العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المواضيع التي تخص ائمة الهدى (سيرتهم وهديهم)

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-2020, 03:22 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي الامام السجاد(عليه السلام)، ضمير الانسانية النابض بالحياة الطيبة


لقد سعى الامام السجاد(عليه السلام)، بكل الوسائل المتاحة والمتلائمة مع عقلية ذلك المجتمع والظروف الصعبة التي كانت تكتنفه، من اجل ايقاظ الضمائر الساكنة وتحريك الاحساس فيها لكي تتحرر الطاقة الكامنة فيها عسى ان يستفيق المجتمع ويعي حقيقة الوضع الخطير الذي يعيش فيه لكي يتمكن من مواجهة تسلط فئة قبلية جاهلية امسكت بشدة مسند الخلافة محتكرة جميع موارد الامة بأيدي الفاسدين متخطية ابعد الحدود من ناحية الظلم والفساد وسوء استخدام القوانين وتطبيقها على الضعفاء والمعارضين حصراً، مع سوء إدارة عامة في البلدان، أدّى إلى عشوائية أفقدت المجتمع الامان والسلام بل وحتى افقدته الايمان بحيث ان الامة ارتدت على اعقابها الا ثلاثة او خمسة انفار فهذا يعني ان المجتمع صفر تماما من الاسلام الواقعي الحقيقي لان الارتداد معناه ان المجتمع قد رجع القهقرا وفقد جزءا كبيرا من ايمانه ولو لفترة قصيرة مع الالتفات الى نقطة مهمة وهي:
انه قد لا يعني هذا الارتداد هو ان المجتمع قد انكر وجود الله(جل جلاله) او نبوة الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل انه قد يكون من باب ان المجتمع اصبح لا يحس بتأثير وجود لله في الدنيا وعلى سبيل المثال هناك الكثير من المسيحيين اليوم ولكن هل هم على منهاج عيسى بن مريم(عليهما السلام)، الواقعي؟
وهنالك الكثير من اليهود اليوم فهل هم على منهاج النبي موسى(عليه السلام)، الواقعي؟
وهنالك الكثير من المسلمين اليوم فهل هم على منهاج النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، الواقعي؟
فقد يرى البعض من اصحاب الفكر المتدني وعلى سبيل المثال بان الله لو كان له تأثير بالدنيا لأنقذ الامام الحسين(عليه السلام) من القتل بهذه الطريقة البشعة او منحه النصر العسكري الظاهري الآني له ...
لأن اولئك البعض يشترط مقدما ان يكون تأثير وجود الله بهذه الصورة فحسب ، ولو حصل الواقع بخلاف حساباته الشخصية الضيقة يصاب بالخيبة فيتقهقر.
فان قيل ولكن هنالك معجزات كثيرة رافقت الثورة الحسينية من قبيل تكلم الراس الشريف واحمرار الدنيا ، وخروج الدم العبيط تحت كل حجر...
فلماذا مع كل ذلك حصل ما حصل من رجوع وارتداد للامة؟
فيمكن القول وبمعنى من المعاني ان هول فاجعة كربلاء لم يستوعب ابعادها الكثير من الناس مما ضاعت عليهم فرصة ترسيخ ابعاد وثمار هذه المعجزات الدالة على الارتباط الوثيق بالله تعالى؛ لان الكثير من الناس وبفهمها القاصر تريد تأثيرات محددة مقدما في اذهانها كما قلنا لكي تحس بوجود الله في الدنيا وعلى سبيل المثال:
ان مجرد خلق النباتات هو اعجاز بحد ذاته ولكن الكثير لا يرى ذلك اعجاز سيما وانه قد الف وجوده ، وانما يريد الاعجاز في ان تتكلم النباتات او تمشي او تطير فهذا هو الذي وضعه مقدما في ذهنه كإعجاز ، مع ان الحقيقة والواقع يدلان على ان كل ما في هذا الوجود يعتبر حقيقتاً اعجاز دال بكل الاحاسيس والوجدان والذهن والتفكير...
على وجود الله ولكن العبرة فيمن يلتفت الى ذلك ويشعر به ويتفاعل معه.
اذن الكثير من المجتمع الاسلامي لم يكن فهمه للإسلام ذلك الفهم الصحيح الواقعي الواعي ، بل كان فهمه للإسلام بشكل سطحي مشوه او ناقص او يمكن ان نصفه بغير الواقعي المليء بالشبهات والآراء الخاطئة والثغرات...
عليه احتاج المجتمع الى نقطة بداية جديدة ، اي تأسيس بناء اسلام جديد بعمق ووعي ، وهذا في الحقيقة افضل بكثير من القيام بعملية ترميم بناء عقائدي مستهلك منخور ومتهرئ، فإن بناء اي فكرة صحيحة في الأذهان خالية من الشبهات ، ومليئة بالأمل والدعوة الى الالتفاف حولها ، والعزم على إحيائها ، هو أفضل بكثير من محاولة ترميم افكار يأس الناس من جدواها بعد استيلاء المنحرفين عليها فجعلوها شوهاء خرقاء.
لقد رأى الامام وهو المحيط علما بمشاكل المجتمع وطرق وكيفية علاجها الناجع ، انه يجب ينحى منحى علاجي يتلاءم مع الظرف الذي عاش فيه مستثمرا ما فيه من وسائل متاحة والتي من بينها:
1. موضوع الرقيق.
فخدمة وتكامل ورقي البشرية ككل ورفع الحيف الواقع على بعض الناس من صميم واجبات قادة الانسانية والذين منهم الامام السجاد (عليه السلام) ، لذا فانه سعى جاهدا في محاولة ازالة المتعلقات السلبية التي لحقت بالكثير من هؤلاء الرقيق نتيجة ظلم وفساد السلطة السياسية واتباعها والقيام بعملية ادارة حركة الواقع المعاش في المجتمع من قبل العبيد ، فهؤلاء الذين وجدوا انفسهم بانهم اصبحوا معدمين كليا لذا فأن آثار التربية والتعليم والاحساس العالي بالظلم والقهر يظهر فيهم بشكل عميق وفي كل جوارحهم، لذا قام الامام السجاد بجعلهم عنصر العلة الفاعلة في احياء المجتمع لان الاسلام الواقعي يتحرك من اي مفصل قادر على احياء المجتمع فكان من عناصر هذا المفصل هو العنصر انساني المستعبد.
2. موضوع البكاء .
ان كثرة بكاء الامام السجاد عليه السلام، يمكن ان نستشف منه عدة معاني والتي منها :
اعادة بناء الاسلام الواقعي في المجتمع وبلوره فكره محاطا بهالة من العاطفة، والاحاسيس الوجدانية عسى يلامس قلوب اصحاب الحس المرهف والفطرة السليمة.
ولو التفت الفرد لحظة بنظرة وجدانية لوجد ان الدمعة رفيقة اصحاب الحس المرهف والعواطف الرقيقة ، حيث تجد ان البكاء سمه غالبة للأطفال نتيجة زيادة كم العواطف في كيانهم لذا فانهم وباقل حالات الانفعال تثار احاسيسهم وتنهمر دموعهم ، ليس فقط فيما يخص اصابتهم بنوع من الالم او حينما تهضم حقوقهم ...، بل حتى ان صادفهما موقفا يبعث على الالم والحزن او الخشوع او الفرح ...
وبما ان الامام الحسين عليه السلام هو ضمير الانسانية وقلب وجدانها واحساسها النابض بالحياة بل هو سرة الحياة ، لذا فمن الطبيعي ان يكون الامام الحسين صريع الدمعة الساكبة وهذا ربط مثالي للإنسانية جمعاء بالمحبة والرقة والعطف والود وكل ما يمكن تصوره من معاني نبيلة.
3.موضوع الدعاء.
لقد تفضل علينا الامام السجاد عليه السلام، بالصحيفة السجادية او ما تسمى بزبور آل محمد والتي فيها نوع من الاحياء للقلوب الضعيفة ، وعناصر محركه للمجتمع والتي تساعد في تكوين حبل الوصال بين الفرد وبين الله جل جلاله ان استثمر الفرد هذه العناصر المحركة في احياء النفوس وتهذيبها، فالمتأمل في الصحيفة السجادية يجد فيها منهاج تربوي تعليمي نموذجي نافع وبشكل مثالي في :
1ـ تكوين وتنظيم علاقات للفرد مع نفسه واسرته ومجتمعه ومحيطه وخالقه.
2ـ استثمار هذه العلاقات الاستثمار الامثل في بناء شخصية الفرد بشكل خاص وبنية المجتمع بشكل عام.
3ـ اضفاء طابع الهدوء والسكينة والاطمئنان على الفرد لاسيما وهو يتجول في بساتين هذه الصحيفة المباركة، علما ان الدعاء وسيلة مناجاة وارتباط يحتاج اليه الفرد لمعالجة الكثير من شؤونه وحاجاته ان سلك الفرد الطريق الصحيح في السعي الجاد الحثيث وليس الانحراف الى منطقة الخمول والاتكالية.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2020, 11:27 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: الامام السجاد(عليه السلام)، ضمير الانسانية النابض بالحياة الطيبة

احسنتم وجزاكم الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الامام ، السجاد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 03:46 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024