العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-2011, 11:37 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو احمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 35
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,901

افتراضي العيد في فكر السيد الشهيد الصدر قدس سره


بمناسبة مرور عيد الفطر نتكلم عن فكرة العيد في الاسلام ويكون ذلك في ضمن عدة نقاط :

النقطة الاولى : انه يعتقد طبقة من اهل اللغة ولعله هو المشهور بينهم ان العيد انما سمي عيدا لانه يعود كل سنة كأنه مأخوذ من العود فيكون عيد بمعنى عائد كفعيل بمعنى فاعل مثل عليم بمعنى عالم. الا ان هذا واضح المناقشة :


اولا : ان العود بالواو والعيد بالياء فتكون كل واحدة مادة منفصلة مباينة مع الاخرى ولا يوجد وجه معتد به لتبرير تبديل الواو ياءا في لفظ العيد.


ثانيا : انه لا تنطبق هنا قاعدة فعيل بمعنى فاعل لوضوح ان عيد ليس على وزن فعيل لا فعلا ولا تقديرا. ومن هنا فان الاطمئنان العرفي على ان لفظة عيد لفظ مستقل وضع لاجل الدلالة على هذا المعنى بالذاتع وهو اي يوم يناسب فيه اجتماعيا اظهار الفرح والسرور فيكون عيدا.


ومن الطريف الملفت للنظر والذي الفت نظري على اية حال انني نظرت في عدة مصادر لغوية فلم اجد معنى العيد فيها موجودا بما فيها لسان العرب لابن منظور ومجمع البحرين للطريحي والمفردات للراغب الاصفهاني وغيرها. وبالتأكيد فان لفظ العيد ليس كلمة مستحدثة ليعرض عنها اهل اللغة ويهملوها بل هي قديمة واصيلة في اللغة بدليل انها واردة في القرآن الكريم في قوله تعالى : ((تكون لنا عيدا لاولنا وآخرنا واية منك))الامر الذي يدل على انها كانت متداولة ومفهومة في صدر الاسلام والعصر الجاهلي السابق عليه.


النقطة الثانية : ان العيد بالمعنى الاصلي هو وقت حدوث مناسبة السرور والابتهاج الاجتماعي نفسه كحدوثا انتصار على العدو مثلا او ولادة شخص مهماو حصول فرج بعد الشدة ونحو ذلك وليس العيد هو ذكراه السنوية المتكررة كل عام لوضوح ان المناسبة الحقيقية لا تحصل كل عام وانما هو مجرد تكرار او اجترار وتذكر لما كان قد حصل في الزمان الماضي لا اكثر فهو في الحقيقة عيد مجازا وليس عيدا حقيقة. في حين ان العيد الحقيقي هو يوم حصول الحادثة المفرحة نفسه. وهذا هو مراد الاية الكريمة حين تقول : ((تكون لنا عيدا)) يعني بمناسبة نزول المائدة من السماء التي هي سبب الفرح والابتهاج ولم يقل انها تكون لنا عيدا نحتفل به كل عام.


الا اننا يمكن ان نلاحظ ان المناسبات السنوية الاسلامية او الدينية على كلا الشكلين من هذه الناحية فمنها ما يكون ذكريات سنوية لحوادث سابقة في صدر الاسلام وربما اكثرها كذلك وهو الاعم الاغلب منها بما فيها مناسبات ولادات ووفيات المعصومين (سلام الله عليهم) وعيد الغدير. ومنها ما يمكن القول ان المناسبة بنفسها تتكرر كل عام فنحن في كل عام في مناسبة جديدة وسبب حقيقي للفرح والابتهاج فيكون عيدا ليس لاجل مجرد الذكرى بل هو عيد فعلي لمناسبة حاصلة تخصه في نفس الوقت وهذا المعنى متحقق في كل من عيد الفطر وعيد الاضحى كما هو متحقق بمعنى آخر في ليلة القدر ويوم عرفة على ما سنسمع شيئا من تفاصيله في النقاط التالية.


النقطة الثالثة : قلنا في ما وراء الفقه انه تقوم فكرة الايام المهمة او المتبركة في الدين على احد اسس ثلاثة تنقسم الايام باعتبارها الى ثلاثة اقسام:


القسم الاول : الايام التي تكتسب اهميتها باعتبار ان حادثة مهمة قد وقعت فيها كولادة النبي (صلى الله عليه واله) وولادة امير المؤمنين (عليه السلام) ووقعة بدر ويم المعراج ويوم الغدير ونحو ذلك فهذه ايام المناسبات التي تعطي للمسلمين بتجدد الذكرى كل عام ما يمكن ان تعطيه من الهام مقدس لكل فرد مسلم بمقدار حاله ومستواه.


القسم الثاني : الايام التي تكتسب اهميتها باعتبار كونها وقتا لاداء عبادة كبيرة في نظر الشريعة ومن اهم امثلة ذلك ليلة القدر في شهر رمضان بل ايام شهر رمضان كله وكذلك يوم عرفة في الحج فانها واقعة في بحران العبادة وقمة اندفاع المكلف في التوجه الى ربه والتوسل اليه.


القسم الثالث : الايام التي تكتسب اهميتها باعتبار كونها اول يوم تقريبا لفراغ المكلف من عبادة مهمة في الاسلام فانه من الوجداني المحسوس ان اداء اي واجب او مطلوب يقوم به الانسان يعطي راحة محببة واطمئنانا للضمير وشكرا لله سبحانه وتعالى على حسن التوفيق وكلما كبرت العبادة وازدادت اهميتها ازداد اهمية الفراغ منها حتى يمكن ان يصل هذا الشعور الى حد يستحق ان يكون عيدا اسلاميا ينص عليه بالشريعة ويحتفل به المسلمون على طول العصور واهم مثال لذلك عيد الفطر الذي يأتي بعد الانتهاء من فريضة الصوم خلال شهر كامل وعيد الاضحى الذي يأتي بعد الانتهاء من الاجزاء الاساسية من الحج وهو الموقفان في عرفة والمشعر الحرام وبالتالي كأن الحج قد انتهى من حجه بشكل وآخر بقيت عليه واجبات اخرى كالذبح والتقصير ولكن الشيء الاساسي انتهى.


وليس من الصدف ان يقع عيد الفطر بعد عيد ليلة القدر وان يقع عيد الاضحى بعد يوم عرفة بعد ان عرفنا ان ليلة القجر واقعة في قمة اداء العبادة وعيد الفطر واقع في الانتهاء منها كما ان يوم عرفة واقع في موقف من اهم مواقف الحج يليه فجر اليوم العاشر الذي هو وقت الوقوف في المشعر الحرام وهما قمة اداء هذه العبادة (عني الحج) فيكون عيد الاضحى منذ طلوع شمسه اي شمس اليوم العاشر واقعا عند الانتهاء منها.


النقطة الرابعة : انه اتضح من هذا كله ما قلناه قبل قليل من ان هذه المناسبات تتكرر بنفسها كل عام وليس هي ذكريات لمناسبات سابقة لوضوح ان شهر رمضان في كل عام هو مناسبة الصوم كما ان ليلة القدر فيه في كل عام هي قمة العبادة فيه وكذلك (تتنزل الملائكة والروح فيها من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر) ومعه يكون عيد الفطر الذي يأتي بعده مباشرة هو عيد فعلي ومباشر للتباشر والابتهاج من انتهاء تلك العبادة المهمة التي ترضي الله سبحانه وتبعث في الضمير راحة محببة وفرحا كما ان مناسبة الحج في كل عام هو مناسبة فعلية وواجبة على كل مسلم استطاع اليه سبيلا فيكون يوم عرفة هو مناسبة فعلية ومباشرة لهذه العبادة العظيمة والشعيرة المهمة من شعائر الله والاسلام الا وهي الحج وليس ذلك على شكل ذكرى لعيد سابق. كما ان عيد الاضحى سيكون فعلا هو وقت الانتهاء او قل الاحتفال بالانتهاء من تلك العبادة المهمة التي ترضي الله تعالى وترضي ضمير المسلم.


النقطة الخامسة : اننا قلنا قبل قليل ان العيد هو يوم الفرح الاجتماعي او العام عند تحقق سببه فعلا طبعا وهذا ما يتكرر سببه في كل عام في عيد الفطر وعيد الاضحى واما بالنسبة الى الذكريات فالعيد الحقيقي و المناسبة الاولى التي حصلت فيها تلك الحادثة فعلا فمثلا ان العيد الحقيقي هو يوم ولادة الرسول في عام الفيل فمن حيث ان ولادته هي الحادثة المبهجة والرئيسية التي اوجبت بالتدريج قلب الموازين البشرية من حين البعثة النبوية الى يوم القيامة ونسخ الشرائع السابقة وتبديلها بالشريعة التي تمثل الحق المطلق والعدل الصريح فمن هذه الناحية اصبحت عيدا طبعا ونفس هذا نقوله في عيد المبعث النبوي فان يوم المبعث منذ حصول البعثة حقيقة في غار حراء هو العيد وسبب السرور والابتهاج واما تكراراته السنوية فهي مجرد ذكريات له كما ان ولادات المعصومين (سلام الله عليهم) كذلك ويقاس على ذلك ايام الحزن والمصيبة والاسى في الاسلام فان اليوم الحقيقي لذلك هو يوم حصوله فعلا كيوم مقتل امير المؤمنين (سلام الله عليه) ويوم مقتل الحسين (سلام الله عليه) في واقعة الطف ووفيات سائر المعصومين (عليهم السلام) مضافا الى ايام اخرى محزنة ومفجعة قلما يلتفت اليها المتشرعة كحصار النبي (صلى الله عليه واله) واهله واصحابه في شعب ابي طالب فهل نعمله يوم مصيبة وتعزية ! غافلين حبيبي .. وغيبة الامام المهدي (عليه السلام) ويم هدم قبور المعصومين (عليهم السلام) في البقيع من قبل الوهابين السعوديين وغير ذلك.


النقطة السادسة : انه لا شك ان هناك مصالح اجتماعية ودينية مهمة لتأسيس هذه الذكريات ولولاها لانقطع المجتمع عن تاريخه المقدس وقادته الرئيسين انقطاع يكاد يكون تاما. فمن المناسب ان تأتي في كل شهر مناسبة او عدة مناسبات نجدد فيه العواطف تجاه الاسلام والدين والقادة واحدا واحدا لكي يكون هذا التجديد حافزا جديدا ويعطي زخما نفسيا مؤثرا نحو طاعة الله ونصرة الدين والمذهب.


ومن الملحوظ بوضوح ان مذهبنا وانا ملتفت من زمان هو الفريد من كل المذاهب والاديان بكثرة مناسباته الدينية والمذهبية فهو له مناسبات الاسلام كلها مضافا الى مناسبات في المذهب نفسه على ان منسابت المذهب مما لا يمكن انكاره او استنكاره لاي احد على الاطلاق لوضوح ان ائمتنا (سلام الله عليهم) رجال قادة وعلماء سادة متفق على صحتهم وعلمهم ووثاقتهم وصلاحهم لم يجرح فيهم الا الشاذ الناصبي المتعصب الملعون عند الله ورسوله.


وعليه فمن المعقول جدا ان تكون يوم ولادة اي واحد من هؤلاء العظماء عيدا وان يكون يوم وفاته يوم مصيبة واسى حتى عند غيرنا بطبيعة الحال. وان تكون ذكرياتهم السنوية على كثرة تكرارها مناسبات مهمة دينية واسلامية تتجدد فيها الطاعات. ووجودها مهم لنصرة الدين والدفاع عن شريعة سيد المرسلين.


ومن الواضح ان الحال الدنيوي والمصالح الشخصية هي التي تسيطر على افراد المجتمع في الغالب من فقر وغنى وصحة ومرض وربح وخسران ونحو ذلك الامر الذي يستوجب بوضوح البعد عن طاعة الله ونسيان ذكر الله والغفلة عن امجاد التاريخ الاسلامي والقادة الاسلاميين. ومن هنا كانت المصلحة في حكمة الله التكثير من هذه المناسبات وتكرارها وتركيزها لكل يوجب الاوبة والرجوع لكل الغافلين والمقصرين في طريق الله سبحانه وتعالى، قال تعالى : ((انه اواب)) يمدح الاواب وهو الراجع الى الله. وقال سبحانه : ((لكل عبد منيب)) ايضا بمعنى راجع. وقال : ((ففروا الى الله)) وقال : ((انا لله وانا اليه راجعون)).

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-2011, 09:04 AM   #2

 
الصورة الرمزية ابو محمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 26
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلاد الأنبياء والمرسلين
االمشاركات : 9,045

افتراضي رد: العيد في فكر السيد الشهيد الصدر قدس سره

أحسنت أخي المبدع
عطرت المنتدى بجواهر المولى المقدس
كتبك الله من الناشرين الناصرين للحق وأهله
وكل عام وأنتم في طاعة الله ومغفرته ورضوانه

 

 

 

 

 

 

 

 

ابو محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-2011, 11:00 AM   #3

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,486

افتراضي رد: العيد في فكر السيد الشهيد الصدر قدس سره

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
حبيبي ابو احمد اختيار موفق وانتقاءرائع
لدرة من درر الشهيد العارف بالله
محمد محمد صادق الصدر
رضوان الله عليه

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-2011, 01:34 PM   #4

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

افتراضي رد: العيد في فكر السيد الشهيد الصدر قدس سره

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بداية اقول لك ولك الاخوة في المنتدى الطاهر كل عام وانتم الى طاعة الرحمن اقرب
كل عام وانتم عن الشيطان ابعد
كل عام وانتم بالف الف خير
وبارك الله فيك على نقل هذه الجوهرة من جواهر شهيد الله السيد محمد الصدر (قدس)

 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-2011, 02:35 PM   #5

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: العيد في فكر السيد الشهيد الصدر قدس سره

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

جزاك الله خير على نشر درر السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ابو علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:30 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024