في حَضرةِ البَهاء

هي فاطم من فاطر شق اسمها ***هي شمس من يرجو بصيص ضياء
ها هي انفاس العشق تتجدد
وبأحرف سيدة النساء تتمجد
وعهد الحزن الوفاء تجدد
طوبى لقائل هذه النوادر يامن لسانه
بذكر المصطفى واله يتغنى ويردد
نعم انه شاعرنا المتألق الوفي
حمزة حسين الوائلي
تألق في حب البتول ولا زال متجدد
في حَضرةِ البَهاء
خَفَقَتْ ـ تُهَدْهِدُ خافِقي ـ ذِكراها **حتى تَراقَصَ في الفؤادِ سَناها
اَلعُمرُ يَمضي وَهوَ يَمضغُ هَمسَها ** في الرّوحِ ، يَشربُ مِنْ نَدى عَلياها
فَالعَيْنُ ما طَرَفَتْ لِتَحْكِيَ يَقظَتي ** لكنْ لِتَسجُدَ في رِحابِ ضِياها
وَالْحُلْمُ لَمْ يَأْخُذْ مَجامِعَ رَقْدَتي ** إِلاّ لِيَحمِلَني إِلى رُؤْياها
فَإِذا أَفَقْتُ مُوَدِّعاً ، ما إِنْ أَرى ** إِلاّ انْثَنَيْتُ أَذوبُ في نَجْواها
كَمْ داعَبَتْ أَنسامُها دَمعاتِنا ** وَتَعَطَّرَتْ أَنفاسُنا بِشَذاها
هيَ كَوثرُ الأَرواحِ ، ذي أَرواحُنا ** وَجَدَتْ على شُطْآنِهِ سُقْياها
طُوبى لِظَمْأى تَرتَجي تَسنيمَها ** وَالمصطفى يَومَ الحِسابِ سَقاها
أَكْرِمْ بِها نوراً يَفيضُ كَرامةً ** مَنْ مِثلُ سَيدةِ النساءِ تُراها ؟
مَنْ مِثلُ فاطمةٍ ، وَمَنْ في فَضْلِها ؟ ** يَرضى العَلِيُّ بِعَرْشِهِ لِرِضاها
اَلْجَنَّةُ الفِردوسُ بيتُ مُحِبِّها ** وَجَهنمٌ سُجِرَتْ لِمَنْ آذاها
هيَ ثورةُ الأَحرارِ ، شَقَّ بَريقُها ** حُجُبَ الظَّلامِ ، وَما يُحَدَّ مَداها
هيَ غَضْبَةُ الحقِّ التي بِهَديرِها ** صُعِقَ الطُّغاةُ ، وَما يَزالُ صَداها
هي َ صَرخةُ الـ ( لا ) في وُجُوهِ أَذِلَّةٍ ** عَزَلُوا العَلاءَ وَأَمَّرُوا أَدناها
هي بِنتُ أَحمدَ هَيبَةً وَطهارةً ** سُبحانَ مَنْ مِنْ نُورِهِ سَوّاها
هي كُفؤُ مَنْ سَجَدَ التُّرابُ لِوَجْهِهِ ** وَالأَرضُ تَحسدُ ـ مِنْ خُطاهُ ـ حَصاها
هيَ أُمُّ أَبناءِ النبيِّ ، وَسَيِّدَيْ ** خَيرِ الشبابِ ، فَها هُما إِبْناها
هيَ أُمُّ مَنْ لِلآن تَلثِمُ دَمعَهُ ** بِجُروحِها ، مُتَوَسِّداً بِثَراها
قَمرُ الزمانِ بِحُسْنِهِ وَكَمالِهِ ** أَمنُ البَرايا ، غَوثُها وَهُداها
قَد خُصَّ بِالأَمرِ العظيمِ ، فَما سِوى ** مَهدِيِّها الموعودِ ، شمسِ ضُحاها