العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > ألمنبر الإسلامي العام

ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-2017, 09:22 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

تحليل البعد التنويري في الفكر الاسلامي


استقراء للعصر الظلامي الذي ساد قبل الاسلام
.................................................. .......................................

لاستيعاب البعد التنويري في الفكر الاسلامي لابد ان نفهم العصر الظلامي الذي سبقها تاريخيا
وكيف كان يمثل اخطر عصر في تاريخ البشرية باعتبار ما سيفرزه مستقبلا من هيمنه وظلم واستبداد باسم الدين
بداية عصر الظلام .....
نحاول التعريج على اهم تغيير دراماتيكي لاغتصاب السلطة المادية الرومانية(من الديانة الوثنية) للدين بمعناه العام بغض النظر عن تطبيق تشريعاته الواقعية
واهمية هذا التغيير على المسرح الانسانية كان له التأثير السلبي الكبير في دخول الانسانية عصر ظلامي
باعتبار ان الإمبراطورية الرومانية هي الاب لكل النظم المؤسساتية والعقائدية التي جاءت بعدها وصولا
لدول العالم الاول كما يعبرون وكيف يتجه العالم الان الى مفهوم القطب الواحد وهنا اسجل هذا المقتطف من كتاب الرد الهام على كتاب شكوى الامام للأستاذ علي الزيدي حيث يقول في الصفحة 173-172 ((ولم نتعرض الى ما حصل في السنوات الاخيرة وخصوصا بعد ضربات الحادي عشر من ايلول من مظالم طالت العالم وما تلك العناوين والمسميات الدولية والتي هي محل للحوار والنقاش الا صورة وواجهة يمرروا من خلالها ما يريدون الوصول اليه من قرارات فإنها تأسست وانشات من اجل ان تكون خاضعة للدفاع عن الظلمة والمستكبرين من اصحاب القوى الطاغوتية الكبرى في العالم وعلى راسها امريكا واعوانها فهي ظاهرا تنادي بالحريات وارجاع الحقوق عن طريق اممي ولكننا نتساءل هل هنالك مشكلة لمستضعف ومعتدى عليه من قبل الدول الكبرى قد حلتها تلك المجالس والمنظمات الدولية والعالم كله يسير باتجاه القطب الواد والسيادة المطلقة ))
هذا من جهة
ومن جهة اخرى لم تمارس الامبراطورية الرومانية الدين بمعناه الواقعي بل استخدمته كأداة للهيمنة بعد سقوط قيمة الديانة الوثنية التي كانت تستخدمها كأداة للحكم والسيطرة على البشرية على يد الانبياء المصلحين وانتهاء بالمسيح عليه السلام
فبدل ان تستمر بقمع اتباع الديانة المسيحية عملت على تحويلها كأداة سياسية على مسرح الاحداث العالمية
وهذا امر استثنائي على مستوى التاريخ فعلى الدوام كان الانبياء والرسل الملاذ للإنسانية المقهورة والمعذبة من نير السلطة الغاشمة
كما هو الحال مع الامبراطوريات الطاغوتية سواء بابل في العراق او الفراعنة في مصر كما حصل مع انبياء الله موسى وابراهيم عليهم السلام
ففي مرسوم ميلانو 313 م من قبل قسطنطين بدأ التحول الخطر الذي انتهى بمرسوم تسالونيكي 380م ثيودوسيوس
اعتبر الديانة المسيحية الدين الرسمي للدولة الرومانية
عاشت البشرية او كان مخطط لها ان تعيش تزييف للدين بمعناه الحقيقي
فيقول الاستاذ علي الزيدي في كتابة (محمد الصدر بين الولاية العامة وسياسة السلطة)(ولكن النصارى رفضوا انجيل برنابا المملوء بالتوحيد والذي كان السبب تأليفه مخالفات بولص واضافته اثروا عليه رسائل بولص-واناجيل تلاميذه مرقص وكذا يوحنا كما حقق بعض علماء اوربا لان تعاليم بولص كانت اقرب الى عقائد الرومانيين الوثنية فكانوا هم الذين رجحوها ورفضوا ما عداها اذا كانوا اصحاب السلطة الاولى في النصرانية وهم الذين كونوها بهذا الشكل ))216ص
ليتحول الدين من محرر للإنسان والقائد للإنسان بوجه السلطة الظالمة بل بوجه كل الظلامات الاجتماعية والذي يبني الدولة العادلة الانسانية التي تؤسس للمستقبل السعيد للبشرية
الى وسيلة ارهاب فكري وقمع بيد السلطة الظالمة



الاسلام بداية لعصر التنوير الانساني
.................................................. ...........................
ما هو التنوير باللغة الحديثة
عرف ايمانويل كانت التنوير
ر بانه خروج الانسان من مرحلة القصور الذهني الى مرحلة الرشد العقلي ووصف القصور الذهني بانه التبعية للأخر اي كان سواء رجل دين او غيره )
ولو تأملنا في عبارة كانت لوجدنا فيها تهافت غريب فهل يعني التنوير اننا عندما نعمل بآراء طبيبا او سياسيا او اقتصاديا او مهندسا هذا يعتبر قصور ذهني ؟!
وهو امر غير عملي بل لا يوجد له تطبيق واقعي فبالنتيجة
تحول التنويريين او اصحاب المدارس الفكرية التي نشأت في عصر النهضة الى قادة يتبعهم الناس بدون نقاش
بل اعتبروا ان من يتبعهم هو انسان متنور الى اخره
فيسجل غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير((لنضرب مثلا على ذلك مثلا فترة قصيرة فقط (اي بين 1790-1820م)اي فترة ثلاثين سنة عمر جيل واحد فقد كانت الجماهير الفرنسية في بداية الفترة الملكية ثم اصبحت ثورة اصبحت امبراطورية ثم اصبحت ملكية مرة اخرى وفيما يخص الدين تطورت (على حد تعبيره)في نفس الفترة فانتقلت من الكاثوليكية الى الالحاد ثم التأليهية (اي المذهب الذي يقر بوجود الله وينكر الوحي والاخرة )ثم عادت الى الاشكال الاكثر تطرفا من الكاثوليكية وليست الجماهير هي فقط التي تتغير وانما قادتها فقد راينا مثلا اعضاء الجمعية التأسيسية الفرنسية بعد الثورة يبدون الاعداء للملوك ولا يريدون لا الهة ولا اسياد ثم اصبحوا فيما خدما اذلاء لدى نابليون ثم اصبحوا يحملون الشموع في المواكب الدينية في ظل الملك لويس الثامن عشر ....))ص 150

ولكن نجد تعريف ادق لمفهم التنوير كما يطرحه الاسلام بلسان الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
حيث يقول (اعرف الحق تعرف اهله)
ولو قمنا بمقاربه بين التعريفين لفهمنا بعد اعمق لمفهوم للقصور الذهني كما يعبر عنه...ايمانويل كانت
حيث الفرد الذي لا يستطيع التمييز بين الحق والباطل هو القاصر ذهنيا فيقابل الرشد العقلي بمعرفة الحق من الباطل
لان القصور الذهني والرشد العقلي ليس لهم معنى بدون نتيجة وهي تنوير العقل بالمناهج او الإيديولوجيات الحقة
اما في قضية الاتباع فنجد تعريف الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام للاتباع رجال الحق والبعد عن اتباع رجال الباطل
من خلال مقولته (و لا يعرف الحق بالرجال ولكن يعرف الرجال بالحق) فان الاسلام يطرح بعدا عمليا ومنصفا لاتباع الفرد للشخصية القائدة من حيث كون هذه الشخصية تمثل عقلا راشدا مميزا للحق اي
من خلال مطالبة الفرد بان يعرف الحق ومن ثم يتبع اهله وليس مجرد اخراج الفرد من دائرة الولاءات بشكل سطحي من ثم دفعه الى ولاء اخر بشكل غير موضوعي كولائه للحزب او السلطة بدون مبرر واقعي
ومن جهة اخرى فالتركيز على معيار الحق من قبل الامام عليه السلام يعطي بعد موضوعي فلم يقل الامام اعرف الاسلام واتبع رجال الاسلام لا نه يدعوا الى معرفة الحق فقد يكون هنالك طرفين مسلمين ولكن احدهما ظالم او باطل ولأخر عادل او على حق

ولو تأملنا في هذا الاستقراء لفهمنا جزء مميز للإسلام باعتباره يخاطب العقل وينمي ملكاته لاختيار جهة صالحة ولا يقصر الفرد على اتباعه
بالتالي فالتنوير بالبعد الاسلامي هو تنمية ملكات الفرد العقلية وحتى العاطفية باعتباره كان حي لا يمكن ان ننظر اليه بعين العقل وحده من اجل ان يميز الحق من الباطل ثم يتبع رجال الحق وقبل كل هذا يقدم له القائد الاسلامي الأيديولوجيا الاسلامية كحل شامل على مسرح الحياة ويعمل بكل وجوده لتربية الفرد على فهمها والعمل بها طواعيتا
لكي يكون التنوير الاسلامي ذو بعد مستقبلي يقف اما السلطة الظالمة التي تحاول اغتصاب الدين والحكم بشكل مزيف من خلاله فيكون ملاذ عملي ومنهج تطبيقي يواجه افرازات عصر الظلام الذي نوهنا عنه سابقا

الخصائص التنويرية للإسلام
.................................................. ........................
فكان القرن السابع الميلادي بداية عصر التنوير من خلال الرسول الاكرم والاسلام كأيديولوجية شاملة تعالج كل مفردات الحياة وتضع الحل الامثل لها
فقام بتحرير الدين الحقيقي المصلح للبشرية من خلال بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والرحمة الانسانية واحترام الاخر وكل هذا كفله الاسلام بكل ابعاده وقواعده وتشريعاته
فيقول الاستاذ علي الزيدي في كتابه لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا ((وبعد ان وصل الزمان الى رسولنا الاعظم صلى الله عليه واله ومن ثم الى امير المؤمنين وابنائه المعصومين عليهم السلام وطرق التربية تسير ضمن مسارها الذي خطه الله تعالى فلا انحراف بالسعي الذي يوجد المجتمع المؤمن ولا اصلاح وتراجع للشيطان واتباعه لما يثيرونه من فتن وشبهات لعرقلة المسير الالهي ولذلك فالصراع قائم ويشتد كلما نشط القادة الالهيون في تحركهم وابراز وجودهم ودورهم لقواعدهم الشعبية المؤمنة ))22-23ص
فكانت الدولة التي بناها الدين الواقعي على يد اعظم مصلح للبشرية بإزاء الدولة الدينية السلطوية الرومانية
يمثل بداية التنوير للبشرية فقام رسول الله من خلال الرسالة الاسلامية تلك الأيدولوجية المتكاملة التي تحل كل مشكلات الانسان وتكامل الفرد بحيث يعرف موقعه من الوجود ونتشر العدالة الاجتماعية والقيم لبناء مجتمع فاضل وعادل
فلولا وجود شخص رسول الله وما جاء به من تشريع عادل ومتكامل لعاشت الانسانية حقب متطاولة من الظلام الذي عززته السلطة الرومانية الطاغوتية بانتحالها للدين ولستمرت سيطرتها على البشرية ولم يكن هنالك بصيص امل لحرير الانسانة المعذبة بيد السلطة المادية الظالمة ونتناول في ما يلي
بعض من الخصائص التنويرية للإسلام في بعده البنيوية

1-
الاسلام كمنهج اصلاح انساني اهتم بالقائد وصفاته وخصوصياته لا نه ارد ان يعمل على تنوير طريق البشرية بأيد مخلصة فاهمة للإسلام من جهة وتفهم المشكلات الانسانية من جهة اخرى بحيث يكون تطبيقها للإسلام علمي وموضوعي بعيد عن القصر والتعسف او النفرة
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ[النساء: 58].




لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عزيزا عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حريصا عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة التوبة، الآية: 128]
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)
فالإسلام قدم نفسه تشريع وقائد يطبق ذلك التشريع على نفسه سواء كان في سدة السلطة السياسية او خارجها بالتالي لم يطرح الى الوجود بشكل نظري مجرد بل مع مثالها التطبيقي العملي من خلال القائد الاسلامي المصلح
{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة النساء، الآية: 84].
ولو تأملنا في هذا المنهج لوجدناه منهج تنويري واقعي من جهة ويمتلك مصداقية عالية و من جهة اخره لانه يقدم المبدأ
مع النموذج العملي للمبدأ متمثلا بالقائد الاسلامي المصلح وافضل السبل لتطبيق هذا المبدأ تحت مختلف الظروف

2-يشترط الاسلام على ذلك القائد تربية المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة
قوله تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)سورة النحل)
لكي يستوعب المجتمع مفرداتها ويستطيع العمل بها طواعيتا (حسب منهج الا اكراه في الدين )
كما ان قيمة المنهج الاسلامي لا تتحقق الا باستكمال كل شروطه الموضوعية
القائد والمجتمع الفاهم والمؤمن به للمبدأ
3-اهم مرتكز لشرعية القائد هو قدراته وكفاءته التربوية للمجتمع لحل مشكلاته واصلاحه من المنظور الاسلامية
ففي الحديث { يا علي لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس وخير لك من حمر النعم، وخير لك من الدنيا وما فيها(}
ولو فهمنا الهداية بالمعنى الذي طرحه الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام أي
حين يصل الفرد الى مستوى عقلي يميز فيه بين الحق والباطل ويختار القادة الذين يمثلون الحق وصولا لفهمه للإسلام كأطروحة عادلة وشاملة للحياة عند ذلك نفهم ان القائد الاسلامي مطالب بان يكون كل فرد في المجتمع مشروع للهداية بدون استثناء لان كل فرد هو ممكن ان يكون مشروع انساني ناجح من حيث فهمه للأطروحة العادلة مختارا ومطبق لها اختياريا وبدون ان يخطط القائد ويعمل لاستيعاب كل المجتمع فلن يستطيع ان يحرر الانسانية ويوصلها الى كمالها المنشود وبتالي لن يكون ناجح في المنظور الاسلامي فالإصلاح النوعي للبشرية يتطلب برامج شاملة لكي يصل الى تلك النتائج بالعكس تماما لو كان هدفه اصلاح طائفي او هدف كمي فلن يهتم بالأفراد واختلافاتهم بل سيكتف دائما بالمشاريع التي تؤتي نجاح نسبي كمي
4- قاعدة الاسلام للتشريع مرنه حيث انه لا يقصر تشريعاته على مستوى واحد من المجتمع بل الإنسان:كامه ليشمل اكبر عدد من مستويات المجتمع ويعبر عنه بالاصطلاح الاسلامي (الانتقال من الاحكام الاولية الى الثانوية حسب المصلحة وكما يحدده المشرع الاسلامي ): وفي حادثة حصلت بزمن خلافة الامام علي ابن ابي طالب حيث فرض الزكاة على الدواب بخلاف الحكم الاولي الذي لا يشملها بالزكاة وذلك لضرورة اقتصادية تمثلت بعزف المجتمع عن تربية الاغنام والبقر والابل وهذا يضر بالأمن الغذائي للدولة الاسلامية فتنبه المجتمع الى ضرورة التنويع في مصادر الثروة الحيوانية وتلافا بذلك العجز الوشيك بهذه الثروة
نلاحظ هنا ان الامام استوعب كل مستويات المجتمع حتى الغير قادرة على تطبيق التشريع ذو المستوى الاول واوجد وعي جماعي اصلح به الخلل المحدق بالمجتمع
بمعنى اخر ان هذا التغاير في الاحكام سببه المصلحة والمصلحة هنا ايجاد رشد عقلي وعاطفي للمجتمع لكي يميز القيادة الصالحة من الطالحة فيتبعها غير مكرها وفهم وتطبق الاحكام والارشادات الاسلامية باعتبارها الحل الامثل لمشكلاتها مع ضمان استقلال المجتمع عن الضغوط الاقليمية او الدولية الظالمة
5-قاعدت الفراغ التشريعي كما يصفها الفيلسوف المرجع السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر (قدس)
يُشخص محمد باقر الصدر حدود منطقة الفراغ التشريعي من خلال التمييز بين نوعين من علاقات الإنسان :
العلاقة الأولى : علاقة الإنسان بالإنسان ، و هي علاقة ينبغي أن يكون ناظمها ثابتاً لثبات طرفيها ، فبقدر سعة العلاقات الإنسان و تباين أشكالها و تمظهراتها ، بقدر ما هي ثابتة بثبات طرفيها الموضوعيين ، و لا يمكن أن تتغير ، كما يرى الصدر ، القوانين الناظمة لهذا النوع من العلاقة مهما تعقدت و توسعت ، و بالتالي فان الأحكام الإسلامية التي شُرعت في زمن البعثة تبقى قادرة على تقديم الحلول لإشكاليات هذه العلاقة و ملابساتها كافة .
العلاقة الثانية : علاقة الإنسان بالطبيعة : يتباين هذا النوع من العلاقة عن سابقه ؛ بكونه يكشف عن عنصرٍ تغييري و تطوري ، لان الإنسان يستفيد من الطبيعة و يوظفها بحجم تمكنه من إستثمار عقله في هذه العلاقة ، و بالتالي ( يكون من الطبيعي أن تتصف الصور التشريعية الناظمة لعلاقة الإنسان مع الطبيعة بالتغير و التطور و المرونة )(3).
وهذا يعطي ديناميكيا اكبر للتشريع الاسلامي لمواكب الحياة واستيعاب الاخر من جهة كما انه يقدم القائد الاسلامي باعتباره لايحترم التراث الانساني فحسب بل يستثمره في تنمية المجتمعات البشرية كذلك
6-ان قانون العقوبات الجنائي الاسلامي لو صح التعبير يمتاز بان عقوباته شديده لا نه يهدف الى حماية المجتمع بشكل كبير من كل الانحرافات التي تقوض امنه ورفاها
وفي نفس الوقت فان الشروط التي يحتاجها القضاء الاسلامي لتطبيق تلك الاحكام صعبه او مشدده ايضا بحيث تجعل القضاء الاسلامي في اعلى درجات الاحتياط للحصول على اعدل الاحكام
فمثلا يوجد ما يقارب اربعون شرط لا ثبات قضية مثل الممارسة الجنسية خارج المؤسسة الزواج
احدها توفر اربع شهود عدول رءوا التفاصيل الدقيقة لهذه الممارسة وه فرض نادر حتى يتسنى للقاضي المسلم تطبيق عقوبتها الجنائية
ولو تأملنا في هذا المنهج لفهمنا منه ان الاسلام لا يريد الغاء الفرد بل اصلاحه وتقويمه ويفرض على القائد ان يراعي كل افراد المجتمع بل يقول الرسول الاكرمعن أبي عبدالله (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآلة) أنه قال: إدرؤوا الحدود بالشبهات، وأقيلوا الكرام عثراتهم إلاّ في حدٍّ من حدود الله.
.

وخلاصة البحث يمكن اجمالها من خلال وصف البعد التنويري الاسلامي
فهذا البعد هو الاقرب للمفهوم التنويري لانه يجعل التنوير منهج عملي يمكن تطبيقه لا يكون ناجح الا بعد ان يصل بالفرد الى مستوى من الادراك بحيث يفهم قيمة وجوده وين يضع نفسه من الكون بحسب ما تبين له العقيدة الاسلامية وبشكل اختياري ويعمل القائد الاسلامي على تنمية الفرد والمجتمع بشكل تربوي وليس قصري
ولكنه يكون ملزم بان يحمي مجتمعه من الهيمنة المال السياسي او السلطة الظالمة التي تحاول تغيير المجتمع أيديولوجيا
لكي يكون خيار المجتمع والفرد حر وبعيد عن مخططات السلطة السياسية والدينية والاجتماعية الظالمة
بالتالي فهو يوفر مناخ ملائم جدا لتكامل الفرد والتطوير لأرادته وفهمه للاديولوجيات المطروحة في ساحة وجوده واختيار الامثل لتلك الأيديولوجيا التي ستاتي بالخير للإنسانية ممثلا بالإسلام كمنهج يقود الحياة ويؤسس للدولة الانسانية العادلة العالمية

....................................
(3)محمد الحسيني ( محمد باقر الصدر ، حياةٌ حافلة ، فكرٌ خلاق ) الطبعة الأولى 1426 هــ / 2005 م ، نشر دار المحجة البيضاء - بيروت ، ص 428 - 429 .

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-2017, 05:10 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: البعد التنويري في الفكر الاسلامي

احسنت بارك الله فيك اخي العزيز

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-2017, 02:45 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: البعد التنويري في الفكر الاسلامي

محاضرة رائعة أحسنتم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:07 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024