الاسماء الحسنى بين اللفظ والتطبيق

أسماء الله الحسنى: هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وصفات كمال لله ونعوت جلال لله, وأفعال حكمة ورحمة ومصلحة وعدل من الله يدعى الله بها، وتقتضي المدح والثناء بنفسها .
سمى الله بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو إستأثر الله بها في علم الغيب عنده, لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله .
وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه ، والعلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم عند المسلمين، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم.
إمتدح الله بها نفسه في القرآن فقال ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ (سورة طه),

(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (سورة الأعراف)
(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)) (سورة الإسراء)
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (سورة الحشر)
وحث عليها الرسول محمد صلى الله عليه وآله فقال (إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة)

وهنا اريد ان اناقش قضية مهمة وهي هل ان من يستطيع حفظ واحصاء هذه الاسماء الحسنى تجب له الجنة كما نفهم من قول رسول الله صلى الله عليه واله السابق الذكر
ام لابد من الاتصاف بهذه الاسماء ؟
طبعا ليس من المعقول ابدا ان يكون مجرد حفظ اللفظ هو المنجي من عذاب الله
اذ لابد من العمل والاتصاف والتخلق بهذه الاسماء الحسنى وان يكون الانسان صورة حاكية عن تلك الصفة الالهية
فقد ورد عن اهل بيت العصمة
( ان لله تسعة وتسعين خلقاً من تخلق بها دخل الجنة )
حيث ذهب علماء الاخلاق والعرفان الى ان المراد من الحديث ليس حفظ الاسماء الحسنى
وانما هو التحلي بهذه الاسماء والتخلق والاتصاف بها .