العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام )

منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام ) مواضيع ملحمة الخلود وثورة الإباء في طف كربلاء

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-2019, 09:58 AM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي سَفَرْ زيارة الاربعين

ما اجمل السفر من اجل طلب الكمال فهو المحرك الرئيسي في رقي الانسان ، وكم من أسفار رائعة قام بها الكُمَّلْ من بني الانسان ، كأسفار إبراهيم الخليل(عليه السلام) ، وموسى الكليم(عليه السلام) ، وعيسى المسيح(عليه السلام) ، الذي (كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن وكان ادامه الجوع وسراجه بالليل القمر وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم ، ولم تكن له زوجه تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله)
أما إذا نظرنا إلى الانسان الكامل محمد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعترته الطاهرة(عليهم السلام)، فإننا نجد العجب العجاب من أسفارهم وما خفي كان أعظم أكيدا ، فكم للمصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) من أسفار فاض خيرها على العالمين ، وكذلك الحال مع علي المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد بكربلاء(عليهم افضل الصلاة واتم التسليم)، الذي نعيش هذه الايام بفيض سفرته الخالدة في طلب الإصلاح ، وها هي قلوب المحبين الطائرة تقتفي نوره محلقة في سماء الفضائل تبتغي الوصول لرضا باريها ، فما أحلى السفر للقاء المحبوب وما أهون متاعبه عند الوصول للمطلوب ، وهنالك أسفار مميزة الجواهر وثمينة الدرر كسفر الحج إلى بيت الله العتيق وسفر زيارة الأربعين نحو ضريح الامام الحسين(عليه السلام)، حيث الانتقال من محطة إلى أخرى مع ما فيها من دروس ، فتجد درجات النجاح تختلف باختلاف المسافرين في سفر الخير والإصلاح وما أجمل ما تراه في طريق المجتهدين من دروس وعبر ، فتجد المرأة العجوز المنحنية الظهر من أتعاب الزمن تجد في المسير كالشابات من اجل الوصول لنيل المأمول وكذلك ترى الشيخ الكبير شادا وسطه بحزام الهمة متكئا على عصا الصبر لا يهمه ضعف بصره ما دام عنده البصيرة يسابق الريح للقاء المحبوب ، وترى الأطفال فرحة مستبشرة كصغار الطيور عند تحليقها لأول مرة مع فصيلتها...
وفي السفر تبرز المعادن الأصيلة ، خصوصا في أوقاته الصعبة ولحظاته الحرجة ولكل مسافر غاية يبتغي الوصول اليها فما أحلى أن تكون الغاية عين المحبوب لا مثوبته عندها تكون الجذبة الحقيقية ، وهنيئا للمسافر الصابر في سفره حيث الانتقال من مقام إلى مقام ارفع ، ومن درجة إلى درجة أعلى ، لتبدأ بعدها مرحلة تكامل اخرى ، فليس للمحبوب حد محدود انما المحدود يحلق ويطير حتى يصل الى مقامه المعلوم ، فلا بخل بفيض الكريم انما القابل محدود، (سالت أودية بقدرها ) فلا تنتهي زيارة الأربعين بالوصول الى الضريح المقدس فحسب فمن غير اللائق أن نحد المعصوم وقد ذابت ذاته المقدسة بذات اللامحدود (جلت قدرته) ، لذا فالحذر من الغفلة واجب ، فكم من ناجح للوصول لكنه أساء بعد ذلك ، مثله كمثل الذي ذهب ليستلم مركب جديد وبعد أن وصل واستلمه ، أصابه بطريق العودة بحادث شوهه واذهب نضارته أجارنا الله من شرور أنفسنا ، وأسال الباري بحق دموع الزائرين وأنفاسهم الطيبة أن يعجل فرج الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء لتنتهي بدولته الكريه هموم المستضعفين وتسكن آلام وحسرات الأيتام والمساكين ولا يبقى على وجه الأرض أصل للظالمين الا واقتلعه ، ولا ركنا للفاسدين الا وحطمه،انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 02-10-2020 الساعة 11:42 AM
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
زيارة، الاربعين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:26 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024