فتنة خلقة الشيطان (33-الحجر / ج14) - الصفحة 2

الملف الشخصي · 20-06-2012, 05:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد تيسير الموسوي

فقد رأى بأن آدم خُلق من تراب؛ وطبيعة التراب عنصر ساكن غير فعال.. ورأى نفسه بأنه مخلوق من النار؛ والنار وجود ذو إنارة، وذو تأثير في باقي الأمور، فالنار لها قدرة تحويل الجماد إلى سائل، ولها قدرة عجيبة في تغيير ماهية الأشياء.. ولأنه رأى أن مادة الخلق عنده أشرف من مادة الخلق في آدم، فقد عمل في قياس باطل، وقال في سورة الأعراف: { أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}.

فباعتبار أن المادة الأولية له، أشرف من المادة الأولية لآدم فهو خير منه!.. ولم يلتفت إلى جوهر آدم، وإلى جوهر الشيطان، فقد نظر إلى القشر، ولم ينظر إلى اللب.. وهنا الخطأ الأول الذي وقع فيه إبليس، وهو أن عبادته لم تؤثر في عقله ومستوى تفكيره.. ولهذا فإننا نحذر الإنسان العابد الذي لا عقل له، من الوقوع في خطر الانحراف القاتل في يوم من الأيام.. يقول الله -عز وجل- مخاطبا العقل: (... وعزتي وجلالي!.. ما خلقت شيئا أحسن منك، ولا أحب إلي منك أبدا؛ بك آخذ، وبك أُعطي).. وفي حديث آخر، ما مضمونه: (بك أثيب وبك أعاقب، ولا أكملك إلا فيمن أحب).. فإذن، هذا هو جوهر العقل في وجود الإنسان.. وعليه، فإن العيب الذي في إبليس، هو أنه كان عابدا، ولكنه لا يعقل.

قال تعالى : (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ))
فقد ورد بما معناه ان فقيه عالم اشد على ابليس من الف عابد. وان ابليس لعنه الله تعالى الى درجة من الدرجات كان غبي لم يعلم ان النار هي منشاها من الارض وهي تتكون من تراب.
اللهم اكفينا شره ببركة الصلاة على محمد وال محمد
جزاك الله خيرا اخي الكريم