قلة المال ما بين الشكر والجزع

قلة المال ما بين الشكر والجزع

بسم الله الرحمن الرحيم

أمر كثر عند أغلب الناس وهو عند شحة المال يقول أنا غير مرزوق فمنهم من يتذمر ومنهم ينظر إلى غيره وقليل منهم يشكر الله تعالى على وضعه

وددت أن أتناول هنا عدة أمور فيما يخص ذلك:
أولا: على الإنسان أن يرضى بما قسمه الله تعالى له

قال تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم ) العنكبوت 62

ثانيا: الضيق مرة يكون من أجل تكامله ومرة يكون لمصلحة معينة لا يعلمها ومرة بسبب ذنوب معينة
قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (من انعم الله عليه نعمة فليحمد الله ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله)
قال الإمام الصادق عليه السلام : ( إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله عز وجل قال في كتابه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ....) نوح 10-12
ثالثا: القيام ببعض الأمور يوسع عليه الرزق مثل الصدقة

قال الإمام علي عليه السلام : ( استنزلوا الرزق بالصدقة)

رابعا: هناك ناس أقل منه بكثير وفي حديث بما مضمونه إذا نظرت إلى من هو أعلى منك فانظر إلى من هو أدنى منك

خامسا: المال هو رزق ولكنه ليس الرزق كله فهناك نِعم كثيرة فنِعم الله تعالى لا تُعد ولا تحصى وقسم منها أهم وأعظم من المال ومنها :
1:العقيدة الصحيحة وإتباع جهة الحق
2:ترك الدنيا إلا بمقدار الحاجة والاهتمام بالدار الآخرة
3:عدم الوقوع في الفتن
4:التخلق بالأخلاق الحسنة
5: الزوجة الصالحة والذرية الصالحة
6: القناعة
7: الستر والصحة

وغيرها كثير ولمسنا هذه الأمور عمليا فهناك بعض الناس لديهم أموال ولكنهم يفتقرون لبعض الأمور المذكورة في خامسا وهناك من ماله قليل جدا ولكن لديه نعم أخرى كثيرة كالزوجة الجيدة والصحة والسير بما يرضي الله تعالى وغيرها كثير لذا من قتر عليه المال فليتدبر بما عنده وليس عند الآخرين.

والحمد لله رب العالمين