العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه

منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-2013, 08:04 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي آية ... لاينال عهدي الظالمين

[frame="13 98"]
آية ...لا ينال عهدي الظالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ))(سورة البقرة / الآية 124)
في هذه الآية الكريمة مطالب كثيره وبحوث نفيسة وبإذن الله تعالى سوف يتم التعرض بإيجاز الى بعض ما قاله العلماء في بعض مطالبها (واستغفر الله عن كل قصور وتقصير، فإن شاء الله هو غير متعمد وانما ناجم عن جهلي وقلة وعائي )
والان لنتعرض بإيجاز الى بعض المطالب المتعلقة بهذه الآية الكريمة عسى ان نصل بحول الله وقوته الى صوره من صور معاني هذه الآية الكريمة وكما يلي :
اولا ـ قوله تعالى : ((..قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ..))
فهنا المنصف يرى بوضوح من قوله تعالى:
((..قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ..)
ان الإمامة جعل الهي ، وليس لنا امكانية وحق اختيار من نشاء منا وتنصيبه اماما علينا
قال الامام علي الرضا (عليه السلام):
هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الامه فيجوز فيها اختيارهم ؟
ان الإمامة اجل قدرا واعظم شأنه واعلى مكانا وامنع جانبا وابعد غورا من ان يبلغها الناس بعقولهم او ينالوها بآرائهم او يقيموا اماما باختيارهم .
ان الإمامة خص الله عز وجل بها ابراهيم الخليل(عليه السلام) بعد النبوة .
والخلة مرتبه ثالثه وفضيله شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال :
((اني جاعلك للناس اماما )) ، فقال الخليل (عليه السلام سرورا بها((ومن ذريتي)) ، قال الله تبارك وتعالى :
((لا ينال عهدي الظالمين)) فأبطلت هذه الآية امامة كل ظالم الى يوم القيامة وصارت في الصفوة ،ثم اكرمه الله تعالى بان جعلها في ذريته اهل الصفوة والطهارة فقال :
((ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافله وكلا جعلنا صالحين()وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين))(سورة الانبياء/الآية 73)
فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال جل وتعالى : ((ان اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين))
فكانت له خاصه ، فقلدها(صلى الله عليه وآله وسلم) عليا بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان بقوله :
((وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم البعث ))(سورة الروم/ الآية 56)
فهي في ولد علي خاصه الى يوم القيامة اذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

(اصول الكافي ج1 كتاب الحجه)
والآن لفهم صوره من صور هذا المطلب نذكر ما يلي :
1ـ معنى من معاني الجعل الالهي
في الصحاح
في اللغة ج1 ص93 (جعل):
جَعَلْتُ كذا أَجْعَلُهُ جعْلاً ومَجْعَلاً .
وجَعَلَهُ الله نبيَّاً ، أي صيّره .
وجَعَلوا الملائكة إناثاً ، أي سمَّوهم .

وقال الشيخ فخر الدين الطريحي (تفسير غريب القرآن ص451)
جعل يكون بمعنى : خلق ك‍ ( جعلنا من الماء )
وبمعنى : صنع ك‍ ( جعل الليل سكنا )
وبمعنى : صير ك‍ ( جاعلك للناس إماما )
و ( جعلناه قرانا ) قيل : بمعنى صيرناه
والجعل : التسمية أيضا قال تعالى :
( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ) أي سموا ووصفوا
2 ـ الإمامة :
تمت الإشارة بإذن الله تعالى الى الإمامة في آية الطاعة المباركة وللمزيد من التوضيح نشير هنا الى ما يلي :
قال الامام علي الرضا (عليه السلام) :
ان الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين .
ان الإمامة اس الاسلام النامي وفرعه السامي .
بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيء والصدقات ، وامضاء الحدود والاحكام ، ومنع الثغور والاطراف .
الامام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنه والحجه البالغة

(الشيخ علي الرباني عن اصول الكافي ج1 كتاب الحجه)
قال العلامة جار الله الزمخشري في الكشاف :
الإمام اسم من يؤتم به على زنة الإله ، كالإزار لما يؤتزر به ، أي يأتمون بك في دينهم ..
قال الماوردي:
اما بعد ، فان الله جلت قدرته ندب للامه زعيما خلف به النبوة وحاط به المله وفوض اليه السياسة ليصدر التدبير عن دين مشروع وتجتمع الكلمة على رأي متبوع فكانت الإمامة
(الاحكام السلطانية ص3 (مقدمة الكتاب ) ـ للماوردي تصحيح محمد حامد الفقي عن الطبعة المصرية مكتب السلالم 1406هج )
قال الشيخ ناصر مكارم شيرازي ( الامثل في تفسير كتاب الله المنزل ج1ص366) :
الإِمامة ـ بعبارة موجزة ـ هي منزلة القيادة الشاملة لجميع المجالات المادية والمعنوية والجسمية والروحية والظاهرية والباطنية .
الإِمام رئيس الدولة وزعيم المجتمع ومعلم الأخلاق وقائد المحتوى الداخلي للأفراد المؤهلين .
فهو بقوّته المعنوية يقود النفوس المؤهلة على طريق التكامل .
وبقدرته العلمية يعلم الجهلة .
وبقوّة حكومته أو أية قوّة تنفيذية اُخرى يطبق مبادي العدالة
الفرق بين النّبوة والإِمامة والرسالة
قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي :
يفهم من الآيات الكريمة والمأثور عن المعصومين ، أن حَمَلة المهمات من قبل الله تعالى لهم منازل مختلفة :
1 ـ منزلة النّبوة :
أي إستلام الوحي من الله ، فالنبي هو الذي ينزل عليه الوحي، وما يستلمه من الوحي يعطيه للنّاس إن طلبوا منه ذلك .
2 ـ منزلة الرسالة:
وهي منزلة إبلاغ الوحي ، ونشر أحكام الله ، وتربية الأفراد عن طريق التعليم والتوعية .
فالرّسول إذن هو المكلف بالسعي في دائرة مهمته لدعوة النّاس إلى الله وتبليغ رسالته ، وبذل الجهد لتغيير فكري عقائدي في مجتمعه .
3 ـ منزلة الإِمامة:
وهي منزلة قيادة البشرية ، فالإِمام يسعى إلى تطبيق أحكام الله عملياً عن طريق إقامة حكومة إلهية وإستلام مقاليد الأمور اللازمة . وإن لم يستطع إقامة الدولة يسعى قدر طاقته في تنفيذ الأحكام .
بعبارة اُخرى ، مهمة الإِمام تنفيذ الأوامر الإِلهية ، بينما تقتصر مهمة الرّسول على تبليغ هذه الأوامر .
وبتعبير آخر أيضاً، مهمة الرّسول ، إراءة الطريق ، ومهمة الإِمام «الإِيصال إلى المطلوب» (إضافة إلى المهام الثقيلة الاُخرى المذكورة).
من نافلة القول أن كثيراً من الأنبياء كنبيّ الإِسلام عليه أفضل الصلاة والسلام حازوا على المنازل الثلاث، كانوا يستلمون الوحي، ويبلغون أوامر الله، ويسعون إلى أقامة الحكومة وتنفيذ الأحكام، وينهضون ـ بما لهم من تأثير روحي ـ بمهمة تربية النفوس
(انتهى).
وقال سيد محمد حسين الطباطبائي(تفسير الميزان ج1ص154)
..الإمام هو الذي يقتدي و يأتم به الناس ، و لذلك ذكر عدة من المفسرين أن المراد به النبوة ، لأن النبي يقتدي به أمته في دينهم ، قال تعالى:
(( و ما أرسلنا من رسول ، إلا ليطاع بإذن الله ))(سورة النساء الآية 63) لكنه في غاية السقوط .

أما : أولا ـ
فلأن قوله: إماما ، مفعول ثان لعامله الذي هو قوله : جاعلك و اسم الفاعل لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي ، و إنما يعمل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال فقوله ، إني جاعلك للناس إماما ، وعد له (عليه السلام) بالإمامة في ما سيأتي ، مع أنه وحي لا يكون إلا مع نبوة، فقد كان (عليه السلام) نبيا قبل تقلده الإمامة ، فليست الإمامة في الآية بمعنى النبوة ذكره بعض المفسرين .
و أما : ثانيا ـ
.. أن قصة الإمامة ، إنما كانت في أواخر عهد إبراهيم (عليه السلام) بعد مجيء البشارة له بإسحق و إسماعيل ، و إنما جاءت الملائكة بالبشارة في مسيرهم إلى قوم لوط و إهلاكهم ، و قد كان إبراهيم حينئذ نبيا مرسلا، فقد كان نبيا قبل أن يكون إماما فإمامته غير نبوته .
و منشأ هذا التفسير وما يشابهه الابتذال الطارئ على معاني الألفاظ الواقعة في القرآن الشريف في أنظار الناس من تكرر الاستعمال بمرور الزمن و من جملة تلك الألفاظ لفظ الإمامة ، ففسره قوم: بالنبوة و التقدم و المطاعية مطلقا ، و فسره آخرون بمعنى الخلافة أو الوصاية ، أو الرئاسة في أمور الدين و الدنيا - و كل ذلك لم يكن - فإن النبوة معناها:
تحمل النبإ من جانب الله و الرسالة معناها تحمل التبليغ ، و المطاعية و الإطاعة قبول الإنسان ما يراه أو يأمره غيره و هو من لوازم النبوة و الرسالة ، و الخلافة نحو من النيابة ، و كذلك و الوصاية ، و الرئاسة نحو من المطاعية و هو مصدرية الحكم في الاجتماع و كل هذه المعاني غير معنى الإمامة التي هي كون الإنسان بحيث يقتدي به غيره بأن يطبق أفعاله و أقواله على أفعاله و أقواله بنحو التبعية ، و لا معنى لأن يقال لنبي من الأنبياء مفترض الطاعة إني جاعلك للناس نبيا ، أو مطاعا فيما تبلغه بنبوتك، أو رئيسا تأمر و تنهى في الدين ، أو وصيا ، أو خليفة في الأرض تقضي بين الناس في مرافعاتهم بحكم الله .
و ليست الإمامة تخالف الكلمات السابقة و تختص بموردها بمجرد العناية اللفظية فقط ، إذ لا يصح أن يقال لنبي - من لوازم نبوته كونه مطاعا بعد نبوته - إني جاعلك مطاعا للناس بعد ما جعلتك كذلك ، و لا يصح أن يقال له ما يئول إليه معناه و إن اختلف بمجرد عناية لفظية ، فإن المحذور هو المحذور، و هذه المواهب الإلهية ليست مقصورة على مجرد المفاهيم اللفظية ، بل دونها حقائق من المعارف الحقيقية، فلمعنى الإمامة حقيقة وراء هذه الحقائق .
والذي نجده في كلامه تعالى: أنه كلما تعرض لمعنى الإمامة تعرض معها للهداية تعرض التفسير، قال تعالى في قصص إبراهيم (عليه السلام):
(( ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة و كلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ))(سورة الأنبياء / الآية 73) ، و قال سبحانه:
(( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون ))(سورة السجدة / الآية 24)
فوصفها بالهداية وصف تعريف ، ثم قيدها بالأمر، فبين أن الإمامة ليست مطلق الهداية ، بل هي الهداية التي تقع بأمر الله ، و هذا الأمر هو الذي بين حقيقته في قوله :
(( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء))( سورة يس / الآية 83)
و قوله : (( و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ))( سورة القمر/ الآية 50 )
و.. في الآيتين أن الأمر الإلهي و هو الذي تسميه الآية المذكورة بالملكوت وجه آخر للخلق ، يواجهون به الله سبحانه ، طاهر مطهر من قيود الزمان و المكان خال من التغير و التبدل و هو المراد بكلمة - كن - الذي ليس إلا وجود الشيء العيني ، و هو قبال الخلق الذي هو وجه آخر من وجهي الأشياء ، فيه التغير و التدريج و الانطباق على قوانين الحركة و الزمان..
و بالجملة فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه ، فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم ، و هدايتها إيصالها إياهم إلى المطلوب بأمر الله دون مجرد إراءة الطريق الذي هو شأن النبي و الرسول و كل مؤمن يهدي إلى الله سبحانه بالنصح و الموعظة الحسنة ، قال تعالى:
(( و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء" و يهدي من يشاء ))(سورة إبراهيم / الآية 4) ، و قال تعالى:
في مؤمن آل فرعون، (( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ))( سورة غافر / الآية 38 ) ، قال تعالى :
((فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ))( سورة التوبة / الآية 122 )، و سيتضح لك هذا المعنى مزيد اتضاح .
ثم إنه تعالى بين سبب موهبة الإمامة بقوله:
(( لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون)) الآية" فبين أن الملاك في ذلك صبرهم في جنب الله - و قد أطلق الصبر - فهو في كل ما يبتلي و يمتحن به عبد في عبوديته، و كونهم قبل ذلك موقنين ، و قد ذكر في جملة قصص إبراهيم (عليه السلام) قوله:
(( و كذلك نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض و ليكون من الموقنين ))( سورة الأنعام / الآية 75 )
والآية كما ترى تعطي بظاهرها: أن إراءة الملكوت لإبراهيم كانت مقدمة لإفاضة اليقين عليه ، و يتبين به أن اليقين لا ينفك عن مشاهدة الملكوت كما هو ظاهر قوله تعالى:
(( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم))(سورة التكاثر/ الآية 6 )و قوله تعالى:
((كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ))(سورةالمطففين/الآية 14 ) ، (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ))(سورة المطففين/ الآية 15) - إلى أن قال - ((كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ))(سورة المطففين/ الآية 18)، ((َمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ))( الآية 19 )(( كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ))(الآية 20) ، ((يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ))(سورة المطففين/ الآية 21)
وهذه الآيات تدل على أن المقربين هم الذين لا يحجبون عن ربهم بحجاب قلبي و هو المعصية و الجهل و الريب و الشك، فهم أهل اليقين بالله ، و هم يشهدون عليين كما يشهدون الجحيم .
و بالجملة فالإمام يجب أن يكون إنسانا ذا يقين مكشوفا له عالم الملكوت - متحققا بكلمات من الله سبحانه - و قد مر أن الملكوت هو الأمر الذي هو الوجه الباطن من وجهي هذا العالم، فقوله تعالى: يهدون بأمرنا، يدل دلالة واضحة على أن كل ما يتعلق به أمر الهداية - و هو القلوب و الأعمال - فالإمام باطنه و حقيقته ، و وجهه الأمري حاضر عنده غير غائب عنه ، و من المعلوم أن القلوب و الأعمال كسائر الأشياء في كونها ذات وجهين ، فالإمام يحضر عنده و يلحق به أعمال العباد ، خيرها و شرها ، و هو المهيمن على السبيلين جميعا ، سبيل السعادة و سبيل الشقاوة .
و قال تعالى أيضا:
(( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم))(سورة الإسراء / الآية 71 ) و.. تفسيره بالإمام الحق دون كتاب الأعمال ، على ما يظن من ظاهرها ، فالإمام هو الذي يسوق الناس إلى الله سبحانه يوم تبلى السرائر، كما أنه يسوقهم إليه في ظاهر هذه الحياة الدنيا و باطنها، و الآية مع ذلك تفيد أن الإمام لا يخلو عنه زمان من الأزمنة، و عصر من الأعصار، لمكان قوله تعالى: كل أناس...
ثم إن هذا المعنى أعني الإمامة ، على شرافته و عظمته ، لا يقوم إلا بمن كان سعيد الذات بنفسه ، إذ الذي ربما تلبس ذاته بالظلم و الشقاء ، فإنما سعادته بهداية من غيره ، و قد قال الله تعالى: (( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى ))(سورة يونس / الآية 35 ).
و قد قوبل في الآية بين الهادي إلى الحق و بين غير المهتدي إلا بغيره ، أعني المهتدي بغيره ، و هذه المقابلة تقتضي أن يكون الهادي إلى الحق مهتديا بنفسه ، و أن المهتدي بغيره لا يكون هاديا إلى الحق البتة.
و يستنتج من هنا أمران:ـ
أحدهما ـ
أن الإمام يجب أن يكون معصوما عن الضلال و المعصية ، و إلا كان غير مهتد بنفسه ، كما مر كما ، يدل عليه أيضا قوله تعالى: (( و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلوة ، و إيتاء الزكوة و كانوا لنا عابدين))(سورة الأنبياء / الآية 73 )
فأفعال الإمام خيرات يهتدي إليها لا بهداية من غيره بل باهتداء من نفسه بتأييد إلهي ، و تسديد رباني و الدليل عليه قوله تعالى: ((فعل الخيرات)) بناء على أن المصدر المضاف يدل على الوقوع ، ففرق بين مثل قولنا: و أوحينا إليهم أن افعلوا الخيرات فلا يدل على التحقق و الوقوع ، بخلاف قوله (( و أوحينا إليهم فعل الخيرات)) فهو يدل على أن ما فعلوه من الخيرات إنما هو بوحي باطني و تأييد سماوي .

الثاني ـ
عكس الأمر الأول و هو أن من ليس بمعصوم فلا يكون إماما هاديا إلى الحق البتة.
و بهذا البيان يظهر: أن المراد بالظالمين في قوله تعالى:
(( قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين))
مطلق من صدر عنه ظلم ما ، من شرك أو معصية، و إن كان منه في برهة من عمره، ثم تاب و صلح .
و قد سئل بعض أساتيذنا رحمة الله عليه: عن تقريب دلالة على عصمة الإمام .
فأجاب: أن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام: من كان ظالما في جميع عمره، و من لم يكن ظالما في جميع عمره ، و من هو ظالم في أول عمره دون آخره ، و من هو بالعكس هذا.
و إبراهيم (عليه السلام) أجل شأنا من أن يسأل الإمامة للقسم الأول و الرابع من ذريته، فبقي قسمان و قد نفى الله أحدهما ، و هو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره ، فبقي الآخر، و هو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره انتهى و قد ظهر مما تقدم من البيان أمور:

الأول ـ
إن الإمامة لمجعولة .
الثاني ـ
أن الإمام يجب أن يكون معصوما بعصمة إلهية .
الثالث ـ
أن الأرض و فيه الناس ، لا تخلو عن إمام حق .
الرابع ـ
أن الإمام يجب أن يكون مؤيدا من عند الله تعالى .
الخامس ـ
أن أعمال العباد غير محجوبة عن علم الإمام .
السادس ـ
أنه يجب أن يكون عالما بجميع ما يحتاج إليه الناس في أمور معاشهم و معادهم .
السابع ـ
أنه يستحيل أن يوجد فيهم من يفوقه في فضائل النفس .
فهذه سبع مسائل هي أمهات مسائل الإمامة: تعطيها الآية الشريفة بما ينضم إليها من الآيات و الله الهادي(انتهى)
وقال السيد محمد حسين الحسيني (معرفة الامام ج1ص217 دار المحجة البيضاء مجلد1 ) في هذه المسائل المستدله من القرآن ما يلي .

المسألة الاولى :
انّ الإمامة ليست قابلة للاختيار و الانتخاب ، بل هي مجعولة بجعلٍ الهيّ يُعلن للناس من قبل النبّي او الإمام السابق ، او باتّضاح الإمام نفسه للناس بواسطة النصوص و المعجزات ، لأنّه
أولاً ـ
و كما قلنا ـ فانّ الله سبحانه و تعالى يعرّف هذا المنصب في القرءان الكريم بعنوان (الجعل و التنصيب الالهيّ) ، حيث ورد :
قَالَ إِنّى جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَامًا (سورة البقرة / الآية 124) .
و يقول أيضاً :
(( وَ جَعَلْنَا مِنْهُم أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُوا ...)(سورة السجده / الآية 24) .
و يقول أيضاً
(( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ...))(سورة الأنبياء / الآية 73 ) .
و في جميع هذه الآيات التي ذكرت منصب الإمامة ، فإنها أوردت عنوان الجعل الالهيّ .
ثانياً ـ
انّ الإمامة قوّة الهيّة في نفس الإمام يحصل بواسطتها على الاطّلاع على ملكوت و نفوس الأشياء و يسيطر عليها ، كما هو مستفاد من جملة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ، فمن كانت فيه هذه القوّة كان هو الإمام ، و من خلا منها لم يكن إماماً .
و لا دخل للاختيار و الانتخاب في هذا الأمر ، ليس لجهة قولنا انّ الناس باعتبار جهلهم بالملكوت و بمقام العصمة لا يمكنهم معرفة الامام ، ولذا فانّ انتخابهم و اختيارهم ليس صحيحاً ، بل اننا لو فرضنا انّ جميع الناس صار لهم اطّلاع على ملكوت الأشياء و روحها ، و انّ الله قد أعطاهم نوراً يمكنهم به تشخيص مقام العصمة ، فانّ الإمامة ـ مع ذلك ـ لن تكون قابلة للانتخاب ، لأنها ـ و كما قلنا سابقاً ـ ملكة الهيّة و قوّة قدسيّة موجودة في نفس الإمام ، و ليس هناك من معنى للقول بأنّ الانسان ينتخب موجوداً خارجياً ، فالموجود الخارجي موجود و لا يحتاج الى انتخاب الانسان ليوجد .
أمن الصحيح أن نقول للعالِم الذي صارت لديه مَلَكة استنباط الأحكام : انّنا ننتخب اجتهادك ؟ أو نقول للبطل الفائز في المسابقات والذي وصلت القدرة في بدنه الى الفعليّة : انّنا ننتخب قوّتك ؟ أو نقول لحافظ القرءان الكريم : انّنا ننتخب حفظك ؟! كلّا بالطبع ، فهذا الكلام ليس صحيحاً أبداً .
انّ الانتخاب يحصل في الأمور الاعتباريّة التي دورانها بيد الاعتبار والانتخاب ، و التي توجد بواسطة الانتخاب و تفنى بعدمه . امّا في الأمور التكوينيّة و الواقعيّة التي وجدت قبل مرحلة الانتخاب و امتلكت وجودها ، فانّ الانتخاب ليس له مجال فيها أبداً .
المسألة الثانية :
انّ الإمام يجب حتماً ان يكون معصوماً بعصمة الباري جلّ و عزّ ، و قد استنتجنا بعض الاستنتاجات في هذا الباب من ءايات : لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظّلِمِينَ . و جملة : يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا و جملة : وَأَوْحَيْنَا إلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيرَاتِ ؛ و أصبح معلوماً أنّ الإمام حينما عبر جميع مراحل النفس و تحقّق بوجود حضرة الحقّ ، و تحكّمت في وجوده إرادة و مشيئة الحقّ دون تدخّل النفس الأمّارة ، و صار فعله نفس وحي الله ، لذا فانّ ذلك الإمام معصوم و منزّه عن كلّ دنس نفسي ، و هذا هو معنى العصمة .
كما اننا استفدنا المصونيّة و العصمة من ءاية : (( ... فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ))(سورة الجن / الآية 27 ) .
بحيث أوضحت الآيات القرآنية هذه الحقيقة بشكل كامل .
المسألة الثالثة:
ان الامام يجب ان يكون مؤيّداً من عند الله ، أي انّ علومه و إدراكاته تحصل في نفسه بواسطة اليقين و الإلهامات الغيبيّة ، ويكون الله هو المتكفّل بأموره ، و قد أستفيد هذا الأمر من جملة : وَ أَوْحَيْنَا إلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ (الانبياء 73) ، و جملة : لَمّا صَبَرُوا وَ كَانُوا بآيتنا يُوقِنُونَ (السجده/ 24) ، و جملة : يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا (السجده/24) ، لإنّ الإمامة تستلزم امتلاك مقام اليقين ، و مقام اليقين كما ذُكر ليس ميسوراً دون انكشاف الملكوت و حقيقة الأشياء و بناءً على هذا فانّ الله سبحانه و تعالى يؤيّده كلّ لحظة بانكشاف الملكوت و الهداية بأمر الله .
المسألة الرابعة :
انّ الأرض و جميع الأفراد الذين يعيشون عليها لهم إمام في كلّ زمان ، و لا يمكن أن تخلو الأرض عن حجّة الله أبداً ، و قد استفيد هذا الأمر أيضاً من ءاية
(( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ...))(سورة الإسراء / الآية 71 ) ، لأن الله سبحانه و تعالى يدعو جميع أفراد بني ءادم الى الحشر يوم القيامة بإمامهم ، فلا يوجد فردٌ من البشر إلّا و له إمام ، و لا يوجد فردٌ على الأرض بدون إمام ، كما انّه ورد في روايات كثيرة انّه لو لم يبقَ على الأرض الّا نفرين ، لكان أحدهما إماماً للأخر ، و لو لم يوجد الّا شخص واحد لوجب أن يكون الإمام نفسه .
المسألة الخامسة:
انّ الامام يعلم بجميع أعمال و أقوال و سيرة وملكات عباد الله ، و ليس هناك علمٌ غائب أو مخفٍ عن نظر الإمام ،...، لأنّ الامام له سيطرة على نفوس و ملكوت الموجودات ، و مع هذه الملكة فانّ جميع الأرواح و النفوس و روح الأعمال ستكون في مشهد الإمام و في حضور الولاية ، كما انّ موجودات عالم الطبيعة مشهودة عند الشخص البصير و غائبة عند الأعمى .
و بالرغم من أنّ ملكوت كثير من الأعمال و الأقوال و النفوس سينكشف لدى الأفراد الذين لم يصلوا بعدُ الى مرحلة الإمامة ، و بالرغم من انّ هذا المعنى سيتّضح لديهم اثر التقوى و العبادة و مخالفة النفس الأمّارة وجاهدتها ، الّا انّهم لن يمتلكوا السيطرة الكليّة على جميع الأرواح والنفوس أو هداية كلّ منهما الى كماله ، كلّاً حسب دوره و بقدر ظرفيّته ، لكنّ هذه الدرجة من البصيرة هي بصيرة القلب التي لا توجد لدى الأخرين ، الّا ان هذه البصيرة و الرؤية قويّة و نافذة لدى الإمام بحيث لا يخفى عنه شي ء من الملكوت في كلّ ءان و في أيّ مكان .
المسألة السادسة :
انّ الإمام يعلم جميع الأمور التي يحتاجها العباد في معاشهم أو معادهم ، لأنّه ـ و حسب الفرض ـ فانّ الإمام يهدي النفوس الى الحقّ من ملكوتها ، و يوصلها الى كمالها ، فكيف يمكن أن يكون نفسه جاهلاً بما يحتاجه العباد في أمور تكاملهم ؟
و هذه الخاصيّة تتّضح أيضاً من الآية القرآنية : يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ، و من أفضليّة مقام الإمامة على النبوّة حسب مفاد خطاب حضرة الحقّ لإبراهيم الخليل .
و علاوةً على ذلك ، فلأن فعل الإمام و قوله منطبق على الحقّ بتمام معنى الكلمة ، و لأنّ الإمام قد خطا في مقام العبوديّة و التقرّب الى مرحلةٍ بعيدة بحيث انّ الله نفسه سيكون هو الأمر و الناهي في وجوده ، و سيكون فعل الإمام هو عين وحي الله ، فكما انّ ما يحتاجه العباد ليس خافياً على الله ، فانّه لن يكون خافياً على الإمام الذي هو المجلى الأتمّ و المجرى الكامل لإفاضات الحضرة الأحديّة الى الموجودات ، و هذا الأمر ليس خافياً على الامام ، بل انّ علم الامام هو عين علم الله تعالى ، و ليس هناك أي تفاوت في أصل المعنى .
المسألة السابعة :
انّ الامام هو أعلى من جميع أفراد البشر من حيث الفضائل النفسانيّة و الملكات الالهيّة ، و من المستحيل أن يكون هناك شخص أفضل من الإمام في محاسن الاخلاق و الملكات الانسانيّة ، لأنّه ـ و كما فرضنا ـ فانّ الطريق الى الله عن طريق ملكات و صفات النفس .
ولأنّ الامام أعلى و أرفع من سائر الأفراد في هذه المرحلة ، لذا فانّه يهديهم عن طريق الملكوت الى الحقّ ، و اذا ما وجد في هذه الحالة شخصان أحدهما يفوق الأخر في هذا المعنى ، فانّ الشخص المتفوّق سيكون حتماً إماماً للآخر ، لإنّ الذي أفق ملكوته و نفسه أنور و أكثر مضاءً و بصيرة سيستطيع أن يدعو الى منزله و محلّه الشخص الأخر الذي ليس في مستوى أفقه ، و في هذه الحالة فانّه سيكون هو الإمام ، خلافاً للشخص الضعيف الذي لن يستطع تحريك القوي أو تحمّل ثقله .
و هذه المسائل السبع هي من أصول مسائل الإمامة ، و سائر المسائل الأخرى متفرّعة عنها (انتهى).
(معرفة الامام ج1ص217 لمحمد حسين الحسيني دار المحجة البيضاء مجلد1).

(وللمبحث تكملة مضافة لاحقة باذن الله تعالى شأنه)

[/frame]

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 01:16 PM   #2

 
الصورة الرمزية عاشق المقتدى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 681
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,852

افتراضي رد: آية ... لاينال عهدي الظالمين


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بارك الله فيك اخي الغالي على مجهودك الرائع

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
عاشق المقتدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 08:58 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: آية ... لاينال عهدي الظالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

 

 

 

 

 

 

 

 

الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2013, 10:16 PM   #4

 
الصورة الرمزية يا رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,421

افتراضي رد: آية ... لاينال عهدي الظالمين

موفقين على تواصلكم في هذه المواضيع

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
يا رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2013, 11:12 AM   #5

 
الصورة الرمزية المحب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1902
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : ارض المقدسات
االمشاركات : 227

افتراضي رد: آية ... لاينال عهدي الظالمين

اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

هكذاعهدناك اخاً معطاءأً...فلا حرمنا الله من فيض علمك بحق محمد وآل محمد.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

المحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آية ...لاينال , عهدي الظالمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 04:11 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024