العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-2016, 05:06 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو آمنه

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 28
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
االمشاركات : 679

افتراضي معركة الطف وتصحيح مسار البشرية

المقدمة: -
الحديث عن كربلاء يحمل في طياته الكثير ويجعل الباحث عاجز عن الكتابة ماذا يكتب وماذا يقول والشاعر عاجز على ان يصف تلك المدرسة الخالدة مدرسة الكمال والشموخ والعطاء مدرسة العز والفخر مدرسة التضحية والفداء والشهادة مدرسة الكرامة ورفض الذل والعبودية مدرسة الصلاح والإصلاح مدرسة الإنسانية والاباء
لقد رسم لنا الامام الحسين في هذه المدرسة كل ما يحتاجه الفرد في حياته والتي لا تخص طائفة ولا ديانة معينة بل لجميع البشر والدخول في هذه المدرسة يعني السير في الطريق الذي أراده الله والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته عليهم السلام ومن تخلف عن تلك المدرسة فقد سار في طريق الشيطان ومأواه النار وبئس المصير
فيجب على الفرد ان يسير في طريق مدرسة الطف المدرسة المتكاملة التي رسمها لنا الامام الحسين واصحابه المنتجبين عليهم السلام.
ونتطرق في هذا البحث عن دور معركة الطف في تغيير مسار البشرية نحو الطريق الصحيح الذي أراده الله ورسوله واهل بيته عليهم السلام







المبحث الأول: -خلق البشرية
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (سورة الذاريات 56)
من خلال هذه الآية الكريمة نلاحظ ان الهدف من خلق البشرية هو العبادة الحق لله العزيز الكريم والعبودية للباري عز وجل وليس للإنسان او النفس الامارة بالسوء واطاعة الشيطان والسير في ملذات الدنيا وترك الاخرة.
وقد خلق الله الانسان من أصل طاهر وهو النبي أدم عليه السلام ولكن سعى الانسان الى تلويثه من خلال الطاعة للشيطان والنفس الامارة بالسوء وبسبب هذه الطاعة ورفض طاعة الأنبياء والمصلحين حدث الانحراف في مسيرة البشرية من الهدف الذي أراده الله له واراد الخير والسعادة وان يعيش حر وليس عبيدا للشهوات والملذات في هذه الدنيا الزائلة.
ان الباري عز وجل لم يخلق الانسان عبثا بدون ان يحدد له هدف من خلال الآية اعلاه وكذلك في الآية الكريمة {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)} (سورة المؤمنون 115)
نجد في هذه الآية ان خلق البشر ليس عبثا وانما للطاعة وعبادة الباري والمرسلين والانسان راجع الى الله وبالتالي فعليه ان يعمل ما يرضي الله ورسله وليس محمل بالذنوب والمعاصي وقتل الأنبياء والمصلحين فيكون على الفرد ترك الدنيا وشهواتها وتصحيح مساره والرجوع الى الله جلا جلاله والانبياء والمرسلين والمصلحين

من خلال هذه الآية الكريمة ({إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} (سورة يونس 7 -8
وهذا يتطلب من الانسان ان يعرف كيف الوصول الى تحقيق الهدف الذي خلق من اجله وما هو السبيل للوصول فيكون الجواب على هذا من خلال الآية
{قل إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)} (سورة آل عمران 31))
اذن على الفرد ان يطيع الله من خلال الرسول الكريم وتنفيذ الأوامر والعمل بما يريد فهو السبيل او هو الذي يأخذ بأيدينا الى النجاة والعمل على الطاعة وان يكون الفرد على بصيرة من امره وماذا يعمل عندما تكون الأمور بصورة غير واضحة وفي هذا قد إشار الامام الصادق (عليه السلام) الى ذلك من خلال قوله (العامل على غير بصيرة كالسائر على طريق لا يزيده سرعة المشي الا بعداً)
وقد خلق الانسان في بلاء وامتحان من اجل التكامل لأن الفرد في اختبار مستمر من قبل الباري كلما زاد في هذا التكامل زاد البلاء والاختبار لان من خلال البلاء والاختبار يعرف الانسان هل ينجح في الاختبارات ام يجزع ويقع في أحضان الشيطان وينحرف عن المسار الذي يريده الله له.
قال تعالى {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)} (سورة الإِنْسان 3)
قال تعالى {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} (سورة الكهف 29)



ويرد سؤال هنا هل يستطيع الانسان من تحقيق العبادة وحده دون الحاجة الى الأنبياء والرسل
نقول لا يمكن للفرد من الوصول الى العبادة دون ان يكون الانبياء والرسل هم الذين يهدونه كما جاء في الآية الكريمة
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)} (سورة الحديد 25
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(213)} (سورة البقرة 213)
فأرسل الله 124 ألف نبيا ورسول الى البشرية لغرض هدايتهم الى الطاعة وعبادة الباري عز وجل ولكن نشاهد من قصص الأنبياء وما تعرضوا من قبل اقوامهم الى رفض وتعذيب وقتل لا لشيء إلا
لأنهم يريدون لهم الخير واخراجهم من الظلمات الى النور وقد ذكر في القرآن الكريم كثير من هذه القصص
وبالنظر لمحاربة البشرية الى الأنبياء والمرسلين كان ينزل عليهم العذاب الشديد حتى تأخذ الاقوام الأخرى العبرة ويصححوا مسيرهم الى طاعة الخالق واستمر الامر حتى وصل الى رسولنا خاتم الأنبياء والرسل ( صلى الله عليه وآله وسلم)
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)} (سورة الأحزاب 45)
ومن خلال ذلك يتضح ان الطريق الذي يوصلك الى الله واتباع خاتم الأنبياء والرسل (صلى الله عليه وآله) ويكون الاتباع من خلال الاخذ بكل ما جاءنا من الرسول وقال الله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)} (سورة الحشر 7))
وذلك لان رسولنا الكريم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (سورة النجم 3 -5)) وكما ان الرسول لم يترك البشرية في ضياع بعد استشهاده بل حدد لهم الطريق الذي يسيرون عليه وينجيهم من الضلالة والانحراف عن الإسلام المحمدي الذي يوصلهم الى الباري عز وجل والخلاص من النار من خلال حديث الثقلين وهو قول النبي صلى الله عليه وآله:
(إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا)
فيكون التمسك بالقرآن والعترة الطاهرة عليهم السلام هو المنجي للإنسانية فيجب على الفرد معرفة الله ورسوله والعترة الطاهرة
لأنها الحجة في كل زمان وكما نقرأ في الدعاء
((أَللّهمَّ عرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، أَللّهمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، أَللّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي) مفاتيح الجنان دعاء زمن الغيبة
ولكن الذي حدث ان القوم غيروا المسار الصحيح ولم يطيعوا رسولنا بل قتلوا اهل بيته عليهم السلام ولم يكن أي فعل من قبل الامة الا القليل منهم ولم تستفاد البشرية من قصص الاقوام السابقة وما حصل فيهم نتيجة رفضهم المصلح وعملوا على محاربة الرسول وإيذاءه بكل الوسائل فما هو الحل لهذه البشرية وكيف يتم تصحح مسارهم في طاعة الباري عز وجل فلم ينزل عليهم العذاب كما نزل على الاقوام السابقة وذلك كرامة من الله الى رسولنا (صلى الله عليه وآله) وقد قال الله تعالى في محكم كتابه)
{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} (سورة الأَنْفال 33))
ومن خلال هذه الآية الكريمة يتضح بانه سبب عدم نزول البلاء هو بسبب وجود الرسول الكريم وهذا الوجود مستمر من الرسول حتى الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف لأنهم هم الاولياء الى الله بعد رسوله
وقد أوذي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأمة كثيرا حتى فاق الاقوام السابقة حين يقول (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)
وتعرض الى الاذية في نفسه الكريمة واهل بيته عليهم السلام
وهناك أنواع من الاذية
1- تكذيبه ووصفه بالساحر والمجنون
2- كسر رباعيته المباركة
3- تهجيره من مكة وغيرها
ولكن هل كانت هذه الاذية التي قصدها فقط ام كانت الاذية في اهل بيته عليهم السلام ولما تعرضوا الى أبشع أنواع القتل من خلال اشرار الامة وقد امرنا الرسول بطاعتهم والسير خلفهم لأنهم هم السبيل الى النجاة وانهم ترجمان القرآن ولكن ماذا حدث لهم
1-قضية الزهراء عليها السلام والهجوم على دارها (ويقول الرسول (من آذاها فقد اذاني)
2-قضية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في سلب الخلافة وقتله وهو نفس الرسول (أنفسنا وانفسكم)
3-المصائب التي جرت على اهل البيت عليهم السلام من قتل الحسن والحسين وهم سيدا شباب اهل الجنة وقال فيهم (ابناءنا)
4-المصائب التي جرت على اهل البيت عليهم السلام بعد الامام الحسين عليه السلام من تشريد وقتل
فتكون هذه الاذية الحقيقية الى رسولنا الكريم وبعد كل هذا نجد الرسول محمد صلى الله عليه وآله) يدعوا الى قومه وليس عليهم
(اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون) اقبال الاعمال ابن طاووس ج1 ص384 مكتبة اهل البيت
ومن خلال هذا الدعاء نلاحظ بان الرسول يدعو لقومه ويطلب من الله ان يهديهم بالرغم من ايذاءه والأنانية بحقه فهل نجد احد يطلب الرحمة الى أناس يقومون بأيذاءه ويقتلون ابناءه وتشريد نسائه وسبيهن فهو يريد اصلاح الامة وليس تعذيبهم وعقوبتهم فهل تجد نوع من القيادة الإلهية تريد الخير والصلاح والإصلاح للبشرية بهذا المستوى من التضحية بنفسه واهل بيته عليهم السلام فهذه هي الإنسانية فلن نجد احد يستطيع التضحية بكل شيء من اجل سعادة البشرية كما فعل رسولنا الكريم والتاريخ شاهد على ذلك وتستمر التضحية بالمصلحين من اجل تصحيح مسار البشرية لان المصلح يتصدى الى الطواغيت والحكام الظالمين من اجل رفع الظلم عن المجتمع وخير شاهد على ذلك في وقتنا الحاضر السيد الشهيد الصدر محمد باقر الصدر والسيد الشهيد الصدر محمد محمد صادق الصدر قدس الله اسرارهم
ونجد رسولنا الكريم عمل على هداية البشرية الى الخير والصلاح ولعدم استفادة الأمة من قصص الأنبياء السابقين أراد ان يجعل من الطف المدرسة التي تصحح مسار البشرية والتضحية باهل البيت عليهم السلام من قتل وسبي النساء والأطفال هل نجد في التاريخ مدرسة بهذا المستوى من التضحية من اجل الإنسانية ومن عدم الانحراف والظلم والعبودية للبشر هكذا هو رسولنا رمز الإنسانية فقد ضحى بالأمام الحسين واصحابه والطفل الرضيع وسبي النساء من اجل الانسان وان يعيش حرا عزيزا كما أراد الله له



المبحث الثاني: - معركة الطف

بعد ان عرفنا في المبحث الأول لماذا خلق الله البشر وماهو الهدف من ارسال الأنبياء والمصلحين وانزال العذاب على الاقوام السابقة بسبب محاربة المصلحين وعرفنا كيف تعاملوا مع خاتم الأنبياء والمرسلين فكان لابد ان يكون حدث يصحح مسار البشرية ونلاحظ بعد استشهاد الرسول واستشهاد الزهراء عليها السلام وامير المؤمنين والحسن المجتبى عليهم السلام من قبل الكافرين والحكام الظالمين ومحاولتهم تغير مسار البشرية من خلال تغير مسار الإسلام الحقيقي واندراس الإسلام وسلب الخلافة من الائمة عليهم السلام بعد ان امر بها الله النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ان يبلغ بها من خلال الآية الكريمة { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) } (سورة المائدة 67)
فأراد ان تكون المدرسة بهذا المستوى من التضحية وتكون مدرسة لكل الأجيال وفي كل زمان
وقد ضحى رسولنا الكريم بأهل بيته من اجل الرسالة المحمدية تلك الرسالة التي أرادها الله ان تكون الخاتمة وكذلك عن الولاية فكان إتمام الرسالة بأمر الخلافة وقد عملوا بني امية على طمس الإسلام وسلب الخلافة فما كان الرسول إلا أن يؤسس لهذه الثورة الكبرى وهو اعلم بحال الامة بعده
ويضحي بالأمام الحسين عليه السلام وأصحابه المنتجبين الاطهار من اجلنا فماذا فعلنا نحن من اجل الرسالة المحمدية والمصلحين.

وفي هذا المبحث لا أريد ذكر أحداث الطف لان هذا يعني سوف يطول بنا الامر ولكن بشكل مختصر ولماذا كانت كربلاء الحسين كربلاء التضحية والفداء والشموخ والعطاء والنصر والشهادة


المبحث الثالث: -تصحيح مسار البشرية من خلال الطف
سؤال: -كيف صححت ثورة الطف مسار البشرية وهل استفاد الانسان من الطف
يمكن الإجابة من خلال: -
1- بعد معركة الطف كان هناك تغير واضح لدى الانسان لان الدماء الطاهرة للأمام الحسين واصحابه عليهم السلام ونوع الجرم الذي قام به بني آمية عليهم اللعنة والعذاب وقتل الجميع حتى الطفل الرضيع وسبي النساء ردة فعل واضحة لدى الامة
وولد لديهم الشجاعة في مواجهة بني امية فقد قامت الثورات الكثيرة بعد الطف في اغلب البلدان الإسلامية
قال الامام الحسين عليه السلام (أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وآلة قال "من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسُنة رسول الله صلى الله عليه وآلة، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله وحرموا حلاله)
(موسعة الامام الحسين 361).
2-عدم القبول بالظلم من قبل بعض البشرية بعد الطف وهذا ما حدث في اغلب الدول (قال الامام الحسين (عليه السلام): (لا أعطيكم بيدي إعطاءَ الذليلِ ولا أقر لكم إقرار العبيد)
3-التعامل مع كربلاء في كل عام يجدد الذكرى لهذه الواقعة عند المؤمنين وغير المؤمنين وهذا يعطي دافع معنوي وروحي الى الجميع من خلال الدروس والمواعظ من تلك المدرسة في مواجهة الظالمين والدفاع عن الإسلام وكشف زيف الكاذبين الذين يتخذون من الطف غطاء لهم من اجل الكسب المادي وتحقيق ملذاتهم قال الأما م الحسين عليه السلام (النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ‏ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ معا َيِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ".)(تحف العقول:245، بحار الأنوار117:75).
4- من خلال معركة الطف معرفة القائد الإلهي والسير خلفه وماهي صفاته قال الامام الحسين (عليه السلام) في رسالته لأهل الكوفة يقول ما الإمام إلا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله.). بحار الانوار 44-334.
5-لكل مؤمن ان يعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال عليه السلام: " ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه مُحقا " (المناقب لابن شهرا شوب 68:4)
6-من خلال الطف نجد القابلية على الشهادة وتحديث النفس لا يتم الامن خلال تلك المدرسة فيكون حب الشهادة والتضحية بالغالي والنفيس من اجل الإسلام والدفاع عنه قول الامام خط الموت على ولد ادم مخط القلادة على جيد الفتاة
7- يحتاج الفرد الى الطف في زمان لا يجد له ناصر ولامعين قال الامام الامن ناصر ينصرنا
8- من الطف تعلمنا المطالبة بالإصلاح لأنفسنا والى مجتمعنا عندما نجد ان المجتمع في خطر والإسلام في خطر قال الامام إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي " (مناقب ابن شهرا شوب 89:4
ومن خلال النقاط البسيطة أعلاه يتغير مسار الفرد في حياته وكيف يتعامل مع الظالمين والمفسدين ومع نفسه الأمارة بالسوء فتكون الطف هي التي تغير مساره الى المسار الذي يريده الله ورسوله واهل بيته عليهم السلام

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو آمنه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-2016, 10:16 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: معركة الطف وتصحيح مسار البشرية

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله تعالى خير الجزاء على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2016, 11:31 AM   #3

 
الصورة الرمزية الراضي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1008
تـاريخ التسجيـل : Feb 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,993

افتراضي رد: معركة الطف وتصحيح مسار البشرية

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت على الطرح
اللهم اجعله في ميزان حسناته

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الراضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2016, 03:19 PM   #4

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: معركة الطف وتصحيح مسار البشرية

بارك الله فيك اخي العزيز وجعله في ميزان حسناتك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-2016, 04:45 PM   #5

 
الصورة الرمزية عاشق الصدر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 230
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,496

افتراضي رد: معركة الطف وتصحيح مسار البشرية

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله تعالى خير الجزاء على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

عاشق الصدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:15 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024