العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المواضيع التي تخص ائمة الهدى (سيرتهم وهديهم)

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-2022, 02:15 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

بقلمي لكي لا نظلم الامام الحسن الزكي عليه السلام


لقد جاء المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بمشروع إصلاحي نموذجي عالي المضامين عميق المعاني واسع الأبعاد، تحتاج فقرات منظومته الكاملة وأطروحته العادلة إلى تفسير صحيح يلائم المراحل التكاملية للأجيال البشرية، من أجل ان يتم فهمها وتطبيقها التطبيق الصحيح، فترتقي بذلك درجات وعي الإنسان ، وبنحو تدريجي تصاعدي، من دون الخدش بأصل ومضمون قواعد وقوانين وتعليمات وإرشادات الرؤية الكونية الشاملة للروح والجسد، أي مع بقاء نصوها المثالية وقوانينها العادلة غضةً طريةً متجددةً وولودةً تؤتي ثمارها في كل حين...
فمن يقوم بهذه المهمة الإصلاحية، ويأخذ بأيدي المجتمعات البشرية والسير بها قدماً سيراً أبوياً رحيماً في سلم التكامل؟
بالتأكيد، ان هذه مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة، تحتاج الى إنسان كامل وفرد أكمل مؤهل للنجاح في أدائها، ولكن لابد من الالتفات الى هذه الحقيقة المهمة وهي:
ان حركة القائد المصلح لن تكون فاعلة ومؤثرة في المجتمع بشكل ملحوظ، ان لم تنسجم معه ومع منهاجه القواعد الشعبية، فهذا عنصر محوري ينبغي ان نلتفت إلى أهمية دوره الجوهري، فحينما يتحقق سوف تقترب القواعد الشعبية من فهم مفردات الايدولوجية الاسلامية العادلة التي يتبناها القائد المصلح فهما صحيحا ، وهي الخطوة الأولى والأساس في تربية الانسان فكريا وروحيا ونفسيا وتعبويا وتوعويا...
اما اذا كانت القواعد الشعبية، كسولة خاملة، أو واقعة في شبهات وأوهام أصحاب التفسير الخاطئ، أو المتطرف، أو القشري لمفردات النصوص الشرعية، ويتعاملون مع مجريات الأحداث وفق فهمهم الخاطئ السطحي، فهذا يشكل خلل كبير يؤدي بهم الى الإبتعاد عن ساحة القائد المصلح، والامتداد الواقعي للتشريع الاسلامي المحمدي الأصيل...
بل قد يحدث ما هو أسوأ من ذلك أي ان الكثير من الناس سوف ينقلبون عليه ويقفون بالضد من خطه المبارك ومشروعه الانساني، مشككين بصحة تصرفاته وقراراته وخارطة عمله الاصلاحي..
لقد عاش الامام الحسن(عليه السلام)، ظرفاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً مناهضاً له وبشكل خطير، ولذا كان يحتاج الى كيفية معينة خاصة تتناسب مع ما متوفر لديه من سبل وأدوات من أجل المواجهة وبشكل واقعي في التعامل والمعالجة مع الجهات الموجودة في زمانه وهي:

1ـ المجتمعات الانسانية بشكل عام والمجتمع المسلم بشكل خاص والذي كان يحتوي بين نسيجه على فئات ومجاميع كثيرة والتي منها: الخوارج، والفئة التي تميل الى من يحقق مطامعها الشخصية وأهدافها المصلحية وبغض النظر عن كونه جهة حق ام جهة باطل، والفئة الموالية للحكم الأموي، والفئة الفوضوية...

2ـ قواعده الشعبية بشكل عام، والثلة المخلصة من أتباعه البعيدة عن الأغراض الضيقة، والتي تحتاج الى تكامل خاص يرفع من درجة وعيها وإخلاصها لتكون قادرة على أداء مسؤولياتها الدينية والإنسانية....

3ـ الطبقة السياسية النفعية الفاسدة الراكبة لموجة التظليل الإعلامي بأساليب ساهمت وبشكل خطير في تجييش المجتمع بالضد من الإصلاح الإنساني.

ومن هنا نستشف مدى خطورة وتعقيد الدور الذي أنيط بالإمام الحسن عليه السلام، الدور الذي كان يحتم عليه ان يتعامل مع تلك الخارطة البشرية المتناقضة بما يصلح شأنها وبأحكام وسلوك ملائم لها في تلك المرحلة وضمن ظروفها الخاصة والعامة، من هنا ندرك لماذا اختص الله أهل البيت بأن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وجعلهم واسطه لفيضه المبارك، فهم(عليهم السلام)، واقفين على الاحكام الواقعية وحقائق الاشياء، ولذا ينبغي التسليم لهم والخضوع لأوامرهم ونواهيهم وتوجيهاتهم وارشاداتهم ...
اما اذا وضع الافراد شرط ادراك علل جميع الأحكام وإدراك حقائق كل الاشياء كمقدمة للطاعة فهذا يعني الفشل والانتكاسة والاعتراض والشك والتردد في التفاعل الإيجابي الصحيح مع البعد الإصلاحي للقائد المصلح، مما يلقي بآثاره السلبية وافرازاته السيئة على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام..
علما ان التردد والشك ناجمان عن الجهل وضعف الادراك وقصر النظر...، ويكمن الحل كمقدمة بالغة الأهمية في الثقة بالقائد المصلح سيما بعد ان أدرك الفرد مرارا وتكرارا بأن الواقع المعاش قد أثبت صحة قراراته وتوجيهاته، فمن غير المعقول والمقبول بعد ذلك البحث عن أثر بعد عين؟!
الإمام الحسن الزكي عليه السلام، خط رسالي إصلاحي نموذجي مرتبط بواجد الوجود جل جلاله، وهو خط جميع الأنبياء والأوصياء والقادة المصلحين وإلى قيام الساعة، فلابد من وجود قائد مصلح في كل زمان مرتبط بالخط الرسالي الإصلاحي النموذجي، ومتصدي لأمانة المسؤولية الإصلاحية وقادر على رعاية المواهب وتفعيل منابع إلهام العطاء الخلّاق والابتكار...
وقد مَنَّ الله علينا بآل الصدر الكرام، الذين تصدوا لمسؤولية وأمانة الاصلاح في هذا العصر المتخم بالأحداث والفتن، ومنحونا معنى نافعا وايجابياً لحياتنا، حينما ساعدونا في ان ندرك مسؤوليتنا وواجباتنا اتجاه أنفسنا وديننا ووطننا ومجتمعنا...، مبينين لنا بأن تحمّل الانسان للمسؤولية هو أسمى ما تتجلى فيه إنسانيته وبها ينتقل إلى طور أنبل، وان الفرد المتحلل من المسؤولية سوف يفقد أي قيمة سامية للمحبة والعطاء...، وستضمحل عنده المعاني الجميلة...
واليوم ما دمنا متنعمين ببركة وجود القائد العراقي المصلح السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)، المتصدي لمسؤولية وأمانة الاصلاح في هذا الزمان...
إذن ينبغي علينا ان نشكر الله على هذه النعمة ونجتهد في أداء واجباتنا المترتبة على مسؤوليتنا، لكيلا نقع في دائرة ظلمه كما ظلم الامام الحسن عليه السلام.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2022, 10:15 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: لكي لا نظلم الامام الحسن الزكي عليه السلام

جزاك الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الامام، الحسن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 03:39 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024