المدافعة عن الاسلام

(( في صحيح مسلم » كتاب الجهاد والسير » باب ما لقي النبي
من أذى المشركين والمنافقين
1794 وحدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي حدثنا عبد الرحيم يعني ابن سليمان عن زكرياء عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه قال فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا ثم قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته .................. ))
ولي تعليقات على هذه الرواية :
اولاً / ان هذا الموقف لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يؤكد انها مُذ كانت صغيرة وفتية ( جويرية ) كانت مُدافعة عن الدين الاسلامي مُتمثلاً بدفاعها عن الرسول الاكرم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) .
ثانياً / كان الاعداء هم من يُحيطون بالنبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهم من اعيان قريش حتى ان ابن مسعود تمنى لو ان له من المنعة والاصحاب حتى يستطيع ان يطرح سلا الجزور ( وهي أمعاء بعير ذبح بالأمس وفاحت رائحته ) فيالها من شجاعة اتصفت بها سيدة نساء العالمين .
ثالثاً / كانت هذه الحادثة مصداق واضح لحديث فاطمة ام ابيها ، أن الزهراء صلوات الله عليها كانت تداري وترعى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما تراعي الأم ولدها,وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحترمها كما يحترم امه فكان صلوات الله عليه يجد منها العطف والرقه والشفقه والأنس فكانت بمثابة أمه من هذه الناحية.