التخلف عن المسير الى المرقد المقدس ، أسباب .. وتداعيات

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

في يوم من أيام السنة الهجرية ( الرابع من ذي القعدة ) فتح الله باباً من أبواب رحمته الخاصة الى من كان له نصيب من التوفيق الإلهي ، لتتحرك فيه الأقدام ، وتتعاقب الخطوات ، بعد أن تهفو الأنفس ، وتذوب الأرواح ، شوقاً الى بقعة مقدسة من الأرض ، إقتطعها الله جل جلاله ، لتحنو على جسدٍ مقدس ، لولي عارف ، محض الحق محضا ، و نبذ الباطل نبذا ، و أرعب الإستكبار و أذنابه رعبا ، يعجز الخيال عن وصفه ، واللسان عن مدحه ، والقلم عن إيفاءه حقه ،رجل هو وحده أمة ...ولكنه لم يتوانى أن يصنع أمة ...فصنعها... وغرس جذورها في عراق المعصومين ، ليسقيها من دمائه الطاهرة ، لتكون القاعدة الممهدة لإمامها الغائب الحاضر التي يخرج من رحهما من لا يداهن ولا يهادن على الحق ولا تأخذه في الله لومة لائم ،و أعد لها قيادة قد رباها على يديه وهيأها لتتحمل المسؤولية و أعباءها , قد حيرت وأربكت الإستعمار و أذنابه وأصبحت صمام أمان للمؤمنين و المستضعفين .
ذلك هو سيدي ووليي مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف .


بعد هذه المقدمة وددت الأشارة الى أمر في غاية الأهمية ، وهو إن السير الى مرقد السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره الشريف ليس خاصاً بأتباع السيد الشهيد فقط وإنما هو شامل لكل المرحومين الموفقين لأن المرجعية الرسالية للسيد الولي قدست نفسه الزكية ليست لفئة دون أخرى أو مجموعة دون غيرها وإنما هي من النعم الكبرى وباباً من أبواب رحمة الله تعالى فقد ورد عن السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره قوله في الجمعة الخامسة والاربعون : ( ... هناك يكلولهم أنني أرسلت إليكم السيد محمد الصدر ليقرع أسماعكم فلم ترعووا ولم تهتدوا... )
وهذا لايعني أن الجميع سوف يسير الى مرقد السيد الشهيدقدس سره الشريف ، فربما سوف يتخلف الكثير حتى من أتباع المولى المقدس وهذا ما أشرنا إليه في المقدمة من إن السير الى المرقد المقدس من الرحمة الخاصة لا العامة ويمكن لنا تفسير هذا التخلف بعدة أمور :
الأمر الأول : الأهمال والتقصير في شحذ الهمم وتعبئة النفوس بالزخم المعنوي تجاه هذا المسير من قبل كل من له القابلية والتمكن من ذلك وخصوصاً المعممين وطلبة الحوزة حيث إننا نجد أغلب خطباء الجمعة والمجالس يعتبرون أمر المسير الى مرقد السيد الشهيد أمراً إستحبابياً لا يستحق أن يذكر أو ينوه عنه خلال الخطبة وأثناء الوعظ والإرشاد وأنه موكول الى الفرد نفسه متناسين أمر السيد القائد مقتدى الصدر بهذا الصدد وما ينتجه هذا الأمر من عزة وتكامل للمؤمنين وهذا ماسمعته في السنة الماضية من عدد من الخطباء عند سؤالهم عن المسير وهل لازال أمراً نافذاً فكانت الإجابة أنه أمر موكول الى الفرد نفسه .
الأمر الثاني : عدم التوفيق للإلتحاق بركب المسير الى المرقد المقدس بسبب وجود المقدمات التسافلية لدى الفرد والتي تحجب عنه هذه النعمة وتسلب منه التوفيق لذلك ، سواء كان المتخلف من أتباع الولي الناطق أم من غيرهم
الأمر الثالث : عدم إدراك الأبعاد المعنوية لهذا المسير المبارك وأنه محطة للتزود وتنظيف الأدران وباباً للهداية وحطة للذنوب والخطايا ، وقد شهد السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله بكون المسير الى مرقد المولى المقدس مقدمة للهداية عندما سؤل السنة الماضية عن السماح للمنشقين بزيارة المرقد المقدس في ذكرى الإستشهاد فأجاب بالسماح معللاً ذلك بقوله : ( .. عسى أن يكون مقدمة لهدايتهم )
الأمر الرابع : تخلف البعض بسبب وجود عذر شرعي يمنعهم من الألتحاق بركب المسير ويمكن لهذا العذر أن يندرج تحت أمرين :
أولاً : وجود العذر الشرعي الحقيقي لدى الفرد المؤمن كالمرابطة في جبهات الجهاد وغيره وهذا لايمنع من التوجه القلبي نحو المسير والتحسر لعدم المسير وغبطة المؤمين السائرين وهذا من الأمور التي قد ينال فيها الفرد صاحب العذر أن يكتب من السائرين الزائرين .
ثانياً : وجود العذر الشرعي الذي يتوهمه الفرد أنه عذر مانع يمنع من الإلتحاق وإنما هو حقيقة عدم توفيق ، فما أكثر الأعذار التي تختلقها النفس الأمارة بالسوء لتعزف بصاحبها عن تجشم العناء لينعم بالراحة وهو مطمئن البال ، وهو لا يعلم مافاته من عطاء حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسن الله اليك اخي الغالي على ما خطت يمينك من مقدمة رائعة

وتشخيص موضوعي فجزاك الله خيرا

اسال الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم شرف المسير الى ذلك المرقد الطاهر لمرجعنا الناطق بالحق
السيد الشهيد محمد الصدر قدس انه على ذلك من القادرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت حبيبي الغالي على هذه المساهمة المباركة
واحسنت الطرح الموضوعي والهادف
وفقنا الله واياكم لنيل هذا الشرف العظيم بالمسير
لابي المصطفى قدس في ذكرى استشهاده الاليمة

احسنت اخي العزيز احسن الله اليك وطيب انفاسك

طرح موضوعي غاية في الروعة
جزاك الله خير على النشر
ونسأل الله ان نوفق الى هذه النعمة التي عبرت عنها بالخاصة