العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر علي ولي الله

منبر علي ولي الله المواضيع التي تخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-2019, 07:44 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي كيف نلتحق بولاية امير المؤمنين علي(عليه السلام)

قال تعالى:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ﴾(سورة المائدة من الآية: 3)
وقد تم ذلك بولاية امير المؤمنين علي (عليه السلام) وهنا يتبادر هذا السؤال المهم وهو:

كيف نلتحق بولاية امير المؤمنين علي(عليه السلام)؟
وبالتأكيد فإن مثل هذا المطلب النفيس لا يمكن ايفاء جزء من حقوقه بهذه الكلمات القليلة ولكن التشرف بالمرور عليه قد يكون نافع بمعنى من المعاني ، وقبل ذلك من المهم التطرق الى هذا السؤال:

متى يصبح الانسان انسان، ومتى يرتقي في سلم مراتب الانسانية حتى يصل الى مرتبة الفرد الاكمل؟
وما هي مواصفات الفرد الواصل الى مرتبة الفرد الاكمل وماهي مسؤوليتنا اتجاهه ؟

اولاً: متى يصبح الانسان انسان، ومتى يرتقي في سلم مراتب الانسانية حتى يصل الى مرتبة الفرد الاكمل؟

يمكن القول بان الفرد حينما ينوي حقيقة وواقعا بإزالة المتعلقات السلبية من ساحة نفسه وقلبه ثم يبدأ رويدا رويدا بهذه العملية الشاقة الطويلة لاسيما ان كانت كمية الترسبات السلبية كبيرة في ساحته ، ومن ثم السعي في ازالة آثار هذه المتعلقات الى ان يتم تصفير ساحته من أي متعلقات سلبية ، والعودة بها الى تمام فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ، حينها يكون ذلك الفرد انسانا حقا، بعد ان اعدم جميع الشوائب التي هي من اهم اسباب تعكير صفو انسانيته وتشويه فطرته...
اذن كان هذا الاعدام علة للخير المحض فيصبح حينها الانسان خير محض.
بعد هذه العملية ، او تزامنا مع هذه العملية ، والتي انتجت خلوا ساحته من المتعلقات السلبية او تقليلها الى اقصى قدر ممكن ، سوف تصبح ساحة نفسه وقلبه ارض طيبة خصبة ، مستعدة لاستقبال زرع بذور الخير فيها والتي حينما تسقى بماء المكرمات تحت شمس الحقيقة بوجود الهواء النقي ، فان هذه البذور سوف تنمو بسرعه وتفيض بالثمر الجني ، قال تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)﴾(سورة ابراهيم).
ولذا تجد مثل هؤلاء الافراد يرتقون بسرعه هائلة في سلم التكامل وقد وصل البعض منهم الى مرتبة الفرد الاكمل حقيقة ومنهم المعصومين عليهم السلام لاسيما سيدهم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذا فمن الطبيعي انك ترى هؤلاء الكمل يحبون الخلائق من صميم قلوبهم ويتمنون لهم الخير حقيقه ويسعون في رقيهم وتكاملهم بإخلاص لا يريدون منهم جزاءً ولا شكورا.

ثانيا: ما هي مواصفات الفرد الواصل الى مرتبة الفرد الاكمل وماهي مسؤوليتنا اتجاهه ؟

من حيث المبدأ كل فرد سعى حقيقة في اعدام المتعلقات السلبية في ساحتي قلبه ونفسه ، باذلا من اجل ذلك جهدا حقيقيا ، سيكون ذلك الاعدام علة في حياة حقيقية والتي من اهم سماتها شعوره بالمسؤولية اتجاه نفسه لرقيها وتكاملها واتجاه ما حوله من افراد اسرته واصدقائه ومعارفه ومجتمعه ومحيطه بل وباقي الانسانية والموجودات ، وهذا الشعور بالمسؤولية سوف يزداد كلما زادت همته بإزالة المتعلقات السلبية من ساحته وزرع بذور الخير فيها ورعايتها وانمائها بالعلم النافع والمعارف الجليلة
ولذا فان الفرد الاكمل ، هو ذلك الفرد الذي يشعر بان لوجوده قيمة وهدف ، أي ان الله لم يخلقه عبثا، أي انه استطاع ان يدرك الغاية التي اودعها الله في اصل خلقته وكيف يستجيب ويتفاعل مع هذه الغاية(كنت كنزًا مخفيًّا فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق لأُعرف).
ومن هذا الباب يكون الفرد الاكمل شعوره بالمسؤولية جدا عالي ، ومستوى ومرتبة مسؤوليته جدا عالية بما لا يمكن ان ندركه ، ولذا تراه مجتهد وبكل طاقاته في تأدية واجباته على اتم واكمل وجه سيما وان اداء تلك الواجبات سوف يكون بعمق وشمولية.
اذن اكمل من تحمل مسؤولية الخلائق وادى واجبه اتجاهها هو المصطفى الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم المرتضى علي ثم الزهراء فاطمة ثم ابناءهم الطيبين الطاهرين المعصومين ثم هكذا الامثل فالأمثل...
وعليه يجب على الناس حقيقة وواقعا ان ينتفعوا من المعصومين(عليهم السلام) ، كيف؟
وذلك بالانتفاع منهم جديا في كيفية تمكن الفرد من تصفير ساحة نفسه وقلبه من الشوائب والادران من خلال إعدام المتعلقات السلبية الموجودة فيها ، فهذا هو الذي سيكون علة في حياة الفرد الحقيقية في الدنيا والاخرة ، والا فإن التقصير والتهاون في عملية اعدام المتعلقات السلبية سوف يكون عائق ومعرقل خطير يحول بينه وبين العصمة(عليهم السلام) ، وحاجب مهلك
ولتوضيح المطلب ، كان المفروض من الامة ان تنتفع حقيقة من ذات وصفات المصطفى الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، في عملية القيام بإعدام المتعلقات السلبية في ساحات نفوسهم وقلوبهم لتصفيرها وإعادتها لفطرة الله السليمة ، حينها سوف يكون ذلك الاعدام للمتعلقات السلبية علة حقيقية لحياة حقيقية يعيشونها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن اغلبهم اهمل ذلك تماما فلم يقم بإعدام اغلب متعلقاته السلبية وبقى يدور مع المعصوم مدار الاثر الخارجي فقط ، أي يتفاعل مع الاثر ، بصورة بحيث لا يجني من اثر المعصوم الا الاثر الخارجي ، يرتديه مثل ارتداء الثوب والغطاء وينزعه كذلك، من دون ان يصل حقيقة وكاملا وبقوة الى ساحة قلبه ونفسه وذلك لوجود الموانع(المتعلقات السلبية)، الحائلة بينها وبين الوصول التام والحقيقي ، لان المسيس الحقيقي مشروط بالتطهير قال تعالى:
﴿ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) ﴾ (سورة الواقعة).
هذا بالتالي ادى الى ان اغلب اولئك الافراد قد عاشوا مع المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، في مدار الاثر مكتفين به وجامدين عليه ، مهملين التفاعل حقيقة مع ذات وصفات الرسول ، لذا بقيت اغلب ذواتهم وصفاتهم على حالها السيئة حقيقة ، وانهم لابسين فقط ثوب اثر الرسول لا غير ، ماعدا الاقل الاندر منهم.
ولذا حينما انتقل المصطفى الى جوار ربه ليحل محله خليفته ووصيه المرتضى انقلب اكثر الامة على المرتضى ، مع انه حقيقة وواقعا نفس عين المصطفى قال تعالى:
﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(61)﴾(سورة آل عمران)
وذلك لان اغلب الامة لم تتفاعل حقيقة وواقعا مع ذات وصفات المصطفى بل مع اثاره فقط أي كان تعاملهم قشري سطحي فقط ، ولذا انقلب الكثير على اعقابهم نتيجة تغلب المتعلقات السلبية عليهم لانهم لم يعدموها من ساحة نفوسهم وقلوبهم ، فما ان وجدت تلك المتعلقات السلبية فيهم الفرصة سانحه لخروجها حتى خرجت فكانت اثقالها كالجبال على ظهورهم حالت بينهم وبين المسير نحو الحياة الحقيقية مع ذات وصفات المرتضى ، مما سمح المجال للشيطان ان يصرخ في عرصاتهم ويستولي عليهم ، فزادت متعلقاتهم السلبية متعلقات اخرى وحملوا اثقالا مع اثقالهم ،قال تعالى:
﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)﴾(سورة العنكبوت).

كل ذلك التقصير والقصور والتخاذل امام رقي انفسهم وتكاملها والالتفات الى ما يصب في خدمتهم وتهاونهم في عملية الاصلاح ، ادى الى وقوعهم في وادي التيه والضلال ودوائره المرعبة ، والتي من أخطرها سقوطهم في دائرة عدم رضا الزهراء عنهم نتيجة خيانتهم العهود والمواثيق التي ابرموها مع الله ورسوله...
نعم كل ذلك كان نتيجة حتمية لكسلهم في عملية اعدام المتعلقات السلبية المترسخة في نفوسهم والمتجذرة في قلوبهم ، ومع كل ذلك فان امير المؤمنين عليه السلام ، لم يتركهم وكان خير معين وناصر لهم من اجل مساعدتهم في عبور المحنة التي اوقعوا انفسهم بها ، فسلك بهم طريق الاصلاح ، عسى ان يشعروا بحقيقة ما آل اليه امرهم وفعلا وبعد اللتيا والتي شعر البعض منهم بحقيقة امرهم وانهم واقفين على شفير الهاوية فصرخوا بأعلى اصواتهم طالبين نجدة امير المؤمنين علي عليه السلام ، مزدحمين على اعتاب باب داره حتى وطيء الحسنان عليهما السلام ، فاستقبلهم الاب الحنون بأحضانه مبينا لهم اهمية ان ينتفعوا من عبرة ما جرى عليهم في دورة الثلاث محطات المليئة بالاضطهاد والشدة ، والتي اعقبت شهادة الاب الحنون والمعلم الانساني العظيم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي كان يرعاهم بأرق والطف رعاية عرفها الخلق منذ بداية نشأتهم والى ان يرث الله الارض ومن عليها ، قال تعالى :
﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾(سورة القلم).

نعم لقد كان من المفروض ان يكون هذا الدرس بليغ لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ، وكان من المفروض ان يلتفتوا هذه المرة بجد لمطلب اعدام المتعلقات السلبية من ساحة انفسهم وقلوبهم لتكون علة لحياة حقيقية تنبع من التفاعل مع ذات وصفات المرتضى ، بالرغم من زيادة المطلب صعوبة بعض الشي فالحال لا يبقى على ما هو عليه ولذا ينبغي للعاقل استثمار الفرص سيما وانها تمر مر السحاب ، فالبشرية تسير في خطا حثيثة مسيرا جمعياً تكاملياً بالرغم من تخلف البعض عن هذا المسير والذي لا يمكن ايقافه من اجل البعض الذين ركنوا الى الكسل والتهاون في عملية اعدام المتعلقات السلبية الجاثمة في ساحة قلوبهم ونفوسهم ، فهنالك منهاج مثالي للتربية الالهية يسير وفق الحكمة الالهية اللامتناهية ، هنيئا لمن تعلق به حقيقة وطبق ما فيه بإخلاص عسى ان يكون من الملتحقين بولاية امير المؤمنين علي(عليه السلام).

المصدر:
لقد تم الاستعانة بجملة من القواعد التي طرحها المفكر الاستاذ الفاضل علي الزيدي في سلسلة من محاضراته وحوارياته والتي منها ما يلي:
العدم علة للوجود ، ضرورة واهمية العين بالإضافة الى الاثر ، موضوع المسؤولية والواجبات

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-2019, 06:04 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: كيف نلتحق بولاية امير المؤمنين علي(عليه السلام)

احسنت وجزاك الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الولاية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:27 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024