العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > ألمنبر الإسلامي العام

ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 27-12-2011, 02:12 PM   #3

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي رد: عقبات القيامة

الحل بالنسبة إلى المشكلة الأولى:
أولاً: ترك المعاصي والذنوب.. إن المؤمن يجب أن يأخذ قراراً، ويترك هذه الحركة التي هي اللعب بين الحبال!.. مع الأسف هنالك بعض المفاهيم الخاطئة، وجدت سبيلها إلى نفوس الناس.. مثلاً: يقال للبعض: يا فلان، لمَ تسمع الغناء الآن، وأنت قبل ساعة كنت تسمع القرآن؟.. وإذا به يقول: ساعة لربك، وساعة لقلبك!.. هذا الكلام لا ينفع يوم القيامة، بل يُعاقب على كل خطأ، وعلى كل زلة؛ لأنه في محضر الله عز وجل، والأوقات كلها لله سبحانه وتعالى.. فإذن، المؤمن لابد أن يأخذ قراراً.. كما روي: أنّ الدنيا والآخرة ضرتان، إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى.. لذا، على المؤمن أن يأخذ هذا القرار الإستراتيجي في أقرب وقت ممكن، لأن الوقت ليس في صالحه أبداً.. الإنسان بإمكانه أن يصل إلى درجة يصبح وجوده إلهياً، كما في رواية قرب النوافل.. قال رسول الله ():(قال الله عز وجل: ما تقرّب إليّ عبد بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وإنه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها.. إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موت عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته).

إن النبي الأكرم ( ) يريد منا جميعاً أن نصل إلى هذه الرتبة، ولو بعد حين.. نحن لا نتوقع من الشاب المراهق، أو من الشاب في أول عمره، أن يصل لهذه الدرجات؛ ولكن طريق الألف ميل، يبدأ بخطوة واحدة.. فمن جد وجد!.. على الإنسان أن يزرع الآن، ليحصد الثمار في أواخر العمر.. كم يحز في نفس الإنسان، أن يرى بعض الشيبة من كبار السن، وقد بلغ الستين فما فوق، وهو مايزال يعيش المراهقة.. الستون زرع آن حصاده، تراه في هذه السن وهو متحير، ماذا يعمل في حياته؟.. إنسان عاطل عن العمل، يعيش سنوات التقاعد، والأولاد كل ذهب إلى سبيله: البنت تزوجت، والصبي تزوج، وبقي في غرفة في منزل هو وزوجته كبيرة السن مثله، يعيش الملل من هذه الحياة؛ هذه ضريبة التكاسل أيام الشباب.. بينما علماؤنا الأبرار الصالحون والأولياء، يتمنون هذا العمر؛ لأن المعاش مؤمّن، والإنسان في هذه السن غير مطالب بأن يهتم بالرزق، وليس عنده انشغال بالأولاد والبنات وغيره؛ فيتفرغ للعبادة.. فالذي يعيش السعادة من الستين إلى السبعين والثمانين، هو الذي بني بناءً في أيام شبابه، والآن حان وقت الاستثمار.. الكل سيبلغ هذا العمر، ولكن -مع الأسف- البعض في سن الخمسين يتقاعس، ويصبح وكأنه على شفا حفرة من القبر، يصبح إنساناً يائساً من الحياة، لا يكد ولا يكدح.. هذه الشيخوخة المبكرة، منتشرة هذه الأيام في مجتمعاتنا لعوامل شتى!..
انظروا إلى المرتبة التي يريدها المصطفى () من المؤمن من خلال الحديث القدسي الذي رواه: (ما تقرّب إليّ عبد بشيء، أحب إليّ مما افترضت عليه)، أي أتقن الواجبات!.. مع الأسف البعض يسأل: من أين نبدأ؟.. الخطوة الأولى: يجب أخذ قرار إستراتيجي!.. الأمر لا يحتاج إلى تفكير كثير وعميق، من الآن عليه أن يأخذ قرارًا بترك المعاصي والذنوب.. إن مساحة المعاصي والذنوب مساحة ضيقة جداً، طول هذه المساحة شبر واحد بين الأذنين، والارتفاع ارتفاع الفم إلى الحاجبين.. فالذي يقي أذنيه وعينيه وفمه عن الحرام، يشتري بهم جنات الخلد، عرضها السماوات والأرض، برقابة مساحة شبر في نصف شبر.. ولكن -مع الأسف- البعض يستنكف عن بذل هذا المقدار من الجهد.. فوجود الحرام في حياة الإنسان، هي حرب عملي.. كما أن الله -عز وجل- يقول بالنسبة إلى الربا: ﴿فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ.. الربا حرام، وفي مقام العمل هي صورة من صور المحاربة مع رب العالمين.. وكل حرام بمثابة الحرب مع الله ورسوله، وإن لم يقصد الإنسان ذلك، وإلا كان كافراً صريحاً؛ لأن الذي يتحدى الله ورسوله بالحرام اعتقاداً؛ هذا الإنسان كفر بالله عز وجل.
فإذن، في مقام العمل كل معصية، هي حرب مع الله -عز وجل- ورسوله.. والإنسان الذي له حرب مع الله ورسوله، ولو على مستوى النظر المحرم، أو على مستوى السمع المحرم؛ هذا الإنسان كيف يصل إلى التكامل والكمال وإلى عالم القرب؟.. وبالتالي، فإن الخطوة الأولى هي التخلص من المعاصي والذنوب.. وبحمد الله -عز وجل- ما من حرام إلا وهناك حلال بديل له: فالخمر حرام، ولكن هنالك أشربة محللة بديلة.. ولحم الخنزير والميتة حرام، والبديل هي اللحوم المحللة.. وكذلك بالنسبة للزنا حرام، والبديل هو الزواج.. وأيضاً الربا حرام، والبديل هو البيع.. وعليه، فإن الإنسان ليس مضطرًا لارتكاب الحرام، إلا بسوء الاختيار، وبسوء المذاق.
ثانياً: إتقان الواجبات.. قبل الالتزام بالمستحبات، يجب إتقان الواجبات، وعلى رأس هذه الواجبات: الصلاة.. إن بدأ الإنسان بالصلاة الواجبة، وأتقنها؛ فهو على ألف خير!.. أحد العلماء الماضيين، كان في النجف الأشراف على رأس مدرسة أخلاقية كبرى، كان يسمى بـ: "السيد القاضي"، هذا الذي ربى جيلاً من العلماء والصالحين حتى من غير العلماء، كانت آخر توصياته في مجال الحركة إلى الله عز وجل: "عليكم بصلاة أول الوقت"، ولكنه لم يذكر الصلاة الخاشعة.. فهذا العمل، هو مفتاح لكل خير، كما قال علي (): (أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك).. فإذن، علينا بإتقان الواجبات، وبعد ذلك نأتي بالمستحبات.
ثالثاً: الإتيان بالمستحبات.. يقول النبي الأكرم () في هذا الحديث القدسي: (ما تقرّب إليّ عبد بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وإنه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتى أحبه)؛ هذه الرواية من أهم روايات السير إلى الله عز وجل.. ولكن لم نعرف ما الأهم: الفرائض أو المستحبات؟.. هنا نكتة طريفة في هذا المجال: يبدو أن الواجبات من بين الأعمال، فهي مؤثرة في إثقال الأعمال.. أما (وإنه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتى أحبه)؛ المحبة لذاته لا لفعله.. هنا بالنوافل، تصبح ذاته ذات مقربة إلى الله عز وجل.. فرق بين إنسان تجري الواجبات على جوارحه، وبين إنسان أدى المستحبات، إلى درجة أصبح محبوبًا لله عز وجل.. يا له من مقام: إنسان يصبح وجوده وجودًا إلهيًا!.. النبي ما ذكر هذا المثال لأمثال سلمان وأبي ذر وخاصة أصحابه، بل هو حديث عام، هذه معادلة في عالم الوجود: ثقافة التخصص، والتميز، والتقرب إلى الله -عز وجل- بهذا المعنى الخاص؛ هذا الباب مفتوح للجميع.. فرب العالمين ليست له صلة قرابة ببعض الناس، جعل هذا الطريق مفتوحًا للجميع ﴿فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا.
فإذن، المشكلة أن أحدنا لا يملك هذا العزم

 

 

 

 

 

 

 

 

شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 03:28 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025