العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر السيد الشهيد محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى

منبر السيد الشهيد محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى دروس وعبر من السيرة العبقة والنهج العلوي الأصيل

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-2019, 01:32 PM   #1

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

بقلمي الخطاب الاسلامي الحداثوي في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس

الخطاب الاسلامي الحداثوي في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس
عندما نتحدث عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر فاننا نتحدث عن الوعي والمعرفة نتحدث عن رجل تخطى زمانه بما يمتلكه من نبوغ فكري قل له نظير فمحمد باقر الصدر ذلك الثائر الذي حطم قيود الفردية ليمثل قضية امة بكاملها فهو ابراهيم هذه الامة ورجل المرحلة اللابدي – كما عبر عنه الاستاذ الفاضل علي الزيدي في احدى حوارياته – اي لا بد من وجوده من اجل سير الامة نحو تكاملها المنشود .
يتألف البحث من مقدمة تمهيدية ومحاور ثلاث وكالتالي :
المحور الاول / المعرقلات التي ادت الى تراجع او تضاؤل وهج الاسلام كقائد ريادي للبشرية
المحور الثاني / ما نتج من هذه المعرقلات من تنوع في الخطاب الاسلامي
المحور الثالث / نماذج من الخطاب الاسلامي الحداثوي في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر
واخيرا / النتائج
المقدمة
الاسلام باعتباره ايدلوجية متكاملة فانه يمتلك تفسيرا كاملا لكل ما هو موجود في هذا الكون وفي كافة مجالات الحياة في الماضي والحاضر والمستقبل وذلك لشموليتها ومصدر هذه الايدلوجية هو القران الكريم ورسول الانسانية والسلام محمد صلى الله واله ومن بعده القادة الفعليين من اله الذين فهموا الاسلام وطبقوه كرسالة خالدة لكل الاجيال فهم الذين حملوا هذا التوهج الذي اطلقه الرسول صلى الله عليه واله وحاولوا الحفاظ عليه جاهدين ضد من اراد تحريفه وقد كان هناك عدة معرقلات ادت الى انحسار هذا التوهج شيئا فشيئاً يمكن ان نتطرق الى ذكر بعض منها


المحور الاول / المعرقلات التي ادت الى تراجع او تضاؤل وهج الاسلام كقائد ريادي للبشرية
اولاً – الخط السياسي الفاسد
فقد منيت الامة الاسلامية بحكام تلبسوا بلباس الدين وهم بعيدون كل البعد عنه والتاريخ مليء بهكذا نماذج بل وحتى في عصرنا هذا الامر الذي ادى بالكثير من الفرشة اما ان يفهم الاسلام فهماً خاطئأ من خلالهم او يرى فيه انه لا يلبي احتياجات المجتمع
ثانياً :- المنظومة العالمية المعاصرة للعالم القديم وحتى اليوم
فقد لعبت تلك المنظومة دورا كبيرا في تشويه الاسلام مستخدمين شتى الوسائل لتحقيق ذلك ومن تلك الوسائل :
1 – القاء الشبهات الفكرية من اجل زعزعة ايمان المجتمع
2 – زرع عملاء لهم في قلب الامة الاسلامية بل يمكن القول انهم وصلوا الى من بيده القرار وبالتالي عملوا على القضاء على قادة الاسلام الفعليين من اجل انهاء المشروع الاصلاحي لهم قديما وحديثا
3 : – العمل على ايجاد حركات مشبوهة تتخذ من الاسلام شعاراً لها من اجل ضربه وابعاد الناس من اعتناقه
والى غير ذلك من الاساليب التي يطول ذكرها
ثالثاً :- نمطية العقل الاجتماعي المنتمي للرسالة آنذاك والى الآن تقريباً
فان القائد او قل المصلح لا بد له من ادوات لكي يكمل مشروعه الاصلاحي في الامة ويسير بها نحو تكاملها المنشود وقصور الفرشة عن فهم المصلح او التقصير في تطبيق ما يريد وذلك اما تهاوناً او تنطلي عليها اشاعات المبغضين والذين لا يريدون بالاسلام خيراً سوف تشكل احدى المعرقلات .
وقد نتج عن هذه المعرقلات نماذج من الخطاب الاسلامي نذكر منها :

المحور الثاني / ما نتج من هذه المعرقلات من تنوع في الخطاب الاسلامي
1 – الخطاب الاسلامي التقليدي ( الكلاسيكي )
وهذا النوع من الخطاب لم يستطع تلبية حاجات المجتمع وخصوصا بعد التطور الحضاري الذي شهده العالم كونه بقى حبيس النظرة التجزيئية لمفردات الايدلوجية الاسلامية كالمفردة اللغوية ومعنى الاية دون ربطها بالحاضر والطرح السردي للروايات دون الخروج بفائدة تؤدي بالمجتمع الى التغيير ثم انه اقصى ما يمكن لاصحاب هذا الخطاب فعله هو انتقاد الحداثة وتحذير الناس من الانجرار اليها دون وضع الحلول الشافية لها
2 – الخطاب الاسلامي الحداثوي بآليات وادوات غير اسلامية
واصحاب هذا النوع من الخطاب قد تأثروا وانبهروا بزخرف التكنلوجيا الغربية وما وصلت اليه كونهم قد عجزوا عن مجابهة هذا المد الفكري الغربي فراحوا يجدون له تبويبا وتعليلا في الايدلوجية الاسلامية وهم بذلك ليس فقط لم يبلوا حاجات المجتمع بل انهم قد حرفوه عن المسير التكاملي الذي اراده الله سبحانه وتعالى لهم
3 – الخطاب الاسلامي الحداثوي المنطلق من متبنيات الايدلوجية الاسلامية
وهذا الخطاب هو الذي اسس له قائد الاسلام الاول النبي محمد واله من بعده صلى الله عليهم اجمعين ومن سار على نهجهم وفهم الاسلام فهماً صحيحاً كرسالة خالدة تلبي حاجات المجتمع في كل زمان ومكان ومثالنا في هذا البحث هو السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس كونه قد قفز من النظرة التجزيئية لمفردات الايدلوجية الاسلامية الى النظرة الشمولية التي تظهر الاسلام كايدلوجية متكاملة لها نظريات في كل ميادين الحياة فقد اتسمت خطاباته بالتجدد والابداع كونه يرى ان التوقف عن الابداع توقف عن السير نحو المطلق فيقول : (كفران النّعمة يعني تقصير الجماعة في استثمار ما حباها الله به من طاقات الكون وخبراته المتنوّعة أي التوقّف عن الإبداع الّذي هو في نفس الوقت توقّف عن السّير نحو المطلَق، نحو الله تعالى - وهذا ظلم الجماعة نفسها -.) (1)
المحور الثالث / نماذج من الخطاب الاسلامي الحداثوي في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر
يمكن ان نلتمس عدة نماذج لهذا الخطاب الاسلامي الحداثوي في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس من خلال التالي :
النموذج الاول : تفسير القران الكريم
وتمثل ذلك بما اطلق عليه ب(التفسير الموضوعي) للقرآن الكريم، وهي مبادئ لاضافة منهج جديد في قراءة القران الكريم لا تقلل من قيمة المناهج التقليدية لتفسير القران ولكنها تستبطن عدم القبول بان تلك المناهج قد استنفذت امكانات النص القراني لذا فنحن بحاجة الى قراءة جديدة تنسجم مع متطلبات المجتمع فإنه يقترح شكلاً جديداً في استلهام القرآن الكريم يقوم على أن يستحضر المفسر موضوعاً من موضوعات الفكر أو الحياة أو المجتمع أو الكون ثم يبدأ باستنطاق القرآن تجاه هذا الموضوع... وقد احتوى بحث السيد الشهيد الصدر على أمثلة تطبيقية في هذا المجال منها: (( السنن التاريخية في القرآن الكريم )) و(( عناصر المجتمع في القرآن الكريم )) .
إن الشهيد الصدر أدرك في أثناء تشخيصه الدقيق لمشكلات عصرنا أن منهج التفسير
الموضوعي سوف يستدرج الباحث المسلم للقيام بطرح مشكلات العصر على القرآن الكريم... وبالتالي يضطر الفكر الاسلامي الحديث لتقديم قرائته الخاصة أي تفسيره الخاص للقرآن الكريم وهذا – كما نلاحظ- وجه متقدم من وجوه الحداثة كما اضطلع بها فكر الشهيد الصدر.
فقد صرح بأن هذا الأسلوب يتمثل في أن (( التفسير يبدأ من الواقع، وينتهي إلى القرآن، لا أنه يبدأ من القرآن وينتهي بالقرآن، فتكون عملية منعزلة عن الواقع، منفصلة عن تراث التجربة البشرية، بل هذه العملية تبدأ من الواقع وتنتهي بالقرآن، بوصفه الق.يم والمصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات. ( الربانية بالنسبة إلى ذلك الواقع ))( 2 )
كما أكد على أن ما يعنيه بالموضوعية في استخدام هذا المنهج، هي: ((بمعنى أن يبدأ من الموضوع وينتهي إلى القرآن هذا الوجه الأول، والوجه الثاني أن يختار مجموعة من الآيات تشترك في موضوع واحد، ويقوم بعملية توحيد بين مدلولاتها، من أجل أن يستخرج نظرية قرآنية شاملة بالنسبة الى ذلك الموضوع))( 3 )
النموذج الثاني : علم اصول الفقه
تمثل خطابه الحداثوي من خلال كتابه ( دروس في علم الاصول ) وهو كتاب يشتمل على علم اصول الفقه في ثلاث دورات من خلال التالي :
1 - المقدمة التاريخية التي وضعها حول نشأة علم الأصول وتطوره عبر المراحل التاريخية حتى يومنا الحاضر... وهذا جانب من المعرفة لم يعتد عليها الطالب في جامعة النجف الذي يبدأ مباشرة بدراسة مباحث هذا العلم دون أي إلمام بنشأة هذا العلم وتطوره ( 4 )
إن الشهيد الصدر أدرك هذا النقص الفادح في منهج الدراسة بالمقارنة مع المناهج المعاصرة التي كرست تاريخ كل علم من العلوم بوصفه جزءاً من هذا العلم ومدخلاً لفهم مباحثه... وقد أطلقت هذه المقدمة آفاقاً واسعة وٕامكانات غير محدودة لاكتشاف مناهج معاصرة لتطوير هذا العلم
2 - استطاع الشهيد الصدر أن يؤصل لمنحى جديد في عملية الاستنباط الفقهي
النموذج الثالث : علم الاقتصاد
حاول السيد الشهيد من خلال كتابه ( اقتصادنا ) وغيره مثل كتاب ( البنك اللاربوي في الاسلام ) الى التأصيل للمذهب الاقتصادي في الاسلام وقد بين مهمة المفكر الاسلامي في ذلك وفرقه عن المفكر الاقتصادي الغربي بقوله : ((( فالمفكر الاسلامي أمام اقتصاد منجز تم وضعه، وهو مدعو الى تمييزه بوجهه الحقيقي، وتجديده بهيكله العام، والكشف عن قواعده الفكرية وابرازه بملامحه الأصيلة، ونفض غبار التاريخ عنها، والتغلب بقدر الإمكان على كثافة الزمن المتراكم والمسافات التاريخية الطويلة، و.ايحاءات التجارب غير الأمينة التي مارست - ولو اسمياً - عملية تطبيق الإسلام،والتحرر من أطر الثقافات غير الإسلامية التي تتحكم في فهم الأشياء، وفقاً لطبيعتها واتجاهها في التفكير، إن محاولة التغلب على كل هذه الصعاب، واجتيازها للوصول إلى اقتصاد إسلامي مذهبي، هي وظيفة المفكر الإسلامي.
وعلى هذا الأساس يمكن القول: بأن العملية التي تمارسها هي عملية اكتشاف، وعلى العكس من ذلك المفكرون المذهبيون الذين بشروا بمذاهبهم الرأسمالية والاشتراكية، فإنهم يمارسون عملية تكوين المذهب وابداعه ) ( 5 )
ان النظرة التجزيئية التقليدية لتشريعات الاسلام الاقتصادية جعلت من البعض يقول بالملكية الفردية على غرار الرأسمالية واخرون قالوا بالملكية الاشتراكية وقد كان للشهيد الصدر نظرته الخاصة التي اسلفنا القول عنها وهي النظرة الشمولية وما يؤسسه هذا المنهج من فهم صحيح لتشريعات الاسلام
النموذج الرابع / دراسة وقائع التاريخ
لم يكتفِ الشهيد الصدر بتطبيق منهجه في النظرة الشمولية في الاقتصاد فقط بل تعداه لباقي المجالات ومنها دراسة التاريخ وقد بين سبب اعتماده هذا المنهج في هذا المجال بقوله : (( الاتجاه الذي يتناول حياة كل إمام ويدرس تاريخه على أساس النظرة الكلية بدلاً من النظرة التجزيئية، أي ينظر إلى الأئمة ككل مترابط ويدرس هذا الكل وتكتشف ملامحه العامة، وأهدافه المشتركة، ومزاجه الأصيل، ويفهم الترابط بين خطواته، وبالتالي الدور الذي مارسه الائمة جميعاً في الحياة الإسلامية... حين نحاول اكتشاف الخصائص العامة والدورالمشترك للأئمة ككل، فسوف تزول كل تلك الاختلافات والتناقضات لأنها تبدو على هذا المستوى مجرد تعابير مختلفة عن حقيقة واحدة، و.انما اختلف التعبير عنها وفقاً لاختلاف الظروف والملابسات التي مر بها كل إمام وعاشتها القضية الإسلامية في عصره، عن الظروف والملابسات التي مرت بالرسالة في عهد إمام آخر، ويمكننا عن طريق دراسة الأئمة على أساس النظرة الكلية أن نخرج بنتائج أضخم من مجموع النتائج التي تتمخض عنها الد ا رسات التجزيئية؛ لأننا سوف نكتشف الترابط بين أعمالهم )) ( 6 )

النموذج الخامس : الفقه
فقد استطاع الشهيد الصدر من التجديد في هذا العلم من خلال كتابه ( الفتاوى الواضحة ) التي كتبها باسلوب مبسط يستطيع افراد المجتمع من فهمها مبتعدا عن الاسلوب المعقد الذي تعتمده الرسائل العملية بمعنى ان الفقيه بدأ كتابة فتاواه من نقطة ادراك وفهم المجتمع والترقي بذلك الادراك والفهم في صياغة الفتوى

النموذج السادس : الشعائر الدينية
انتفاضة صفر وضع السيد الشهيد المسير الحسيني على سكته الصائبة في المطالبة بالعدل ورفض الظلم وهو حدث تاريخي يمثل بعدا تكامليا ندر حصول مثله في الماضي وهي نقطة توعوية هامة في التاريخ الاسلامي العراقي المعاصر .
وقد بان ذلك واضحاً في خطاباته حيث يقول : ( ذكرى الإمام الحسين عليه السلام في مولده أو شهادته أو ملحمة حياته الكبرى ليست بالنسبة إلينا مجرّد استرجاع لماضٍ مجيد، وإنّما تعبّر عن جزء من القاعدة الّتي يُبتنى عليها وجود الامة. ( 7 )
هذه بعض النماذج من خطابه الاسلامي الحداثوي لا جميعها بطبيعة الحال
النتائج
السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدم اسلوباً علمياً لمفهوم الحداثة في الخطاب الاسلامي الذي كان رائجاً في الكثير من المفكرين الذين حاولوا ان يمارسوه إلاّ ان اغلبهم قد سقطوا في الكثير من الزلات فقد تميز منهجه الحداثوي بمميزات منها :
1 – التعامل مع المعرفة التجريبية والفلسفات المادية بمنهجية النقد وتقديم اطروحة البديل من رحم الايدلوجية الاسلامية وهذا محور اساسي في منهجية السيد الشهيد محمد باقر الصدر
2 – الفلسفات الحديثة او الخطاب الفكري الحديث والمعالجات الحديثة ركزت على وعي الانسان واعتباره الاداة او المؤشر لفهم الوجود بمعنى ( مقدار ادراك الانسان للوجود هو حقيقة الوجود ) فاصبح الحس هو المعيار الاساسي للمعرفة والذائقة العالمية .
قدم السيد الشهيد من خلال خطاباته بعداً جديداً كونه قد جعل ادوات البعد الحسي للانسان وسيلة لتحريك البعد الروحي في وجوده بمعنى انه ياخذ به الى سعة اكبر من دائرة الحس
3 – الحداثة كما يقدمها السيد الشهيد محمد باقر الصدر هي نتاج رؤية شاملة وموضوعية لمفردات الاسلام بكل تفاصيله وهذه الرؤية هي التي استطاع ان يواجه بها الفكر العالمي المادي ويلبي احتياجات الانسان باسلوب حداثوي
4 – كان الانسان محور اساسي في خطابات السيد الشهيد محمد باقر الصدر اي انه لم يستخدم خطاباً فوقياً او فئوياً الا بما يحدده الظرف والموضوع فقد حاول ان يكون خطابه مبسطا مفهوما لاغلب طبقات المجتمع وهذا ما يطلق عليه بالسهل الممتنع اي انه بسيط في مفرداته عميق في مداليله ومعانيه وهذا من مميزات الخطاب الحداثوي
5 – كان السيد الشهيد يؤمن بنقل النظرية الاسلامية من خطها الطولي الى المستوى الافقي اي من النظرة من خلال زاوية التكاليف والعبادات في دائرة الواجب والمستحب الى دائرة اكبر افقية دائرة تتمثل في تلبية كل متطلبات الانسانية
بعد ان قدمت اهم مميزات الخطاب الاسلامي الحداثوي يمكن ان نطرح سؤال :
هل توجد نماذج معاصرة تمثل امتدادا لهذا الخطاب الحداثوي ؟
والجواب واضح لكل متتبع وسوف استعرض نموذجين احدهما حوزوي والاخر اكاديمي
اما الاول : فيتمثل بالمرجع الكبيرالسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس فبالاضافة الى كون خطاباته قد امتازت بالكثير مما امتازت به خطابات السيد الشهيد محمد باقر الصدر الا اننا يمكن ان نسجل له مفردة مهمة في خطاباته مفادها انه في اجاباته كثيرا ما كان يقول ... والانسان لا يتعدى حدود فهمه) وهي تمثل جزء مهما من منهجيته اي ان السيد الشهيد محمد الصدر لا يتعامل بالمبدأ التجريبي الذي يقدمه الفكر الغربي ان الانسان ينتقل من الخطأ الى الصواب في سلم تكامله بل انه يقدم خطابا حداثوياً يعبر عن فلسفة وجود الانسان في الكون قائم على اساس ان الانسان في قبال الوجود هو عبارة عن بعد وادراك محدود فالانسان مهما ترقى او رقى غيره فهو بحاجة الى من ياخذ بيده نحو مفاهيم جديدة خارجة عن ادراكاته وهذا مفهوم جديد للاسلام قدمه السيد الشهيد محمد الصدر في خطابه الحداثوي علما انه ليس الوحيد كما اسلفنا
النموذج الثاني الاكاديمي : يتمثل بالباحث والمفكر الاستاذ علي الزيدي وهو تلميذ مدرسة ال الصدر الكرام ويمثل خطهم الاكاديمي الحداثوي فقد قدم نظرية جديدة في الخطاب الاسلامي الحداثوي تمثلت بكون حجية المعصوم لا تقتصر على فعله وقوله وتقريره وانما هناك متمملات لا بد منها وهي ذاته وصفاته معنى ذلك انه يقدم اسلوبا حداثويا في خطاب الانسان الاخر مفاده انك ايها الانسان في اي بقعة من بقاع الارض تسكن ولاي فكر ديني او غيره تنتمي لو حافظت على امر متسالم بين البشرية وهو فطرتك فسوف تكون قريب لي انا المسلم لان ذات المعصوم وصفاته حجة علي والمعصوم بذاته وصفاته هو مصداق خارجي للفطرة ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) وهو بذلك قد قدم بعداً انسانيا مشتركا واطّر الخطاب الاسلامي باطار اصولي وبنظرة حداثوية

المصادر
( 1 ) ( صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:9
( 2 ) و ( 3 ) محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية: ٢2 و 29
( 4 ) محمد حسن الأمين، آفاق المعاصرة والتنمية في فكر الإمام الصدر: 5
( 5 ) (محمد باقر الصدر، اقتصادنا: ٣٨9 )
( 6 ) ( محمد باقر الصدر، دور الأئمة : في الحياة الإسلامية: 58 – 59 )
( 7 ) ( مجلة الأضواء العدد 6-7 السنة الخامسة )



 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2019, 03:42 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: الخطاب الاسلامي الحداثوي في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس

احسنت وجزاك الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 10:09 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024