العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية

إنشاء موضوع جديد  موضوع مغلق
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2012, 12:39 AM   #6

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة السادسة 25 محرم 1419 هـ
الخطبة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اني اسألك بسلطان القوة ، وبعزة القدرة ، وبشأن الكلمة التامة ، وبكلماتك التي تفضلت بها على اهل السماوات والارض واهل الدنيا واهل الاخرة ، وبرحمتك التي مننت بها على جميع خلقك ، وباستطاعتك التي اقمت بها على العالمين ، وبنورك الذي قد خر من فزعه طور سيناء ، وبعلمك وجلالك وكبريائك وعزتك وجبروتك التي لم تستطل لها الارض وانخفضت لها السماوات وانزجر لها العمق الاكبر وركدت لها البحار والانهار وخضعت لها الجبال وسكنت لها الارض بمناكبها واستسلمت لها الخلائق كلها وخفقت لها الرياح في جريانها وخمدت لها النيران في اوطانها وبسلطانك الذي عرفت لك به الغلبة دهر الدهور وحُمدت به في السماوات والارضين وبكلمتك كلمة الصدق التي سبقت لأبينا آدم عليه السلام وذريته بالرحمة وأسألك بكلمتك التي غلبت كل شيء وبنور وجهك الذي تجليت به للجبل فجعلته دكا وخرّ موسى صعقا وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء فكلمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران ، وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران بربوات المقدسين وجنود الملائكة الصافين وخشوع الملائكة المسبحين وببركاتك التي باركت فيها على ابراهيم خليلك عليه السلام في امة محمد صلى الله عليه واله ، وباركت لإسحق صفيك في امة عيسى عليهما السلام ، وباركت ليعقوب اسرائيلك في أمة موسى عليهما السلام ، وباركت لحبيبك محمد صلى الله عليه واله ، في عترته وذريته وامته ، اللهم وكما غبنا عن ذلك ولم نشهده ، وآمنا به ولم نره صدقا وعدلا ان تصلي على محمد وال محمد وان تبارك على محمد وال محمد وترحم على محمد وال محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وال ابراهيم إنك حميد مجيد فعال لما تريد وانت على كل شيء شهيد .
من الناحية النظرية كنا نقول وأنا سجلتها في بعض كتبي ان صلاة الجمعة تفيد للمجتمع وتحل مشاكله وتذلل صعوباته وتدفع إلى الاستقامة من انحرافاته ، الآن أصبح هذا شيئا واضحا بالتطبيق ولله الحمد ، الجمعة هي اللسان الناطق باسم الله ورسوله وأمير المؤمنين وهداية للناس اجمعين كائنا من كان خطيب الجمعة سواء كان سيد محمد الصدر او غيره نسمع منهم الحق وندفع بهم الباطل ونرضي الله ورسوله والمعصومين سلام الله عليهم اجمعين ، وهذا ينبغي ان يكون واضحا واكيدا في اذهاننا جميعا .
محل الشاهد إن جملة من الأمور التي تطرح في الشارع ، على لغة بعضهم ، ينبغي طرحها هنا ايضا ، لأن الذي يُطرح في الشارع يُعتبر مشكلة واذا أُعتبر مشكلة كان حلها في ذمة الحوزة العلمية ، في ذمة الحوزة الشريفة ، شغل من حبيبي ، إذا لم يكن هو شغل رجال الدين ، ومسؤولية من ، اذا لم يكن هو مسؤولية رجال الدين ، على العين والرأس ، زين ، آني اسأل ، زيد وعبيد ندير ظهرنا ونگول ما علينا نحن لا نعرف ولا نفهم ، اذن ما ذا نتيجة وجودنا ، ولماذا درسنا ، ولماذا تعبنا ، وعلى اي شيء اتبعنا الناس ، وعلى اي شيء احسن الظن الناس بنا ، ليش لمجرد انه احنه ناكل ونام ، هذا هو الاجحاف بعينه .
محل الشاهد من جملة الامور التي يتكلم بها الشارع الآن والتي سبقت في سنين سابقة ايضا ان جملة من الجُهَّال وان كان هي الحچاية قد لا تكون لطيفة ولكن هكذا هو الواقع انهم جعلوا من حرم الحسين سلام الله عليه ، كعبة وجعلوا من الشارع الذي بين الحرمين مطافا ، وانا رأيتهم ربما اكثر من مرة يلبون ويركضون .
أنا أقول وقلت ولا زلت اقول ان هذا حرام ، الدوران حول ضريح الحسين وحول ضريح المعصومين راجح احتراما للحسين عليه السلام ، واحتراما للمعصومين ، هذا صح ، والتعب في سبيل الحسين عليه السلام ، وفي سبيل المعصومين راجح لأنه احترام لهم ، وانقياد للشريعة ولله سبحانه وتعالى ، هذا أيضا صحيح ولكن الوهم ان هذا هو شبه الحج او هو الحج او المجزي عن الحج بدليل على انه يلبي بحماس ، واذا گالوله لا تسوي ، هوه يسوي ، كأنما جاي ايحچ في كربلاء ، لا ، العفو ، هذا غير ممكن ، بل هذا هو الحرام بعينه ، مع العلم ان التلبية هي ذكر الله سبحانه وتعالى وليست اكثر من ذلك ولكنه حبيبي ، ليست من اهلها ولا في محلها ، التلبية لها محل وهو السعي الصحيح بين الصفا والمروة او بعد الاحرام او اي شيء وليس هنا حبيبي .
المهم على انه ، هذا تشريع محرم ، ليش ، لأنه لم يرد في الكتاب والسنة ولم يعمله المعصومون ولا العلماء ولا المتشرعة ، نعمله كشيء جديد ، نضيفه الى الدين حرام طبعا هذا من هذه الناحية ، وهو ايضا بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، احذركم ان تعملوا شيئا من هذا القبيل اطلاقا فليبلغ الحاضر منكم الغائب ان هذا امر لا يجوز .
الشيء الآخر الذي وددت الاشارة اليه ان حديث الشارع الان في المسير الى الحسين سلام الله عليه ، راجلين ، طبعا هو في نفسه حسب القاعدة الاصلية في الاسلام او قل في الدين هو انه هذا تعب في سبيل الحسين سلام الله عليه ، واحترام للحسين سلام الله عليه ، واظهار للإخلاص في سبيل الحسين سلام الله عليه ، وليس الحسين فقط وإنما لرسول الله صلى الله عليه واله ، لنبي الحسين ولعبادة الحسين ولهدف الحسين ولرب الحسين ، هذا كله صحيح .
لكن طبعا يوجد هناك منع ، الشيء الذي وددت أن أشير اليه انني من هنا اطلب من المسؤولين اجازته ، وانا حسب فهمي ان المطلب مربوط بالسيد الرئيس مباشرة فانا اطلب منه اجازة هذا الموسم المقدس والعمل الشريف الديني الذي لا سياسة فيه ، لا سياسة فيه ، هو يعلم وكلنا يعلم اننا بريئون من هذا المعنى من السياسة وكل معنى سياسي ، هذا لا ربط له بنا لا نستفيد من السياسة ولا تفيدنا السياسة ، نحن علينا برضاء الله سبحانه وتعالى ، الإجتماع في الطريق الى الحسين عليه السلام ، كالاجتماع في زيارة المعصومين سلام الله عليهم ، كالإجتماع في صلاة الجمعات التي جربناها ، ولم يكن فيها اية محذور واية سياسة ، انما هو عبادة مستحبة كنوافل الظهر والعصر يؤدونها اعتيادي ويرجعون الى بيوتهم ، ونأمل من جميع المتدينين والمتشرعين الذين يحملون هم دينهم وشريعتهم ومذهبهم ان يكونوا هادئين اذا ذهبوا ان يكونوا هادئين كما انتم جزاكم الله خيرا الان هادئين ، وعليكم طبعا انا قلتم لكم في يوم ما ، انه عليكم بإطاعة اوامر علمائكم ، لا تتحركوا ولا تقولوا اي شيء قبل ان تقول لو صح التعبير قيادتكم الدينية شي ، ما يجوز حبيبي ، إذن تجني على نفسك وعلى دينك وعلى دنياك وعلى آخرتك ، فمن هذه الناحية الأمل أن يجاز ، الامل ان يجاز ، لكي يفرح اغلبية شعب العراق بل كل شعب العراق بل لعله كل العالم ، فان هذا مما يفرح الصديق ويؤلم العدو ، وما احسن ان نفرح الصديق ونؤلم العدو مع العلم انه ليس فيه مضاعفات وليست فيه اية سياسة ، لكن مع ذلك اقول ، بانه اذا حصل المنع امتنعوا ، لا يفعل احد شيئا منكم اي شيء في هذا الصدد ، يقول في الاخبار عن الائمة سلام الله عليهم ، (التقية ديني ودين ابائي ولا دين لمن لا تقية له) ، انت اذا رحت او عملت اي شيء او قلت اي شيء على خلاف التقية اذن لا دين لك حبيبي ، يشهد المعصومون انه لا دين لك ، زينة هي هاي ، فمن هذه الناحية خبر آخر ايضا ، (التقية درع المؤمن الحصينة يدفع بها عن نفسه بلاء الدنيا) ، گول لا ، اما اذا واحد ذب الدرع سوف تقع الضربة عليه من حيث لا يفيد نفسه ولا يفيد الاخرين ولا يفيد دينه ، فمن هذه الناحية ايضا اوصيكم بتقوى الله ان ذهبتم فاذهبوا بهدوء وان منعتم فامتنعوا بهدوء وجزاكم الله خير جزاء المحسنين .
الشيء الاخر الذي وددت الاشارة اليه ان هنا ايضا شكوى وان كان الكلام عنها قليل في الشارع لان الشارع يستسيغها مع شديد الاسف ، لكن الله ورسوله وامير المؤمنين لا يستسيغونها وهو الاختلاط والازدحام بين الجنسين في المراقد المقدسة وفي المساجد المقدسة ، حبيبي ، هذا لا يراد منكم انتم الان ، الحمد لله على مستوى من الوعي الديني وخوف الله سبحانه وتعالى بدرجة محمودة وهذا بفضل ربي ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ ،
حينئذ تكون النتيجة شنو
، وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)
، واما اذا صخمنا وجه روحنه لا ندخل الجنة وانما طريقنه طريق آخر، فاذا اردنا النجاة في الدنيا والاخرة ينبغي ان نعدل من سلوكنا من جميع الجهات ، كل قدم وكل التفاتة وكل كلام ، وكل اي شيء ، اي شيء ، من العمل والقول ومن العلاقات الخاصة والعامة الاجتماعية والاقتصادية والاسرية ما من واقعة الا ولها حكم ، فإذن انت من جميع جهاتك من حين الميلاد بل من حين انعقاد النطفة الى حين تحول الجسم الى تراب كامل ، هو في حكم شرعي لا يعدوه الله بقليلة ولا بكثيرة ، لا يعدوه يعني ما يتوخر عنه ، لا تعدوه شريعة الله بقليلة ولا بكثيرة ولا يعدوه نظر الله بقليل ولا بكثير فإن لم تكن تراه فهو يراك.
زين نحن نعمل المستحبات ونعمل المحرمات في نفس الوقت ، يصير ، طبعا لا يجوز ، هل ننال شفاعة المعصومين بالتجاوز على المعصومين وهتك حرماتهم ، نحن نحترمهم او نهتك حرماتهم سبحان الله ، ماذا تقولون ، زين اذا كان اگو اختلاط وتهتك وشعر وايدين النسوان وايدين الرجال وغير ذلك وربما كلمات غير طيبة تقع بينهم كثيرة ، على ما هو منقول ، زينة هي هاي ، جدا سيئة اقول انتم حاشاكم ان شاء الله لا يفعل احد منكم ذلك ، لكنه الذي يفعل ذلك فهو ملعون ولن ينال شفاعة المعصومين سلام الله عليهم ، هو غير يروح يتبرك بالضريح ، فيلعنه الامام الذي ذهب اليه ، يلعنها الامام الذي ذهبت اليه ، فيخرج بلعنة الامام لا يخرج بشفاعة الامام ، هية هاي زينة سبحان الله ، ضلة في عقله وخلة في تفكيره وضحالة في تفقهه ، اصلا تفقه ما كو ، خوفة الله ما كو ، والا ما هيجي صار .
حبيبي حچاية بسيطة جدا ليست بيد سيد محمد الصدر ولا الحوزة ، كل واحد عنده ام ، اخت ، بنت ، اخو ، جيران ، صديق ، ينصح بعضكم بعضا بالإرتداع عن ذلك وعن غير ذلك مما يغضب الله سبحانه وتعالى ، هذا هوة گولوا لخاطر الله لا تسوي لخاطر الله ،ما بيه مجال حقيقية ، ترى هاي السواية موزينة ، لدينك مو زينة ولمذهبك مو زينة ولإمامك مو زينة ، لا تسوي حبيبي خير لك ان تترك ، اترك الزيارة خير لك من ان تذهب بهذه الزيارة الخاطئة الخائبة ، هذا هوة.
فعندئذ شيصير ، معنى ذلك انه يصلح المجتمع ، اذا صلح الناس فردا فردا صلح المجتمع ، امثل لكم بمثال ، اكو بيه رواية ، انه اثر الصلاة طبعا المقبولة المبرورة ان يغفر ما بين الفريضتين من الذنوب ، يمثل ، الظاهر على ما ببالي مروية عن النبي صلى الله عليه واله ، كيف اذا كان احدكم على باب داره نهر فيغتسل به في اليوم خمسة مرات هل يبقى على جسده وسخ ، وكذلك في المثل الاخر انه ، اذا كنس كل واحد امام داره نظفت المدينة ، فأنتوا اكنسوا المحارم اي المحرمات من ساحتكم من ساحة المجتمع اكنسوها كنسا حقيقيا يرضي الله سبحانه وتعالى ، ولماذا لا ، اي احنة جايين اهنانة لان نخاف الله لا لكي نتفرج على السيد محمد الصدر ولا لكي نتونس ، وانما نخاف الله ونتحمل الشمس في سبيل خوف الله سبحانه وتعالى وفي سبيل ثواب الله سبحانه وتعالى وفي سبيل اداء مسؤولية هذا الواجب المقدس اللطيف ، امنعوا ، امنعوا جيرانكم واسرتكم عن من مثل هذا التهتك وهذا الاحتقار للدين وللمعصومين سلام الله عليهم .
زين ، الشيء الآخر الذي وددت ان اشير اليه ، ربما ان جملة منكم ، بعض الناس على كل حال سمعت منهم ان سيد محمد الصدر لم يحضر خطبته جيدا ، ان سيد محمد الصدر غير عميق في خطبته كأنهم يتوقعون ان اقول هنا درسا حوزويا كاملا في الفقه او في الاصول او في التفسير او في اي شيء ، انا لست مغفلا الى هذه الدرجة لكل مقام مقال وكما ايضا في المثل الاخر شنو ، ان البلاغة تطبيق المقال ، بما مضمونه ، على مقتضى الحال ، كذلك كلموا الناس على قدر عقولهم وكذلك اذا كان الكذب حراما فالصدق غير واجب لأنه الشق الاخر هو السكوت ، فاذا انا اتكلم معكم بلغة الكبرى والصغرى والاستصحاب واصالة البراءة ماذا سوف تفهمون مني ، عيب هذا الحچي ، انا اقول بمقدار ما اجد فيه المصلحة وأمري وأمركم الى الله فمن هذه الناحية طبعا ، انا ادرك بوضوح على انه هذه الخطابة يسمعها كل سامع وليس الحوزة فقط طبعا نحن نربي الحوزة لكي نربي المجتمع ، ليش ، لأنه هكذا الاعتقاد التقليدي او الكلاسيكي انه الطلبة الشباب يفهمون المجتمع اكثر من المرجع ، المرجع لغته معقدة ومتزمتة وخاصة فلا يفهمها المجتمع ، لا الحمد لله ربما رزقتم واحد من هذا القبيل الذي تفهموه ، محل الشاهد فحينئذ هذا ايضا يكون ضروريا ، لا تتوقعوا مني ان اقول شيئا اكثر مما فيه المصلحة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

الجمعة السادسة 25 محرم 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت، البديء قبل كل شيء وانت الحي القيوم ، ولا اله الا انت الذي لا يذلك شيء وانت كل يوم في شأن ، لا اله الا انت خالق ما يرى وما لا يرى العالم بكل شيء بغير تعليم ، اسألك بألآئك ونعمائك بانك الله الرب الواحد لا اله الا انت الرحمن الرحيم ، واسألك بانك انت الله لا اله الا انت الوتر الفرد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد. واسألك بانك انت الله لا اله انت اللطيف الخبير القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب الحفيظ. واسألك بانك الله الاول قبل كل شيء والاخر بعد كل شيء والباطن دون كل شيء الضار النافع الحكيم العليم ، واسألك بانك انت الله لا اله الا انت الحي القيوم الباعث الوارث الحنان المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام وذو الطول وذو العزة وذو السلطان ، لا اله الا انت احطت بكل شيء علما واحصيت كل شيء عددا ، صل على محمد وال محمد ، عبدك ورسولك وامينك وصفيك وحبيبك وخيرتك من خلقك وحافظ سرك ومبلغ رسالاتك افضل واحسن واجمل واكمل وازكى وانمى واطيب واطهر واسنى واكثر ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على احد من عبادك وانبيائك ورسلك وصفوتك من خلقك ، اللهم وصل على علي امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين عبدك ووليلك وحجتك على خلقك وآيتك الكبرى والنبأ العظيم ، اللهم وصل على فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، اللهم وصل على الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة ، وصل على ائمة المسلمين علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والخلف الهادي المهدي ائمتي وسادتي وقادتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرأ في الدنيا والاخرة.
طبعا هذا اليوم ذكرى وفاة الامام السجاد سلام الله عليه ، يحسن جدا ان نذكر فكرة مما يتيسر لنا ومما نعرفه في الجملة والا نحن اقل واحقر وادنى من ان نفهم المعصومين سلام الله عليهم ، الا انه بالمقدار المتيسر لا بأس من الالتفات الى شيء من هذا القبيل .
الامام السجاد سلام الله عليه ، دخل في تقية مكثفة بعد واقعة الطف بعد مقتل ابيه واخوته واصحابه فكان من الخطر عليه القيام باي قول او عمل تتوجس منه الدولة الاموية في ذلك الحين التي كانت مسيطرة وقوية كعبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك وآخرين ، الا انه مع ذلك كان سلام الله عليه ، طبعا بتكليف من الله سبحانه وتعالى متحمل للمسؤولية تجاه الله سبحانه وتعالى وتجاه شعبه ومواليه وشيعته ولا يمكن ان تكون التقية المكثفة مانعة له عن تحمل المسؤولية او سببا له للتخلي عن مسؤولياته ، ومن هنا كانت مهمته دقيقة وصعبة الى درجة عجيبة وغريبة لا يقوم بها الا المعصومون سلام الله عليهم ، ومن هنا نراه يخطط عدة امور اصبح اكثرها معروفا في الفكر الاسلامي في هذه الايام وفي هذه الاعوام ، والف به المؤلفون ايضا اذكره لكم مع شيء من الايضاح والزيادة .
في الحقيقة هو نستطيع ان نقول انه قام بعدة فعاليات في حياته سلام الله عليه ، بهذا الاعتبار ، باعتباره اماما هاديا ومفترض الطاعة ونقول قائدا لجالية باللغة الحديثة ، لجالية كثيرة من المجتمع الاسلامي تقدسه وتطيعه وتؤمن به ، وكذلك طبعا فوائد ائمتنا لم تقتصر على الشيعة وانما عمت جميع المسلمين بل عمت كل البشر بمعنى وآخر ، اسألوا اي واحد الا من ندر وساء حظه وانحرف عقله اي واحد الذي يعترض على المعصومين او لا يحملهم على خير او لا يشهد بكونهم علماء حلماء عظماء ، كلهم هكذا بما فيهم طبعا مواليهم وشيعتهم اكيدا.
فمن ذلك ، من جملة نشاطاته ايضا باللغة الحديثة ، فمن ذلك ، كثرة العبادة التزم العبادة سلام الله عليه ، عبادة مكثفة وكثيرة جدا حتى ظهرت له الثفنات وسمي ذو الثفنات ، وكان يقطعها حسب الرواية كل مدة بالسكين من كثرة صلاته وركوعه وسجوده حتى سمي بهذه المناسبة زين العابدين وسيد الساجدين ، وهذا المعنى معترف به حتى لدى من لا يؤمن بإمامته ، وفي رواية عن ابي حمزة الثمالي ما مضمونه يقول ابو حمزة كأنما ، اني تابعته حين ذهب الى المسجد الحرام ليلا ، كأنما كان ، وتوجه الى القبلة ، طبعا الى الكعبة ، فكبر للصلاة تكبيرة ، لاحظوا ، فكبر لصلاة تكبيرة اقشعر جسمي كله من هولها ، شوف ماهية ، ماهية ، اذا كان بتكبيرة واحد ، المعصوم يستطيع ان يكهرب المخلصين فكيف بكل كلامه ، وكيف بكل تصرفاته ، انت تشوفلك واحد عادي طيب القلب تهفو له وتحبه ، فكيف اذا رأيت معصوما ، انت مجرد شوية اسرح بخيالك ولن تستطيع ان تسرح بخيالك لان المعصومين حتى اعلى مما يتصور اي فرد منا.
وفي رواية اخرى ما مضمونه انه قيل له لماذا تتعب نفسك بالعبادة ، هيجي بيه الرواية فيها انه امر بجلب كتاب وقلبه ثم سده بانتهار وقال ومن يقوى على عبادة علي ابن ابي طالب سلام الله عليه ، ... وكل ذلك ليعطي للمجتمع ، هاي يفيد نفسه ، بعبادته يفيد نفسه ، انا اقول لا يفيد نفسه صح بمقدار ما لعله ، الله تعالى لا ينسا له هذا الثواب ، لا ، كأننا من لغة اخرى هنود او اي شيء او انكليز ، گاعدين يقرون بالالفاظ العربية ولا يفهمون منها شيئا ، عيب علينا حبيبي عيب ، واحد كان يسألني في قبل ثلاثين سنة من مدرسيني او يسأل في الحقيقة الجماعة الذي يدرسهم ، اكو واحد منكم حاول ان يطالع بالقرآن كما يطالع الكتاب ، طبعا يكون الجواب ، لا، نحن نقراه تعبدا ولأجل الثواب ، لا، طالعه اي حاول ان تفكر فيه وتفهمه ، القرآن ونهج البلاغة والادعية والزيارات ، ما بيك قصور حبيبي ، الله ناطيك الوعي والعقل والسمع والبصر وجميع الجهات ، انت تقضيها في الدنيا دون الاخرة ، مو عيب اعليك حبيبي.
تذكرت وهنا كتبت شي بسيط في الأدعيه مثلا هذه العبارة لم يفسرها العلم الحديث الى هذه الثانية ليس لهذا اليوم ، سبحان الله الذي يعلم ثقل النور والظلمة ، قبل 1400 سنة ما هو ثقل النور ، هوه هم بيه ثقل حبيبي ، الجو هم بيه ثقل ، كانوا يعرفون سلام الله عليهم ، زين الخطوة شنهو ، ان العلم الحديث فهم ثقل النور فهل فهم ثقل الظلمة ، لا زال جاهلا من هذه الناحية ، هم فهموها ونحن لم نفهمها لأنه اوربا ما تفضلت علينا بإفهامنا ، لو تفضلت لفهمناها ، هكذا ، هكذا ، من زاوية وجهة نظركم مع شديد الاسف.
ايضا في الصحيفة السجادية ، (اللهم اجعل داءهم في مائهم) ، في دعاء الثغور ، شوفه انه يدعوا على اعدائه من جملة دعائه ان يكون ماءهم شنو ، سببا للمرض ، عجبا واحد يشرب ماء يتمرض ، ولماذا لا ، كثير من الجراثيم والحميات والملاريا وغير ذلك يكون في الماء لماذا لا ، فاذا الله تعالى كفانا شر اعدائه واعدائنا بتسميمهم بالماء الذي يشربون ، ما احلاها سبحان الله .
زين ، ومنها ، انه كان يوزع المساعدات على فقراء المؤمنين ، فيحمل على ظهره الجراب ويوزعه على البيوت يطرق بابا بابا ممن يعرفهم ولا يعرفونه ، وفي الرواية انهم لم يعرفوه حتى توفي سلام الله عليه ، فلما انقطع البر ما كو احد يجيبلهم تمن وطحين ودهن ، عرفوا انه منه ، لم يفتح فمه طول هذه المدة ، بل الرواية اكثر من ذلك ، دگ الباب ، طلعت له مرية گاللها ذولي ثوب ، جزاك الله خير ، لكنه انا عاتبة على السجاد ما يجيب النه شيء ، انت اجيب النها والسجاد ما يجيب النه شي .
شفت كنا في غفلة ولا زلنا في غفلة ، استيقظوا رحمكم الله ، اتقوا الله رحمكم الله ، سبحان الله ، زين ، في رواية اخرى ان شخصا ما ، رآه وهو ماشي في الطريق شايل على ظهره گونية الطحين والتمن ، هذا المقدار اللي يگدر ايشيله والا هو ضعيف ساقاه رفيعتان حبيبي من كثرة الزهد وقلة الطعام وقلة المنام ، محل الشاهد مو هذا ، بمقدار ما يحمله يذهب الى البيوت يعطيها ، يعرفه طبعا ، گاله ، سلام عليكم ، الا احمل هذا الحمل عنك ، گاله ، لا انه زاد سفري ، ما مضمونه ، شافه بعد يومين او ثلاثة ، سلام عليكم ، انت ما سافرت موگلت راح اتسافر ، گاله ، ليس حيث تذهب انما ذلك هو الموت ، السفر الى الاخرة هذا زاد سفري اي ابني به آخرتي وليس حيث تذهب ، انت الدنيوي التافه الدنيء في فهمك.
ومنها انه كان يشتري العبيد ويبيعهم ، يبقيهم عنده سنة ثم يبيعهم زين ذولة من يبقون عنده سنة ، حديد همة ، احجارة همة ، لا ، يرونه ويسمعون اقواله ويسمعون ادعيته ويسمعون فقهه ويرون عبادته ، يهتدون حبيبي ، موسى بن جعفر سلام الله عليه ، خلوله فد وحدة بالسجن بالسجن حينما كان مسجون ، هذا فد شي مفهوم ، اولا خلوله رجال ظَلَمَة الى درجة عجيبة خلال ليلة صار من احسن الصالحين ، كالوا خلي اندزله مرية متهتكة ، دزوله مرية متهتكة خلال ليلة صارت من احسن العابدات ، فكيف اذا بقي معاشرا للإمام سنة ، يصير هاديا مهديا ، گول لا ، ليس فخر ولا ثواب هو إنما رزقه العقل والاحساس ، فشيصير اهنانة ، اولا يجمعهم يستحل منهم مما يكون قد صدر ، استخدمهم ، روحوا تعالوا ، كذا ، وإلا حاشاه من العصيان والطغيان ، يستحل منهم طبعا يحللوه ، يعطيهم مالا ويعتقهم اذهبوا رحمكم الله ، وين ما راحوا همة ينفعون ، بعد ما عليه هذا هو ، وين ما راحوا همة ينفعون ، اليس هذا اداء نحو من الاداء لمسؤوليته سلام الله عليه .
ومنها ، ان زيد الشهيد ، منوه زيد الشهيد ، زيد بن علي ، گول لا ، يعني زيد ابن السجاد نفسه لا نتكلم مجازا الاب في تقية مكثفة ، لكن زيد نفسه الولد الصلبي له ، قتل في سبيل الله في سبيل دفع الظلم ، يعني شنو ، يعني انه قدم اذا كان لا يستطيع ان يقدم نفسه فقد قدم ولده ضد حكم الامويين والعباسيين لو صح التعبير ، لم يُعْلَنْ طبعا ان الولد استأذن من ابيه ، لان هذا على خلاف التقية المكثفة للاب ، كما لم يُعْلَنْ ان المختار استأذن من السجاد لان هذا على خلاف التقية المكثفة للسجاد ، لا يستأذنون ولا ينقل ولا يعرفه احد كائنا من كان ، الولد طبعا يصابح ابيه ويماسيه ويأكل عنده الصبح والعصر وينام ، سنين عنده لا يعرف ذوقه ولا اتجاهه ، لا يعرف اباه ولا ابوه يعرفه ، طبعا مفهوم واحد للاخ ، فهل عبثا وعصيانا تحرك زيد الشهيد ضد الامويين ، لا ، لا ، وإنما انا اقول بأذن خاص من ابيه السجاد سلام الله عليه ، اذا كان هو لم يتحرك فابنه هو الذي تحرك وَقُتِلْ وجماعة ايضا في زمن السجاد من العلويين ايضا قتلوا ، وموجود في مقدمة الصحيفة السجادية شيء من هذا القبيل ، بالرغم من انه لم ينالوا فائدة حقيقية ، ولكنهم بالآخرة ابرأوا ذممهم وضمائرهم امام الله سبحانه وتعالى ، فلذا قلت انه طبعا هؤلاء في عصر الائمة يسألون الائمة ، وانتم في عصر علمائكم والحوزة العلمية اسألوا الحوزة العلمية ، لا يمكن عمل اي شيء مما قل او كثر بدون سؤال الفقه والفقهاء بطبيعة الحال.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 07-04-2017 الساعة 09:05 AM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:40 AM   #7

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة السابعة 3 صفر 1419 هـ
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهم اني اسألك الامان يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ، واسالك الامان يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، واسألك الامان يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام ، واسألك الامان يوم لا يُجزي والد عن ولده شيئا ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ان وعد الله حق ، واسألك الامان يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، واسألك الامان يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله ، واسألك الامان يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه ، واسألك الامان يوم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه ، كلا انها لظى نزاعة للشوى ، مولاي يا مولاي انت المولى وانا العبد وهل يرحم العبد الا المولى ، مولاي يا مولاي انت المالك وانا المملوك وهل يرحم الملوك الا المالك ، مولاي يا مولاي انت العزيز وانا الذليل وهل يرحم الذليل الا العزيز ، مولاي يا مولاي انت الخالق وانا المخلوق وهل يرحم المخلوق الا الخالق ، مولاي يا مولاي انت العظيم وانا الحقير وهل يرحم الحقير الا العظيم ، مولاي يا مولاي انت القوي وانا الضعيف وهل يرحم الضعيف الا القوي ، مولاي يا مولاي انت الغني وانا الفقير وهل يرحم الفقير الا الغني ، مولاي يا مولاي انت المعطي وانا السائل وهل يرحم السائل الا المعطي ، مولاي يا مولاي انت الحي وانا الميت وهل يرحم الميت الا الحي ، مولاي يا مولاي انت الباقي وانا الفاني وهل يرحم الفاني الا الباقي ، مولاي يا مولاي انت الدائم وانا الزائل وهل يرحم الزائل الا الدائم ، السلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله واله الطاهرين ، السلام على أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ورحمة الله وبركاته وعلى مجالسه ومشاهده ومقام حكمته واثار ابائه آدم ونوح وابراهيم واسماعيل وتبيان بيناته ، السلام على الامام الحكيم العدل ، الصديق الاكبر الفاروق بالقسط الذي فرق الله به بين الحق والباطل والكفر والايمان والشرك والتوحيد ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة ، أشهد انك أمير المؤمنين وخاصة نفس المنتجبين وزين الصديقين و صابر المُمْتَحنين وانك حكم الله في ارضه وقاضي امره وباب حكمته وعاقد عهده والناطق بوعده والحبل الموصول بينه وبين عباده وكهف النجاة ومنهاج التقى والدرجة العليا ومهيمن القاضي الاعلى ، يا امير المؤمنين بك اتقرب الى الله زلفى انت وليي وسيدي ووسيلتي في الدنيا والاخرة .
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون .
تعرضنا في الجمعة السابقة الى قضية السير راجلين الى كربلاء المقدسة وانا حسب علمي وفهمي ان المنع حصل وانا قلت لكم انكم اذا مُنِعتم فامتنعوا ، انتو ان شاء الله تكونون على مستوى المسؤولية الدينية تجاه الله وتجاه الحوزة بحيث اذا قيل لكم قفوا تقفون واذا قيل لكم اذهبوا تذهبون جزاكم الله خير جزاء المحسنين ، فكأنما الان تقول لكم الحوزة قفوا لا تذهبوا وتُحَصِّلُون كلا الثوابين ، كفلين من الثواب ، الكفل الاول ثواب اطاعة الحوزة واطاعة العلماء ، حفظ الله الموجودين وقدس الله اسرار الماضين ، والثواب الثاني الثواب بالنية فان للإنسان ما نوى وانت لما الله تعالى يعلم بما في نفسك وقصدك ونيتك وهو السير الى كربلاء واحترام الحسين واقامة شعائر الحسين فسوف يثيبك ، حتى لو حصل المنع عن ذلك يعطيك الثواب وانت مستريح ، فحاولوا في هذه السنة وفي هذا الموسم ان لا نجد واحدا في الطريق اطلاقا ، هذه شعارية في نفسها قائمة وهو انكم اذا قيل لكم لا تذهبوا لا تذهبوا واذا قيل لكم اذهبوا فاذهبوا واذا قالت الحوزة انكم لا يجوز لكم الذهاب يعني لا يجوز لكم الذهاب ، والحسين عليه السلام ، طبعا في وده ذلك ويرضى منكم ذلك ويكفي منكم ذلك امام الله وامام رسوله وجزاكم الله خير جزاء المحسنين .
في جمعة سابقة بدأت بشرح خطبة الحسين سلام الله عليه ، في المدينة ، وطبعا في شهر محرم وشهر صفر لازلنا نعيش ذكرى استشهاد سيد الشهداء سلام الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين .
يقول في الخطبة : (وخير لي مصرع انا لاقيه) ، يعني ملاقيه وواصل اليه لا محالة ، والمستفاد من ذلك امرين :
احدهما : حصول الجزم به والعزم عليه في القضاء الالهي وعدم احتمال حصول البداء الذي نؤمن به نحن الامامية نؤمن بصحته ، معناه انه لا يحصل البداء تجاه شهادة الحسين سلام الله عليه ، وان هذا الامر مبتوت به ولا يحتمل تغييره وهذا مما تدل عليه روايات اخرى مثل قوله عليه السلام ، كما في بعض الروايات ، (شاء الله ان يراهن سبايا على اقتاب المطايا) ، وقوله عليه السلام ، او نحو ذلك ، (القوم يسيرون والمنايا تسير بهم الى الجنة) ، او قوله عن كربلاء ما مضمونه (هذا محط رحالنا ومقتل رجالنا ومسبى نسائنا) ، وكذلك يدل على ذلك اكيدا القارورة التي اعطاها الحسين عليه السلام ، لام سلمة وقال لها اذا ، ما مضمونه ، اذا رأيت التراب الذي فيها يفور دما فاعلمي اني قد قتلت ، وهذا معناه التنبوء القطعي ببقاء ام سلمة حية الى ذلك الحين والتنبوء القطعي بحصول حادثة كربلاء ، وهو معنى عدم حصول البداء فيها وان القضاء الالهي مبرم بانجازها .
الامر الثاني : قوله عليه السلام ، كما في الرواية وهذه الخطبة ، (خير لي مصرع انا لاقيه) ، ظاهره من الاختيار، يعني اختاره الله لي ، اي اختاره في علمه الازلي وقضائه وقدره ، ولكن مع ذلك يوجد احتمال آخر وهو ان يكون ، (خير لي) من الخير، لان مقتل الحسين عليه السلام ، واصحابه خير كله ، وليس فيه شر الا المسؤولية التي تحملها اعداؤه في ايجادهم لهذه المصيبة العظيمة والجريمة الكبيرة ضد الامام المعصوم المفترض الطاعة ، مسؤولية اعدائه موجودة ، الا انه بالنسبة الى اوليائه ، لا، في الحقيقة شهادته خير له ، ولأ صحابه وللبشرية اجمعين ولنا اجمعين ، يكفي اننا ندرك بعض نتائجها الحسنة امام الله سبحانه وتعالى وامام التاريخ .
اما بالنسبة اليه فالمقامات العالية التي لا ينالها الا بالشهادة وهذه موجودة في الروايات ، واما بالنسبة الى المجتمع المسلم فمن عدة جهات لا يحصى عددها ولعلنا لا ندرك امدها ، من قبيل التعليم : لأهمية الدين وان الدين من الاهمية بحيث يستحق وجود مثل هذه التضحية الكبرى بالنفس والنفيس والاصحاب والنساء والاموال والاتعاب وكل شيء ، اعطانا هذه العبرة سلام الله عليه وعلى اصحابه ، وأهمية طاعة الله سبحانه وتعالى حتى لو لزم كل هذا المحذور وهذا البلاء الدنيوي .
ومنها : إعطاء الامثولة الاكبر في التضحية للدين والتمرد ضد الظلم وضد عصيان الله سبحانه وتعالى كما يقول ، (الا ترون ان الدين لا يُعْمَلْ به وان الباطل لا يتناهى عنه) ، و ، (ان الدين لعق على السنتهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون) .
ومنها : الإصلاح الذي هو قاله حسب الرواية ، الاصلاح في امة جده رسول الله صلى الله عليه واله ، وانا قلت في كتابي عن الحسين سلام الله عليه ، ان هذا يعني جزؤه الرئيسي لم يحصل في حال حياته ، لأنه لم يبق بعد هذه الخطبة الا عدة اشهر وقتل سلام الله عليه ، وإنما حصل الاصلاح بشهادته وبعد شهادته ولا زال يحصل وسيبقى يحصل الى يوم القيامة بعون الله سبحانه وتعالى وحسن توفيقه له ولنا وللأجيال جميعا وللبشرية جميعا.
ومنها : ابراز الإسلام الحق كأطروحة كاملة وعادلة بأزاء الباطل والتسيب والتميع الذي كان يمثله الخليفة والخلافة الاموية والمسيطرين على دفة الحكم وعلى المجتمع من قبيل قوله حسب الرواية ، (ويزيد لاعب بالقرود وشارب للخمور قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله).
ومنها : حفظ شعائر الدين وهو ما يحصل من ذكر الحسين عليه السلام ، من المواعظ والتعاليم واجتماع المؤمنين وغفران الذنوب وستر العيوب والهمة في طاعة الله سبحانه وتعالى ، ولو لم يكن الا مثلا ، كشيء صغير جدا وهو ذكري للحسين ، وذكرنا للحسين في امثال هذه المقامات لكفى في الحقيقة ، انه هذا امر يتكرر في كل شهر وفي كل يوم وفي كل سنة وتسمعون ما ينفعكم في كثير من المجالس الحسينية وغير الحسينية وهذا امر جيد جدا نتيجة باقية من مقتل الحسين عليه السلام ، الى يوم القيامة ان شاء الله تعالى .
(كأني بأوصالي هذه) ، والأوصال هي اعضاء الجسم المتصل بعضها ببعض ، ومفرده وصلة وهي القطعة المتصلة ، فأوصالي اي اعضاء جسدي ، ماذا يحصل فيها ، (كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات) ، العُسلان هم الذئاب ، يمثل الجيش المعادي له بالذئاب الضارية وليت شعري فان النفس الامارة بالسوء اسوأ من الذئب ، لان الذئب يتصرف لحاجته او على طبعه او بدون عقل معتد به واما النفس الامارة بالسوء فقد رزقها الله عقلا ورشدا ومع ذلك اعرضت عنه واتبعت اهواءها وشهواتها فكانت كما قال الله تعالى : إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44 ) ، وقوله تعالى ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ...(23) ، (كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات) ، اذن عُسلان الفلوات لا يريد بها حقيقةً الذئاب البرية وإنما الذئاب البشرية وهم اعداؤه ولربما يراد به اعداؤه في كل جيل وليس فقط اعداؤه المباشرين ، لا نكون ضيّقي النظر والفهم وَسِّعوا رحمكم الله في الفهم فإنه احسن لكم امام الله سبحانه وتعالى ، كلهم عُسلان الفلوات ، تقطعها معناته انه ليست بأظافرها وأسنانها ، وإنما ، أشكال مختلفة من التقطيع حبيبي ، بألسنتها وأيديها ومكرها والى آخره مما لا يحسن التفصيل فيها الان ، الفلوات جمع فلاة ، وهي الصحراء واضافتهم الى الصحراء على احد وجهين ، في الحقيقة عُسلان الفلوات بالمعنى المطابقي والمعنى المفهوم وهم الذئاب البرية حيث لا يكونون مقصودين حقيقة والا الذئاب في البرية هي عسلان الفلوات صحيح لكنما حينما لا يكونون مقصودين حقيقة وان البشر الظالمين هم المقصودون حقيقة ، اذن فلماذا اضافهم الى الفلوات ، سؤال يعرض مع جوابه .
له احد وجهين :
اولا : اما ان الجيش كان في الصحراء فعلا ، الجيش المعادي المقابل له كان في الصحراء ، كربلاء في ذلك الحين كانت صحراء ليس فيها الا نباتات قليلة نخلات قليلة ، والا هي على العموم صحراء قاحلة ليست قاحلة بذاك المعنى لأنه فيها نهر على اية حال ولكنها صحراء غير مسكونة ولا مزروعة زرعا معتدا به .
محل الشاهد فتكون صحراء ، هَمْ الجيش الحسيني في الصحراء ، وهَمْ الجيش المعادي في الصحراء ، والجيش المعادي ظالم وهم عسلان الفلوات لانهم في الحقيقة الان هم في الفلاة ، اي حاله اعتدائهم على الحسين في الطف .
ثانيا : واما لأن عقولهم ومفاهيمهم وعقائدهم كالصحراء ليس فيها ما يسمن وما يغني من جوع ، او قل ليس فيها حق بل كلها باطل هذا ايضا صحيح ، المؤمن عقيدته كالبستان ، كالشجرة المثمرة ، ليش ، لأنه ينفع غيره ، ربحه كثير وخسرانه قليل بخلاف الكافر والفاسق والظالم ونحو ذلك بما فيهم الجيش الاموي وأتباعهم الى يوم القيامة ، صحراء قاحلة تضر اكثر مما تنفع وتعطش اكثر مما تروي وتجيع اكثر مما تشبع اكيدا ، فمن هذه الناحية تكون المسألة منطبقة مائة بالمائة .
ويمكن ان نفهم من هذه الجملة وجها ثالثا : وهو بقاء جسده الشريف سلام الله عليه ، بدون دفن ثلاثة ايام فكان من الممكن بحسب القانون الطبيعي ان تأكله الذئاب والوحوش فعلا ، أانهم تركوه وذهبوا فبقيت الصحراء مفتوحة ، قابل الحيوانات تأتي فتأكل ، لكن لا ، همه محروسون بعناية الله وان كانوا متوفين ومقتولين بطبيعة الحال لم يقترب اليهم اي حشرة واي مكروب واي وحش ، انا ذكرت ايضا في كتابي عن الحسين شوفوه ، حينما قطعوا الرؤوس ، زين همة يوم ، بيوم ، او بيومين او نحو ذلك يصلون الى الشام ، لا ، يحتاجون الى عشرة ايام ، خمستعش يوم ، عشرين يوم ، الى ان يصلون الى الشام ، زين هذه الرؤوس حينما تقطع وتحمل على الرماح او نحو ذلك لا ينالها الفساد لا تخرج منها رائحة ، حبيبي همه المفروض لا يؤمنون بالإمامة ولا يؤمنون بحقانية هؤلاء ، فاذا كانوا هؤلاء مو محقين راح تجيف جثثهم قطعا ، مع ذلك قطعوها واخذوها ، انا أقول لك انهم يعتقدون انه ما راح تجيف ، لأنه لا شعوريا وحقيقة وفي باطن انفسهم يعتقدون ان هؤلاء على حق وان هؤلاء هم الظالمون ليس اكثر من ذلك ، الظالمون قطعوها واخذوها ويعتقدون انها هي التي محقة وليس غيرها محق ، ولا يتوقعون ان تفسد وان تتعفن ، فهذا معناه عدة امور:
منها : انهم شنو ، انهم محروسون ، ان هذه الرؤوس والاجساد محروسة بعين عناية الله هذه وحدة .
وثانيا : ان الجيش المعادي يعلم حقانية الحسين سلام الله عليه ، وانه معتدي ليس فقط على الحسين واصحاب الحسين وانما معتدي على الله ورسوله وامير المؤمنين ايضا .
(بين النواويس وكربلا) ، يجي فد سؤال واضح ، زين الحسين وين مدفون وين قتل ، في كربلاء ، گول لا ، طبعا هذا من الضروريات وواضح والمدينة اسمها كربلاء وهذا ينبغي ان يكون واضحا ، زين شلون ايگول بين النواويس وكربلاء ، يعني ليس في كربلاء ، گول لا ، هذا السؤال عاش في ذهني فترة من الزمن سألت به احد كبار السن والاختصاصين من سكان كربلاء رحمه الله ، توفى ، گالي ، ببساطة ، هاي النواويس ، وهاي كربلَّا ، هذا هوه ، وهو وسط ، كانه النواويس وكربلا شنو ، النواويس هي احد طرفي المدينة الحالية وكربلا بالعامية ، بتضخيم اللام ، بالطرف الآخر من المدينة فيكون الحسين قد شنو ، قد دفن في وسط هاتين المنطقتين ، هذا هوه ، زين، معنى ذلك ان المنطقة التي دفن فيها الحسين في ذلك الحين لم تكن مسماة بكربلاء ، الطف او الغاضريات وليست كربلاء ، نعم كربلاء انتقل لها من كربلا المجاورة لها فسميناها كربلاء ، انا حسب فهمي هكذا ، وطبعا هي لا زالت بهذا الاسم ولكنه بالدقة لو لاحظنا الفهم القديم اللغوي فمنطقته ليست كربلاء وانما هو شنو حارب ودفن بين النواويس وكربلاء وليس في كربلاء والى الان نسميها واقعة الطف لا نسميها واقعة كربلاء . ان شاء الله نكمل في الخطبة الآتية.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)
صدق الله العلي العظيم

الجمعة السابعة 3 صفر 1419 هـ
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سبحان الله باريء النَسَمْ ، سبحان الله المصور ، سبحان الله خالق الازواج كلها ، سبحان الله جاعل الظلمات والنور ، سبحان الله فالق الحب والنوى ، سبحان الله خالق كل شيء ، سبحان الله خالق ما يُرى وما لا يُرى ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله رب العالمين ، سبحان الله البصير الذي ليس شيء ابصر منه ، يبصر من فوق عرشه ما تحت سبع ارضيين ، ويبصر ما في ظلمات البر والبحر، لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير، لا تغشى بصره الظلمة ، ولا يستتر منه بستر، ولا يواري منه جدار، ولا يغيب عنه بر ولا بحر، ولا يكن منه جبل ما في اصله ولا قلب ما فيه ولا جنب ما في قلبه ، ولا يستتر منه صغير ولا كبير، ولا يستخفي منه صغير لصغره ، ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ، هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم .
اللهم صل على محمد وال محمد ، اللهم صل عليه وعلى اهل بيته الائمة الطيبين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا خليل الله ، السلام عليك يا نبي الله ، السلام عليك يا صفي الله ، السلام عليك يا رحمة الله ، السلام عليك يا خيرة الله ، السلام عليك حبيب الله ، السلام عليك يا نجيب الله ، السلام عليك يا خاتم النبيين. السلام عليك يا سيد المرسلين ، السلام عليك يا قائما بالقسط ، السلام عليك يا فاتح الخير ، السلام عليك يا معدن الوحي والتنزيل ، السلام عليك يا مبلغا عن الله ، السلام عليك ايها السراج المنير ، السلام عليك يا مبشر ، السلام عليك يا نذير ، السلام عليك يا منذر ، السلام عليك يا نور الله الذي يستضاء به ، السلام عليك وعلى اهل بيتك الطيبين الطاهرين الهادين المهديين ، السلام عليك وعلى جدك عبد المطلب وعلى ابيك عبد الله ، السلام على امك آمنة بنت وهب ، السلام على عمك حمزة سيد الشهداء ، السلام على عمك العباس بن عبد المطلب ، السلام على عمك وكفيلك ابي طالب ، السلام على ابن عمك جعفر الطيار في جنان الخلد ، السلام عليك يا محمد ، السلام عليك يا أحمد ، السلام عليك يا حجة الله على الاولين والاخرين والسابق الى طاعة رب العالمين والمهيمن على رسله والخاتم لأنبيائه والشاهد على خلقه والشفيع اليه والمكين لديه والمطاع في ملكوته ، الاحمد من الاوصاف ، المحمد لسائر الأشراف ، الكريم عند الرب والمكلم من وراء الحجب ، الفائز في السباق والفائت عن اللحاق ورحمة الله وبركاته .
يقول سلام الله عليه كما في الرواية ، (فيملأن مني اكراشاً جُوفا وأجرِبةً سُغبا).
أنا أود أن أُعطي هذه الكلمات نطقها اللغوي ، لأن الخطباء على ما انا سامع منهم كثيرا يقرأوها بشكلين او ثلاثة لا يعلمون ما هو الصحيح ، يقرأونها جُوفا وجَوفا وجِوَفا ، وفد هوسة عجيبة ، في الحقيقة هذا فيه احتمالان انا حسب فهمي لا ثالث لهما :
الاحتمال الاول : ان يكون اصلها جَوفاء بس حذف الهمزة من اجل نحو من السجع ، لانه يقول (جوفا واجربةً سُغبا) فلأجل المماثلة بين اللفظين حذف الهمزة ، فأصلها جَوفاء ، فبدون الهزة تكون جَوفا ليس شيئا آخر بحسب هذا الاحتمال .
الاحتمال الاخر: الذي هو ايضا راجح ، ان تكون جُوفا ، جُوف جمع أجوف كعور جمع ـعور ، گول لا ، سبحان الله ، فيراد بها الجمع ، (فيملأن مني اكراشا جُوفا واجربةً سُغبا) ، والسَغِب ، الجَوعان ، والسُغْب جمع سَغِب او ساغِب وهو الجوعان ، والكِرش معروف المهم انه كلتا اللفظتين او كلتا الجملتين تشيران الى المعدة وان معدهم جَوفا وجوعانة او هم جوعانون ، (فيملأن مني اكراشاً جُوفا) ، الكِرش هو المعدة ، والأجرِبة ايضا جمع جُراب وهو الكيس الكبير الذي يكون من القماش او الجلد ، ويعبر به هنا مجازا عن المعدة ايضا فيكون من قبيل الايضاح والتكرار بهذا المعنى .
في الحقيقة احد هذين اللفظين دال على الجوع بوضوح بالدلالة المطابقية ، لأن سَغِب يعني جوعان ، (اجربةً سُغبا) اي بطون جوعانة .
(اكراشاً جُوفا) ، جُوفا بالدلالة المطابقية ليس معناها جوعانة وانما جوفا يعني خالية ، وطبعا المعدة حينما تكون خالية تكون جوعانة وهذا ايضا واضح .
زين ، ويمكن لاحظوا ، وان كان تلك الاحتمالات أقرب ، لكنه يمكن ان يكون جُوفا من الجيفة وهي النتن ، لان الأكراش الجائفة والمنتنة ، أكراشهم جائفة ومنتنة ، لأن من يأكل الحرام ويظلم الاخرين ويسطو على حقوق الغير وعلى اموال الغير تقول شنو ، ان معدته منتنة وجائفة ، فهؤلاء اعداء الحسين سلام الله عليه ، هكذا طبعا ظلمة ومعتدين فهم يأكلون الحرام ، اذن فبطونهم جائفة ومنتنة بطبيعة الحال ، وسبحان الله ينبغي ان نتذكر قول امير المؤمنين سلام الله عليه ، عن وصف الانسان الذي ماشي بـ (الكشخة) و(الفخفخة) والـ (أنا أ انا) ، ماذا وصفه ، (اوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وما بينهما يحمل العذرة) هذا هوه ، وفي رواية اخرى اذا كنت اتذكرها انه ما مضمونه إعجبوا للإنسان ينطق بلحم ويسمع بعظم وينظر بشحم ويتنفس من خرم ، تبارك الله احسن الخالقين جل جلاله .
زين هنا سؤال يأتي انه سلام الله عليه ، الحسين سلام الله عليه ، قال ، (فيملأن مني اكراشاً جُوفا واجرِبةً سُغْبا) ولم يحصل ذلك ، لم يحصل ذلك ، لم ينل من جسده الشريف احد شيئين ، لا الوحوش الحقيقية ولا الوحوش البشرية التي هي اسوء من الوحوش الحقيقية ، فكيف يقول سلام الله عليه ، (فيملأن مني اكراشاً جُوفا واجرِبةً سُغْبا) ، وهنا ينبغي ان نلتفت الى انه لم يقل ، فيملأن من اعضائي ، لا، وإنما يملأن مني ، لم يقل فيملأن من اعضائي كما قال اولا ، (كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات) ، كأنما فيملأن من اوصالي ، لا ، وإنما يملأن مني بس ، يعني من وجوده ككل وليس من اوصاله واعضاء جسده ، حتى يتسجل السؤال ، انه لم يؤخذ من اعضاء جسده شيئ ، فكيف يقول ذلك ، لا ، وانما من كيانه المعنوي وليس من جسده المادي .
والجوع المذكور في السياق واضح انه لا يراد به الجوع حقيقة وفراغ البطون حقيقة وانما يراد به الحاجة النفسية او الدنيوية التي كانت لأعدائه إبتداءاً من يزيد الخليفة الاموي الى عمر بن سعد او غيره الموجودين بأزاء الحسين وامام الحسين ومواجهة الحسين في الطف ، فكان الجوع هذا الجوع المعنوي الطمع بشأن الحسين وبدنيا الحسين ، ها الشكل ، فكان الجوع حاجة في نظرهم لعنهم الله حاجة يكون دواؤها وشفاؤها وقضاؤها بقتل الحسين سلام الله عليه ، والسيطرة عليه ، ها الشكل ، وليس بأكل الطعام ، وليس بأكل الاجساد طبعا ، وهي طبعا حاجة ضالة ودنيوية وشيطانية وآثمة وظالمة ، يكفي ان نلتفت ان حاجة يزيد وعبيد الله بن زياد هو سحق المعارضين لبني امية بما فيها المعارضة المهمة التي كان يمثلها الحسين عليه الصلاة والسلام ، وحاجة عمر بن سعد ما هي حاجة عمر بن سعد ، ملك الري (وملك الري قرة عيني) ، فيقتل الحسين عليه السلام ، من اجل هذا الطمع العجيب الغريب الذي شنو ، (يقولون ان الله خالق جنة ونار وتعذيبٍ وغل يدين) ، يحتمل انه صحيح ويحتمل انه باطل ، الرجل غير مسلم ، يشك في الاسلام وفي يوم القيامة ، ولولا انه يشك في الاسلام ويوم القيامة ما فعل افعاله الشنيعة ، (يا خيل الله اركبي ودوسي جسد الحسين) ، لا، خيل الشيطان حبيبي وليس خيل الله ، لو كانت خيل الله لقبلت جسد الحسين ولخشعت على جسد الحسين سلام الله عليه ، حبيبي ، لو كان هناك جسد حيوان لما كان من الانسانية ان يوطأ الخيل وان تدوس عليه الخيل والارجل فضلا عن انسان فضلا عن امام مفترض الطاعة ، جريمة نكراء لا مثيل لها في البشرية ، مع ذلك هو قام بها عن طواعية وفكر بها وقتيا ، يزيد وعبيد الله بن زياد ما يدرون بيه ، هو مسؤول فقط عنها ، (يا خيل الله) ، تشجيعا لهم من باب ، شيم المعيدي وخذ عباته ، والا هم يعلمون وانا قلت قبل شوية ، انهم يعلمون ان الحق مع الحسين عليه السلام ، حتى انهم يعتقدون ان الرؤوس لا تنتن ، معنى ذلك ان طرف الحسين ومعسكر الحسين هو المحق وهم يدرون بذلك مع ذلك يگللهم شنو ، يا خيل الله اركبي وابشري بالجنة ، وتوجد في الرواية انه دمعت عيناه حينما رأى الحسين مسجى ، دموع التماسيح لعنه الله وقبحه .
زين ، الشيء الاخر انه بحسب النتيجة التاريخية ، أنا اقولها مختصر واعتقد اني قد اطلت عليكم لكنه لا بد من انهاء هذا الموضوع ولو باختصار، لم ينل الجيش الظالم في كربلاء اي شيء من اطماعه الدنيوية ، عمر بن سعد خوب قُتل ، املاء ركابي فضة وذهبا اني قتلت الفارس المحجبا قتلت خير الناس اما وابا ، ها تدري خير الناس وقتله ، اذن لا اعطيك ولا فلس فقتله ، هم دگوله جزاه الله خيرا ، نعم ما فعل حينما قتله ، محل الشاهد ولا واحد منهم ، كلهم ظهر المختار وابادهم عن بكرة ابيهم جزاه الله خير جزاء المحسنين ، ولم ينل احد مطمعه من قتل الحسين سلام الله عليه ، لان الله تعالى انتقم منهم وبشر انتقام وبأسرع انتقام سنة واحدة او سنة ونصف فاصل بين قتل الحسين وظهور المختار ، محل الشاهد هذا جوابه اكثر من وجه ، الوجه الاول :
ان اهم حاجاتهم كانت هي الانتصار العسكري الدنيوي في الطف بقتل الحسين واصحابه وقد حصل وهذا كلش كاف ، حاجتهم التي طمعوا بها فوريا هي ذيچ ، وهذا ما حصل فعلا ، فملؤوا بطونهم الخاوية بهذا المقدار من السيطرة الدنيوية لو صح التعبير .
ثانيا : انهم توهموا حين قتال الحسين انهم سوف ينالون خيرا دنيويا في المستقبل لعلهم يقضون حاجاتهم الدنيوية وشهواتهم الدنيوية ، لكن الله تعالى حال بينهم وبين شهواتهم ونزواتهم وخلص المجتمع منهم في الحقيقة .
والشيء الثالث : انه ليس المقصود فقط ، كما قلت اكثر من مرة ، فقط الجيش المعادي الموجود في كربلاء ، بل كل المقصود كل اعداء الحسين وعلى الاجيال المتعاقبة ، واعداء الحسين على الاجيال المتعاقبة من الممكن ان ، يملأن منه اكراشاً جُوفا واجربةً سُغْبا ، حصلوا كثيرا جيلا بعد جيل وسوف يبقون يحصلون الى ظهور الامام القائم عجل الله فرجه وسهل مخرجه ، هذا هوه ، لأنه شنو ، (تمتليء الارض ظلما وجورا فيملؤها قسطا وعدلا) ، اعتيادي ومعنى ذلك ان اعداء الحسين هم الذين يأكلون ويشربون ، في الرواية ان الدجال حينما يظهر يكون معه ، طبعا هو بشكل رمزي گايليه ، يكون معه جبل من الخبز وجبل من النار ، طبعا الناس ينثالون على جبل الخبز فكل من أكل من جبل الخبز، من قبيل انه تألم واندحر وتنازل وعوقب ، وكل من دخل جبل النار سُحب وكانت عليه بردا وسلاما ، وهذا في كل جيل موجود بحسب معناه الرمزي حقيقي مائة بالمائة .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 26-04-2017 الساعة 11:46 AM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:41 AM   #8

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة الثامنة 10 صفر 1419 هـ
الخطبة الاولى
على حب مولانا أمير المؤمنين بأعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد .
على حب النجف الاشرف بلد أمير المؤمنين بأعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد .
على حب الحوزة الشريفة بأعلى أصواتكم الصلاة على محمد وال محمد .
قبل أن أبدأ بالخطبة أحسب ان كثيرا منكم يقولون انه فلينته سيد محمد الصدر من الدعاء حتى نصغي بآذاننا الى مقاصده وما يريد ان يقول .
أنا اقول ، لا، أنتوا اصغوا الى الدعاء اكثر مما تصغون الى كلامي .
حبيبي ، كلام المعصومين أحسن ام كلام سيد محمد الصدر احسن ، تعليم المعصومين احسن ام تعليم سيد محمد الصدر احسن ، طبعا كلام المعصومين والأدعية انما هي لهدايتنا ورعايتنا وتكاملنا وإيماننا ، گول لا ، سبحان الله ، زين الامام گالها وراح سلام الله عليه ، احنه نحتاج الى قدم من التجاوب والالتفات والإصغاء بس ، النه زينة حبيبي ، الك زينة حبيبي ، اما أن تهمل الادعية ، مجرد الثواب ، إن شاء الله بعد مليون سنة بالآخرة ، الك موزين حبيبي ، بئس الفعل فعلك ، اصغِ الى الادعية احسن مما تصغي الى اي متكلم امامك حتى لو كان اعلم العلماء .
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فإن عفوت يا ربي ، فطالما عفوت عن المذنبين قبلي لأن كرمك اي ربي يجل عن مكافات المقصرين وأنا عائذ بفضلك هارب منك اليك متنجز ما وعدت من الصفح عمن احسن بك ظنا ، إلهي أنت أوسع فضلا وأعظم حلما من ان تقايسني بعملي او ان تستزلني بخطيئتي وما أنا يا سيدي وما خطري هبني بفضلك سيدي وتصدق علي بعفوك وجللني بسترك واعفو عن توبيخي بكرم وجهك ، سيدي أنا الصغير الذي ربيته ، وأنا الجاهل الذي علمته ، وأنا الضال الذي هديته ، وأنا الوضيع الذي رفعته ، وأنا الخائف الذي أمنته ، والجائع الذي اشبعته والعطشان الذي ارويته ، والعاري الذي كسوته ، والفقير الذي أغنيته ، والضعيف الذي قويته ، والذليل الذي أعززته ، والسقيم الذي شفيته ، والسائل الذي أعطيته ، والمذنب الذي سترته ، والخاطيء الذي أقلته ، وأنا القليل الذي كثرته ، والمستضعف الذي نصرته ، وأنا الطريد الذي آويته ، أنا يا رب الذي لم استحيك في الخلاء ، ولم أُراقبك في الملاء ، أنا صاحب الدواهي العظمى ، أنا الذي على سيده اجترى ، أنا الذي عصيت جبار السماء ، أنا الذي اعطيت على معاصي الجليل الرشا ، أنا الذي حين بشرت بها خرجت اليها اسعى ، أنا الذي امهلتني فما ارعويت ، وسترت عليّ فما استحييت ، وعملت بالمعاصي فتعديت ، واسقطتني من عينك فما باليت ، فبحلمك امهلتني ، وبسترك سترتني حتى كأنك اغفلتني ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كأنك استحييتني ، إلهي لم اعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ، ولا بأمرك مستخف ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولا لوعيدك متهاون ، لكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواي وأعانني عليها شقوتي وغرني سترك المرخى عليّ ، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي ، فالان من عذابك من يستنقذني ، ومن أيدي الخصماء غدا من يخلصني ، وبحبل من اتصل ان انت قطعت حبلك عني ، فواسوأتاه على ما أحصى كتابك من عملي الذي لولا ما أرجو من كرمك وسعة رحمتك ونهيك إياي عن القنوط لقنطت عندما أتذكرها ، يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج .
السلام عليك يا رسول الله ، اللهم صل وسلم على نبيك المصطفى محمد بن عبد الله ، يا رسول الله اشهد إنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك وجاهدت في سبيل الله ، وعبدت الله حتى أتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأديت الذي عليك من الحق ، وانك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين ، فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين ، الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة ، اللهم فاجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين وانبيائك المرسلين وعبادك الصالحين واهل السماوات والارضين ومن سبح لك يا رب العالمين من الاولين والاخرين على محمد عبدك ورسولك ونبيك وامينك ونجيك ونجيبك وحبيبك وصفيك وخاصتك وصفوتك وخيرتك من خلقك ، اللهم اعطه الدرجة الرفيعة وآته الوسيلة من الجنة وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون ، اللهم انك قلت ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ، وإني اتيتك مستغفرا تائبا من ذنوبي ، وإني اتوجه بك الى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي ، اللهم صل على محمد واله اجمعين .
الان نستمر في شرح بسيط لخطبة سيدنا ومولانا الامام الحسين سلام الله عليه :
(لا مَحيص عن يوم خُط بالقلم) ، المَحيص اسم مكان بمعنى مكان حَيص ، والحيص يعطي معنى الحركة ، قال الشيخ الطريحي في مجمع البحرين ، يقال حَاص عنه يحيص حيصا وحيوصا ومحيصا ومحاصا وحيصانا ، اي عدل وحاد .
اقول وهو معنى الحركة بالابتعاد عنه حين يبتعد شخص عن آخر مثلا ، ومقتضى كلام الطريحي ان مَحيص مصدر وهو لا ينافي ان يكون اسم مكان كمنزل ، وما عنه محيص اي لا مهرب عنه ، ومنه قوله تعالى : مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (35) ، والائمة سلام الله عليهم ، دائما يستعملون لغة القرآن وكلمات القرآن وجمل القرآن ، وأحري بنا جميعا ان نكون كذلك .
(خُط) اي كُتب ورُقم على اللوح او على الورق بالقلم ويراد به القلم الأعلى الذي يكتب على اللوح المحفوظ ، حين يكتب في اللوح المحفوظ والا فليس كل قلم وكل لوح كذلك كما هو واضح ، خُط بالقلم يعني سيد محمد الصدر خاطه ، رب العالمين هو الذي خَطه عن طريق القلم الاعلى في اللوح الاعلى .
وهو لم يذكر اللوح لدلالة السياق عليه ، ذكر اللوح ما گو طبعا ، لكنه ذكر القلم موجود والقلم لا يكتب الا بلوح .
والخط هنا تعبير عن القدر الالهي والعزم على حصوله بحيث لا يكون قابلا لتعلق البَداء به كما قلنا في خطبة سابقة وهو تنبوء منه سلام الله عليه ، بما حصل فعلا ، وهو قد عبر عنه بالخط ونحن نسميه بالكتابة كقول الناس المكتوب ما منه مهروب الكتابة هذا شيء مكتوب علي ، يعني شنو يعني هو عبر بالخط ، (لا محيص عن يوم خط بالقلم) اي كتب في مسؤوليتك وقدرك ، وقوله (لا محيص عن يوم خط بالقلم) واضح في انه يعطي قاعدة عامة ويشمل كل شيء ، (لا محيص عن يوم خط بالقلم) ، ليس بشيء دون شيء بل كل الاشياء هي ها لشكل حتى وقوفي هذا ايضا مخطوط بالقلم الاعلى ، فأنا أجي أقف ، هذا هوه ، لأن الله اراد ان يقف انت او اي واحد ، اي شيء من الانسان والنبات والجماد والحيوان والارض والسماء بقلم الله سبحانه وتعالى مكتوبه هذا هوه ، (لا محيص عن يوم خط بالقلم) ، لكل المخلوقات وكل عالم الامكان بما فيها الحسين سلام الله عليه .
ومن ذلك ما خُط في قانونه العام على البشرية كالرزق والمرض والموت كما قال تعالى ، (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...(185) ، وقال الحسين في نفس الخطبة ، (خُط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة) ، إلا ان الذي يظهر من سياق الكلام من (يوم خُط بالقلم) ، يوم شهادته ، هو يريد يطبقه على نفسه سلام الله عليه ، كما قال في اول الخطبة ، ( وخير لي مصرع انا لاقيه كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ) ، فيكون المراد انه لا محيص لي عن يومي الذي خط لي بالقلم ، كما لا محيص لأحد عن يومه الذي خط له بالقلم ان خيرا فخير وان شرا فشر .
(رضا الله رضانا اهل البيت) ، أقرأ لكم في ذلك ما كتبته في أضواء على ثورة الحسين عليه السلام ، فان هذه الجملة تحتوي على تقسيمين :
التقسيم الاول : النظر الى معنى الرضا في هذه الجملة ، فإننا تارة نفهم منها نفس الرضا بصفته عاطفية نفسية محبوبة ، ان الانسان راضي ، ها الشكل ، وأخرى نفهم منها الامر المرضي ، رضاي اي مرضيي والذي احبه ، ها الشكل ، وافضله ، واخرى نفهم منها الأمر المرضي يعني الذي يتعلق به الرضا كما هو متعارف عرفا التعبير بذلك ولو مجازا .
التقسيم الثاني : النظر الى ما هو المبتداء والخبر في هذه الجملة ، فانه قد يكون رضا الله مبتدأ ورضانا خبر ، كما هو مقتضى الترتيب اللفظي لهذه الجملة ، المقدم يكون مبتدأ ، ما هو متقدم لفظا يكون مبتدأ وما هو متأخر لفظا يكون خبر ، اما بالعكس ، لأنكم طبعا اكثركم لم تدرسوا في الحوزة العلمية ، بالعكس خبر متأخر يصير ، مبتدأ متأخر يصير ، ان المتأخر خبر وما قبله مبتداء هم يصير ، وهو ان يكون رضا الله خبرا مقدما ورضانا مبتداءا مؤخرا ، كما نقول زيد قادم وقادم زيد ، واذا لاحظنا كلا التقسيمين كانت الاحتمالات اربعة بضرب اثنين في اثنين ، ولكل من هذه المحتملات معناها المهم ، ويمكن ان نعطي فيما يلي بعض الامثلة في الفهوم التالية :
الفهم الاول : ان يكون الرضا بمعنى الأمر المرضي ويكون رضا الله في هذه الجملة هو المبتدأ ، فيكون المعنى إن الأمر الذي يرضاه الله عز وجل نرضاه نحن اهل البيت ، وهذا هو الفهم الاعتيادي والمناسب مع السياق في هذه الخطبة من حيث انه عليه السلام ، يعبر عن رضاه بمقتله ، بمقتل نفسه ، بأنه امر مرضي لله عز وجل .
الفهم الثاني : ان يكون الرضا بمعنى الأمر المرضي ويكون رضا الله في هذه الجملة خبرا مقدما ، فيكون المعنى ان الأمر الذي نرضاه نحن أهل البيت يرضاه الله عز وجل ، أو قل هو مرضي لله عز وجل بدوره ، ما نرضاه يرضاه الله كما إنه شنو ، ما يرضاه الله نحن نرضاه كلاهما هكذا ، ليس هذا خاص باهل البيت ، ماذا يقول في القرآن ، (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...(54) ، انه ، ما يرضاه الله همه راضين بيه ، وما همه راضين بيه ، ايضا الله راضي بيه ، وهذا أمر صحيح وعلى القاعدة مطابق لما ورد عنهم عليهم السلام ، بمضمون اننا أعطينا الله ما يريد فأعطانا ما نريد ، فتكون تلك الجملة بمعنى الفقرة الثانية من هذه الجملة ، أي أعطانا ما نريد ، كما هو واضح للقاريء اللبيب .
الفهم الثالث : ان يكون المراد بالرضا معناه المطابقي ، اي الرضا النفسي ، وليس الأمر المرضي كما قلنا في الفهوم السابقة ، ويكون رضا الله في هذه الجملة مبتدا والثاني خبر ، فيكون المعنى ان رضا الله سبحانه هو رضا اهل البيت عليهم السلام ، وهذا صحيح ايضا ومطابق للقاعدة لان الفلاسفة والمتكلمين المسلمين قالوا انه ورد في الكتاب الكريم والسنة الشريفة نسبة كثير من الامور الى الله سبحانه كالرضا والغضب والحب والبغض والكره والارادة وغير ذلك من الصفات ، مع انه قد ثبت في مورد آخر في علم الكلام والعقائد الاسلامية ان الله تعالى ليس محلا للحوادث ويستحيل فيه ذلك ، وكل هذه الامور من قبيل العواطف المتحددة التي تستحيل على ذات الله سبحانه ، فكيف صح نسبتها اليه سبحانه في الكتاب والسنة ، وقد أجاب الفلاسفة والمتكلمون بعدة اجوبة عن ذلك ، كان من اهمها وهو الذي مطابق لهذا الفهم من قوله عليه السلام ، (رضا الله رضانا اهل البيت) ، انه جل جلاله يجعل هذه العواطف المتحددة في نفوس اوليائه وانبيائه واصفيائه ، فاذا علمنا إن اهل البيت هم أولياء الله وأصفياؤه كما هو الواقع ، إذن فيصدق ان رضا الله رضاهم أهل البيت ، لأن رضا الله سبحانه وتعالى كما قال الفلاسفة ليس قائما بذاته جل جلاله ، بل قائما بذوات المعصومين سلام الله عليهم .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَّسَدٍ (5)
صدق الله العلي العظيم
الجمعة الثامنة 10 صفر 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .
اللهم اني اجد سبل المطالب اليك مشرعة ومناهل الرجاء اليك مترعة ، والاستعانة بفضلك لمن املك مباحة ، وابواب الدعاء اليك للصارخين مفتوحة ، واعلم انك للراجين بموضع اجابة وللملهوفين بمرصد اغاثة وأن في اللهف الى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين ومندوحة عما في ايدي المستأثرين وأن الراحل اليك قريب المسافة وانك لا تحتجب عن خلقك الا ان تحجبهم الاعمال دونك ،( اي السيئات حبيبي )، وقد قصدت اليك بطلبتي وتوجهت اليك بحاجتي وجعلت بك استغاثتي وبدعائك توسلي من غير استحقاق لاستماعك مني ولا استيجاب لعفوك عني بل لثقتي بكرمك وسكوني الى صدق وعدك ولجائي الى الايمان بتوحيدك ويقيني بمعرفتك مني ان لا رب لي غيرك ولا اله الا انت وحدك لا شريك لك ، اللهم انت القائل وقولك حق ووعدك صدق ، وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اِنَ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً ، وليس من صفاتك يا سيدي ان تأمر بالسؤال وتمنع العطية وانت المنان بالعطيات على اهل مملكتك والعائد عليهم بتحنن رأفتك ، إلهي ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرا ونوهت باسمي كبيرا فيا من رباني في الدنيا بإحسانه وتفضله ونعمه واشار لي في الاخرة الى عفوه وكرمه ، معرفتي يا مولاي دليلي عليك وحبي لك شفيعي اليك وانا واثق من دليلي بدلالتك وساكن من شفيعي الى شفاعتك ، أدعوك يا سيدي بلسان قد اخرسه ذنبه رب اناجيك بقلب قد أوبقه جرمه ادعوك يا ربي راغبا راهبا راجيا خائفا اذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت واذا رأيت كرمك طمعت ، فأن عفوت فخير راحم وان عذبت فغير ظالم ، حجتي يا الله في جرأتي على مسألتك مع اتياني ما تكره جودك وكرمك وعدتي في شدتي مع قلة حيائي رأفتك ورحمتك وقد رجوت ان لا تخيب بين ذين وذين منيتي فحقق رجائي واسمع دعائي يا خير من دعاه داع وافضل من رجاه راج .
اللهم صل على المصطفى ابي القاسم والمرتضى ابي الحسن والزهراء ام الحسنين والزكي ابي محمد والشهيد ابي عبد الله والسجاد ابي الحسن والباقر ابي جعفر والصادق ابي عبد الله والكاظم ابي الحسن والرضا ابي الحسن والجواد ابي جعفر والهادي ابي الحسن والعسكري ابي محمد والمهدي ابي صالح بقية الله في ارضه وحجته على عباده فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بأولكم وآخركم وفوضت بعد الله اليكم ، والسلام على ظاهركم وباطنكم واجسادكم وارواحكم واقوالكم واعمالكم ورحمة الله وبركاته .
مرت علينا قبل يومين او ثلاثة مناسبة ذكرى وفاة الامام الحسن سلام الله عليه ، فمن هذه الناحية كان المناسب جدا التعرض له في هذه الجمعة.
ما أعتقد يخفى كثير منكم ان هناك كتاب كشف الغُمَّة لعلي بن عيسى الأُربُلي الذي هو من علمائنا الاقدمين رضوان الله عليه ، كرس جهدهم وكتب في المقدمة الرجل ، أنه أنا أجمع في هذا الكتاب المصادر المكتوبة من قبل الجماعة من ابناء العامة ، له ثلاثة او اربعة مصادر او اكثر يجمعها لفظيا ويبوبها في كتابه فكل ما ذكر في كتابه انما هو شنو ، موجود في كتب الجماعة سواء وصلت الينا الان ، ام لا ، وهو من اعاظم الثقات وليس نستهين بأمره رضوان الله عليه ، كتبت لكم عدة روايات من فضائل الامام الحسن سلام الله عليه ، نسمعها افترض كقصة وفضيلة وتاريخ .
منها ما رواه ابو الحسن المدائني قال خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر عليهم السلام ، حجاجا ففاتهم اثقالهم فجاعوا وعطشوا فمروا بعجوز في خباء لها فقالوا هل من شراب فقالت نعم فأناخوا بها وليس عندها الا شويهة في كسر الخيمة فقالت احلبوها وامتذقوا لبنها ففعلوا ذلك وقالوا لها هل من طعام ، قالت لا الا هذه الشاة فليذبحها احدكم حتى أهيء لكم شيئا تأكلون ، فقام احدهم فذبحها وكشطها ، نحن نگول سخها ، ثم هيأت لهم طعاما فأكلوه ثم أقاموا حتى بردوا ، كانوا مبتلين بالشمس مثلنا ، ثم أقاموا حتى بردوا فلما ارتحلوا قالوا لها نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه ، واشروا لها باتجاههم ، فاذا رجعنا سالمين فالمي بنا ، تعالي لنا ، فإنا صانعون اليك خيرا ثم ارتحلوا ، وأقبل زوجها وأخبرته عن القوم والشاة فغضب الرجل وقال ويحك اتذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم بعد مدة ، هذه الاسرة الاعرابية نگدر انگول ، الجأتهم الحاجة الى دخول المدينة ، يعني العجوز وزوجها ، فدخلا وجعلا ينقلان البعر اليها ويبيعانه ويعيشان به فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فاذا الحسن عليه السلام ، على باب داره جالس فعرف العجوز وهي له منكرة ، وهذه لفظة قرآنية (وهم له منكرون)، اي جاهلون بحقيقته ، فبعث غلامه فردها ، شو تعاليلي ، فقال لها ، يا أمة الله أتعرفينني ، قالت لا ، قال انا ضيفك يوم كذا وكذا ، فقالت العجوز ، بابي أنت وأمي لست أعرفك ، فقال ، فان لم تعرفيني فانا أعرفك فامر الحسن عليه السلام ، فاشترى لها من شاه الصدقة ، اي من شياه الصدقة ، الف شاة وامر لها بألف دينار وبعث بها مع غلامه الى أخيه الحسين عليه السلام ، فقال ، يعني سألها الحسين عليه السلام ، بكم وصلك اخي الحسن ، فقالت بألف شاة وألف دينار فأمر لها بمثل ذلك ثم بعث بها مع غلامه الى عبد الله بن جعفر عليه السلام ، فقال لها ، بكم وصلك الحسن والحسين عليهما السلام ، فقالت بألفي دينار وألفي شاة ، فأمر لها عبد الله بألفي شاة والفي دينار فرجعت العجوز الى زوجها بمال كثير .
وروى ابن عائشة قال دخل رجل من اهل الشام المدينة فرأى رجلا راكبا بغلة حسنة فقال لم ار احسن منه فمال قلبي اليه فسألت عنه فقيل لي انه الحسن بن علي ابن ابي طالب عليهما السلام ، فامتلأ قلبي غيظا وحنقا وحسدا ان يكون لعلي عليه السلام ، ولد مثله فقلت ، انت ابن علي ابن ابي طالب ، فقال انا ابنه ، فقلت ، انت ابن من ومن ومن ، يعني ‏‏‏شنو ، يشتمه ، وجعلت اشتمه وأنال منه ومن أبيه وهو ساكت حتى استحييت منه فلما انقضى كلامي ضحك وقال ، احسبك غريبا يا شامي فقلت اجل فقال فمل معي ان احتجت الى منزل انزلناك والى مال ارفدناك والى حاجة عاوناك فاستحييت منه وعجبت من كرم اخلاقه ، شوفوا واحد من عدنه ها الشكل ، كون واحد يعتبر حبيبي ، كل اعمال واقوال الائمة عبرة ، فانصرفت وقد صرت أحبه ما لا أحب أحدا غيره .
وعن عبد الله بن عباس ، بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه واله ، هاي في حياة رسول الله ، حينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، اذ اقبلت فاطمة عليها السلام ، تبكي فقال لها النبي صلى الله عليه واله ، ما يبكيك ، قالت يا رسول الله ان الحسن والحسين خرجا فو الله ما أدري أين سلكا ، إمضيعتهم ، فقال النبي صلى الله عليه واله ، لا تبكين فداك ابوك فان الله خلقهما وهو ارحم بهما اللهم ان كانا اخذا في بر فاحفظهما وان كانا اخذا في بحر فسلمهما ، فهبط جبرئيل عليه السلام ، فقال ، يا أحمد لا تغتم ولا تحزن هما فاضلان في الدنيا فاضلان في الاخرة وابوهما خير منهما وهما في حضيرة بني النجار نائمين وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما قال ابن عباس فقام رسول الله صلى الله عليه واله ، وقمنا معه حتى أتينا حضيرة بني النجار ، فاذا الحسن معانق الحسين عليهما السلام ، واذا المَلَكْ قد غطاهما بأحد جناحيه ، فحمل النبي صلى الله عليه واله ، الحسن وأخذ الحسين المَلَكْ والناس يرون انه حاملهما ، تقول الرواية ، فقال له ابو بكر الصديق ، وهذا يدل على انه منقول من كتاب من الجماعة فهو ينقله لفظيا ، فقال له ابو بكر الصديق ، وابو ايوب الانصاري رضي الله عنهما هكذا مكتوب هناك ، فقال صلى الله عليه واله ، دعهما ، كأنما يريدون يشيلونهم عن النبي صلى الله عليه واله ، فقال صلى الله عليه واله ، دعاهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وأبوهما خير منهما ، ثم قال ، والله لأشرفنهما اليوم بما شرفهم الله سبحانه ، فخطب فقال ، أيها الناس الا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ، قالوا بلى يا رسول الله ، قال ، الحسن والحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد ، الا أخبركم بخير الناس أبا وأما ، قالوا بلى يا رسول الله قال ، الحسن والحسين ابوهما علي ابن ابي طالب وامهما فاطمة بنت محمد ، الا أخبركم ايها الناس بخير الناس عما وعمة ، قالوا بلى يا رسول الله ، قال الحسن والحسين عمهما جعفر ابن ابي طالب ، الطيار طبعا ، وعمتهما أم هاني بنت ابي طالب ، أيها الناس الا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ، قالوا بلى يا رسول الله قال ، الحسن والحسين خالهما القاسم بن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله الا إن اباهما في الجنة وامهما في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وهما في الجنة ومن احبهما في الجنة ومن احب من احبهما في الجنة .
وروى الامام ابو الحسن علي بن احمد الواحدي رحمه الله ، في تفسيره الوسيط ، وهو من ابناء الجماعة طبعا ، ما يرفعه بسنده ان رجلا قال دخلت المدينة فاذا انا برجل يحدث عن رسول الله صلى الله عليه واله ، والناس حوله فقلت له اخبرني عن شاهد ومشهود ، معنى شاهد ومشهود في القرآن ، (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) ، اخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال ، نعم اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم عرفة فجزته الى آخر يحدث ، ايضا گاعد في المسجد يحدث حوله طلاب ، فقلت له اخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال نعم اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم النحر ، اي عيد الاضحى طبعا ، فجزتهما الى غلام ، طفل حبيبي ، كأن وجهه الدينار وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه واله ، ياهو طفل من عدنة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت ، اخبرني عن شاهد ومشهود ، فقال ، نعم اما الشاهد فمحمد صلى الله عليه واله ، وأما المشهود فيوم القيامة ، شوف هاي حچايتي ، فأين الثريا واين الثرى واين معاوية من علي ، اما الشاهد فمحمد صلى الله عليه واله ، واما المشهود فيوم القيامة ، اما سمعته هكذا ، اما سمعته يقول ، اي الله سبحانه وتعالى ، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ...(45) ، الشاهد رسول الله مو يوم الجمعة يعني غلط حبيبي ، وقال تعالى ،...ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) ، المشهود ياهو منهم ، يوم القيامة ، هذا هوه بشهادة القرآن وبنص القرآن ، إنما ذولاك يتخبطون حبيبي ، لأنهو شنو ، ليسوا مدرسة القرآن ، وليسوا أهل القرآن هذا هوه ، وأهل بيت القرآن ، لا ، أهل بيت القرآن خاصون حبيبي لا يتعداهم الى غيرهم ، فسألت عن الاول ، هذا الذي يحدث ، فقالوا ، ابن عباس وسألت عن الثاني ، فقالوا ، ابن عمر وسألت عن الثالث فقالوا الحسن بن علي ابن ابي طالب عليهم السلام ، وكان قول الحسن أحسن .
لا اطيل عليكم انا كتبت لكم روايات أخرى على اية حال.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
صدق الله العلي العظيم ، وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك لمن الشاهدين الشاكرين والحمد لله رب العالمين .

















 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 07-04-2017 الساعة 09:21 AM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:43 AM   #9

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة التاسعة 17 صفر 1419هـ
الخطبة الاولى
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهم يا عماد من لا عماد له ويا سناد من لا سناد له ويا ذخر من لا ذخر له ويا حرز من لا حرز له ويا غياث من لا غياث له ويا عز من لا عز له ويا معين من لا معين له ويا أنيس من لا انيس له ويا أمان من لا أمان له ويا حبيب من لا حبيب له ويا طبيب من لا طبيب له ويا مجيب من لا مجيب له ويا رفيق من لا رفيق له ويا شفيق من لا شفيق له ويا مغيث من لا مغيث له ويا دليل من لا دليل له ويا راحم من لا راحم له ويا صاحب من لا صاحب له ويا حصن من لا حصن له ويا كهف من لا كهف له ويا ولي من لا ولي له ويا مجير من لا مجير له ويا مدبر من لا مدبر له ويا معطي من لا معطي له ويا ميسر من لا ميسر له ويا مؤنس من لا مؤنس له ويا رقيب من لا رقيب له ويا نور من لا نور له ويا حافظ من لا حافظ له ويا ناصر من لا ناصر له ويا شرف من لا شرف له ويا مفرج من لا مفرج له ويا غافر من لا غافر له ويا كفيل من لا كفيل له ويا هادي من لا هادي له ويا ساتر من لا ساتر له ويا جابر من لا جابر له ويا ذاكر من لا ذاكر له .
يا أعظم من كل عظيم يا أكرم من كل كريم يا أرحم من كل رحيم يا أعلم من كل عليم يا أحكم من كل حكيم يا أكبر من كل كبير يا أجل من كل جليل يا أعز من كل عزيز يا أشرف من كل شريف يا ألطف من كل لطيف يا أشفق من كل شفيق يا أرفق من كل رفيق يا أغنى من كل غني يا أوفى من كل وفي يا أحمى من كل حمي يا امجد من كل ماجد يا أصدق من كل صادق يا أطهر من كل طاهر يا أمنع من كل مانع يا أستر من كل ساتر يا أطهر من كل طاهر يا أنصر من كل ناصر يا أحفظ من كل حافظ يا أسمع من كل سامع يا أبصر من كل ناظر يا أفضل من كل فاضل يا أوسع من كل واسع.
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبالإيمان مذهبا وبالقرآن كتابا وبالكعبة قبلة وبالآخرة مآبا وبمحمد صلى الله عليه واله نبيا وبعلي إماما وبفاطمة الزهراء سلام الله عليه ، شفيعة وبالحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم المهدي ائمة وسادة وقادة بهم أتولى ومن أعدائهم اتبرى في الدنيا والاخرة .
اللهم فصل عليهم أجمعين وصل على جميع أنبيائك ورسلك وأوليائك وأهل الحق من خلقك والصالحين من عبادك .
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)
نستمر الآن في شرح خطبة الحسين سلام الله عليه .
قال عليه السلام : (لن تشذ عن رسول الله لحمته) ، عبر هنا بضمير الغائب ، لحمته ، ولم يقل لحمتي ، عبر هنا بضمير الغائب ، الا ان الظاهر انه يريد نفسه يريد ضمير المتكلم ، الا انه ابدله بضمير الغائب حتى لا يكون مدحا للنفس وثناءاً عليها ، فيكون المراد لن تشذ عن رسول الله لحمتنا كما قال : رضا الله رضانا اهل البيت
واللُحمة من الالتحام وهو الاتصال ، والشذوذ هو الابتعاد ، إما التحم وإما شذَّ ، فاللحمة هي الالتحام ، والشذوذ هو الابتعاد ، والشاذ هو المبتعد ونعبر بالشاذَّ عن كل ما هو غير طبيعي ، لأنه مبتعد عن المستوى الطبيعي ، فيكون المراد أنه لن تبتعد عن رسول الله لحمته ، او قل لن يبتعد عن رسول الله قربه والتحامه ولصوقه.
وقوله : لن تشذ للتأبيد ، لن يعني ، لن الى الأبد بهذا المعنى وانها ستبقى ملتحمة ولن تبتعد اطلاقا الى ما لا نهاية ، او يكون المراد الاشارة الى الشأنية يعني ليس من شأنها ان تبتعد وغير قابلة للابتعاد اصلا ، وما ليس من الشأن يكون مستحيلا أو بمنزلة المستحيل كقوله تعالى : ( كانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً (134)) ، أي من شأنه ان يكون سميعا بصيرا ، ففقد السمع والبصر بالنسبة الى الله مستحيل ، وكذلك قوله تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ...(115)) ، فإضلاله للقوم يكون مستحيلا او بمنزلة المستحيل ، أي ليس من شأنه وديدنه ذلك ، وكذلك قوله تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)) ، أي ليس من شأنه ان يعذبهم وهم مستغفرون ، ان شاء الله نكون من المستغفرين فلا يعذبنا الله سبحانه وتعالى لا عذاب الدنيا ولا عذاب الاخرة ، وأما إذا كان واحد كذا وكذا واصل حسابه ولم يستغفر فيعذبه الله عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ، وما البلاء الدنيوي الا شنو ، من قبيل اعطاء فرصة وَجَر أذن ، يعني شنو ، انه استغفر، لعلهم يتفكرون ، لعلهم يتذكرون ، لعلهم يتوبون ، لعلهم يؤبون ، لعلهم ينوبون ، اما الله تعالى شنو ، يواجه منا أذُنا غير صاغية ، أُذُنا صماء فهل هذا مما يحمد عقباه ،‍ الله تعالى ما شايلنه هم ، كل هذا الجمع ما شايله هم ، انما كل واحد بحسابه وكتابه فـ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) .
ثم يقول سلام الله عليه : (بل هي مجموعة له في حضيرة القدس) ، لن تشذ وانما هي مجموعة ومرتبة ومركبة له في حضيرة القدس ، قوله ، بل هي ، يعني اللحمة مجموعة له لأنه يجتمع برسول الله صلى الله عليه واله ، وأمير المؤمنين وأمه فاطمة الزهراء عليهم افضل الصلاة والسلام ، يعني بأرواحهم العليا وليس بأجسامهم الدنيوية بطبيعة الحال ، يعني بأرواحهم العليا في حضيرة القدس كما قال في نفس الخطبة : (وما اولهني الى اسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف) ، وإنما هو واله الى تلك الارواح العليا والمقامات السامية وليس الى الوجودات الدنيوية بطبيعة الحال على انها مقدسة جدا وأقدس ما هو موجود على وجه الارض ، لكن طبعا تلك المقامات أقدس منها اكيدا بما لا يقاس وما لا يتناهى .
وحضيرة القدس مرتبة من المراتب الالهية العالية جدا ، لا يمكن ، لاحظوا ، لا يمكن ان نتوصل الى تعريفها او معرفتها كما قال الله تعالى : (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ...(15) ، وليست هذه الدرجات لذاته ، لا، هو لا يستفيد من الدرجات حبيبي، لأنه إنما يتمناها لخلقه وللمؤمنين من عباده والخاصة المستحقين لتلك الدرجات في الحقيقة الا اننا بالرغم من اننا لا نستطيع فهم هذه الدرجة العليا ، اقصد حضيرة القدس ، الا اننا نشرح اللفظ فقط ، فالحضيرة على وزن فعيلة من الحضور وهي إما بمعنى اسم المفعول بمعنى محضرة او اسم الفاعل بمعنى حاضرة ، الا ان هذا فيه نحو من المجازية ، لأن من فيها حاضر ؟ ، ومن فيها محضر؟ ، المكان هو لا حاضر ولا محضر ، وإنما من في المكان هو حاضر ، أو محضر ، المهم انه في الحقيقة الذي ينطبق عليه انه حضير بمعنى حاضر هو المكين اي من في المكان وليس المكان نفسه .
ويمكن ان تكون فيها الياء زائدة ، حضيرة ، لا ، فتكون الحضيرة بمعنى الحضرة يعني حضرة القدس ونحن نعبر بالحضرة عن مراقد المعصومين عليهم السلام ، لأنها كأنها موضع الحضور عندهم وكذلك الحضور عند القدس الالهي وفي مراتب العظمة الالهية والنور الالهي .
والقدس هو الطهارة ، ومقدس يعني طاهر ويراد بها غالبا الطهارة المعنوية يعني طهارة النفس والقلب ، يقال : قدس الله سره اي طهر الله روحه.
وهناك في الأفق الاعلى ، وفي الافق المبين توجد الطهارة الحقيقية وهي الخلوص من كل النجاسات كالنظر الى الدنيا والشهوات والالام والافراح ، كل هذا يروح ، يزول سالبة بانتفاء الموضوع كما يعبرون ، ما له وجود اصلا ، وهي الخلوص من كل النجاسات كالنظر الى الدنيا والنظر الى الشهوات والاهتمام بالالام ، والاهتمام بالافراح ، والنظر الى الاسباب والنظر الى الاشخاص ، صديقك وعدوك وجيرانك والبعيد عنك واللي يتعامل وياك ، اهناك بعد ماكوا ، بل تبقى البهجة الالهية في نفس العبد هي وحدها السارية المفعول .
ولذا قال عليه السلام : (بل هي مجموعة له في حضيرة القدس تقر بهم عينه) ، فإن هذا التعبير من استقرار العين عن البكاء او انه تصبح العين بحالة من الفرح والابتهاج ، ولا شيء في الوجود اكثر فرحا وبهجة من تلك المستويات الالهية العالية التي ذخرها الله تعالى لخاصة خلقه ولذا ورد : (ان لك مقامات لن تنالها الا بالشهادة)، يعني فتحمل كل ما تستطيع من انواع البلاء والالام الجسدية والمعنوية والقلبية والاجتماعية والاقتصادية الدنيوية طبعا في سبيل نيل تلك الدرجات الأخروية العالية جدا حيث لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ويشمله قوله تعالى : (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)) ، فان الكمال لامتناهي وما من كمال الا فوقه كمال وما من بهجة الا فوقها بهجة وما من درجة الا وفوقها درجة يعطيها الله هناك بالعطاء المباشر لقوله جل من قائل : (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)) ، بدون عمل لأنه ليس في الاخرة عمل ، في الاخرة حساب ولا عمل وفي الدنيا عمل ولا حساب .
ثم قال: (وينجز لهم وعده) ، ولم يقل وينجز له وعده ، اهناك الضمير كان شنو ، مفرد ، اهنانة جمع وهو يقول : (تقر بهم عينه وينجز لهم وعده) ، لمن ؟ ، للمعصومين من اسلافه ، جده وأبوه وأمه وأخوه سلام الله عليهم اجمعين ، زين ، حينئذ نقول : انه الوعد له ، أو لهؤلاء ؟ ، هو اله زين ان ينال المقامات العالية وليس لهم ، لا ، أنا اقول لكلا الجهتين : أما له فينبغي أن يكون واضحا لأنه هو يفوز بمقاماته التي اختصه الله بها ، هذا منتهين منه ، لكن في الحقيقة كذلك الله تعالى وعد رسول الله صلى الله عليه واله ، بأن يعطي الحسين مقامات عالية ووعد عليا عليه افضل الصلاة والسلام ، أن يعطي الحسين مقامات عالية ، ووعد الزهراء أن يعطي الحسين مقامات عالية ولماذا لا ؟ ، لأنهم يحبهم ويحبونه اي في الله وليس للقرابة بطبيعة الحال ، فاذا كان واحد منهم نال درجات عالية الاخر يستر طبعا ويكون ناجز الوعد وفي رحمة الله سبحانه وتعالى فينجز لهم وعده بإعطاء الحسين تلك المقامات العالية سلام الله عليه .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً(3)
صدق الله العلي العظيم
الجمعة التاسعة 17 محرم 1419هـ
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم.
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلهي لم يكن لي حول فانتقل به عن معصيتك الا في وقت ايقظتني لمحبتك وكما أردت أن أكون كنت فشكرتك بإدخالي في كرمك ولتطهير قلبي من اوساخ الغفلة عنك ، إلهي أنظر الي نظر من ناديته فأجابك واستعملته بمعونتك فأطاعتك يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه ، إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ولسانا يرفع اليك صدقه ونظرا يقربه منك حقه ، إلهي من تعرف بك غير مجهول ومن لاذ بك غير مخذول ومن اقبلت عليه غير مملول ، إلهي ان من انتهج بك لمستنير وان من اعتصم بك لمستجير وقد لذت بك يا الهي فلا تخيب ظني من رحمتك ولا تحجبني عن رأفتك ، إلهي اقمني في اهل ولايتك مقام من رجا الزيادة من محبتك ، إلهي والهمني ولها بذكرك الى ذكرك وهمتي في روح نجاح اسمائك ومحل قدسك ، إلهي بك عليك الا الحقتني بمحل اهل طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك فاني لا اقدر لنفسي دفعا ولا املك لها نفعا ، إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب ومملوكك المنيب المعيب ، فلا تجعلني ممن صرفت عنه وجهك وحجبه سهوه عن عفوك ، إلهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك ، إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرا وعمل لك جهرا ، إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الأياس ولا انقطع رجائي من جميل كرمك ، إلهي ان كانت الخطايا قد اسقطتني لديك فاصفح عني بحسن توكلي عليك ، إلهي ان حطتني الذنوب من مكارم لطفك فقد نبهني اليقين الى كرم عطفك ، إلهي ان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبهتني المعرفة بكرم الآئك ، إلهي ان دعاني الى النار عظيم عقابك فقد دعاني الى الجنة جزيل ثوابك ، إلهي فلك اسأل واياك ابتهل وارغب واسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعلني ممن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك ولا يغفل عن شكرك ولا يستخف بأمرك ، إلهي والحقني بنور عزك الأبهج فأكون لك عارفا وعن سواك منحرفا ومنك خائفا مراقبا يا ذا الجلال والاكرام وصلى الله على محمد رسوله واله الطاهرين وسلم كثيرا كثيرا .
في يوم ما مر عليّ شخص في أواخر الشباب يلبس الزي الافندي عادي يريد يناقش وطالب للحقيقة الرجل ومنصف ، وجدته طيبا ، گلي اني اشك في الله ، تعال انت برهن لي على وجود الله ، سبحان الله ، آني شگوله ، رجل حسب قيافتي له درجة من الوعي وله درجة من الثقافة فإذا انا سردت عليه البراهين الفلسفية ، هو لا بد انه يحمل فكرة عنها ، فمن هذه الناحية قد لا تفيده ، برهان الدور وبرهان التسلسل وبرهان النظام ونحو ذلك من الامور ، هوه ما شايفها السما والارض ، ومع ذلك يشكك بالخالق سبحان الله ، فحينئذ انا فكرت ان اجيبه بسنخ آخر من الادلة بطريقة اخرى من الاستدلال بحيث گلي في النهاية ، انه انا ما كنت سامع لشيء مما قلته اصلا ، ترضى ان اروح اگوله ، گلت له روح گوله جزاك الله خيرا.
في الحقيقة انا اختصرت هذا الجانب ولكنني اقوله الان لأنه كانما الادلة على وجود الله سبحانه وتعالى من اشكال مختلفة واسناخ مختلفة كل واحد سنخ عن الاخر يختلف من قبيل ان نقول : ان البراهين القلبية على وجود الله وعلى كرمه وعلى قدرته وعلى تدبيره موجودة من قبيل قوله عليه السلام : (عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا) ، وقوله عليه السلام : (انه لا تراه العيون بمشاهدة الابصار ولكن تراه القلوب بحقائق الايمان) ، وقوله تعالى (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ...(54) ، فتخشع له قلوبهم ، لكن انا اردت ان امشيه ممشا آخر، اسرد لكم جملة من النقاط التي ذكرتها له:
النقطة الاولى: حبيبي ، أنت تلاحظ وأنا الاحظ وكل عاقل يلاحظ على وجه البشرية وليس في النجف وليس في العراق فقط وليس في هذا الجيل بل في كل جيل من آدم الى يوم القيامة : ان الخوش اوادم يؤمنون بالله ، والموخوش أوادم لا يؤمنون بالله هذا هوه ، مختصر مفيد ، ان المؤمنين بالله عندهم انسانية وعندهم انصاف وعندهم طيبة وعندهم اخلاص نحو ذلك من الصفات التي تتوخى ونتمناها لأي انسان ، زين في مقابله الذين لا يؤمنون بالله ، حبيبي ، يخرمشون وجهك ويدك ورجلك ، هذا هوه ، مكرة فسقة منحرفين ظلمة الى آخره هذا هو.
زين ، حينئذ معنى ذلك ان الايمان بالله هو حصة الطيبين وانكار الله سبحانه وتعالى هو حصة الفاسدين ويكفينا هذا دليلا على وجوده جل جلاله وعلى لطفه وقدرته هذا هو .
زين ، النقطة الثانية ، طبعا بالنسبة الى النقطة الاولى لا ينبغي ان ننسى ان الخوش أوادم مو واحدا واثنين ، ملايين ، اربع وعشرين الف نبي كلهم خوش أوادم ، گول لا ، سبحان الله ، هم بيهم نبي مو خوش آدمي ، كلهم صالحين ، اولياءهم صالحين اوصياءهم صالحين ، المؤمنين بهم صالحين ، وهكذا الى يوم القيامة ، كلهم شني ، خاشعين لله متذللين امام الله .
ثانياً : حبيبي ، يجيك واحد ويگولك ان زيد من الناس رجع من الحج ، يجيك آخر ايگلك بنفس الخبر يجيك ثالث يجيك رابع الى ان عشرة ، خمستعش مرة ، يحصل عندك اليقين بأن زيدا راجع من الحج وهذا ينبغي ان يكون واضحا وهو الذي يسمى باصطلاح المنطق بالتواتر ، خبر متواتر ، زين يجيك واحد اي من الانبياء طبعا يقول انه اوحي الي ، يجيك ثاني يقول انه اوحي الي ، يجيك ثالث يقول اوحي الي يجيك رابع وهكذا الى اربعة وعشرين الف نبي ، اذن فظاهرة الوحي متواترة اكثر من المتواتر بكثير انا مثلا اگول اشك بنفسي ولا اشك بان الوحي اجمالا قد نزل وان الكتب صحيحة يعني بالأحرى جملة منها صحيح او كلها صحيحة لا يحتمل ان تكون كذبا من اولها الى آخرها لأنه شهد بها الشهود الثقات العالين المعرفة والمراتب الانسانية ، طبعا ، مثلا اذا كان ذولة العشرة الذين اخبروك برجوع زيد ناس كلش عاديين طبعا يحصل لك يقين أقل ، اما اذا عشرة من ثقاتك ومقربينك والمخلصين الك ، يحصل لك يقين اكثر ، سبحان الله التبليغ عن ظاهرة الوحي موجودة على السن اعاظم الناس واكابر الناس وخير الناس. اذن فيكفي ثلاثة يكفي واحد ان اصدگه ان الوحي موجود فضلا عن اربعة وعشرين الف نبي ومن تبعهم من الوصي والولي والمؤمنين والصالحين وحسن اولئك رفيقا سبحان الله. فاذا ثبت الوحي بالتواتر ثبت الموحي بالتواتر وهو الله سبحانه وتعالى وهذا كلش كافي .
زين ، النقطة الثالثة: ان هناك ظواهر طبيعية وغير طبيعية تسمى مجموعها بالعلوم الغريبة من قبيل السحر على كل حال كمثال ناخذ السحر ، شي على شي ان السحر موجود ، ومنصوص عليه بالقرآن الكريم ومؤثر اجمالا وحوادث السحر موجودة من قبل مثلا اربعة الاف سنة ، عشرة الاف سنة ربما، ولا زالت الى يومنا هذا وكثير منهم يؤمنون بالسحر ويطبقونه ، هسه تفسيره ما هو، اما حرام اما حلال ما علينا، كل ما في الامر انه مؤثر وتأثيره ليس طبيعيا ليس من قبيل سرعة الضوء وجاذبية الارض وخروج النبات وولادة الانسان ، هذه امور طبيعية واما السحر فمؤثر ولكنه من زاوية غير طبيعية فمن اين حصل ذلك ؟ ، وبأي قانون حصل ذلك ؟ ، حينئذ هؤلاء الذين ينكرون قدرة الله سبحانه وتعالى ، خل يجون يفسرون ، يعجزون عن ذلك ، طبعا هم بحسب الظاهر ينكرون هذا التأثير لأنهم عاجزين عن التفسير ولكنهم في الواقع ونحن في الواقع نؤمن بصحته اجمالا ، وان بعض حوادث السحر فعلا مؤثرة ، فاذا كان المطلب هكذا اذن فهذا ايضا يدل على قدرة الله وعلى تدبير الله وان هناك قوانين لو صح التعبير غير القوانين الطبيعية محكومة لقدرة الله ولتدبيره ، وحاكمة ومؤثرة على القوانين الطبيعية وعلى وجه الارض وعلى هذه الخليقة ، وهذا ايضا كافٍ برهانا على وجود الله وليس السحر وحده ، السحر كمثال وحده والا العلوم الغريبة كثيرة .
زين ، النقطة الاخرى: طبعا كلنا سمع بالباراسايكولوجي وله ، سبحان الله ، ظواهر كثيرة غير قابلة للضبط ربما مائة ظاهرة او اكثر من قبيل تحضير الارواح من قبيل التأثير عن بعد من قبيل التلباثي الذي يسمى بالتخاطر الى آخره اهواية ، من قبيل التنويم المغناطيسي ، زين نقول كل هذا خرط ، وجذب ، صحيح يعني جرأة على الله وعلى الانسانية ان نقول ان هذا كله جذب ، متواتر وفوق المتواتر ان هناك ظواهر تسمى باصطلاح اللغة الاجنبية الباراسايكولوجي اي ظواهر روحية باصطلاحنا ، زين ، هذه الظواهر اذا كانت موجودة ايضا لا تخضع لقوانين الطبيعة ، يعني ان هناك قوانين اعلى من قوانين الطبيعة وحاكمة على قوانين الطبيعة ومؤثرة على قوانين الطبيعة ، من الذي أوجدها ومن الذي سنها الا خالق الكون جل جلاله ومن الذي دبرها الا المدبر الحقيقي جل جلاله .
زين ، النقطة الاخرى: المعجزات والكرامات ، ما حاصلة اي معجزة ولا كرامة على طول البشرية من آدم الى يوم القيامة ، سبحان الله ، حتى الماديين يقولون ان عصر المعجزات انتهى الان عصر الصناعة ، يعني ان المعجزات حدثت رغما عليهم .
على كل حال الشيء الذي باليد انه باليقين حصلت معجزات وكرامات لمئات من الناس لآلاف من الناس وعلى رأسهم الانبياء سلام الله عليهم ، وعلى رأسهم المعصومين لما بعد الإسلام إبتداءاً من النبي الى الامام المهدي سلام الله عليه ، حدثت فعلا ونحن غافلين حقيقة ، غافلين ودايخين ، بها الدنيا هاي ، وإلا في حقيقة الامر ان المعجزات والكرامات تحصل باستمرار من اول الخلق الى آخره من حيث لا نعلم ولا نشعر ، ( وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)) ، لكننا قوم غافلين نحسب الاشياء كلش بسيطة ومتدنية ، لأنني انا المتدني فلا افهم الا المتدني ، واما اذا شوية دققت ومشيت قدم واحدا لا ازيد ما احتاج ازيد على اي حال ، فسوف افهم أشياءاً اخرى غير التي كنت افهمها بطبيعة الحال مما هو يتصل بالله سبحانه وتعالى .
محل الشاهد فالكرامات والمعجزات متواترة ويقينية الحصول وعلى رأسها كرامات الانبياء ومعجزات الانبياء ، حينئذ شنگول ؟ ، من الذي اوجدها ؟ ، وبأي قانون وجدت ؟ ، وبأي سبب وجدت ؟ ، وهي خارقة لنواميس الطبيعة وغير ما تعود عليه اهل الدنيا والماديون والمنكرون للقدرة الالهية ، يكفينا معجزة واحدة من خلال أول الخلق الى آخره لتثبت انها ناطقة بلسان حالها ، بوجود مدبرها وبقدرته وبعزته وعظمته ، فضلا عن ان تكون هناك معجزات كثيرة ، وايضا ناطقة بفشل النظام الطبيعي وانه مجرد صورة لا واقع لها ، وانا قلت سبحان الله في مؤلفاتي ، في بعض مؤلفاتي ايضا كتبت ان القوانين الطبيعية انما هي صورة ذهنية ما يحدث هو ان هذه الحصاة تجلبها الارض وهذه الحصاة تجلبها الارض ، اما انه نسمي شيئا بقانون الجاذبية فهذا عبارة عن مجموعة حوادث جمعناها في ذهننا فسميناها قانون الجاذبية ، فحينئذ قانون الجاذبية انما هو فكرة والفكرة لا تؤثر في الخارج ، لاتؤثر في الخارج ، ليس هناك قانون اسمه قانون الجاذبية ، وإنما كل شيء يحدث بقدرة الله سبحانه وتعالى ، فحينما يزعم الزاعمون الماديون باننا نعوض عن الله بالقوانين المادية ، خسروا وخسئوا لأنها غير موجودة أصلا وإنما هي مجرد افكار في اذهاننا ، كما مثلا شنو ، نقول الانسانية ، الانسانية موجودة ؟ ، إنما الموجود هو الافراد زيد وعبيد وسعيد وفلان وفلان ، اما الكلي المعنى العام غير موجود بطبيعة الحال فلاحظوا كذلك القانون بالمعنى العام غير متحقق ، سبحان الله هم يقولون ان ما هو غير محسوس غير موجود، زين جيبولي عن حس وعن رؤيا وعن بصر القانون ، قانون الجاذبية مثلا او قانون سرعة الضوء او قانون كيت او كيت، ماكو وانما ما هو الموجود هو المصاديق والجزئيات والحوادث الفردية ، فهذه الحوادث الفردية من الذي يعملها القانون غير الموجود والقانون الموهوم ؟ ها بطبيعة الحال ، لا، أعجز من ذلك ومن يؤمن به أعجز من ذلك ، وإنما الله سبحانه وتعالى بعزته وقدرته. ربما نكمل في الخطبة في الاسبوع الاتي.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)(يبقى شيء واحد) ، يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 07-04-2017 الساعة 09:29 AM
ابو علي غير متواجد حالياً  
قديم 22-03-2012, 12:44 AM   #10

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة العاشرة 24 صفر 1419 الخطبة الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم
كان الله في عونكم جميعا من حر الشمس، ولنا اسوة قليلة جدا بالحسين الشهيد (سلام الله عليه) . بحب وطاعة رسول الله (صلى الله عليه واله) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. بحب وطاعة مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. بحب وطاعة مولانا المهدي (عجل الله فرجه) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. بحب وطاعة علمائنا الاعلام (ادام الله ظلالهم) باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. بحب وطاعة الحوزة العلمية الشريفة باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. بحب وطاعة المحكمة الشرعية الحوزوية باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. بسم الله الرحمن الرحيم اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين اللهم يا من لا فضل كفضله يا من لا من كمنه ويامن لا عطاء كعطائه ويا من لا بهاء كبهائه ويا من لا جزاء كجزائه ويا من لا حكم كحكمه ويا من لا عدل كعدله ويا من لا حكمة كحكمته ويا من لا رحمة كرحمته ويا من لا نور كنوره ويا من لا ظهور كظهوره ويا من لا سرور كسروره ويا من لا خفاء كخفائه ويا من لا بلاء كبلائه ويا من لا عقاب كعقابه ويا من لا اسباب كاسبابه ويا من لا علو كعلوه ويا من لا دنو كدنوه ويا من لا جود كجوده ويا من لا وجود كوجوده ويا من لا رفعة كرفعته ويا من لا منعة كمنعته ويا من لا حب كحبه ويا من لا طب كطبه ويا من لا طريق كطريقه ويا من لا صديق كصديقه ويا من لا ولي كوليه ويا من لا صفي كصفيه ويا من لا اية كاياته ويا من لا كلمات ككلماته و يا من لا سمع كسمعه يا من لا بصر كبصره يا من لا رحمة كرحمته يا من لا بهجة كبهجته يا من لا عظمة كعظمته يا من لا جمال كجماله يا من لا جلال كجلاله يا من لا كمال ككماله يا من لا الاء كالائه يا من لا اسماء كاسمائه يا من لا هدى كهداه يا من لا لطف كلطفه يا من لا عز كعزه يا من لا قرب كقربه يا من لا بعد كبعده. اللهم صل على خير خلقك وسيد انبيائك ورسلك سيد العرب والعجم بلا منازع وسيد ولد آدم بلا مدافع المصطفى محمد (صلى الله عليه واله) والمرتضى علي والزهراء فاطمة والزكي الحسن والشهيد الحسين والسجاد علي والباقر محمد والصادق جعفر والكاظم موسى والرضا علي والجواد محمد والهادي علي والحسن العسكري والحجة المهدي ائمتي وسادتي وقادتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرأ في الدنيا والاخرة. اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. مرت علينا قبل ايام مناسبة زيارة الاربعين المقدسة الجليلة عند الله، واتحفنا الله ورسوله بالنعمة العظيمة والبشارة الكريمة وهي انكم اطعتم الله ورسوله والحوزة العلمية الشريفة بترك ما كنتم راغبين به ومتحمسين له وانا ايضا من الراغبين به والمتحمسين له. ولكن حبيبي .. لما نهت الحوزة العلمية عن المشي في هذا الطريق اطعتموها جزاكم الله خير جزاء المحسنين. وقد قلت لكم ان لكم كفلين من الثواب كفل باطاعة الله والحوزة وكفل بالقصد والنية والرغبة بزيارة الحسين. فان الله تعالى يعطي بالنية لربما اكثر مما يعطي عن العمل الاعتيادي. يكفي ان العمل فيه مظنة الرياء والعجب واما النية فليس فيها مظنة الرياء والعجب لان (الاعمال بالنيات) و(لكل امريء ما نوى) و(نية المؤمن خير من عمله) وقد اطعتم بذلك الله والحوزة وعصيتم الشيطان. الله تعالى والحسين (عليه السلام) يفرح بطاعتهم ويحزن بعصيانهم. وهذه بادرة ناجحة وحسنة لانكم اثبتم بالتجربة ان الحوزة اذا قالت لكم اذهبوا تذهبون واذا قالت لكم اجلسوا تجلسون واذا قالت لكم تكلموا تتكلمون واذا قالت لكم اسكتوا تسكتون. وانتم بعونه سبحانه والحمد لله اثبتم انكم على مستوى المسؤولية وعلى مقتضى الطاعة ووفقكم الله جميعا الى احسن ما يحب ويرضى. بمناسبة الحديث عن الاربعين يوجد هناك سؤال واشكال عن زيارة الاربعين بسيطة اردت ان اعرضه مع جوابه. وذلك لان الاشكال يقول ان الوفد الحسيني او ما يسمى بسبايا الحسين (سلام الله عليه) ذهبوا الى الكوفة ثم ذهبوا الى الشام ثم رجعوا الى كربلاء ثم رجعوا الى المدينة ولبثوا في ذلك اياما طوالا ومع ذلك لم تستغرق المدة اكثر من شنو من اربعين يوما، فهل هذا معقول او غير معقول ؟! ربما جملة من الناس يستبعدونه على اية حال. فهذا سؤال عُرِض ولا زال معروضا اود تسجيله مع الجواب عليه ولو باختصار نسبيا. وجواب ذلك يكون بوجوه اذا صدق واحد منها كفى في رد الشبهة فان صدقت كلها فبها ونعمت: الوجه الاول: انه من الصحيح ان الشام وهي منطقة دمشق الحالية تبعد عن كربلاء حوالي الفين من الكيلومترات، الا اننا لا نقدر، هذا المستشكل في الحقيقة لا يقدر سرعة الافراس والابل التي كانت تستخدم في تلك العصور. و نحن نتصورها بطيئة وابطأ مما هي عليها حقيقة، في حين انها يمكن ان تنجز سفرا معتدا به في مدة قليلة. ويحسن بنا بهذا الصدد ان نلتفت الى امرين: الامر الاول: ان التحديد بمسافة القصر وهي ثمانية فراسخ والتي تعادل حوالي ثلاث واربعين كيلومتراً، ورد في الروايات المعتبرة انها المسافة التي تسير بها هذه الاحمال خلال اليوم. والمراد بهذه الاحمال طبعا في ذلك الحين سيارات وكوسترات وسكسات ما كان يوجد، فانما يحملون على المطايا والافراس والابل. فكانما من طلوع الشمس الى غروبها تسير الابل المحملة ثمانية فراسخ او ثلاث واربعين كيلومتراً. كانما مضبوط بحسب السند المعتبر وجُعل مسافة للقصر الشرعي وفيها : انه تسير هذه الاحمال لمدة يوم، راجعوا الوسائل موجود بيهه. زين . يوجد التفات نظمه الى ذلك وحاصله : ان الابل الثقيلة المحملة تسير ثلاث واربعين كيلومترا اما الابل الخفيفة التي يركب عليها انسان واحد او انسانين ونحو ذلك وعليها هودج خفيف طبعا تسير أزيد اكيدا. فمن هذه الناحية ممكن ان تصل الى خمسين او ستين كيلومترا في نهار وليس في اربعة وعشرون ساعة. لاحظوا اذا ضممنا الليل الى ذلك في الامكان ان يصل الى مئة او الى مئة وعشرين كيلومتراً. معنى ذلك ان المطلب كلش صار سادة ولطيف وذلك لان الالفين كيلومتر حينئذ تقطع بايام قليلة وليس بايام كثيرة وبزمن مختصر وليس بزمن طويل. كما ان السبايا يسيرون بهم استعجالا، كان سيرهم حوالي مئة وخمسون كيلومترا في مدار الاربعة وعشرين ساعة ولعلهم لم يكونوا يستريحون الا قليلا ولا ينامون الا قليلا. ومن هنا يمكنهم ان يصلوا بحوالي عشرة ايام الى الشام لان المسافة التي قدرناها هي الفي كيلومتراً، فلو ساروا مائة كيلومترا لوصلوها في عشرين يوما ولو ساروا مائة وخمسون كيلومترا او اكثر لوصلوها بحوالي اثنى عشر يوما ونحو ذلك. فاذا كان عودهم من الشام يشبه هذه المدة فهذه حوالي خمس وعشرين يوما يقطعونها ويقضونها في الطريق، فقد بقي من الاربعين خمسة عشر يوما يكونون قد قضوا بعضها في الكوفة وبعضها في الشام ولم يثبت وجودهم في الشام والكوفة اكثر من هذه الليالي القليلة. زين . الامر الثاني: ان الركب عموما كان في حالة استعجال في ذهابه وايابه فهم يستحثون الابل والخيل باستمرار للوصول في اقرب وقت ممكن مما يقتضي تذليل المدة وتقليلها التي يقضونها بالطريق بطبيعة الحال الى اقل مقدار ممكن. زين والغرض من الاستعجال في الذهاب يختلف عن الغرض في الاستعجال في الاياب، لان الاستعجال في الذهاب كان برأي الجلاوزة الذين كانوا يحوطونهم وينقلونهم من كربلاء الى الكوفة ومن الكوفة الى الشام. زين . ماذا كان يفكر الجلاوزة في الحقيقة ؟ كانوا يفكرون انهم منتصرين عسكريا وهؤلاء سبايا وهؤلاء مندحرين عسكريا، فكانوا يريدون ان يوصلوا خبر الانتصار المزعوم والمشؤوم الى عبيد الله بن زياد باسرع وقت ممكن والى يزيد بن معاوية (عليهم اللعنة جميعا ( باقرب وقت ممكن. فمن هذه الناحية يستعجلون وعمر بن سعد يريد ان يكون واليا على البلاد التي وعد بها باسرع وقت ممكن ونحو ذلك من الكلمات، اذن أكو استعجال في ايصال هذه السبايا الى اعدائهم والى اعداء الله سبحانه وتعالى. زين . هذا الاستعجال في الذهاب . الاستعجال في المجيء كان هذا باختيار الركب الحسيني (سلام الله عليهم اجمعين). حبيبي .. هم في ارض اعدائهم وفي بيوت اعدائهم وفي اعتقال اعدائهم يريدون ان يتخلصوا باية لحظة يريدون ان يصلوا الى موطنهم باية لحظة وفي اسرع وقت حتى ( يتجفون ) الشر الذي وقعوا فيه لا اكثر ولا اقل. فهم يستحثون الابل والافراس بالاسراع الى الكوفة ثم الى المدينة، ومن هنا لا نستبعد شنو. ان يكونوا قد وصلوا في عشرة ايام او اثنى عشر يوما او خمسة عشر يوما ونحو ذلك. وينبغي هنا ان نلتفت الى انهم وصلوا في خلال اربعين يوما الى كربلاء وهذا معناه ان المسافة بين كربلاء والمدينة لم تكن قد دخلت في الحساب انما وصلوا الى كربلاء في اربعين يوما وبقيت مسافة المدينة بعد ذلك وصلوا اليها من كربلاء الى المدينة في مدة مجهولة على اية حال، قد تكون كثيرة وقد تكون قليلة المهم انها غير داخلة في حساب الاربعين يوما. ولكننا لو تنزلنا عن هذا الوجه ولم نقبل به جدلا ولا موجب للتنزل عنه لانه في نفسه صحيح ولا بأس به، الا اننا في الحقيقة لو تنزلنا لامكن الجواب بعدة وجوه اخرى منها: الوجه الثاني: الوصول الى كربلاء بالمعجزة بما يسمى طي الارض فانها خصوصية موجودة لجملة من الاولياء والاوصياء والصالحين وهم اولى من يتصف بها ولعلها بمشيئة الله تحدث لاجل مصلحة خاصة او عامة مربوطة بهم. من ادرانا ؟ يكفي اننا نسمع في الرواية انهم وصلوا خلال اربعين يوما فلربما كان بطي الارض والاحتمال دافع للاستدلال. الوجه الاخر: ما يقال عادة اننا الان كأنما نبقي الاستبعاد هذا الوجه الاول قلنا انه صحيح الا انه يوجد هناك بعض الناس الذين يفكرون انه بعيد وان الابل لا تصل خلال اربعين يوما حينئذ يقول هذا القائل بجواب جديد وهو انهم وصلوا في اربعين الحسين بعد سنة واربعين يوما، وليس بعد اربعين يوما مباشرة من مقتل الحسين (سلام الله عليه)، هذا ايضا ممكن وان كان على خلاف ظاهر سياق الرواية الا انه بالتاريخ ممكن البناء عليه والاتجاه اليه. وفي مفاتيح الجنان يقول الشيخ عباس القمي (قدس سره) : اليوم العشرون ـ من شهر صفر ـ هو يوم الاربعين يعني اربعين الحسين (عليه السلام) على قول الشيخين (يقصد الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي) وهو يوم ورود حرم الحسين (عليه السلام) المدينة عائدة من الشام (هو يقول الوصول الى المدينة وليس الى كربلاء في حين ان الرواية تنص على انهم وصلوا الى كربلاء وبقيت مسافة المدينة غير محسوبة كما اشرت قبل قليل) وهو يوم ورود جابر بن عبد الله الانصاري كربلاء لزيارة الحسين (عليه السلام ) وهو اول من زاره ويستحب فيه زيارته (يعني زيارة الحسين (عليه السلام). وعن الامام العسكري (عليه السلام) قال علامات المؤمن خمس (سامعين بها اعتيادي منها زيارة الاربعين سبحان الله وفيها رواية عن الامام العسكري عليه السلام قال :صلاة احدى وخمسين (يعني مجموع الفرائض والنوافل اليومية)وزيارة الاربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. اي في الصلاة الاخفاتية. زين . الان كعبرة كل واحد منا يمكن يفكر في دخيلة نفسه انه كم واحدة من هذه العلامات طبقها ؟!، طبعا هي علامات استحبابية وليست علامات الزامية او وجوبية ولكنه مع ذلك انت كمؤمن وانا كمؤمن يرجح بنا ان نكون قد طبقنا هذه العلامات، اقرأها مرة ثانية، شوفوا اي واحد ليكول للاخر وانما بينه وبين الله كم طبق هذا ؟ فاذا لم يطبق واحدة منها فليقدم توبته امام الله وخشوعه وذله امام الله وخجالته من الله سبحانه وتعالى. صلاة احدى وخمسين يعني انت تصلي النوافل كلها الى جنب الفرائض، فهل انت ملتزم بهذا ام لا ؟ زين . وزيارة الاربعين ليست قضية راجلين او في السيارة او باي طريق المهم ان تكون في حرم الحسين في يوم اربعينه ، هاي وحده ، هذا اغلب الناس طبعا ملتزمين به جزاهم الله خيرا. والتختم باليمين عقيق او شذر تلبسه في يمينك هذا ايضا مستحب. وتعفير الجبين ايضا مستحب وهل تعلم ما هو ؟ شوف .. اذا وكع شيئا مثلا مفتاح او سبحة وكعت مني بالكاع (ليس انا وانما نموذج آخر من الناس) ، يتكبر ان يحني رأسه ليحملها من الارض. هو اعلى من ان يحني رأسه حتى لمصلحة نفسه ! شيء آخر ، ان شخصا ما ، نحن نركب بالسيارة رايحين جايين يتكبر من ان يلتفت ان الى جنبه سيارة حتى يخاف منها هو اعلى من ان يخاف من شيء حتى من السيارة. فكيف يضع خده على التراب خشوعا لله سبحانه وتعالى ؟ لن يفعل ! قبحه الله بكل قباحته.
فهل سيد محمد الصدر وضع جبينه على التراب خشوعا لله سبحانه وتعالى ؟ وهل فعل واحد منكم ذلك ؟ كل واحد خل يرجع بينه وبين ربه. وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم حبيبي اُمر رسول الله )صلى الله عليه واله) كما في الرواية بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لاجل اغاضة الكفار الذين كانوا يجون يكعدون عنده فيسخرون منه ومن جماعته التي يصليها بالمسلمين فاذا صلوا اخفاتا لم يسمعوا من كلامه شيئا اما اذا جهروا (طبعا الصلاة الجهرية يسمعون ولكن الصلاة الاخفاتية لا يسمعون) فامره الله سبحانه وتعالى بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ارغاما للكفرة الفجرة عبدة الاصنام وعبدة الشهوات وعبدة الهوى وعبدة الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ﴿١﴾اللَّـهُ الصَّمَدُ﴿٢﴾لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴿٣﴾وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴿٤﴾
الجمعة العاشرة 24 صفر 1419 الخطبة الثانية
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة وسبل الراغبين اليك شارعة واعلام القاصدين اليك واضحة وافئدة العارفين منك فازعة واصوات الداعين اليك صاعدة وابواب الاجابة لهم مفتحة. ودعوة من ناجاك مستجابة وتوبة من اناب اليك مقبولة وعبرة من بكى من خوفك مرحومة والاغاثة لمن استغاث بك موجودة والاعانة لمن استعان بك مبذولة. وعداتك لعبادك منجزة. وزلل من استقالك مُقالة. (لا تقرأؤه مَقالة، مُقالة وليس مَقالة بئس ما يفعل هؤلاء الجهلة خدام الحرم بئس ما يفعلون عشرات السنين مئات السنين وهم يغلطون في كل الزيارات مع شديد الاسف لانهم يأتون خدمة وهو جهلة ساقطين) واعمال العاملين لديك محفوظة. وارزاقك الى الخلائق من لدنك نازلة وعوائد المزيد اليهم واصلة وذنوب المستغفرين مغفورة وحوائج خلقك عندك مقضية وجوائز السائلين عندك موفرة وعوائد المزيد متواترة وموائد المستطعمين معدة ومناهل الظماء مترعة. اللهم فاستجب دعائي واقبل ثنائي واجمع بيني وبين اوليائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين انك ولي نعمائي ومنتهى مناي وغاية رجائي في منقلبي ومثواي. الهي وسيدي ومولاي اغفر لأوليائنا وكف عنا اعداءنا واشغلهم عن اذانا واظهر كلمة الحق واجعلها العليا وادحض كلمة الباطل واجعلها السفلى انك على كل شيء قدير. وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين. في الجمعة السابقة مرت ذكرى وفاة الامام الرضا (سلام الله عليه) وفي حينه كأنما لم اوفق الى ذكره في تلك الجمعة في هذه الجمعة في الامكان ان نقول عنه شيئا (سلام الله عليه ) . احسن شيء بهذا الصدد الرواية المطولة نسبيا الواردة في ذكر عبادته (سلام الله عليه) هذا موجود في كتاب الصدوق (عيون اخبار الرضا): حدثنا تميم بن عبد الله ابن تميم القرشي (رضي الله عنه) قال حدثني ابي عن احمد بن علي الانصاري قال : سمعت رجاء ابن ابي الضحاك يقول : بعثني المأمون في اشخاص علي بن موسى (عليه السلام) ـ اي الرضا (سلام الله عليه) ـ من المدينة وقد امرني ان اخذ به على طريق البصرة والاهواز وفارس ولا اخذ به عن طريق قم. (طبعا هو يريد ان يجلبه الى خراسان لان المأمون كان في خراسان والرضا في المدينة فيريد ان يجلبه الى خراسان ليبقى تحت رقابته الى حد انزله في جوار قصره وجعل هناك باب ينفذ بينه وبين الدارين بحيث اذا اراد المأمون ان يدخل في اي ساعة من ليل او نهار لا يمنعه مانع ولا يردعه رادع زيادة في التركيز على هذه الجهة. وكذلك اوصى بان لا يمر على قم لان قم من ذلك الحين كانت شنوا ؟ مركزا لشيعته (سلام الله عليه) فلا ينبغي ان يمر بالشعب الذي يحبه وانما بمكان لا يعرفه ومجهول بالنسبة اليه ، وامرني ان احفظه بنفسي بالليل والنهار حتى اقدم به عليه فكنت معه من المدينة الى مرو فو الله ما رأيت رجلا اتقى لله تعالى منه ولا اكثر ذكرا لله في جميع اوقاته منه ولا اشد خوفا لله عز وجل منه وكان اذا اصبح صلى الغداة فاذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي (صلى الله عليه واله) حتى تطلع الشمس ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار(انا تعبت احبائي اقرأ السورة واعتذر اليكم)
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ﴿١﴾اللَّـهُ الصَّمَدُ﴿٢﴾لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴿٣﴾وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴿٤﴾

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 22-03-2017 الساعة 03:37 PM
ابو علي غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:43 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024