قراءة في علامات المؤمن

قراءة في علامات المؤمن

الرواية الأولى /روي عن ابي عبد الله عليه السلام قال:ثلاث من علامات المؤمن علمه بالله ومن يحب ومن يبغض0
عن بحار الانوار ج66 ص246
عن الكافي ج2ص126
الرواية الثانية/الصدوق في صفات الشيعة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام)انه قال في حديث:علامات المؤمن أربعة نومه كنوم الغرقى وأكله كأكل المرضى وبكاؤه كبكاء الثكلى وقعوده كقعود الواثب )
عن مستدرك الوسائل الميرزا النوري ج8 ص401
عن صفات الشيعة ص30 ج42
احاديث العلامات كثيرة لكنها مترابطة ويفسر بعضها بعضا ومنها الحديثان المرويان،
إن الوارد في الحديث الاول إنما هو معرفة أحباء الله من أعدائه وهذا لا يحصل إلا للباحث الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل الوصول الى من يحب الله فلو قلنا إن الأمر منحصر بمعرفة الأئمة الاثنى عشر وهم أحباء الله ولا يتعداهم الى اوليائهم فيكون عصرنا لا يحتاج التعب والبحث لان الامر واضح ولكن هذا خلاف ما يدل عليه الحديث الثاني الذي يعد من علامات المؤمن الم يكون قعوده كقعود الواثب؟ أليس ذلك يخص عصرنا وكل عصر ويدل على التحضر والاستعداد؟
فكما ان لكل عصر ظروفه فهو ايضا له رجاله ومن منهم يحبه الله ومن منهم يبغضه الله وهذا المحب إنما كان من ممن يحبه الله لأنه اقتدى قولا وفعلا بالله بالتكامل والعلم والعمل والمؤمن يحتاج هكذا رجال لهم الخبرة متكاملين لكي يقتدي بهم ويسير على هديهم في سبل التكامل وان هؤلاء الرجال لهم قدم سبق في الإيمان وبالتالي فهم بمستوى من التكامل في شتى أمور الحياة كالطاعة ومحاربة النفس الأمارة بالسوء والتخطيط لبناء المجتمع الانساني المتكامل كلٌ على قدره يعني لهم أمور ومتطلبات يريدونها ممن يتبعهم وبالتالي لا ينجح في اتباعهم الا ان يعيش المؤمن وهو مستعد لتحمل العناء والتعب والشدائد ومع ترويض النفس على الاستعداد المستمر يمكن فقط بهذه الحالة الوصول إليهم والاقتداء بهم كما عبر المعصوم انه حتى في قعوده يقعد كالواثب وهو منتهى الاستعداد واليقظة كما انه يشير الى بذل اكثر من الجهد العادي فالإنسان قد يكون له القعود راحة وبعدها يبذل جهده في الامور التي توصله الى الله ولكن ان يكون حتى في قعوده متوثب فذلك ينبه الى صعوبة ما ينتظر المؤمنين وما يطلبه منهم احباء الله على مستوى زيادة الطاعات وكذلك المناهج التربوية الغير مألوفة التي تلائم الاخطار في عصرهم وتجري بهم في طرق التكامل كما إن التوثب يدل على ان الفرص امام المؤمنين من النوع الذي لا ينال إلا بالوثب، إذن فالحديثان يكمل احدهم الآخر..