الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه يبّين ما اعد الله من الثواب لمن دافع عن اوليائه

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
ونحن نعيش ايام الولادة الميمونة لكريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه احببت ان ارد الرواية التالية مع التعليق عليها طلبا للفائدة :
عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : إنه قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب وقد حمل إليه رجل هدية فقال له : أيما أحب إليك ؟ أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفا عشرين ألف درهم أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلانا الناصبي في قريتك تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ [ و ] إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين وإن أسأت الاختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت .
فقال : يا بن رسول الله فثوابي في قهري لذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده قدره عشرون ألف درهم ؟ قال : بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة .
فقال : يا بن رسول الله فكيف أختار الأدون بل أختار الأفضل ، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أولياء الله ، فقال الحسن بن علي : قد أحسنت الاختيار وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل فاتصل خبره به فقال له إذ حضر : يا عبد الله ما ربح أحد مثل ربحك ولا اكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت ، اكتسبت مودة الله أولا ، ومودة محمد وعلي ثانيا ، ومودة الطيبين من آلهما ثالثا ، ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعا ، ومودة إخوانك المؤمنين خامسا ، واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة فهنيئا لك هنيئا .
اقول : اود التعليق على بعض مطالب هذه الرواية الشريفة راجيا من الله التوفيق :
اولاَ : ان المعصوم عليه السلام خير مطبق لكلام الله جل وعلا بل هو القران الناطق فها هو امامنا المظلوم ابي محمد الحسن المجتبى سلام الله عليه يريد ان يقول : ان من اهداك شيئا او اسدى لك خدمة فعليك ان تجازيه بمثلها او افضل منها ولعله المستفاد من قوله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن : 60]وقوله تعالى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء : 86]فيمكن القول كاطروحة : ان الاية هادفة الى ما هو اعم من السلام
ثانياَ : ان الرجل قدم للامام هدية مادية فجازاه بافضل منها وهي عشرين ضعف بل وخيره بين اثنتين ان اختار الافضل منها جمع له الاثنين وان اخطأ اعطاه المال وقد احسن الرجل الاختيار وهنا عدة مطالب منها :
1- ان فيها اشارة الى افضلية طلب العلم حيث ورد ( العلم يحرسك وانت تحرس المال )
2- ان العلم لا يعطى لكل من هب ودب وانما يعطى لمن طلبه واراده او بمعنى اخر ان المرء لا يحصل على مبتغاه من وراء التعلم ما لم يكن محباَ للعلم طالباَ له بجد
3- ان القائد الرباني يختبر اصحابه ليضع او قل ليكلف كل واحد منهم بالمهمة التي تنسجم مع قدراته
ثالثاَ : الامام سلام الله عليه جازى من اعطاه هدية مادية بهدية مادية افضل منها واخرى معنوية عندما احسن الاختيار
اقول : ما جزاء من عطاياه المعنوية قبل المادية متوالية عليك وبدون حساب ؟
بدءا برب الارباب وهو الله جل وعلا ثم رسوله الكريم والائمة من بعده صلوات الله عليهم اجمعين وانتهاءا بالقادة الربانيين الذين ساروا على نهجهم وقد تمثلوا في عصرنا الحالي بسماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بل وكل من سار على نهجه وارشد الناس اليه واوضح لهم مبهمات الامور
رابعاَ : ان الذي يدافع عن اولياء الله ويقهر اعدائهم فقد ربح ما لم يربحه احد فقد اكتسب مودة الله ورسوله واهل بيته سلام الله عليهم وواخوانه المؤمنين وهنا اريد القول لاخواني في هذا المنتدى الطاهر الذي اخذ على عاتقه الدفاع عن اولياء الله والذود عنهم : اقول لهم ما قاله الامام الحسن سلام الله عليه لذلك الرجل : هنيئا لكم هنيئا
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم [/align]