من روائع الاسلام

من روائع الاسلام
كثير من الناس يرى إن التضحية بالنفس ( الموت أو القتل ) هي أعلى مراتب التضحيات وأصعبها على البشر ولكن استطيع أن أقول وكأطروحة إن الطاعة لله سبحانه وتعالى والإنقياد لأوامره هي التضحية الأصعب على البشر خاصةً إذا كانت هذه الطاعة عكس رغبات النفس البشرية ويؤكد كلامي هذا إن كلمة " الطاعة " لوحدها بدون مشتقاتها وردت في القرآن الكريم ( 12 ) مرة وكانت الطاعة لله تتبعها مباشرةً طاعة الرسول ، وهذا ماجسده الامام الحسين ( عليه السلام ) في خروجه لمعركة الطف فكان مسيره كله بأمر الله وكان راضياً قانعاً مُستأنساً رغم صعوبة الأمر فهو لم يُضحي بحياته فقط بل بأبنائه وإخوانه وأصحابه وسبي حريمه ، فقد جاء في إحدى الليالي قبل خروجه في مسيره الى قبر جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) فصلى ركعات ثم قال : اللهم إن هذا قبر نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا ابن بنت نبيك وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللهم إني أحب المعروف وأُنكر المنكر وأسألك يا ذا الجلال والاكرام بحق القبر ومن فيه إلا اخترت لي ماهو لك رضى ولرسولك رضى ) ، أُنظر كيف يوكل الامر كله لله ولرسوله ويطيعهم في ماإختاروه له .
ونرى مثالاً آخر عاصرناه وهو المولى المقدس السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره ) عندما إلتزم بطاعة الله ورسوله والائمة الميامين فترك الراحة الدنيوية وركب الصعاب من أجل رفعة الدين والقيام بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال إحياء صلاة الجمعة ليطبق فيها طاعة الله ورسوله له وللاخرين عندما أطلق مقولته المشهورة ( لا تقولوا قولاً ولا تفعلوا فعلاً إلا بعد مراجعة الحوزة ) والتي هزت عروش الطغاة لعلمهم بما ستفعله هذه المقولة .