العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > ألمنبر الإسلامي العام

ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-2022, 12:18 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي اللهَّم: "لاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا".

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، انه قال(من دعاء له): " وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا"( 1).
والذي يمكن ان يستشفه الفرد من معاني هذا الدعاء: ان الدنيا لا تخلوا من المصائب والبلاءات، فقد حفت بالمكاره، ولكن من أعظم ما يبتلى به الفرد ان تكون مصيبته في دينه؛ لأنها من الصعوبة أن تنجبر أو تعوض، وهي أعظم من مصيبة الموت؛ فالموت حق كما الحياة الحق، بينما مصيبة الدين، تمثل في واقعها الخسران المبين، والشقاء الأبدي، والحرمان التام ..
وهنا يسأل سائل، ما هي المصيبة في الدين؟

1.المصيبة: "وَهُوَ الْأَمْرُ الْمَكْرُوهُ ينْزِل بالإنسانِ"( 2)، و" كل ما يسوء الإنسان"( 3)، وقد ذكرت المصيبة في القرآن 75 مرة، وهي على انواع متعددة، منها:

*.مصائب البلاءات العامة من أوبئة وبراكين وخسف وزلازل...، والتي من أهم أسبابها كثرة ذنوب المجتمع وفساد أغلبهم وظهوره في البر والبحر، وعدم تناهيهم عن منكر فعلوه...
*.مصائب العقوبات الخاصة كقوله تعالى في قارون: ((فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ))، والسامري في قوله تعالى: ((فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ))..، والتي من أهم أسبابها عتو وطغيان وفساد أصحابها وتماديهم في غيهم..
*.مصائب الابتلاء، وهي أما:
ـ من اجل تمحيص المؤمنين وكشف المنافقين، فيتميز فسطاط الحق، عن فسطاط الباطل، واظهار كل فرد وجماعة على حقيقتها، قال تعالى: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ))، وقالَ تعالى: ((مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ))، وفي هذه البلاءات يكون غفران الذنوب للمؤمنين ورفع درجاتهم ...، واما الكفار وأهل الشقاق والنفاق فيزدادون عناداً وطغياناً وفساداً في الأرض ...
ـ من أجل الردع لكي يستفيق الفرد فيتوب ويرجع إلى رشده: قال تعالى: ((وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)).

2.مصيبة الدين ، هي كل ما يؤدي إلى تدمير عقيدة الفرد من اعتقاد منحرف، وأكل الحرام، ونصرة الظالمين، وموالاة الفاسدين، وابتغاء العزة عند المشركين...
والمطلب عميق متشعب يتم الاكتفاء هنا بالتنويه الى ما يلي:

*.ان نجاح الفرد في مرحلة معينة من مراحل المسير الالهي لا تعني حصانة للفرد وانه اصبح منزها غير قابل للفشل، وهذا المطب وقع فيه الكثير ممن رأوا انفسهم ناجحين في مرحلة ما قبل السقوط 2003، خصوصا المرتبطين بالعلوم الدينية، والعلمية الاكاديمية، وأبناء مراكز المدن من تجار ووجهاء لاسيما المقدسة منها وخصوصا الذين كانوا في خارج العراق وجاءوا بعد السقوط ، بالتالي فقد منحوا انفسهم الحصانة في الراي والمشورة وانهم من يجب أن يتصدى لمسؤولية القيادة والتوجيه في المجتمع، أما الفرشة من القواعد الشعبية وأبناء الطبقات الكادحة والمناطق الشعبية فاعتبروهم فئة غير راشدة ولا تصلح الا للخضوع والانقياد، سيما وانها قد اتبعت الشهيد الصدر وَنَصَرته وأيَّدَته، وهذا مالم يرتضيه أغلبهم وإلى اليوم، وهذا الوهم القاتل جعلهم راضين عن أنفسهم ودائمي الانتصار لها، وان وقعوا في ارتكاب المحرمات الشرعية الواضحة من موالات المشركين وسلب أموال الناس وغصب حقوقهم والتورط في سفك دمائهم...

*.هنالك من يريد ان تتبع آرائه وتوجيهاته التي لا تتلاءم كليا مع واقعنا لأنه يعيش بعيد عنا في مكان آمن بالنسبة له ولأسرته، ولا يشعر بآلامنا ومعاناتنا اطلاقا، ويعتمد في أخبارنا على ما ينقله له اصحاب مرضى النفوس والقلوب، والحاقدين بشكل كبير على القواعد الشعبية العراقية معتبريها شريحة متمردة لا تفهم الا لغة الطاعة والانقياد لآل الصدر ...

*.الكثير من الذين انزووا على منبر رسول الله وتصدروا لمشهد ادارة السلطة في العراق، وإلى هذه اللحظات غير مقتنعين بأن اتباع الشهيدين الصدرين هم أهل البصائر والإرادة الحرة الكريمة بعد ان نهلوا من فيض الشهيدين الصدرين النابع من منهج المصطفى محمد وعترته الطاهرة بالتالي لا يمكن خداعهم بسهولة وان عملية تدجينهم وترويضهم لإرادة الشرق والغرب مستحيلة يأباها الله ورسوله والمؤمنون وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، من أن يؤثروا طاعة اللئام على مصارع الكرام.
آجارنا الله وجميع اهلنا الطيبين من هذه المصيبة، وثبتنا على منهج الشهيدين الصدرين تحت لواء سيدنا مقتدى نور العين.

المصدر:
1. رواه الترمذي برقم/3502، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني، وذكره الشيخ المجلسي في بحار الأنوار: ج ٩٤ / ٢٣١.
2. النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة صوب.
3. التعاريف/ المناوي: 1/660.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مصيبة ، الدين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 06:19 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024