![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر السيد المغيب موسى الصدر كل المواضيع التي تخص سيرته ومواقفه واخباره |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
31/8/2001 قراءة في دور السيد موسى الصدر الاجتماعي أحمد قصير جاء في محكم التنزيل "وان ليس للإنسان إلا ما سعى، وإن سعيه سوف يرى". وجاء في انجيل لوقا الثاني عشر "فقال الرب فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يُقيمه سيدّه على خدَمِه ليُعطيهم العُلُوفة في حينها. طُوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا... بالحق أقول لكم انه يقيمه على جميع أمواله. ان النصّ الالهي في القرآن الكريم يحض الانسان على العمل، وكذلك النص في الانجيل، فمن الطبيعي البحث بموضوعية عن المفاهيم المشتركة بين الديانتين الاسلامية والمسيحية في قضايا الانسان والمجتمع، من أجل تفاعل حضاري يخدم مصلحة الانسانية جمعاء، وفي هذا السياق طرح الامام الصدر مسألة التعاون الوثيق بين العالم العربي واوروبا لانهما يشكلان وحدة حضارية اقتصادية ثقافية متكاملة، وان لولب هذا الحوار هو العلاقات الاسلامية المسيحية مبدأ العيش المشترك بين اللبنانيين. أدرك الامام الصدر منذ وصوله الى لبنان ان الطائفة الاسلامية الشيعية ورثت حصة دونية داخل دولة طوائفية أرسى معالمها الاستعمار، وكان هذا الارث تأسيساً لارادة مكبوتة تبحث عن تحسين اوضاع اللبنانيين المحرومين اقتصادياً والمهزومين سياسياً في تركيبة المجتمع اللبناني اللامتوازن في القرار والمصير. من هنا جاءت تجربة الامام الصدر الاجتماعية المؤسسية ارادة جماعية في بحثها عن سياسة تحمي الوطن انطلاقاً من جنوبه وتخرج العامليين (وسكان بعلبك الهرمل)، من ضغوط الحرمان والطائفية والانقسام. مما أدى الى مواجهة سافرة مع تخاذل الدولة التي ساهمت بشكل مباشر في انطلاقة الحرب الاهلية مما جعل الامام الصدر يطرح مشروع نهضة وطنية مطلع الستينات على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. فالديموقراطية مغيّبة، والفجوة العلمية والتكنولوجية بين العرب والغرب تتسع وتتعمق، والهوية العربية في موقع الشك والمساءلة في ظل تفتت المجتمع الى جزر قبلية وطائفية وفئوية. هكذا واجه الامام الصدر الساحة اللبنانية. صورة قاتمة يغلب عليها الاهتمام والفساد، والقطاع الاكبر من المجتمع تطحنه رحلى الفاقة والفقر والبطالة ومعظم الشباب اسقطوا من وعيهم الهم الوطني والشأن الاجتماعي. ومن خلال هذا الواقع المأزوم نجح بدوره الاجتماعي المتمكن من وعي الذات كمنطلق لوعي التاريخ، وبايمانه بالعمل المستمر استطاع ان يخفف من مظاهر الحرمان والاهمال، والفساد وتفشي الامية. وبناء مؤسسات تربوية تعليمية، صحية، مهنية أينعت كفايات علمية تقنية متطورة، فاتحة أبواب العلم والعمل امام طموحات انسانية متقدمة تستجيب لحاجات المواطنين في الوظائف، والموازنات والمشاريع الانمائية تماماً مثلما تستجيب لارادة تغيير التمثيل السياسي والمشاركة الوطنية. ويقول الصدر في هذا السياق "علينا ان نتطور عقلياً، وتطورنا العقلي دولة وشعباً هو الحس بالروح الوطنية، وعلينا ان نمارس هذا، فالتفكير اذا لم يقترن بالممارسة يتحول الى نقص، الى تحدر، يجب ان نشعر بثقل المسؤولية... نحن بانتظار الاغنياء لكي يُفكروا بالفقراء، وبانتظار الجمعيات التي عندها وفرة من المال لأن تنظر الى الفقراء" ومن الاهمية بمكان ان الامام السيد موسى الصدر وصل الى لبنان أواخر عام 1959م وسكن في مدينة صور. ثم وضع خطته مقسماً نشاطه الاجتماعي الى أربع مراحل: المرحلة الأولى: الملاحظة والاستطلاع وتكوين الفكرة التأسيسية. المرحلة الثانية: الاختبار والدراسة. المرحلة الثالثة: العمل الحركي الفعّال لتهيئة الظروف الملائمة للحوار والتأسيس. المرحلة الرابعة: الانطلاق في الخط العربي الاسلامي النهضوي. - بدأ الامام الصدر يُعالج مسألة "الفقر"، ومن خلال جمعية البر والاحسان استطاع القضاء على ظاهرة التسول في صور، فدرس اوضاع الفقراء، ميدانياً، فاقر للعاجزين منهم مرتباً شهرياً، اضافة الى تقديم الدواء المجاني، ومعالجة المرضى منهم، ثم قدم وسائل التدفئة للمعوزين في فصل الشتاء، وأدخل اطفال الفقراء الى المدارس، وانشأ لجنة اجتماعية تختص بأوضاعهم. وطلب من الناس عدم الاستجابة للمتسولين بالدفع الفردي، ولم يقف عند هذا الحد بل ردّ حالة الفقر المدقع الى الاسباب الآتية: أ- كثرة الانجاب. ب- النقص العضوي في العائق عن العمل - العاهة. ج- قلة الخبرة، والجهل بوسائل كسب العيش الشريف. د- الكسل. من هذا الواقع صمم الامام الصدر على تأسيس مؤسسة عامة تضم داراً للايتام، والفقراء، وداراً للعجزة، ولرعاية ذوي العاهات والمعوقين. وكانت مؤسسة جبل عامل، في صور، منطقة برج الشمالي ،1969 انطلاقاً من مبدأ تطوير خدمات جمعية البر والاحسان، وبعد دراسة عملية لاحتياجات المناطق المحرومة، وضرورة التركيز على مشاريع تنموية من شأنها رفع المستوى الاجتماعي، واعتماداً على دراسة بعثة إيرفد التي اظهرت ان نصف عدد سكان لبنان مصنفون في خانة الفقر المدقع، لا يحصلون إلاّ على 18 في المئة من الدخل الوطني اما الذين صنفوا في الخانة الوسطى فبلغوا 32 في المئة من السكان يحصلون على 22 في المئة من الدخل الوطني، وثمة 4 في المئة فقط مصنفون اغنياء ويحصلون على 60 في المئة من الدخل الوطني. قرر الامام التوجه الى انشاء مدارس ذات طابع مهني هدفها تهيئة التلاميذ للشهادة المهنية باختصاصات: الميكانيك والكهرباء والنجارة والحدادة وحدادة السيارات... ثم تابع الامام الصدر نهجه المؤسسي فكانت: جمعية شؤون المرأة: وبيت الفتاة المتفرع عنها: أ- مدرسة الخياطة والتفصيل والتطريز: ب- مدرسة محو الأمية. ج- مدرسة تعليم اللغات. د- الحضانة ورعاية الاطفال. مدراس الأيتام: مساهمة في استيعاب المشكلات الاجتماعية التي احدثتها الحرب اللبنانية، وخفضاً من حوادث التشريد والدمار والانحراف، أسس الامام الصدر مدراس الأيتام للبنين والبنات في بيروت، وصور، وبعلبك الهرمل. حيث يقبل في هذه المدارس الأيتام من سن الرابعة، ويتكفل المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بمختلف شؤون العناية والرعاية من تربية وتعليم وسكن وغذاء، وكساء، وقد وضعت الترتيبات اللازمة للأخذ بيد هؤلاء التلاميذ حتى نهاية المرحلة الثانوية الفنية. ونظراً الى الظروف الاجتماعية الصعبة اثناء الحرب اللبنانية وما أحدثته من مآسŸ واحزان، كان لا بد من تحرك سريع لانقاذ ابناء الشهداء الذين حُرموا من العلم والمأوى ومعظم مقومات الحياة وأثمر تحرك الامام تأسيس مبرة "الامام الخوئي" عام 1977 لتكون المنطلق لتربية جيل اسلامي على أسس من الهداية والتوجيه وقد ضمت هذه المبرة الى جانب رئيسها الامام موسى الصدر سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين وسماحة السيد محمد حسين فضل الله وقد شملت فروعاً عدة: 1- المركز الرئيسي بيروت - طريق الحدث قرب محطة صفير وكانت تضم 300 طفل تراوح اعمارهم بين الخامسة والثالثة عشرة (تتكفل المرجعية الاسلامية الشيعية بكل مستلزمات الايواء والتعليم والطعام والكساء). 2- "مبرة الامام الخوئي" الهرمل وكانت تضم 75 طفلاً، تطبق عليها الشروط نفسها لمبرة الامام الخوئي بيروت. 3- "مبرة الامام الخوئي" صور وتضم 160 تلميذاً وطالباً يتعلمون المهن لتحسين اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. معهد الدراسات الاسلامية: لاعداد المرشدين الدينيين، والمربين الذين يثقفون الناشئة ثقافة انسانية لابعادهم عن الانحرافات والشذوذ. ثم نظر الامام الصدر الى الواقع الاجتماعي نظرة متقدمة على اساس انه كائن حي، ينبض بالحركة، ورصيد متجدد للتجارب الانسانية وثورات المستضعفين وهو يقول: انه تعلم من والده ان يكون قريباً الى الناس، لا يجعل بينه وبينهم سداً او حجاباً. وانه يحاول ان يفتح قلبه لهم فيحدثونه بجميع ما في قلوبهم وعقولهم، وان على عالم الدين ألا يكتفي بخطبة الجمعة او الوعظ في المساجد، بل عليه الخروج الى الناس ودرس مشكلاتهم الاجتماعية والوطنية، على الطبيعة والمساهمة في حلها. وهنا أعود بالذاكرة الى مسألة اجتماعية مطلع عام 1970 حيث حاولت الدولة تشتيت عدد من السكان الذين كانوا يقطنون مكان المبنى الحالي لكلية العلوم - الجامعة اللبنانية بحجة توسعة الكلية. يتبع رجاءاً
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسى , الاجتماعي , السيد , الصدر , قراءة |
|
|
![]() |
![]() |