العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-2011, 08:17 AM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي مقتل شهيد الله


دأب نظام الهدام على ابتكار أشكال عديدة من الممارسات والمناهج والبدع، خلال فترة حكمه، ومن هذه الممارسات، ان جعل لكل محافظة عراقية، يوم يسمى بيوم المحافظة، مقترنا بزيارة الهدام لتلك المحافظة، وكان النظام يبتغي من هذا الإجراء عدة اهداف والتي منها:

1 . إشباع غروره وتكبره، حيث تقوم زبانيته من البعثيين وغيرهم بإجراء المهرجانات والاحتفالات والاستعراضات التي تمجد هذا النظام عن طريق رفع صور الطاغية واللافتات المتغنية به وكذلك إلقاء الأناشيد والأغاني وإجراء الاستعراضات لقوى الجيش والشرطة، ومايسمى آنذاك بالجيش الشعبي، وتشكيلات البعثيين المستميتين من اجله، وغيرها من الفعاليات التي يُرصدْ لها مبالغ ضخمه إضافة إلى الجهد المبذول على ذلك .

2 . تحذير وتهديد وتخويف لكل فرد غيور رافض للظلم والتعسف ، حيث يقوم النظام عن طريق هذه الممارسات بإظهار مدى قوته وسطوته.
وهو بذلك يحاول أن يشل عزيمة أي فرد يفكر بمعارضته فضلا عن مواجهته، وفي نفس الوقت يبعث برسائل مفرحة إلى أسياده في الغرب الكافر بأنه عميل مخلص وأمين من اجل رعاية مصالحهم الشيطانية المبنية على دماء الشعوب وآلامهم.

3 . تربية وإنشاء الأطفال والشباب على هذا السلوك والمنهج الضال لتكوين أجيال ممسوخة من أصلها ومطيعة لهذه الانظمه الفاسدة وبالتالي فهي منقادة للغرب الكافر، انقياد أعمى والأدهى والأمر إن معظم الآباء لم يستطيعوا بيان مايعرفونه من الحقائق لأبناهم خوفا من إن تتسرب المعلومات من أبنائهم وتصل إلى آذان البعثيين وجواسيس رجال الأمن وبذلك يدخلون في مطبات لاتحمد عقباها من قبل أجهزة النظام القمعية، فتجد طلبة المدارس وإداراتها تنفذ أوامر ورغبات السلطة بالخروج في هذا اليوم هاتفه بتمجيد رأس النظام (عليه اللعنة) .

وقد مارس الهدام وأتباعه أقسى أنواع التعسف والترويع بحق أبناء الشعب العراقي، وكانت الحصة العالية من هذا التعسف والظلم منصبة على رأس علمائنا الأعلام وعباد الله الصالحين حتى راح ضحية هذا الظلم الآلاف من خيرة أبناء المعمورة في هذا الزمان، وبالنسبة إلى السيد محمد الصدر(قدس)، فقد تم اعتقاله من قبل نظام الهدام في عام 1972م، مع مجموعة من العلماء، والذين منهم السيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد باقر الحكيم، وكذلك تم إعادة اعتقاله في عام 1974م ، في مديرية امن النجف وعندما احتج على سوء معاملة السجناء نُقل إلى مديرية أمن الديوانية، التي كانت مشهورة بشدة قسوتها على المؤمنين، وتم الاستيلاء على عمارة في الكاظمية موروثة للسيد من قبل اسرته وبيعها من قبل محامي تابع النظام ، وعندما جاء الرجل المشتري لمطالبة السيد بالتنازل وقص حكايته على السيد، وافق السيد على التنازل عن حقه بالرغم من انه لم يستلم أي مبلغ مالي عوضا عن ملكه معتبرا إن هذا الشاري مسكين وقد استُغفِل من قبل أزلام السلطة، وهذا خلق عجيب لايوجد إلا في المعصومين (عليهم السلام) وتلاميذهم المخلصين.

وفي عامي 1998 م و1999م، اشتد النظام بمضايقته للسيد واجريَ التحقيق معه لعدة مرات في منزله الواقع بالحنانة، وحدثت سلسلة من الأحداث والمواجهات منذ اشهر عاشوراء، وشعبان ، ورمضان ، التي سبقت ارتكاب الجريمة، حيث طلب الهدام من السيد الشهيد (قدس)، منع المسيرة الشعبانية الى كربلاء، واصدر أمر الإقامة الجبرية بحق السيد الشهيد، لكن السيد الشهيد لم يستجب لهذا الأمر فقامت السلطة بسحب يد السيد من حق التأييد(الإقامة)، لطلبة الحوزة الغير عراقيين، والمنصف يدرك بإن المواجهة مع السلطة الجائرة قد وقعت قبل صلاة الجمعة ولكن بعد أداء صلاة الجمعة وما نجم عنها من نتائج عظيمة ، ازدادت واشتدت المواجهة ما بين السيد الشهيد والهدام وزمرته العفلقية، الذين حاولوا بكل الوسائل تحجيم مرجعية السيد الشهيد .
ففي شهر رمضان الذي سبق الاغتيال حاولت السلطة أن تتدخل في مسار صلاة الجمعة في الكثير من المدن العراقية والتي يقيمها وكلاء السيد الشهيد(قدس)، فطَلَبَتْ من هؤلاء الوكلاء الدُعاء للمجرم الهدام وعندما فشلت السلطة في ذلك مارست التهديد مما أدى إلى حدوث بعض المواجهات وخصوصا في مدينة الناصرية، واعتقلت السلطة الكافرة عدد من وكلاء السيد الشهيد وعدد من طلبته، وزادت السلطة من تحرشاتها واقتحمت مسجد الكوفة بذريعة المناورة العسكرية ، ولكن كل ذلك لم يكن يؤثر على مسيرة السيد الشهيد في اداء رسالته ، بل على العكس طالب ومن على منبر الكوفة بإطلاق جميع المعتقلين، فازداد حنق نظام الهدام ، والذي ارسل المجرم (محمد حمزة الزبيدي )، مطالباً السيد الشهيد وقبل يومين من حادثة الاستشهاد بإصدار فتاوى:
الاولى لتحرير الكعبة
والثانية لتأييد دعوة الهدام للشعوب العربية بالاطاحة بحكامها
والثالثة تتعلق باغتيال الشهيدين البروجردي والغروي
والرابعة لإعلان الجهاد بما يتلاءم وسياسات الهدام الإجرامية .
ومن البديهي إن السيد الشهيد(قدس)، يرفض ما يملى عليه من أباطيل ولا يرضخ لأي نوع من التهديد.

كل ذلك كان تمهيدا لإرتكاب جريمة القتل التي استعدوا لها قبل ثلاثة أشهر من موعد تنفيذها، حيث قام النظام بتهيئة كافة الأجواء والظروف الملائمة لعملية التنفيذ، واصدر تعميما بعثيا إلى أعضاء حزبه باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للمرحلة القادمة التي ربما ستشهد حالة اضطرابات ومواجهات بدعوى إن هنالك معلومات تفيد بان مجموعة من المخربين سوف يقومون باغتيال المرجع محمد الصدر(قدس)، وَسَتدَّعى هذه المجموعة من المخربين بان النظام من فعل هذا الأمر، وهكذا باشر النظام بالسعي الحثيث بكل ما يملك من مقدرات مادية وفكرية لتخطيط وتنفيذ هذه الجريمة ، والتي جعل ساعة صفرها متزامنا مع نهاية يوم المحافظة (في الليل)، فيكون غالبية سكان مركز المحافظة في حالة من التعب نتيجة المشاركة الجبرية في احتفالات النظام أو انهم معتزلين في بيوتهم ، وبذلك يكون مركز المدينة والمحلات المجاورة لها خاليه من الناس سوى أجهزة النظام القمعية المتواجدة بكثافة بحجة يوم المحافظة وبذلك يكونون مستعدين لأي رد فعل قد يحدث نتيجة ارتكاب هذه الجريمة.
وبالرغم من إن المحافظة كانت بيد البعثي قائد حسين العوادي، إلا إن أهمية هذه العملية استدعت وجود قصي بن الهدام، وطاهر جليل الحبوش مدير جهاز المخابرات ، محمد حمزة الزبيدي قائد منطقة الفرات الأوسط ، اضافة إلى عدد كبير من القادة والخبراء...، وقد تم اتخاذ اجرائات عسكرية وأمنيه في مختلف المحافظات وخصوصا في بغداد والجنوب والفرات الأوسط تحسبا لأي رد فعل من قبل الشعب وسميت عملية التحضيرات هذه باسم (الفارس الذهبي)
( د.محمود سيد محمد الموسوي في جريدة صوت العراق(العدد ـ 277) نقلا عن: جريدة القبس الكويتية )

وقد وضعت اعداد كبيرة من قوات مايسمى بالحرس الجمهوري بأقصى الاستعداد ، واستخدام العتاد الحقيقي وصممت الفرضيات طبقا لحصول تهديدات جوية وتدخل قوات محمولة جوا، تستهدف احتلال أهداف حساسة داخل العراق لإثارة الاضطرابات ، وتضمنت خطة (الفارس الذهبي)، تنفيذ التنقلات الإستراتيجية تحت ظل التهديد الجوي ، في ظروف استيلاء مفارز من القوات الخاصة المعادية للسيطرة على مفارق الطرق المهمة والنقاط الحرجة كالجسور والمناطق التي تتعذر فيها الحركة خارج الطرق ، وفعلا تم نقل بعض ألوية الحرس الجمهوري من المنطقة الشمالية إلى منطقة الفرات الأوسط .
وكان لقرار فصل محافظة المثنى(السماوة)، عن قيادة منطقة الفرات الأوسط بقيادة (محمد حمزة الزبيدي )، وإلحاقها بمنطقة العمليات الجنوبية بقيادة (علي حسن المجيد )، صلة بالتدبير لعملية الاغتيال وذلك لتخفيف العبء عن قيادة الفرات الأوسط التي تقود محافظات بابل وواسط والقادسية والنجف وكربلاء والمثنى .
وفي ليلة تنفيذ عملية الاغتيال ( الجمعة)، كانت قوات فرقة حمورابي حرس جمهوري، في منطقة الصويرة(قرب واسط)، وفرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري في كربلاء، فضلا عن الألوية التي نقلت من المنطقة الشمالية في حالة انتشار قتالي الأمر الذي مهد للسيطرة المبكرة على الوضع كأحد أساليب الردع المسبق ، وقد نقل لي احد الأصدقاء من سكنة الكوفة ، انه شاهد قوات عسكرية كثيفة قد تخندقت على مشارف الكوفة وبأسلحة مختلفة في ليلة الخميس التي سبقت الجريمة، وقد وجهت فوهات مدافعها المختلفة باتجاه الكوفة والنجف الاشرف .

كان السيد الشهيد(قدس)، وبعد إقامة صلاة العشاءين في الصحن العلوي يعود لبرانية المجاور للصحن الشريف ، لقضاء حوائج الناس وكان في مساء يوم الجمعة وبالاضافة إلى قضاء حوائج الناس يقيم مجلس تعزية ينتهي الساعة الثامنة مساءا، وكان من جملة زوار السيد الشهيد في تلك الساعة الشاعر مفيد حميد النعماني، الذي ألقى القصيدة التالية في حضرة مولانا المقدس :ـ


أسد وتربض خـلفـك الآسـاد تخشى لقائك في الوغى الأسياد
يا وحي قافية تناغم جرســها لـم يحـل إلا باسـمك الإنشـــاد
ياسر إعجاز تجلى قدســـــه قد حار في تفسـيرك الأشهــاد
شمس العقيدة من سنانه أشرقت وتـعـطـرت من طيـبـه الأوراد
أرست مراكبها الهموم ببابكم فـكشـفـتـها في كاظم وجواد يا
هادي الجمع الأمين بجمعــه ســعدت بجني ثمارها الأجداد
المصطفى والمرتضى وكذا الرضا فرحوا وبارك ثمرك السجاد
لبيك قالتها الجموع بغبطـــة فســــعت على هاماتها العباد
ايقضتها من غفوة أودت بها قـد طلقت أســــيافها الأغماد
وعصا الكليم استرجعت إعجازها في كـفـكـم فليغرق الأضــداد
طرفي كبا سيفي نبا لما بدا نور لكـم قـد قالها الأنـــــــداد
تبا لباغ إن أراد لك ألفنــــا فـلك الفدى الأمــوال والأولاد
تضع الجماجم تحت نعلك سلما وتراصفت جسرا لك الأجساد
فلأنت إعصار التحدي والابا ولأنت نور والطغاة رمــــــاد

ولما انتهت القصيدة هتف الحضور بالصلاة على محمد وآل محمد وقال السيد الشهيد لمفيد النعماني: (أريدها وقد لا تكون لديك نسخة ثانيه)، وسلم الشاعر هذه القصيدة للسيد الشهيد قبل عشرة دقائق من الحادثة وقيل إن الورقة التي فيها القصيدة أخرجت من ثياب السيد وقد ابتلت بدمائه الزكية وفعلا لم تكن هنالك نسخة ثانية لأن الشاعر قد أملى هذه القصيدة على السيد كاظم عبد الرزاق الحسيني، ليكتبها في عصر جمعة الاستشهاد وذلك في منزل الشيخ محمد ناجي العمراني، وتم تصوير إلقاء القصيدة بحضرة السيد من قبل المصور كاظم .

وبعد خروج السيد الشهيد من البراني وركوبه سيارته المتسوبيشي، مع ولديه سائق السيارة السيد الشهيد مؤمل والسيد الشهيد مصطفى الابن البكر للسيد الشهيد والذي جلس خلف والده في السيارة، علما ان الذي كان يصعد في السيارة خلف السيد فيما سبق هو السيد مقتدى ولكن في تلك الليلة اراد السيد الشهيد ان يصعد معه في السيارة السيد مصطفى بدلا عن السيد مقتدى ، فأنزل السيد القائد وانتظر دقائق قليلة حتى مجيء السيد مصطفى ثم اركبه معه في السيارة، وغادرت السيارة المدينة القديمة بعد أن قام الشيخ محمد النعماني، ومفيد النعماني، بإغلاق الباب خلف السيد الشهيد وما إن اقتربت السيارة من بداية شارع البريد بعد عبور ساحة ثورة العشرين حتى ترجل من سيارة اولدز موبيل بيضاء أزلام النظام بأسلحتهم الرشاشة مرتدين تراكسودات رياضية وملثمين وانهالوا على السيد وولديه بوابل من الرصاص فارطدمت السيارة بشجرة السدرالموجودة على يمين الشارع للداخل من جهة الساحة بما يقارب المائة متر من بداية شارع البريد وبعد قليل تم نقل السيد الشهيد مع ولديه إلى مستشفى الصدر وكان ولدا السيد قد فارقا الحياة ولكن السيد الشهيد مازال حيا
وبعد عدة دقائق من إطلاق النار هرعت مجموعة من سيارات النظام حاملة عدد من مرتزقتها إلى محل الحادث وحملوا الأجساد الطاهرة وقيل إن سيدنا الشهيد المقدس مازال حيا ولكن تم تصفيته بالطريق
وقال طبيب الخفر في ذلك الوقت (د:ـ )والذي يشغل حاليا منصب مدير مستشفى الصدر إن السيد الشهيد عندما وصل إلى المستشفى كان قد فارق الحياة ، بما يقارب التاسعة من مساء يوم الجمعة في الليلة الرابعة من شهر ذي القعدة ـ 1419هجرية الموافق لـ19 شباط(2) ـ 1999 ميلادي.
وقال لي احد طلبة الحوزة، انه سمع بقيام عدد من طلبة السيد الشهيد ومنهم السيد مصطفى اليعقوبي والشيخ اليعقوبي والشيخ نذير والشيخ علي النعماني والسيد حسن كلانتر والسيد محمد الصافي والحاج صيهود...، بأخذ الأجساد الطاهرة وتم تغسيلها في مغتسل (بير عليوي) ومن ثم مواراة الأجساد الطاهرة في مقبرة وادي السلام في ارض تابعة للسيد الشهيد.

وأقيم مجلس العزاء في مرقد صافي صفا بحضور القائد السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) الذي كان يستقبل المعزين.
كتب الشيخ محمد الساعدي وهو أحد الحاضرين بيوم فاتحة عزاء السيد الشهيد الصدر قدس سره....
قائلا:
... كنت اقف في باب مسجد صافي صفا بجوار السيد مقتدى الصدر وهو يقف بجواري على يميني والشيخ عباس الربيعي على يساري وجاء محمد حمزة الزبيدي ومعه محافظ النجف وكذلك وزير الاوقاف نسيت اسمه لكنه كان مشهورا كقاريئ للقران
وسلم الزبيدي على الواقفين وكان يسير الى جواره السيد حسين كلانتر والشيخ اليعقوبي واشاروا له على السيد مقتدى وكان السيد قد اشاح بوجهه عنه فوقف امامه والسيد لم يمد يده له ..فتكلم الزبيدي ونقل تعازي قائده وقال ان الرئيس ارسل لكم هدية وهي عبارة عن صندوق فيه خمسة ملايين دينار وكذلك سيارة اولدزموبيل بدلا عن السيارة التي استشهد بها السيد لانهم رفضوا ارجاعها ..وكل هذا الكلام والسيد صامت ولم يرد عليه ويشيح بوجهه عنه
فاخذت انا الصندوق ووضعته على الارض خلفي وبقيت واقفا ثم دخل الزبيدي الى داخل المسجد وجلس كما هو ظاهر في الفيديو ..وجاء السيد حسين كلانتر والشيخ اليعقوبي الى السيد وطلبوا منه ان يذهب ليجلس بجوار الزبيدي لان هذا مقتضى العرف، ومقتضى التقية فرفض السيد بشدة، فذهبوا الى السيد مرتضى الصدر، وتكلموا معه وقالوا له ادفع الضرر وتعال واجلس فقبل على مضض
ثم حضر السيد حسين الصدر ومكتب السيستاني والحكيم وكلهم جلسوا قرب الزبيدي وهنا انتفض السيد وترك مجلس العزاء وذهب الى البراني
وصار المشايخ يذهبون ويرجعون في محاولة لاقناعه بالرجوع وهو يرفض واخرهم هو الشيخ اسعد الناصري ...وعندما رجع الشيخ وقف بقربي فسالته فقال لي ان السيد يرفض فطلبت منه ان نعود الى البراني انا وهو لاتكلم مع السيد
فدخلت انا والشيخ ووجدت السيد جالس في مكان ابيه ودموعه على خده فقلت له ...حقك ومحد يلومك ..فقال لي الا ترى قتلة ابي قد اجتمعوا جميعا امام عيني
فقلت له نعم رأيت لكن هناك امر لابد ان تلتفت له ...الناس تنظر اليك وقوتهم عندما يشاهدونك قويا ثابتا ..فان شاهدوا دموعك ينكسرون ...فتعال وارجع وقف شامخا قويا من اجل الناس فهم محبوا ابيك
ولا تنسى ان السيد قد امرنا بالالتفاف حولك بعده فكيف نلتف حولك ودموعك على خدك ...فقال لي نعم ارجع لكن بشرط ، لا اصافحهم واليوم تنتهي الفاتحة فلا ثالث لها اليوم فقط ..فقلت له لعنة الله عليهم لا تصافحهم ولا تجلس بقربهم وارجع والي تريدة يصير، فذهب وغسل وجهه ورجعنا جميعا الى مجلس العزاء وكان الامر كما قال.

وقامت السلطات الأمنية باعتقال عدد من طلبة الحوزة ممن ذهب إلى المستشفى أو إلى بيت السيد الشهيد والقسم الآخر تم اعتقاله من بيته وبدأت حملة الاعتقالات من العاشرة مساءا إلى الثالثة بعد منتصف الليل تقريبا واعتُقل أيضا قسم من المؤمنين الذين أقاموا عزاءا ضحى يوم السبت عند القبر الشريف بعد مواراة الأجساد الطاهرة في ثرى وادي السلام وحدثني احد الطلبه والذي تم اعتقاله من بيته في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وإيداعه في مديرية امن النجف في تلك الليلة، انه بعد فترة وجيزة قام طاهر جليل الحبوش ، بالاجتماع بالطلبة الذين تم اعتقالهم وقال لهم إن هنالك مجموعة مخربة تابعة لامريكا وإيران فعلت هذا الفعل من اجل زحزحة النظام وخلق البلبلة وانه قد تم عزل مدير امن النجف بعد أن قدم استقالته (حسب مدعى طاهر الحبوش)،وإنهم فتحوا وصية السيد الشهيد بحضور الشيخ اليعقوبي وعدد من طلبة السيد الشهيد(حسب مدعى الحبوش)، فوجدوا فيها ان السيد يأمر بالحفاظ على الحوزة وعدم أذية الآخرين والتمسك بالله ....
إلى آخر مدعيات الحبوش، وفي اليوم الثالث بعد صلاة المغرب بربع ساعة تم إخراج الطلبه المعتقلين من مديرية امن النجف والتوجه بهم مسجد صافي صفا وإطلاق سراحهم على أساس انه هدية لسيد مقتدى(اعزه الله).

وهكذا ختم الله بالشهادة والسعادة لولي من أوليائه المقدسين، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا، وسلام الله على المستشهدين تحت لوائه، من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة الاقل ; 14-11-2011 الساعة 04:45 AM
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-2011, 11:08 AM   #2

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي رد: (4) مقتل شهيد الله

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
الاخ العزيز الغالي
سرد تاريخي مكلل بتوضيح وتحليل موضوعي زاده رونقاً النفس الصادق والمخلص لقلمكم النبيل
ولعل الكثير الكثير ممن لم يشهد تلك الحقبة متعطش للمطالعة عنها
اجدد الشكر لك والتقدير ودعواتي على الدوام محفوفة ببركة الصلاة على محمد وال محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2011, 09:04 PM   #3

 
الصورة الرمزية المقاتل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 369
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,172

افتراضي رد: (4) مقتل شهيد الله

جزاك الله خير على النقل الموفق والذي قد الفتنا الى الفاجعة العظيمة حقا بعد ان كانت مجرد مفهوم في عقولنا

 

 

 

 

 

 

 

 

المقاتل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2011, 11:07 PM   #4

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: (4) مقتل شهيد الله

جزاك الله خيرا
توثيق ممتاز للحدث يتناول في طيات الكثير من الاحداث
جعلها الله كلماتك الطيبات صدقات جاريات ببركة الصلاة على محمد وال محمد عجل الله فرجهم واللعن عدوهم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2011, 04:50 AM   #5

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: (4) مقتل شهيد الله

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خير جزاء المحسنيين وأسأل الباري ان يجعل أعمالنا خالصه لوجهه الكريم بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(4) , لقتل , الله , شهيد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 04:40 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024