والنفوذ في المجتمع، تقبل ايديهم ، كرؤساء العشائر، والمتقدمين في السن، وغيرهم، ومثلا رب الاسرة ، وهكذا. فالخطاب لهم جميعا، ومن جميعهم يكون ذلك قبيحا امام الله وامام رسوله (صلى الله عليه واله). زين
ولكن تعالوا بنا الى المصافحة، التي هي الادب الرئيسي من اداب الله، واداب الاسلام عند لقاء المؤمنين، وليس هو تقبيل اليد بطبيعة الحال. ففي الوسائل اخبار تكاد ان تكون متواترة بذلك.
فعن ابي عبيدة، قال: سمعت ابا جعفر الباقر سلام الله عليه، يقول: (اذا التقى المؤمنان فتصافحا، اقبل الله بوجهه عليهما وتحاتت (اي تساقطت) الذنوب عن وجوههما حتى يتفرقا). وفي رواية اخرى: (وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر).
وعن يونس عن رفاعة، قال: سمعته يقول: (مصافحة المؤمن افضل من مصافحة الملائكة). وعن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (تصافحوا فانها تذهب بالسخيمة).
وعن ابي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا لقي احدكم اخاه فليسلم عليه وليصافحه، فان الله عز وجل اكرَمَ بذلك الملائكة، فاصنعوا صنع الملائكة).
وفي حديث اخر عن ابي عبد الله، قال: (انتم في تصافحكم في مثل اجور المجاهدين). وعن ابي عبيدة الحذاء، قال: قال ابو جعفر الباقر (سلام الله عليه): (ان المؤمن اذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب).
صلوا على محمد وآل محمد
وعن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا تلاقيتم، فتلاقوا بالتسليم والتصافح، واذا تفرقتم، فتفرقوا بالاستغفار). والاخبار في ذلك متظافرة ومتواترة.
والنتيجة ، ان المؤمنين اذا تلاقيا وتصافحا، فقد عملا المستحب والادب الاسلامي الذي يرضي الله ورسوله والمعصومين، وافترقا من غير ذنب. واما اذا حصل تقبيل اليد فقد افترقا بذنب. اما من مد يده فعليه الوزر والمسؤولية. واما الاخر فعليه مسؤولية توريط صاحبه بالذنب.
يبقى شيء واحد اؤجله الى الجمعة الاتية، اذا بقيت الحياة، وهو انك تسأل وكثيرون يسالون بهذا الصدد، ان تقبيل اليد اكرام لذرية رسول الله (صلى الله عليه واله)، فهذا ما سوف اجيبه في الجمعة الاتية اذا بقيت الحياة، واذا لم تبق الحياة فاسالكم الفاتحة والدعاء.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
صدق الله العلي العظيم

الجمعة التاسعة عشر
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
لَكَ الْمحْمِدَةُ أنْ اَطَعْتُكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ أنْ عَصَيْتُكَ، لا صُنْعَ لي وَلا لِغَيْري في اِحْسان إِلاّ بِكَ، ياكائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْيء ، وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْيء ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ فِي الْقُبُورِ، وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الاْزِفَةِ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، واَنْ تَجْعَلَ عَيْشي عَيْشَةً نَقِيَّةً وَميتَتي ميتَةً سَوِيَّةً، وَمُنْقَلَبي مُنْقَلَباً كَريماً، غَيْرَ مُخْز وَلا فاضِح، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْئِمَّةَ، يَنابيعِ الْحِكْمَةِ وَاُولِى النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ الْعِصْمَةِ، وَاْعصِمْني بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوء، وَلا تَأخُذْني عَلى غِرَّة، وَلا عَلى غَفْلَة، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ اَعْمالي حَسْرةً، وَارْضَ عَنّي فَاِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظّالِمينَ، وَاَنَا مِنَ الظّالِمينَ اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي ما لا يَضُرُّكَ، واَعْطِني ما لا يَنْقُصُكَ، فَاِنَّكَ الْوسيعُ رَحْمَتُهُ، الْبدَيعُ حِكْمَتُهُ، وَاَعْطِني السَّعَةَ وَالدِّعَةَ، والاْمْنَ وَالصِّحَّةَ، وَالْبُخُوعَ وَالْقُنُوعَ، وَالشُّكْرَ وَالْمُعافاةَ، والتَّقْوى وَالصَّبْرَ، وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى اَوْلِيائِكَ، وَالْيُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاَعْمِمْ بِذلِكَ يا رَبِّ اَهْلي وَوَلَدي وَاِخْواني فيكَ وَمَنْ اَحْبَبْتُ وَاَحَبَّني، وَوَلَدْتُ وَوَلَدَني مِنَ الْمُسْلِمينَ وَالْمُؤْمِنينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ، وَلا يَخافُ آمِنُهُ، رَبِّ اِنِ ارْتَكَبْتُ الْمَعاصِيَ فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنّي بِكَرَمِكَ اِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَتَعْفُو عَنْ سَيِّئاتِهِمْ، وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ، وَاِنَّكَ مُجيبٌ لِداعيكَ وَمِنْهُ قَريبٌ، وَاَنَا تائِبٌ اِلَيْكَ مِنَ الْخَطايا، وَراغِبٌ اِلَيْكَ في تَوْفيرِ حَظّي مِنَ الْعَطايا، يا خالِقَ الْبَرايا، يا مُنْقِذي مِنْ كُلِّ شَديدَة، يا مُجيري مِنْ كُلِّ مَحْذُور، وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ، وَاكْفِني شَرَّ عَواقِبِ الاْمُورِ، فَاَنْك اللهُ عَلى نَعْمائِكَ وَجَزيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَلِكُلِّ خَيْر مَذْخُورٌ .
وصلى الله على سيدنا ونبينا خير الاولين والاخرين، وخير الخلق اجمعين، وعلى اله الطيبين الطاهرين، افضل واحسن واكمل واجزل وازكى وانمى وافضل، ما صلى على احد من انبيائه ورسله ومن الخلق اجمعين، انه على كل شيء قدير.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
ومن الامور السائرة والمشهورة جدا في الحوزة الشريفة وغيرها نداء المؤمن بضمير الجمع، يقول له: (جئتم، وقلتم، وذهبتم)، ولايجوز في نظره مخاطبته بضمير المفرد. لاحظ ، مع اننا نخاطب الله بضمير المفرد ! كقوله في بعض الادعية: (اللهم انك قلت في كتابك المنزل). وفي القران الكريم، لعلي لا احفظ الاية: ((تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب )). ونخاطب المعصومين عليهم السلام، بضمير المفرد، كقوله في بعض الزيارات: (اني اشهد انك تسمع سلامي وترد جوابي). فهل كان هؤلاء المؤمنين اعظم شأنا من الله ورسوله ؟! الا حسب دعاوى النفس الامارة بالسوء، وطلب الدنيا والشهرة.
واصبح هذا راسخا، حتى اصبحت اللغة الفارسية يعيدون فيها ضمير المخاطب وضمير الغائب جمعا، يقول (هم قالوا، وهم ذهبوا) ونحو ذلك ، يقصد الواحد بطبيعة الحال. وهذا ايضا من المؤسف بطبيعة الحال. شانه في ذلك شان تقبيل اليد. واما اذا غضب الفرد لعدم تقبيل يده، او لاجل عدم مخاطبته بالجمع، بل مخاطبته بالضمير المفرد. فاعلم انه خارج من رحمة الله، وداخل في غضب الله. وقد رووا في ذلك رواية تقول: (ان المؤمن بجماعة)، فكانه اذاً يجب اعادة الضمير اليه، (ضمير جماعة)، او (ضمير الجمع)، وهذه الرواية لاوجود لها اطلاقا، ولو كانت موجودة فهي مرسلة وضعيفة السند وليست بحجة. ولو تنزلنا وقبلناها امكن ان نفهم منها معنى اخر غير اعادة ضمير الجمع، ولا ربط لها بذلك اصلا، وهو التركيز .. لاحظوا هذا مهم جدا .. وهو التركيزعلى اهمية المؤمن، ومدى ارتفاع شأنه عند الله، ومدى تاثيره في المجتمع، فان تاثيره كتاثير الجماعة كما يعبرون (واحدٌ كألف) و كما يعبرون عن واحد انه كفرقة كاملة في الجيش بكامل اسلحتها. والمؤمن المخلص الشجاع كذلك بطبيعة الحال..
صلوا على محمد وال محمد
مرة ثانية رجاءا
مرة ثالثة رجاءا
مرة رابعة رجاءا
مرة خامسة رجاءا
وهذا لايعني انه ليس فردا واحد إذا كان مهما جدا ، صحيح ولكنه لا يعني انه ليس فردا واحداً بحيث يجب في اللغة ان تعيد الضمير اليه مفردا، ومن الغلط في اللغة اعادة الضمير اليه جمعا. بل الوارد في الروايات، ايضا لاحظوا هذا لا يخلو من الاهمية هُو اختصاص الضمير بالمفرد وعدم امكان ارجاعه إليه جمعا. ففي الحديث عن منصور بن حازم عن ابي عبد الله الإمام الصادق (سلام الله عليه)، قال: (ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة، وان كان واحدا. عند العطاس تقول يرحمكم الله، وان لم يكن معه غيره. والرجل ليسلم على الرجل فيقول السلام عليكم. والرجل يدعو للرجل يقول عافاكم الله وان كان واحدا، فانَّ معه غيره). وهذه واضحة بالحصر في هذه الموارد الثلاثة ،معناه انه في غير هذه الموارد الثلاثة ممنوع ، مرجوح، ليس من الادب الاسلامي.. هاذهو انتهينا .. فان قلنا باستحبابها ( باستحباب هذه الموارد). فلا دليل على الاستحباب في غيرها، مضافا إلى انها لاتدل على الاستحباب حتى في هذه الموارد. لإمكان ان الامام عليه السلام هنا يريد ان يرفع هذه الغرابة في اعادة الضمير جمعا الى المفرد في هذه الموارد. وهذا الاسلوب هنا اسلوب عرفي، وليس اسلوباً خاصاً بالشرع، فيريد الامام (عليه السلام) ان يرفع الغرابة عن هذا الاسلوب العرفي، مضافا إلى ان الامام (عليه السلام) يحاول ان يصحح هذه الاستعمالات الثلاثة، يقول: (فانَّ معه غيره)، يعني من الملائكة .. انت ما وياك ملائكة؟ انا اقول نعم معك ملائكة، وكل فرد منا معه ملائكة بنص القران الكريم: السائق، والشهيد، والرقيب العتيد، والحافظ، والولي. ((نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا والاخرة)). اذن فهذه الاستعمالات ليست غلطا، لإنها فعلا موجهة لمجموعة أي للمؤمن وملائكته.
وهذا لايصحح اعادة الضمير دائما في الجمع، لا لا ، لأن عافاكم الله، والسلام عليكم، دعاء للمؤمن وللملائكة. واما قولنا ذهبتم، وقلتم، ونحو ذلك يكون غلطاً ، لأن الفرد قال ولم تقل الملائكة شيئاً، والفرد ذهب ولم تذهب الملائكة، والفرد نام والملائكة لاتنام، والفرد اكل الطعام والملائكة لاتأكل الطعام. تقول له نمتم واكلتم ليست الملائكة قد فعلت! إذن يكون كذبا حبيبي. زين
الخطوة الاخرى التي لا تخلو من الاهمية: ومن العيوب المستحكِمة في داخل الحوزة وفي خـارجها، الجـلسة الشريفة في المجـلس، أو مـا يسمى بـ(صـدر الـمجلس)، فانه يُقصد من قبل الـكثيرين حتى يـكون فيه ضـيق شـديد علـى الجالسين، ومـع ذلـك يقولـون للـداخلين: يسع، يسع. صلوا على محمد وال محمد ، في حين انه يدل ايضا كسوابقه على الانانية والتكبر وتركيز الذات المرجوح اخلاقيـا والـممقوت امـام الله سبحانه وتعـالى. اليس رسول الله اسوة لنا ؟! الان سمعنا شنو شكال ؟ (مـن هـُو منكم محمد؟). سـبحان الله، لـو جان كاعد بالصدر جان سأل هذا السؤال ؟!، احنه غُفْلة ؟!. اليس رسول الله (صلى الله عليه واله) اسوة لنا، وكذلك قادتنا وسادتنا المعصومون ؟ اذن فلنسمع الروايات عنهم وعن تواضعهم، فان كانوا اسوة لنا إذن وجب علينا التواضع، وترك العادات التي تركز التكبر والانانية. ومن الواضح انه كلما صعد الفرد في درجات الايمان، قل تكبره، وزاد تواضعه، حتى يصل إلى درجة لايرى لذاته أية اهمية واي وجود. وإنما تحصل مثل هذه العادات نتيجة لنقاط الضعف التي يريد الفرد ان يغطيها ويسترها من نفسه، وهو يعلم ان ذاته الحقيقية ما هي ؟ وما فيها من قصور وتقصير ؟ كما قال الله تعالى ((بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره))، يشيلك ويحطك كذا وكذا وهو كاذب في كل ما قال. صلوا على محمد وال محمد.
واما الاخبار فعن ابي سليمان الزاهد عن ابي عبد الله الصادق (سلام الله عليه)، قال: .. شوفوا .. (من رضي بدون الشرف من المجلس .. اعيدها لو لا ؟ .. من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم) وهي نص بالاستحباب الاكيد للرضا بدون الشرف من المجلس ـ ومن ذا الذي لايطمع بصلاة الله تعالى عليه وملائكته ـ وضعف سندها مجبور بادلة التسامح بادلة السنن، وهي صحيحة (هذه القاعدة) من هذه الناحية واجماعية.
وعن عبد الله ابن المغيرة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا دخل منزلاً قعد في ادنى المجلس إليه حين يدخل).. ادنى المجلس قريب الباب ما يروح يقصد هناك في الكذا والكذا ..
وعن هارون بن خارجة عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (ان من التواضع ان يجلس الرجل دون شرفه). اقول ومن الواضح ان التواضع ليس للناس بل لله، ومن هنا ورد (من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر على الله اذله الله).
صلوا على محمد وال محمد
وعن علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني – وهي معتبرة سنداً في المشهور وانا اؤيد هذا المشهور- عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: (من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس) أي دون المجلس الذي يناسبك .. زين .. (وان تسلم على من تلقى) كائنا من كان، مو انه أنا مثل ذلك الي يكول: ما املطخ شواربي من دم الارنب.. لا ، تواضع له وسلم عليه قربة للعزيز الحكيم .. هاذهو .. مو تكول انه ينبغي ان اسلم على فد واحد كشخة، اما الفقير والمتدني لا اسلم عليه. اذن انت خارج من رحمة الله وداخل في غضب الله.
صلوا على محمد وال محمد
(من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس، وان تسلم على من تلقى، وان تترك المِراء وان كنتَ محقا) مو الانانية ان تدافع عن نفسك وعن ارائك الذي ما معلومة هي صدك او جذب . لا، تواضع لله واسكت. (ولا تحب ان تحمد على التقوى) انا صمت وانا صليت صلاة الليل وانا رحت زرت الحسين في ليلة الجمعة !! اسكت. الله يدري لو مايدري ؟! طبعا يعلم. فان كنت عندك اهمية لديه يقبلها منك، واما ان تورط نفسك بالرياء، فتعسا لك.
صلوا على محمد وال محمد
بل ورد المنع اخلاقيا عن تقديم الطاعة، والتبجح بها حتى إلى الله سبحانه، حتى إلى الله لاتقل انا اطعتك وانا صليت لك، لا ، قدم بس ذنوبك ، المعصوم يقول ليس لي عمل استحق به الجنة، فكيف انا وامثالي من المتدنين الحقراء. اعتبروا يا اولي الابصار، إلى متى انتم غفلة وملوصين بالذنوب والدنيا الدنية والنفس الامارة بالسوء ؟ إلى متى ؟ اشعر حبيبي ! ، صلوا على محمد وال محمد
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) .. اكو اعظم من رسول الله .. كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة .. مو يطيهه لواحد شيخنا سيدنا تعال شدلياهه ، هو يشدهه ، ترفس بوجهه ويشدهه .. ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير، لا يحتشم من دعوة المملوك فضلا عمن هُو اشرف منه ، زين ، فهل في الحوزة وغير الحوزة شخص اشرف من رسول الله ( صلى الله عليه واله) حتى المراجع حتى سيد محمد الصدر؟ وهل في الحوزة شخص يقبل بمثل هذه الامور التي كان يقوم بها رسول الله ( صلى الله عليه واله) حتى المراجع حتى سيد محمد الصدر ؟ وانا اقدم ذنوبي امامكم الان.. هل واحد يقبل ان يجلس على الارض وياكل على الأرض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير ؟ فليكن الواحد منا كما ورد : حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وعاتبوها قبل ان تعاتبوا واعلموا ان امامكم عقبا كؤودا ولايمر فيها إلا الافضل عند الله سبحانه وتعالى.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 12-03-2017 الساعة 10:57 AM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:49 AM   #20

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة العشرون 4 جمادي الاولى 1419

الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَهَبْ لِيَ الْغَداةَ رِضاكَ وَاَسْكِنْ قَلْبى خَوْفَكَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ حَتّى لا اَرْجُوَ وَلا اَخافَ إلاّ إِيّاكَ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَهَبْ لى ثَباتَ الْيَقينِ وَمَحْضَ الاِخْلاصِ وَشَرَفَ التَّوْحيدِ وَدَوامَ الاِسْتِقاَمة وَمَعْدِنَ الصِّبْرِ والرِّضا بِالْقَضاءِ وَالْقَدَرِ يا قاضِيَ حَوائِجِ السّائِلينَ يا مَنْ يَعْلَمُ ما في ضَميرِ الصّامِتينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائى وَاغْفِرْ ذَنْبى وَاَوْسِعْ رِزْقي وَاقْضِ حَوائِجي في نَفْسي وَاِخْواني في ديني وَاَهْلي اِلـهي طُمُوحُ الامالِ قَدْ خابَتْ إلاّ لَدَيْكَ وَمَعاكِفُ الْهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إلاّ عَلَيْكَ وَمَذاهِبُ الْعُقُولِ قَدْ سَمَتْ إلاّ اِلَيْكَ فَاَنْتَ الَّرجاءُ وَانتَ الْمُلْتَجَأُ يا اَكْرَمَ مَقْصُود وَاَجْوَدَ مَسْؤُول هَرَبْتُ اِلَيْكَ بِنَفْسى يا مَلْجَاَ الْهارِبينَ بِاَثْقالِ الذُّنُوبِ اَحْمِلُها عَن ظَهْري لا اَجِدُ لى اِلَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتي بِاَنَّكَ اَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ الطّالِبُونَ وَاَمَّلَ مالَدَيْهِ الرّاغِبُونَ يا مَنْ فَتَقَ الْعُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَاَطْلَقَ الاَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ في كِفاء لِتَاْدِيَةِ حَقِّهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ وَلا تَجْعَلْ لِلشَّيْطانِ عَلى عَقْلى سَبيلاً وَلا لِلْباطِلِ على عَمَلى دَليلاً .
اَللّـهُمَّ اَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَاِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلَى الاْئِمَّةِ الْهادينَ الْمَهْدِيّينَ اَلسَّلامُ عَلى جَميعِ اَنْبِيآءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعينَ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ اَلسَّلام عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر الْكاظِمِ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد الْهادي اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ الْعَسْكَرِيِ اَلسَّلامُ عَلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ الْقآئِمِ الْمَهْدِيِّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ .
اليوم اتحدث عن الاخوّة في الايمان، لِأصل منها الى النتيجة التي وعدت بانجازها والتعرض لها في الجمعة السابقة.
والاخوة في الايمان من ضروريات الدين، ونص القران الكريم، قال تعالى .. الم نسمع القران الكريم ؟ .. قال تعالى: ((انما المؤمنون اخوة)) ودلالتها على الحصر بـ (انما)، اي لا يجوز غير ذلك، ولا يمكن غير ذلك. وان الرحم لا دخل لها بالموضوع، والنسب لا دخل له بالاخوة، كما قال في الحكمة: (رب اخ لك لم تلده امك). وهذه الاخوة شرطها الايمان، كما قال تعالى: ((انما المؤمنون اخوة))، وليس بعنوان اخر اطلاقا. فانك إذا ذقت طعم الايمان في قلبك، وبرد الايمان في نفسك، احببت كل مؤمن، سواءً عاشرته، ام لم تعاشره، وسواءً عرفته، ام لم تعرفه، مادمت تعلم انه على حق وعلى الصراط المستقيم. بل ان هذا من ضروريات الايمان، لانك ان كرهت اخاك المؤمن فانت المقصر وليس هو، وانما كرهت مؤمنا والعياذ بالله. وكراهة المؤمن بهذه الصفة كانها كراهة للايمان نفسه والعياذ بالله.
وواضح انك إذا كرهت الايمان فلست بمؤمن، فالعتب عليك وليس عليه. فاذا كنت متحدا معه في الايمان، وفي العمل، وفي الطريق، وفي الهدف، كفى اكيدا في حصول التحابب بينكما، وفي امكان التعاون بينكما.
وبعضهم ينقل قطعة من بيت شعر تقول: اختلاف الراي لا يفسد في الحب قضية. مع ان هذا ليس بصحيح، لان المراد من اختلاف الراي هو اختلاف الهدف، واذا كان هدفه غير هدفي، كيف احبه ؟ واذا كان هدفه غير هدفك فكيف تحبه؟ وانا اعلم ان هدفي حق وهدفه باطل، هدفي اخروي وهدفه دنيوي، هدفي رفيع وهدفه وضيع باذن الله وبتوفيق الله، فكيف احبه؟
وانما لا بد من الشعور فيه في مثل هذه الحالة، انه ليس لي بأخ، بل هو لي عدو، ونحن قوم وهم قوم ـ كما قلت في بعض الخطب السابقة ـ وان كنا نعيش سوية في مكان واحد، ولعله تحت سقف واحد، أيضاً هو ليس لي بأخ، حتى لو كان لي اخ في النسب، فهو ليس لي بأخ في الايمان. ولذا قيل في الحكمة: (كن فيهم ولا تكن منهم). كيف وهم لا يتصفون بالايمان الذي هو الحد الحق للاخوة في الإسلام، وانما يكون مشمولا لقوله تعالى .. ما هو ؟ .. : ((الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله)) الا ان يتوب ويهتدي، فان تاب واهتدى، فاهلا به وسهلا ويكون مشمولا لقوله تعالى: ((واخرين منهم لما يلحقوا بهم))، اي انه بالتدريج الناس يؤمنون ويتوبون، يوجد هناك اناس قابلين للتوبة لم يلحقوا باهل التوبة، سوف يلحقون بهم في المستقبل القريب أو البعيد.
والاخوة – لاحظ – الاخوة ليست هي الصداقة، بل هي اعمق منها وادق واخص. فليس كل صديق اخ، وليس كل صداقة اخوة. بل لعلك تصادق على الدنيا من تعاديه على الاخرة. كما انه ليس كل اخوة صداقة – هو مو صديقك ولكنه اخوك ، كيف يمكن ؟ لانك قد لا تعرف اخاك لانه في مكان بعيد أو زمان بعيد أو في جيل اخر، ومع ذلك فانك تحبه وتتعاطف معه ـ وان لم تره اصلا ، ليش؟ لانه اخ في الايمان ـ وتتعاطف معه ومع كل الاخوة في الايمان والاخوة في الله سبحانه وتعالى الموجودين والماضين والمستقبلين وفي اي زمان ومكان ما دمت تشعر انهم على حق، وانهم معك على طريق واحد، وهدف واحد. بل انت هم وهم انت، لا تختلفان في شيء غير بعض الطبائع الشخصية غير المهمة والتي لا ربط لها بالمصالح العامة والاخروية. زين
وهذه الاخوة لها عمليا جانب سلبي وجانب ايجابي. اما الجانب السلبي – لاحظ شنو هو - فبسلب الحـقد، والبغضاء، والاعتراض، والاضـرار، والاحتـقار للمؤمنين من بعضهم البعض. فان ذلك كله حرام في الاخ في الايمان، مهما كان عمله الدنيوي – طبعا اذا لم يكن محرما والعياذ بالله -مهما كان عمله الدنيوي من المباحات، أو مهما كانت طبقته في المجتمع، أو ثراءه، أو فقره، أو بعده، او قربه – لا دخل له في ذلك اصلا - والجانب الايجابي، هو التحابب، والتراحم، والتعاون على امور الدنيا وعلى امور الاخرة، والتشاور، وتبادل الثقة، والاحترام. زين
اذن فمن جملة ذلك ان يكون مقتضى احترامه ـ الان ندخل الى المطلب الذي انتهينا منه في ذلك الاسبوع ـ اذن فمن جملة ذلك ان يكون مقتضى احترامه هو ان تقبل يده لو كان ذلك مناسبا اجتماعيا. ومن هنا كان لتقبيل اليد عدة مبررات شرعية، فلماذا قلنا في الخطبة السابقة انها ليست بصحيحة؟ :
اولا: التوقع الاجتماعي لذلك، بحيث لو لم تقبل يده فقد احتقرته، أو إذا لم تخاطبه بالجمع فقد احتقرته. واحتقاره حرام، لانه اخ في الايمان. واحتقار الاخ في الايمان حرام لا محالة. زين
ثانيا: انه نحو من الاكرام، وزيادة في الحفاوة للاخ المؤمن. والزيادة في الحفاوة للاخ المؤمن مطلوبة، ولو استحبابا في مثل هذه العلاقات.
ثالثا: ان صديقك قد يكون سيدا علويا من ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولا شك ان اكرام واحترام ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله) مطلوبة، واحتقارهم من اشد الكبائر، وايذاءهم من اشد الموبقات. إذن، فانت تقبل يده احتراما لهذه الذرية الشريفة، لان باحترامها احتراما لرسول الله (صلى الله عليه واله) نفسه.
رابعا: انك تحترم العلم الديني الحق، وهذا عالم في الله أو في الشريعة الاسلامية. فيجب عليك ان تحترمه، وان لا تحتقره وذلك يكون غالبا بتوقع تقبيل اليد.
خامسا: انما سبق كله غايات مستحبة وصحيحة لتقبيل اليد. ولكن حتى إذا انحصر الامر بحاجة دنيوية، فلعل لها أيضاً ارتباط بالدين أو بالشريعة – ميصير؟ - كانقاذ شخص من ضرر بالغ، أو قضاء حاجته وضرورته، أو استهداف نفع عام من شخص دنيوي. فانت تقبل يده من اجل النفع العام الدنيوي، بالرغم من انه شخص دنيوي، وهكذا. زين
الان نبدأ المناقشة ،امور لطيفة مرتبة وانتم سمعتم ، واذا غضضنا النظر عن هذا السبب الاخير مؤقتا، امكن تقديم عدة اجوبة عن الاسباب الاخرى، منها واهمها :
انه حسب فهمي ان الشرط الاهم فيمن تقبل يده ان يكون اخا لك في الايمان. واما إذا لم يكن كذلك ـ ليس اخا لك في الايمان ـ فهو لا يستحق تقبيل اليد، كائنا من كان، حتى لو السيد محمد الصدر.
لانك عندئذ، انما تقبل يد عدو الله سبحانه، لانه ليس لك اخ في الايمان، إذن تقبل يد الشيطان ، يد عدو الله سبحانه من حيث تتخيل انك تقبل يد شخص صالح وتعمل مستحبا، لانك عندئذ، انما تقبل يد عدو الله سبحانه من حيث تعلم أو لا تعلم، كما قال الشاعر:
ويد تكبل وهي مما يفتدى .... ويد تقبل وهي مما يقطع
بل حتى لو كان سيدا علويا، ولكنه لم يكن لك اخ في الايمان – ما يصير؟ لا ، يصير- فان تقبيل يده عندئذ يكون نصرا لدنياه، واعانة له على الاثم، وليس احتراما لرسول الله صلى الله عليه واله وذريته. فالافضل لك عند الله سبحانه، الكف عن مثل هذه الاحترامات السمجة، التي يصدق عليها قوله تعالى : ((كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار)). بل حتى لو كان لك اخا في الايمان، نتنزل ونقول ان شاء الله هو اخ لك في الايمان، أو انك تحرز بثقته وانه اخ لك في الايمان – ميخالف على العين والراس ، لكن بيه نقطة واحدة - وهو انه يتوقع ان تقبل يده، أو يجد انه من الاحتقار له عدم تقبيل اليد. فان معنى ذلك انه يشعر بالانانية والتكبر والعظمة في غير عظمة الله سبحانه وتعالى، فيكون شيطانا من حيث يعلم أو لا يعلم، ومن حيث تعلم أو لاتعلم. فاذا قبلت يده، فانما تقبل يد الشيطان، وليس هو لك اخ في الايمان، كما تزعم ويزعم. والا لو كان حقيقة لك اخ في الايمان، كما تزعم ويزعم، لما قبل. أو اقلاً ان تقبّل يده على حدٍ سواء ، انه قبلت يده او لا تقبل يده. اما انه يتوقع منك ان تقبل يده فعلا، ولربما في ضميره، أو حتى في لسانه، يهجك انه ليش هيجي ما سويت ، اذا هجه انه لماذا تتوقع ذلك يا عدو الله؟ ، ولذا قلت في الخطبة السابقة : ان كل من يتوقع ان تقبل يده فهو خارج من رحمة الله وداخل في غضب الله.
زين أكو فكرة صغيرة اكولهه ، وانا حين كنت ـ في حياتي وإلى الان ـ كنت ولازلت اسحب يدي عن التقبيل، كنت شاذا، وغريبا على الحوزة والمجتمع، والامل في الله سبحانه وتعالى، وفي المؤمنين امثال هذه الوجوه الطيبة، ان ياتي يوم قريب ان شاء الله – ان شاء الله قريب - يكون الامر فيه بالعكس. بحيث يكون من تُقبّل يده شاذ وغريب، ويكون من الواضح للمؤمنين انه بذلك يكون طالبا للدنيا والشهرة والشهوة، فتنتفي منه الناس، وتبتعد عنه الناس، ويعرفون انه غير مستحق لتقبيل اليد بينه وبين الله سبحانه وتعالى. ونكمل في الخطبة الاتية.
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
صدق الله العلي العظيم

الجمعة العشرون 5 جمادي الاولى 1419

الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ اِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إلاّ اِيّاهُ مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرَهَ الْمُشْرِكُونَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائنَا الاْوَّلينَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ اَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَاَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاْحْزابَ وَحْدَهُ فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيي وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ
سُبْحانَ اللهِ كُلَّما سَبَّحَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ اَنْ يُسَبَّحَ وَكَما هُوَ اَهْلُهُ وَكما يَنْبَغي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَالْحَمْدُ للهِ كُلَّما حَمِدَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ اَنْ يُحْمَدَ وَكَما هُوَ اَهْلُهُ وَكَما يَنْبَغي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَلا اِلـهَ اِلاّ اللهُ كُلَّما هَلَّلَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ اَنْ يُهَلَّلَ وَكَما هُوَ اَهْلُهُ وَكَما يَنْبَغي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَاللهُ اَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ اَنْ يُكَبَّرَ وَكَما هُوَ اَهْلُهُ وَكَما يَنْبَغي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ عَلى كُلِّ نِعْمَة اَنْعَمَ بِها عَلَىَّ وَعَلى كُلِّ اَحَد مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ أوْ يَكُونُ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ اَللّـهُمَّ اِنّي أسْألُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَأسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ ما أَرْجُو وَخَيْرِ ما لا أرْجُو وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أحْذَرُ .
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الُمُرْسَلينَ وَخاتَمِ النَّبِيّينَ وَحُجَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ الْمُنْتَخبِ في الْميثاقِ الْمُصْطَفى فيِ الظِّلالِ الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَة الْبَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْب الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ الْمُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ الْمُفَوَّضِ اِلَيْهِ دينُ اللهِ، اَللّـهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ وَأَفْلِحْ حُجَّتَهُ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَاَضِئْ نُورَهُ وَبَيِّضْ وَجْهَهُ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالَّدرَجَةَ الرَّفيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، وَصَلِّ عَلى اَميْرِ الْمُؤْمِنينَ ووارِثِ الْمُرْسَلينَ وَقائِدِ الْغُرِّ الُمحَجَّلينَ وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ ابْنِ مُوسى اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلَى الْخَلَفِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ اِمامِ الْمُؤْمِنينَ وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد واَهْلِ بَيْتِهِ الأئِمَّةِ الْهادينَ الْعُلَماء الصّادِقينَ الأبْرارِ المُتَّقينَ دَعائِمِ دينك وَاَرْكانِ تَوْحيدِكَ وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخُلَفائِكَ فى اَرْضِكَ الَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
ناتي الان إلى بعض النقاط المهمة السائرة اجتماعيا، اهمها :
انك تقبل يد السيد العلوي لمجرد احترام رسول الله (صلى الله عليه واله) وذريته، من دون ان يكون هو متوقعا لذلك، أو شاعرا بالانانية والتكبر وحب الدنيا، وهذا صحيح. ولكن بشرط واحد، وهو ان يشعر السيد نفسه الذي تقبل يده، انك تقبل يده ليس احتراما له، بل هو احترام مباشرة فقط لرسول الله (صلى الله عليه واله). لان صفة السيادة ياحبيبي ليست من مميزاته، ليست من اكتسابه واختياره، وانما هي صفة تكوينية ولادية، منّ الله سبحانه عليه، فهو لا يستحق بذلك شكرا ولا ذكرا.
فاذا شعر السيد الذي تقبل يده ـ كما هو الغالب جدا لا استثني من ذلك احدا الا النوادر الا من عصم الله ـ إذا شعر باية اهمية في نفسه لاجل تقبيل يده، فقد اخطأ، مضافا إلى انك قد اعنته على الاثم من حيث تعلم أو لا تعلم. ولعل العلامة الاهم – لاحظوا – ولعل العلامة الاهم في عدم الشعور بالانانية والاهمية هو ما رايته من اثنين من السادة ، زوار من باكستان، وواضح كونهم سادة من خلال قطعة قماش سوداء صغيرة على راسيهما. واحد قبل يد الاخر، والثاني أيضاً قبل يد صاحبه. فكان هذا قد قبل يد سيد، وهذا قد قبل يد سيد، وجزاهم الله خير جزاء المحسنين.
لان الامر لو كان محضا لرسول الله (صلى الله عليه واله)، لكان كلا الطرفين مستحقا . لا انك تقبل يد سيد محمد الصدر وليس هو يقبل يدك. بالرغم من انك سيد، او قد تكون سيد. فتحترمه لثواب الله الذي حصلت انت عليه، وهو يخسر ثواب الله الذي حصلت انت عليه!! اذن فالمسألة غير مرتبطة برسول الله، وانما لدعاوى وعناوين دنيوية، ومرتبطة بهذا السرطان الشديد الذي هُو النفس الامارة بالسوء.
لاحظوا ان عددا من فضلاء ورجال الدين (اعرفهم وسامع عنهم)، قد يصلي بعضهم جماعة وراء بعض – كول لا ما يصيرحبيبي - اذا اثنيناتهم عدول ،فلماذا هذا يصلي وراء هذا ولا يصلي هذا وراءه؟ ... الواحد يصلي وراء الاخر جماعة شيصير؟ هواي لطيف، لانه واحد يثق بالاخر، واخ في الله للاخر، سبحان الله . ان عددا من فضلاء رجال الدين يصلي بعضهم جماعة وراء بعض كما هُو مروي عن السيد محمد صاحب المدارك (رحمه الله)، الذي هُو من اسرتنا و نسبنا ومن اولاد اعمامنا، والشيخ حسن صاحب المعالم، وقد كانا اولاد خالة، ومتعاصرين في زمن واحد، ومتعاشرين وفضلاء واصدقاء، ويثق احدهم بعدالة الاخر، فيصلي كل منهما وراء الاخر، على اختلاف الايام. اي واحد منهما يصلي يجي الاخر وراءه يصلي لا ان احدهما يتقدم للجماعة دائما، والآخر يتاخر عنها دائما – ماكو هيج شي - بحيث يورث الشعور بالاهمية والانانية وحب الدنيا لامامة الجماعة. وانما المهم هُو حصول الثواب.وهو يحصل فثواب الجماعة يصير للامام والماموم،فمرة امام ومرة ماموم وعلى كل حال فهو حاصل على ثواب الجماعة.
وقد كان احد ائمة الجماعة (لاحظوا هذا الطرف الاخر) حين يذهب إلى صلاة جماعته ـ وجملة من ائمة الجماعة موجودون خل يسمعون ويتعظون، انا ما عندي مانع ـ وقد كان احد ائمة الجماعة حين يذهب إلى صلاة جماعته يقول: انا اذهب إلى الدكان. يعتبره محل تجارة لا اكثر ولا اقل، كأنه يعتبرها محل تجارة للحصول على لقمة العيش، أو الكسب الدنيوي.
في مقابل ذلك انني قد رايت جماعة من فضلاء اسرتي ، وانا رايتهم ليسوا في جيل سابق، لكن الان غير موجودين رحمهم الله من اسرتي واولاد عمي يصلي بعضهم جماعة وراء بعض.
فمن هُو من المراجع يرضى ان يصلي وراء مرجع اخر ؟! ليس الان فقط، في تاريخ النجف منذ الشيخ الانصاري ، قبل وبعد. اي اثنين من المراجع قبل كل منهما ان يصلي كل منهما وراء الاخر، هذا يصلي اولا ثم بعدين يصلي الاخر، هاي صايرة دايرة؟! ما واحد صلى اطلاقا، نقسم من الان. فمن هُو من المراجع يرضى بان يصلي وراء مرجع اخر؟
اما انا (يجوز تحملوني المسؤولية ونعم ما تفعلون) ،اما انا فقد كتبت في الايام الاولى من صلاة جمعة الكوفة، إلى عدد من المراجع للحضور إلى هذه الصلاة، وقلت في الكتاب انك إذا حضرت فانا سوف اقدمك اماما للجماعة واصلي خلفك، فتكون الخطبة لي والامامة لك. وانا اقول بجواز تعدد الخطيب والامام في صلاة الجمعة ، ميخالف ، وحتى لو اراد ذلك المرجع (ايا كان منهم) وحتى الان ، وحتى لو اراد ذلك المرجع ايا كان منهم ان يكون خطيبا، تفضل اخطب وصل بينه ، وانا اكون مستمع واكون ماموم بخدمتك.سبحان الله ، ولازال هذا الامر نافذ المفعول إلى الان.
وقد قلت لبعض الاخوان : ان المراجع لو كانوا قد حضروا ، سبحان الله ، لو كانوا قد حضروا ـ والى الان يمكن تحصيل نفس النتيجة ـ لكان في امكان الحوزة والمذهب، بغض النظر عن السلاح طبعا ـ ونحن عزل من السلاح والحمد لله ـ لـكان في امـكاننا مـجابهة اسرائيل نفسها، بمـا يحصـــل فينا مـن تكاتف وتضامن وعزة بالله وحسن توفيق وعزة بالحق وعزة باهل البيت واطاعة الله واهل البيت. ولكنني ناديتهم فلم يجيبوا طبعا، كما قال الشاعر: لقد اسمعت لو ناديت حيا ….
بقي علينا ان نناقش السبب الاخير الذي ذكرناه في الاحترام وتقبيل اليد، انه تحتاج الى شخصاً دنيوي فتقبل يده، من اجل قضاء حاجتك الشخصية، أو الدينية احيانا. ليش لا ؟ مثلا هكذا نقول وذلك لان الحاجة قد لاتكون شخصية دنيوية، بل قد تكون دينية، أو لاحد المؤمنين المضطرين. وانك تعلم مثلا، ان قضاءها بيد شخص من اهل الدنيا، فانت تقبل يده ليقضي لك الحاجة الدنيوية، وليس في ذلك ضرر. لا، انا اقول ان هذا تسويل من تسويلات الشيطان، كما قال الله سبحانه : ((اصبر وما صبرك الاّ بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)). يعني ان الله مع الصابرين، وان الصابرين هم الذين اتقوا والذين هم محسنون. ولا حاجة إلى هذه الذلة والاعانة على الاثم والاهانة، وان جلبت مصلحة دينية. وفي الامكان الاستغناء عن تقبيل اليد بمجاملات اخرى، التي قد تكون اقل ذلة واكثر تاثيرا. ليش لا؟
وقد ورد انه لا يجوز للمؤمن ان يذل نفسه. كما انه في نفس الوقت، لا يجوز له ان يعز نفسه بالعزة الدنيوية، وانما المؤمن فقط عزيز بعزة الله، ليس غيره جل جلاله. قال في الدعاء: (فاولياؤه بعزته يعتزون) وقال: ((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)). واذا كانت العزة الحقيقية هي فقط لله سبحانه وتعالى، كما هُو الامر كذلك طبعا. إذن فالشعور بالعزة والانانية للذات أو للنفس، انما هي عزة وهمية وشيطانية ومن الشرك الخفي المذموم في الشريعة المقدسة.
فاذا كان الفرد، حتى اخوك في الدين وفي الايمان، يتوقع منك ان تكرمه، أو تحترمه، أو تخاطبه بالجمع، أو تقبل يده، فهو واهم بهذه العزة الوهمية، ومشرك بهذا الشرك الخفي. ومن ثم فهو وان كان لك اخ في الايمان في الظاهر، إلا انه ممن يجب ان تبرا منه في الواقع. فان اكرمته والحال هذه، فقد اعنته على الاثم. ولكن ان احترمته واكرمته، من دون ان يتوقع هُو ذلك، فقد احسنت انت، واحسن هُو. اما انت ففي اكرامك لاخيك المؤمن. واما هُو فلانكاره الانانية والعزة الوهمية. وان اكرامك له فضل منك عليه دون استحقاق له ذاتيا، لا يشعر باستحقاقه الذاتي. فما اكرم والطف هذا المحشر.
ولكن امثال هؤلاء في الناس قليلون، وقد ورد – ليش لان امثال هؤلاء في الناس قليلون ؟ - : ( الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا) اي ان الامر بين هاتين الغربتين غير ذلك. وهو ان الذين يدّعون الدين والايمان والاخوة كثيرون، ولكن المخلص والمتفاني قليل على أي حال كما قال الشاعر :
اني لأفتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا ارى احدا
اي جامع للشرائط في الاخلاص، والايمان، والطاعة، والتوجه لله سبحانه وتعالى.
ولكن يوجد جيل، أو اكثر من جيل، وان شاء الله هذا الجيل، كذلك كما قال الله تعالى : ((إذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا - ان شاء الله الان يدخلون في دين الله افواجا، صلوا على محمد وال محمد - فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا ))
ففي الامكان ان يدخل الناس كلهم في دين الله افواجا، ويكون كلهم في دين الله متضامنين في دين الله سبحانه وتعالى، وليس انهم فقط على ظاهر الاسلام والشهادتين، بل على مستوى الاخلاص والتفاني والاخوة الواقعية. وليس هذا من رحمة الله ومن فضل الله ببعيد.

بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 12-03-2017 الساعة 03:49 PM
ابو علي غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:17 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024