القائد الإلهي وتهاون البعض من القاعدة الشعبية في التكليف

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وإلعن عدوهم
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
أنا لست بصدد تفسير الآيتين الكريمتين ولكن إستوقفتني نكتة مهمة وددت الإشارة إليها تحصيلاً للفائدة وبما يمليه عليّ عقلي القاصر . حيث نرى الكثير ممن عرفوا طريق الحق وأهل الحق وأكلوا من المن والسلوى بإتِّباعهم وطاعتهم للحق ومن يمثله لفترة ليست بالقصيرة تحملوا فيها الكثير ، ولكن سرعان ما إستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير بتركهم لهذا الطريق المبارك بل ومعاداة من يمثله أيضاً فضُربت عليهم الذلة والمسكنه وباؤو بغضب من الله ، ولا أعني بهؤلاء فئة معينة بل ربما حتى من بقي متمسكاً بالحق وأهله وقد عمل بالطاعات وإتخذ لنفسه منهجاً جاداً في العبادة إلا إنه قد تهاون في ذلك فيكون ممن إستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، والآن لنسأل أنفسنا
هل نحن ممن إستبدل طاعة قائده التي هي طاعة لله تعالى بطاعة نفسه الأمارة بالسوء .
هل نحن ممن إستبدل الدماء التي سالت دفاعاً عن المقدسات بكرسي ومنصب وسياسة زائفة . هل نحن ممن عمل بتكليف كلّفه به قائده لفترة من الزمن ثم تهاون في ذلك .
فيا أخوتي الأحبة ولاأنسى نفسي لنمسك على ماحصلنا عليه بفضل الله وبركة أولياءه بقبضة من حديد
إذا كنا غير مستعدين حالياً لزيادته .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم وإلعن عدوهم